Thursday, 22 January 2009

تاكسي (حديث المشاوير) لخالد الخميسي

أهداني أحد أشقائي هذا الكتاب قبل فترة و قال لي بأنه كتاب خفيف و سلس و لن تستغرق قراءته أكثر من ساعة أو إثنتين مبدياً عدم إعجابه به لتفاهته و سطحيته. تصفحته في البداية فرأيت إقتباساً في بدايته من كتاب "مكتوب" باولو كويلو ثم قرأت تقديماً للكتاب من قبل د. عبدالوهاب المسيري الذي وصفه بأنه "عمل إبداعي أصيل ومتعة فكرية حقيقية" وقال عنه د. جلال أمين أنه "من أجمل ما قرأ من كتب في وصف المجتمع المصري" فتشجعت أكثر فأكثر على قراءة هذا الكتاب. 9

الكتاب ما هو إلا نقل لبعض حواديت سائقي الأجرة في القاهرة موزعة على شكل قصص صغيرة طولها 3 أو 4 صفحات فقط. فيحكي المؤلف حواراته بشكل مباشر مع شريحة اجتماعية يمثلها سائقو التاكسي الذين يجمع ما دار بينه وبينهم عن الهم المصري سياسياً و إقتصادياً و إجتماعياً و ينقل النقد اللاذع للنظام المصري على جميع الأصعدة وينقلها كما هي بلغة الشارع التي الفجة و الصادقة في آن واحد و المختلفة تماماً عن لغة الصالونات الأدبية. 9
وبلغة شعبية بسيطة يتحدث سائقو التاكسي عن أداء الوزارات والمسؤولين والشعارات الجوفاء والفساد والاوضاع السياسية في المنطقة محاولين استقراء مستقبل المنطقة السياسي ينقل لنا سائقو التاكسي وبلغة شعبية بسيطة هموم المجتمع فتتناثر الآهات و المآسي بصراحة بالغة عن أوضاع مصر السياسية والاقتصادية والتطرف والمظاهرات والجنس وحياة البسطاء وهمومهم الشخصية و فساد الشرطة و أداء الوزارات والمسؤولين والشعارات الجوفاء والفساد والاوضاع السياسية في المنطقة محاولين استقراء مستقبل المنطقة السياسي و إنتشار الدعارة و البيروقراطية و إنحدار مستوى التعليم و أحلام الشباب و آلام الغربة و قضية السكن و الغلاء و الأحزاب و التنظيمات السياسية و الإستفتاءات الفارغة و تامر حسنى و مضار التدخين ألخ ... 9
يقول أحدهم واصفاً عهود الرؤساء الثلاثة بعد ثورة مايو : "اللي ما اتسجنش في فترة عبدالناصر مش حيتسجن أبداً ، و اللي ما اتغناش في فترة السادات مش حيتغنى أبداً ، و اللي ما شحتش في فترة مبارك مش حيشحت أبداً". و يقول آخر عن التعليم : "التعليم لكل الناس ده يا أستاذ كان حلم جميل زي احلام كتير راحت و ما فضلش منها سوى الشكل و المنظر .. على الورق التعليم كالملء و الهواء .. إجباري لكل الناس .. و لكن الحقيقة الأغنياء بيتعلموا و بيشتغلوا و بيكسبوا ، و الفقراء ما بيتعلموش حاجة و ما بيكسبوش حاجة و ما بيكسبوش حاجة. و متلقحين كلهم أوريهوملك مش لاقين لا شغلة و لا مشغلة". 9
إسلوب الكتاب فريد من نوعه رغم بساطته و هو ما أثار الإعجاب. الكاتب لم يكتب شيئاً جديداً ، بل نقل حوارات و كان يوقع أصحاب التاكسي بسؤاله السحري "ليه ؟" فإنطلق هؤلاء البسطاء بسرد تلك الكلمات العميقة المبهرة و هم الأميون ودون المستوى كما نظن في حين إنهم الأكثر قدرة على تشخيص المشاكل التي طحنتهم و عجنتهم قبل أن تخبزهم وقوداً لكتابات المثقفين. و لكن لم لجأ الكاتب لهذا الإسلوب؟
خالد الخميسي هو إبن عبدالرحمن الخميسي : الشاعر و المناضل الذي كتب عن حب مصر و الحرية و أحلامه في الديمقراطية حتى أعتقل في زمن عبدالناصر و سجن لمدة ثلاثة سنوات و أغلقت جريدة المصري التي كان يعمل بها و أنهيت خدماته في جريدة الجمهورية. لكن الإبن خرج في زمان آخر ، إنتشرت فيه الصحافة الكاذبة السطحية أحادية الجانب الصفراء غير العميقة على حد قول الكاتب. لم يستطع الخميسي أن يكون مثل والده حراً فلم يكتب طول حياته إلا قليلاً و كانت معظمها سيناريوهات و أبحاث لم تلقى النجاح قبع في مكتب جريدة الأهرام بفرنسا يصدر نشرة لم يكن يقرأها احد بإسم "صباح الخير يا فرنسا". و عاش خالد الخميسي بإعترافه بتحفظ شديد و حَذَرٌ في إلقاء الكلام حتى لامس الخوف نفسه كما لامس قلوب ملايين المصريين فهو يقول بأن مشكلة المصريين تكمن في خوفهم ، الخوف الذي جعلهم يعيشون في حالة عجز دون أن يحاولوا تكسير تلك الجدران من أجل ان يتحرروا. الكاتب يجب أن يشعر بالحرية و السلام مع نفسه أولاً ليخرج ما بداخلة دون خوف و دون ان يضع القيود من نفسة على نفسه. فسائقي التاكسي الذين تحدثوا و نقلت أحاديثهم في هذا الكتاب قالوا ما لديهم في حرية و سخرية و إنتقاد لاذعين فيما بقى خالد الخميسي داخل أسوار خوفه و قلقه. 9
الكتاب هو أبسط ما قرأت خلال هذه السنة و هو ليس عملاً روائياً بل محردد أقاصيص إجتماعية تصور حال المجتمع المصري في الفترة ما بين إبريل 2005 الى مارس 2006. كما إن إختيار سائقو التاكسي يدل على ذكاء شديد فلتلك الفئة خبرة واسعة في المجتمع المصري ويملكون وجهات نظر تمثل شريحة البسطاء (الغلابة) في المجتمع المصري نظرا لطبيعة مهنتهم القاسية واحتكاكهم مع شريحة كبيرة من ابناء المجتمع فهم يلتقون بمئات الناس يومياً و يتعرضون لعشرات المواقف و هم الأكثر قدرة على صنع لوحة جدارية تكشف خبايا المجتمع و تكون كالمرآة تعكس نبض آلامه و التفاعلات السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية فيه. 9

