Monday 31 August 2009

بل تقديره أنا

طالعنا الكاتب الظريف السيد محمد الوشيحي بمقالتين (الأولى - الثانية) شرّق فيهما و غرب كعادته بحثاً عن الإثارة على طريقة "خالف تُعرف". حق الكاتب طبعاً أن يكتب. لكن أن يستكثر ردة فعل المدونين في حق الكاتب (العظيم) عبداللطيف الدعيج و التي تأتت عظمته بكونه أول من احترف الكتابة في الصحافة. 9
نعم لم يعد ينقصنا من المصطلحات ك "الناشئة" لنأتي الآن بمصطلح "الإحتراف" الذي شدد عليه السيد الوشيحي بعد إنتقاله من مؤسسة الراي الإعلامية بقيادة "الكابتن" جاسم بودي الى مؤسسة الجريدة الإعلامية تحت راية "الكابتن هو الآخر" محمد جاسم الصقر و اللهم زيد و لا تنقص "كباتن" شارع الصحافة. و حين سأل عن هذه "الصفقة" أجاب بأنه كاتب "محترف" له الحق في الإنتقال من ملعب الى ملعب و من ميدان الى ميدان بحثاً عن لقمة العيش. فالمحترف هو من يمتهن مهنة ما كالكتابة الصحفية و يجعلها مصدراً لأكل عيشه و قوتاً لأبناءه ،، تماماً كما كان يفعل المحامي حديب بن ديرة في رائعة درب الزلق .. اللي إن قصوا لسانه مات يوع ! 9

و للظريف الوشيحي قصة مع المدونات فهي من أطلقت عليه لقب "مفيد فوزي" الصحافة الكويتية لظرافته الشديدة جداً جداً و هي من تابعت قصة صعوده السريع في مؤسسة الراي قبل أن يجلس في حضرة عمه و عم الكباتن أجمعها السيد "جاسم الخرافي" في تلك المقابلة الشهيرة عشية إنتخابات 2008 ليمارس هواية الإبتسام و يكتفي بالضحك دون أن يبرز سهامه التي لطالما سنت لطعن الفاسدين من أبناء هذا الوطن. 9
يومها و حين كتبنا .. زعل المحترف محمد الوشيحي .. و تساءل لماذا ؟؟ و ظل يتساءل لماذا لماذا ؟؟ دون أن "يفهم" بأنه من الواجب على من "ينتقد" أن يقبل النقد الموجه ضده لا سيما إن سلمنا بشجاعة السيد الوشيحي في نقد الموروث القبلي. 9
لكن ما تناساه السيد الوشيحي إن الكاتب المحترف كاللاعب المحترف تماماً .. لا يهمه رضى الجماهير بقدر ما يهمه تطبيق "خطة" ولي نعمته و مسدد فواتيره المدرب "رئيس التحرير" داخل الملعب أو ميدان الصحافة لا فرق. 9
كما إن عليه الإعتراف بأن أفضل فئة محترفة في الصحافة الكويتية هي فئة "بدون شارع الصحافة" و التي تنقل الخبر من المصدر ساخناً و طازجاً لا من وراء المكاتب الوثيرة. فهذه هي الفئة التي تستحق التقدير .. الفئة الشبيهة بالأفارقة المحترفين في كبرى الأندية الأوربية .. لا "ناشئة" دوري المحترفين الأمريكي و فريق "ثيران شيكاغو" الشهير ! 9
و يبدو ان الوشيحي مهووس فعلاً بفكرة الإحتراف و المدة الزمنية التي يقضيها الكاتب في أروقة دور الصحافة و النشر. و لكن إن طبقنا معياره هذا. فسنكتشف بأن لا وزن لمحمد الوشيحي أمام الكاتب المحترف "الهوائي" فؤاد الهاشم .. الذي إحترف الصحافة و كتب (نظير أجر) دفاعاً عن الماركسية و الشيوعية و حركات اليسار العالمية التي إنتهت الى غير رجعة فإنقلب الى التغزل أيضاً باليمين و أصحاب اليمين. إذن فليتأدب السيد الوشيحي في حديثه عن الهوائي و ينتقي مفرداته بدقة أكبر حين يخاطب الكتاب المحترفين ! 9
بل إن رفيق الدرب و أنيس المجالس الكاتب "المؤدب المهذب" نبيل الفضل ليتفوق على الكثير من شباب الصحافة الذين لم يحترفوا مهنة "قلائد مبارك الكبير" و لا الدفع بالعملات الصعبة و لا الدفاع عن حرامية و سراق المال العام الذي أصبح "عبداللطيف الدعيج" ينتقد من يلاحقهم ! 9
ما كتبه الوشيحي لا يعدو إلا فزعة كاتب لكاتب آخر و دفاع محموم تقديره ليس "هما" كما تفضل بل تقديره "أنا" ! فأين الآنا في الموضوع ؟! 9

هل آلمتك شتائم المدونين لعبداللطيف الدعيج يا بو سلمان ؟؟ و الله نحن لا يرضينا شتائم لأحد إطلاقاً .. خصوصاً عندما يبادر الكاتب المحترف و الذي له في الصحافة 38 سنة و يتهم جميع من خالفه الرأي بأنهم أولاد حرام فقط لأنهم لا يرون مستقبل البلد تحت إدارة ناصر المحمد .. ثم يأتي ليعتذر "سامحوني" لقد أخطأت !! فماذا نقول لهكذا جهل و هكذا طرح ؟
و حين ينتصر للعنصرية البغيضة و يقدمها على مبدأ لطالما كتب عنه أيام ما كان محترفاً في السياسة و يتجاهل سيادة القانون و يغض البصر و لا يعلق على ما تفضلت أنت بكشفه و نشره و يقول بأن جميع المدونين "الناشئة" ما هم إلا فداوية لأحمد الفهد .. فماذا نرد عليه ؟
نعم أنا أقر و أعترف بأن الشتم و السب و الطعن مرفوض على طول الطريق. و أقر و أعترف بأن هذا الأمر حصل في حق السيد عبداللطيف الدعيج. لكن من الغباء تجاهل إن هذا الأمر لم يكن سوى ردة فعل على مقالة غبية كتبها السيد عبداالطيف الدعيج و لم يعتذر عنها حتى الآن بل تمادى في الغي ببساطة لأنه أشهر إفلاسه الصحفي. 9
لكن دفاعك اليوم يا بو سلمان .. هو دفاع عن النفس .. ألم تكن أنت من إتهم من إختلف معك في الرأي (الدكتور ساجد العبدلي) و قلت بأنه كاتب مأجور يكتب إرضاءً للوكيل (نايف الركيبي) و بو مهدي (محمود حيدر) ؟؟ هذه هي آداب و أصول الإحتراف التي تعلمتها و إستقيتها من عبداللطيف الدعيج ؟ لك يا أخي أن تنتقد مواقف الدكتور ساجد العبدلي التي ننتقدها نحن أيضاً و لكن لا نغمز و لا نهمز على أحد. و حسناً فعل الدكتور ساجد العبدلي حين إمتنع عن الرد على إتهاماتك السخيفة على صفحات الجرائك التي تؤويكم. 9
مثلك يا سيدي الفاضل و مثل الكاتب العظيم لا يعرف إختلاف وجهات النظر و لا يقيم لباقي الآراء وزناً. في مشوارك الإعلامي المكلل بالإثارة .. كتبت و بشجاعة عن الأفكار الخاطئة الموجودة لدى بعض أبناء القبائل. كنا نفرح و نسعد حين نرى هذه الروحية الوطنية التي تبدأ بإنتقاد الذات أولاً قبل إنتقاد الآخرين و علمتنا كيف نكتب عن أدق التفاصيل التي تخصنا نحن قبل غيرنا. لكن في هذا المشوار أيضاً رأينا السباب العنصري الفئوي المتبادل بين محمد جاسم الصقر و حسين جليعيب السعيدي !! رأينا الطرح الطائفي النشاز من السيد القلاف في حق المتصلين .. رأينا تلك السموم العفنة تبث و تصدر من ذلك المنتدى الذي يثبت مواضيعك و يقدس ذاتك المصونة. كان الأجدر حينها أن تعضض شفتك الكرزية و تضع يدك على نافوخك الملئ بالخبرات التي إكتسبتها كونك مهندساً "محترفاً" في وزارة الأشغال لا يفعل شئاً سوى تدخين الشيشة على القهاوي ! 9