45 comments:

  1. أول ماقرأته لم يلفت نظري
    ومع الوصول لثالث تاكسي تقريبا بديت اشعر باني اركب تاكسي وانزل من تاكسي اخر فبدأت استمتع
    !!
    مقدمته البسيطة جعلتني اقرا وافكر ماهي الامور التي اسقطها ولم يكتبها؟
    وماهي الالفاظ التي استبعدها كما يقول رغم انه تقريبا تكلم بلسان التكاسي بكل اريحية؟


    كتاب جميل
    خلصته بالطياره باستمتاع
    استمتع بهذا النوع من البوستات لديك
    شكرا شكرا يا حلم
    :))

    ReplyDelete
  2. أستانس وايد على هالبوستات

    خصوصا على الكتب

    شكرا على الرابط

    :)

    ReplyDelete
  3. يعطيك العافية ومشكور
    شوقتوني أقراه أنت واستكانة

    :)

    تم التحميل

    خوش سيرفيس نبذة عن الكتاب مشوقة ولنك للتحميل

    شاكرين لكم خدماتكم

    :)

    ReplyDelete
  4. This comment has been removed by the author.

    ReplyDelete
  5. امس شريت الكتاب :)

    ReplyDelete
  6. قريت من الكتاب 4 قصص وشدني بقوة
    خفيف بس جميل وواقعي ولذيذ

    ولكن تعبت من ال
    PDF

    شكلي بشتريه وأقراه وهو بين يدي
    ما يندمج الواحد عدل إذا الكتاب مو بيده

    شكرا مرة أخرى
    :))

    ReplyDelete
  7. كتاب تاكسي كان من الكتب الحلوة اللي قريتها مؤخرا
    من الطريف إن الكتاب نفذ من مصر وصاروا يطلبونه من مكتبة جرير بالكويت
    :)

    ReplyDelete
  8. خوش كتاب
    ممتع جدا

    thanks for sharing :)

    ReplyDelete
  9. مو متعود أقرا باللهجة المصرية... حلاته يسوونه كتاب مسموع!