أنت "تجرؤ" يا سيدي الفاضل أن تكتب ما تعتقده صواباً في حق أبناء القبائل و نقدر لك تلك الشجاعة بل نعشقها و نقدرك من أجلها لا كرهاً في أبناء القبائل و لكن يقيناً في أن الإصلاح لا يأتي من الداخل و هذا ما إنفكينا قوله لا فقط عن أبناء القبائل بل حتى عن منتسبي الطائفة الشيعية أو ناشطي حركات الإسلام السياسي. لكن تبدو "العقدة" واضحة في الخوف من نقد الجهة المقابلة. عبداللطيف الدعيج "أخطأ" في حق نفسه و في حق تاريخه و الأدهى في حق "الآخرين" فلماذا لا نملك الشجاعة في نقد الآخرين حين نملك الشجاعة لمديحهم و الثناء على بطولاتهم ؟
قيمة الكاتب فيما يكتب و يخط. حين كان عبدالطيف الدعيج يتخذ المواقف الوطنية المبنية على أسس و مبادئ واضحة فإننا نشد على يده و نقف خلفه و حين يخطأ فنحن نقول بأنه أخطأ. فهل تمتلك الشجاعة أيها الكاتب المحترف لكي تقول بأن السيد عبداللطيف الدعيج أخطأ في حقة المدونين حين وصمهم بأنهم فداوية ؟ ما ضير كاتبك الوطني المحترف و ما الذي يزعجه إن أغلق أحد المدونين مساحته الخاصة و علق شعار "مغلق لنتانة الوضع" اللهم إلا إذا إستشف إنه و من معه هو مصدر النتانة هذه !! 9
نحن من أشد المنتقدين للنائب صالح الملا و مواقفه المتناقضة اللا مفهومة. لكننا لم نقل بأنه تابع لناصر المحمد و لم نتهمه بالعمالة و بأنه مأجور كما تفعل أنت و بوراكان. لكن نقول بأن حساباتنا مختلفة و ما عادت تقوم على ذات الأسس. و نقول بأن الزمن رهين و كفيل لكي يكتشف الملا بأنه لا فائدة ترجى في هذه الحكومة و ها هو اليوم يئن و يصرخ من تناقضات الحكومة التي غامر برصيده الشعبي دفاعاً عنها و عن أخطائها و تقاعس عن محاسبتها. و ها هو زميلك المحترف يكتب عن كل شئ إلا عن مشكلة "الرياضة" التي تخاذل و تقاعس الجميع عن متابعتها بعد تشكيل لجنة تقصي الحقيق التي لن تعدل و لكنها ستراجع دون أن يعلم أحد ما فائدة المراجعة إن لم تنتهي الى التعديل !! 9
لك أن تطالب بما شئت من جوائز الدنيا مع إحترامنا المطلق للسيد أحمد الديين و تقديرنا لما كان يخطه عبداللطيف الدعيج من آراء و مواقف شجاعة لكن ليس من اللباقة أن تدعو الى إطلاق جائزة لأحسن مدون بإسم من كان يتعرض لهم و يطلق عليهم نعوت يعلم تماماً بأنها لا تنطبق عليهم و لكنها إنتفاضة "الدجاجة" قبل قطع رأسها. 9
التناقضات هذه لا تجدها لدينا .. و الإتهامات الرخيصة لا محل لها لدينا من الإعراب و لا تقدير لضمائرها المستترة. كاد لسانك يقول .. إن تقدير هذا الضمير هو "أنا" فدفاعك الهزيل هذا ما هو إلا دفاع عن النفس و دفاع عن ممارسات رذيلة و غير محمودة قمت بها و قام بها رمز الوطنية ،، تعافها النفس البشرية السوية و تلفظها و تلقيها الى حيث مكانها الصحيح .. مزبلة الصحافة. 9