    ReplyDelete
  10. ايه توارد الخواطر ده؟

    دنا أكيد مبروكة هههه

    صب تصدق, النهاردة كنت مقترحة الكتاب ده من ضمن مجموعة كتب تانية لزميل كان بيفكر عن قريب يشتري

    المهم, اسلوب خالد الخميسي قريّب من القارئ, عارف ليه؟ لأنه بيخاطبهم وكأنّه منهم

    يعني انت لما بتقرا له, بتحس انه بيخاطبك وكأنه سواق تاكسي بحق وحقيقي وانت راكب ورا

    ما بيتفلسفش ولا بيدّيك الاحساس انه بيتكلم بحاجات كبيرة وانك جاهل

    يعني مش زيّ لمّا يكون قدامك واحد واخد شهادات ومتعلّم ومتنوّر ويقعد يرغي بكلام متفهمش ولا حتى تلت ارباعه, وكل شويّ بيبص لك بنظرة استنكار, وكأنه بيقول لك: ياظ, انت مكانك مش هنا, يلا إمشي


    كلامه قريب من القلب, بس يعيبه حاجة وحدة, وديت من وجهة نظري الشخصية, بيستخدم بعض الالفاظ الّي ميصحّش تتقال
    أي نعم العامّة بيقولوها, بس كنت افضل لو انّه ماستخدمهاش اصلا

    الخلاصة, هيّ مش بس رواية تتقري وبس, ده بيشرح واقع

    سلام

    ReplyDelete
  11. اختلاف الرؤية للمضمون القصصي للرواية بينك وبين أخيك يثبت النظرية القائلة بأن قراءة الكتاب كاختيار الصديق

    تبحث عنه طويلا

    وتجرب عشاءً مع هذا وغداءً مع ذاك

    ومجالس تجمع أيامكم

    لكن من يخاطب وجدانك فيصل منها إلى عقلك الباطن

    هو من سيكون خير رفيق

    أقصد الكتاب طبعاً

    حلم

    تذكر كتاب مدينة الرياح؟؟

    :")

    ReplyDelete
  12. يا خوي يا حلم بطل هالروايات :(

    خليتني احوس اليوم أدور التاكسي مالك, وخسرتني دينار ونص سعر الكتاب غير البنزين :(


    همسة: لا ننصح بالقراءة الكثيرة حيث انها تسبب مرض الزرق ورق, هذا والله أعلم

    :)

    ReplyDelete
  13. كتاب جميل وخفيف قرأته منذ عام او عامين لا اذكر ولكن اذكر اني كنت
    استمتع بحروفه كثيرا

    و لاني كنت ادرس حينها في قلب القاهره اعيش هذه الحكايات مع التكوسه اي سائقي التكاسي باسمرار

    كانت متعتي به اكبر

    ReplyDelete
  14. كتاب عجيب قريته بالطيارة وانا رايح القاهرة وهناك عطيتا راعي التاكسي اللي كان بودبنب الجامعة :)

    ReplyDelete
  15. أتسائل هل بأمكان أي روائي كويتي تأليف رواية على نفس السياق مع سواقين التاكسي البنغال العاملين
    بالكويت ؟

    ReplyDelete
  16. الخرافي يفاوض لشراء نادي ليفربول

    11:54:11 ص 23/01/2009
    الآن-التايمز



    ذكرت صحيفة التايمز الصادرة اليوم أن مجموعة الخرافي تفاوض لشراء نادي ليفربول الانجليزي بمبلغ 500 مليون جنيه استرليني. وجاء في الصحيفة أن المجموعة دخلت في مفاوضات من أجل شراء النادي الانجليزي العريق والذي سجل بطولات عالمية ومحلية عديدة ويتنافس هذا الموسم مع مانشستر يونايتد على الصدارة على الدوري الانجليزي الممتاز.

    وأسهب تقرير الصحيفة في إعطاء خلفية عن مجموعة الخرافي التي يترأسها الأخوبن -جاسم وناصر محمد عبدالمحسن الخرافي وعن مشاريع المجموعة العالمية والمحلية. كما تطرق التقرير إلى النادي وما يمثله رياضيا وماليا.

    حلم

    بدون شماته

    ReplyDelete
  17. انا بعدني ما كملته

    بس مب عايبني

    يوم انجذب لكتاب اخلصه بسرعة

    : )

    تشرفت بالمرور هنا

    !!

    ReplyDelete
  18. مرحبا

    شريت هالكتاب من مصر وقرأته خلال يومين فقط..فعلا

    وظيفة التاكسي في مصر وظيفة حيوية واعتبرها الكثيرون من الاعمال الجليلة نظرا لصعوبة التنقل في تلك الدولة المزدحمة بالسكان

    في الكويت كانت هناك نية لكتابة كتاب عن باص النقل العام لكن تأخرت مؤلفه كثيرا لأن الباص للحين ما وصل للمحطة اللي يم بيتهم!!