Sunday 30 August 2009

بأحبك يا أحمر

بداية الدوري الإنجليزي كانت صعبة جداً على فريق ليفربول. فقد تأثر هذا الفريق الشريف العفيف بالأزمة العالمية التي خلقت مشكلة مالية لمالكي النادي مما منع تمويل صفقات شراء اللاعبين في الوقت الذي رحل فيه محور الإرتكاز و أحد نجوم الموسم الماضي اللاعب الأسباني "ألونسو" الى فريق ريال مدردي. تم اتمام صفقتين فقط لشراء اللاعب المميز "غلين جونسون" و اللاعب الإيطالي "أكويلاني" المصاب و الذي سيغيب عن الملاعب لمدة شهرين. 9
لكن هناك من الأندية من تتمتع بالمال السياسي و التي تساندها أبواق الدعاية الحزبية في عالم المدونات و التي إنكشفت غير مرة و في أكثر من مناسبة و فضح جهلها بابسط مبادئ اللعب النظيف و الأخلاق الرياضية. 9
المباريات التحضيرية أكدت تذبذب مستوى الفريق و وجود ثغرات لا سيما في خط الوسط و عدم وجود صف ثاني بنفس جودة لاعبي الفريق الأساسيين. و قبل أن ينطلق الموسم أصيب جميع لاعبي قلب الدفاع الثلاثة قبل أن يتمكن الجهاز الطبي من تدارك الموقف و تجهييز لاعبين إثنين بلياقة منخفضة نسبية. لكن في أول عشر دقائق إصطدم هذين اللاعبين مما نتج عنه قطع في رأس اللاعب "كاراغر" و شرخ في فك اللاعب "سكيرتل" مما أثر على أداء الفريق الذين خرج خاسراً أمام فريق توتنهام و الذي يتصدر الدوري حالياً. 9
تمكن الفريق من إستعادة توازنه في المباراة الثانية أمام ستوك سيتي و فاز بأربعة أهداف نظيفة لكن الأداء ما زال غير مقنعاً لاسيما بطء خط الوسط و إنخفاض مستوى اللاعب "ديريك كاوت" و "رايان بابل" و إعتماد المدري على مجهودات اللاعب "لوكاس" الذي لا يهش و لا ينش و يبدو و كإنه كمالة عدد في تقسيمة تدريبية. 9
هذا اللاعب بالذات كان السبب في خسارة الفريق للمرة الثانية و على أرضه للمرة الأولى أمام أستون فيللا بعد مسيرة إستمرت 31 مباراة بلا خسارة على أرضه. لكن خيارات المدرب محدودة في ظل غياب اللاعب الديل "أكويلاني" لإصابته كما أسلفنا. مع العلم بأن في الموسم السابق لم يخسر فريقنا المظفر سوى مباراتين فقط ! 9
لذا تعالت الأصوات بتدارك الموقف لا سيما إن بداية الفريق في الموسم السابق كانت مشابهة. و أصبحت المباراة مع فريق بولتون هي مسألة موت او حياة. و كان رجال ليفربول لها ! حيث تقدم فريق بولتون مرتين بواسطة كرات ثابتة و هي نقطة الضعف الدفاعية التي أتت منها معظم الأهداف. لكن في كل مرة كان يصر مقاتلونا البواسل على القتال حتى الرمق الأخير فأحرز المتألق جونسون و الذي أثبت جدارته في كل فلس دفع من أجله الهدف الأول قبل أن يعادل النينو الأسباني توريس النتيجة. و يستمر الكفاح حتى يأتي المخلّص "جيرارد" بقذيفة لا تصد و لا ترد كانت قد سبقتها قذيفة مشابهة زلزلت عارضة فريق بولتون. 9
المباراة القادمة ستكون على ملعب أنفيلد مع فريق بيرنلي الذي أحرج يهود ترافورد و تغلب عليهم بهدف نظيف. و بما إننا طرينا "صهيون يونايتد" ،، تتوجب الإشارة الى إمتعاضي الشديد على الطريقة المهينة التي عومل بها المدرب القدير أرسين فينغر في مباراة الأرسنال و مانشستر اليوم. فنفس الحكم الذي لم يحتسب ركلة جزاء واضحة لمصلحة الأرسنال في الشوط الأول بعد عرقلة اللاعب أرشافين هو من إحتسب ركلة جزاء مماثلة لمصلحة روني ليؤكد المقولة بان حكام الدوري لا يجرؤون على إحتساب ركلات الجزاء في ملعب مانشستر ضدهم و ليعزز نظريات المؤامرة و دور التحكيم الفاسد و المسيس في تخريب الدوري الإنجليزي و الإنحياز لأقطاب الفساد في إسطبل ترافورد. 9
المضحك بأن سيئ الذكر فيرغسون كان قد أنكر إستحقاق الأرسنال لركلة الجزاء بحجة أن اللاعب كان قد إنقض على الكرة و لمسها قبل إعاقة أرشافين دون أن يتجرأ على التصريح بأن اللاعب كان قد أوقف الكرة بيده كما رأى جميع من كان في الملعب. و هكذا تستمر حظوظ فيفي عبده لماجدات ترافورد و الطبالون و الزمارون من جوقة العازفين على أوتار الكذب و الخداع و الإحتيال. و يستمر مسلسل التلاعب و تزوير الإرادة الحرة و تفوح رائحة المال السياسي في فريق مانسشتر تماماً كما فاحت روائح غاز كبريتيد الهيدروجين في ممشى مشرف المهجور. 9
لا نقول إلا حسبنا الله و نعم الوكيل. فالأيام وحدها ستكشف صاحب النفس الأطول في معركة هذا الموسم. 9