    كتاب مشوق اتمنى من الجميع قرائته

    ReplyDelete
  19. بالنسبة حق الأنونيموس اللي فوقي

    الخبر صحيح

    http://www.alarabiya.net/articles/2009/01/23/64837.html

    شكله بيتحقق حلمك إذا صارت


    ------------------
    وخوش رواية يمدحونها

    ReplyDelete
  20. شكرا عزيزي على إرشادنا على هذا الكتاب المنبثق من واقع المجتمع المصري ..

    أعتقد أن ذكاء الكاتب واضح من اختياره سائقوا سيارات الأجرة كما تفضلت .. فهم من الفئات التي تحتك بمختلف أنماط البشر ..

    لم أقرأه بعد .. ولكني حريص على شكرك :)

    إلى الأمام دائما ..

    ReplyDelete
  21. إستكانة

    ماذا عن باقي البوستات؟ مو ممتعة؟

    ReplyDelete
  22. بو فيصل

    إن شاءالله فلوسك محللة

    ReplyDelete
  23. ين

    في حياتي لم اقرأ الكتب الإلكترونية. حتى في العمل لا أطيق قراءة الإيميلات و التقارير من الشاشة. بل أقوم بطباعتها و من ثم قراءتها

    انا في هالأمور تقليدي جداً و مو عصري. أعشق رائحة الحبر و ملمس الورق الخشن

    I add the links to add value only !

    ReplyDelete
  24. نيكون

    و مكاتب الكويت زاخرة بالنفائس ماشاءالله

    أشك في إن نسختي هي من الكويت. أغلب الظن غنها من مجردوي في دبي أو دار الساقي في لندن

    ReplyDelete
  25. صلاح

    بصوت نعيمة الصغير اللاذع

    ReplyDelete
  26. سهير زكي

    فعلاً هناك بعض الألفاظ الخادشة. وفعلاً الكتاب واقعي الى اقصى حد

    الرواية القادمة هي "تلك العتمة الباهرة" للطاهر بن جلون

    ReplyDelete
  27. زوز

    لم أسمع بهذا الكتاب من قبل

    ReplyDelete
  28. يانج

    من عيوني. ما راح أكتب إلا عن الألماس أو شنط جلود التماسيح. حزتها بتبيع سيارتك و تفتر على المحلات مشي و لا تحاتي سعر البنزين

    ReplyDelete
  29. عبدالرحمن

    خفيف فعلاً. ممتعة الى حد ما. لكن الأفكار الواردة فيه ضحلة أيضاً

    ReplyDelete
  30. غير معرف 1

    شنو مواضيعهم؟ أحسن مطعم جباتي و قيمة؟ ارتفاع أسعار مناهيل البواليع؟ غباء الكويتيين و سذاجتهم؟ طمع كفلائهم؟ قصص رجال المباحث؟

    ReplyDelete
  31. غير معرف 2

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ

    http://news.bbc.co.uk/sport1/hi/football/teams/l/liverpool/7848428.stm

    و شهد شاهد من أهلها و رد كيد بنو قريظة في نحورهم

    ReplyDelete
  32. دبي

    ما أعبر على هالأكسنت

    أحب دبي و على راسي محمد بن راشد الذي يغتاظ منه حزب أعداء النجاح

    ReplyDelete
  33. كاريكاتير

    حل باصات النقل موجود. مترو الأنفاق أو مشروع قطارات الكويت العظيم

    و هذي ويهي إن قبضت من حكومتك شئ غير الكذب

    ReplyDelete
  34. ميت

    الخبر كاذب

    http://news.bbc.co.uk/sport1/hi/football/teams/l/liverpool/7848428.stm

    ReplyDelete
  35. أحمد الحيدر

    فورزا الحلم الجميل

    ReplyDelete
  36. حلم جميل بوطن أفضل:

    لا تكفى خلك على القصص أم دينار ونص :)

    ReplyDelete
  37. ولما تنظر للجانب الفارغ من الكوب
    اذا استمتعت ببعض البوستات
    فهذا بمفهوم المخالفه اني لا استمتع بالبعض الآخر
    :pp~
    صباح الخير

    ReplyDelete
  38. شوقتني أقراه
    شاريته من زمان بس ماقريته

    ReplyDelete
  39. لأ يا استكانة

    و آنا اللي مقطع مدونتك تقطع و ما أطوف و لا حرف تكتبينه و معلق صورة بيالتك على باب الكبت

    بعد كل هذا بوستاتي طلعت ما تعجبك؟

    شلون أنام الليل الحين؟

    ماكو إلا أنام النهار

    ReplyDelete
  40. عزيزتي مي

    عادةً لا اتدخل في خيارات الآخرين و إهتماماتهم. لكن كلش و لا كتب تطوير الذات و سوالف طارق سويدان

    :)

    ReplyDelete