Friday 28 August 2009

كل إناء ينضح بما فيه

أعترف بداية بأنني لم أشاهد حلقات البرنامج الهادف "صوتك وصل" لأنني ممتنع عن كل ما يسئ الى الذوق العام و مكتفي بمشاهدة برنامج "مسلسلات حليمة" و لكني إطلعت على بعض المقاطع التي وفرها لي بعض الزملاء على برنامج اليوتيوب. و ما وجدت إلا نفس البذاءة و الإساءة و التجريح و الشخصانية التي وجدتها في بعض المقاطع التي بثتها سكوب في وقت سابق عن النواب الأفاضل وليد الطبطبائي و فيصل المسلم و التي لم أشاهدها في وقتها أيضاً .. لكن أطلعت عليها في موقع اليوتيوب بعدها بأشهر و حمدت الله مليون مرة على نعمة عدم مشاهد برامج التلفزيون. 9

إذا ما أقول و أكتب هو مبني على موقف مسبق من قناة "سكوب" و القائمين عليها. أعترف بذلك و لكن في الوقت نفسه أقول بأن ما سأكتبه غير شخصاني لأن لو إن ذات الطرح الرخيص كان موجهاً ضد القائمين على قناة سكوب و غيرها من رموز الإعلام الحر لكان موقفي مشابهاً و متناسقاً مع ما نصبو اليه من رفعة للكويت في جميع الميادين بما فيها الميدان الإعلامي. 9
لكن للأسف نحن نعيش "عهد الإنحدار" في كل شئ كما تفضل بذلك الزميل "فريج سعود". لم تعد المشكلة قاصرة على عجز في توفير الماء و الكهرباء و خدمات تعليمية و صحية محترمة ، لكن تطور الأمر الى عجز السلطة حتى في تصريف مياه المجاري و ضبط الأبناء المتمردين في قطاع الرياضة الذين باتوا يحرضون الأطراف الخارجية ضد الكويت و وصلت الكارثة الى الإعلام الذي أصبح بلا قيمة أو هدف أو رسالة و أصبح مهنة من لا مهنة له. 9
فحتى النائب عدنان المطوع أصبح كاتباً ألمعياً في جريدة الدار فلاعب الكرة وليد علي لا يتفوق عليه بشئ. و لا حتى مالك القلاف و لم يبقى أحد من غير الكويتين لم يلتحق بقافلة الفضائبات التي أصبحت كالفضائيات المصرية : كثيرٌ من الكلام و قليل من الفائدة. و ما جرى تم برعاية من بعض الأطراف التي تفوقت على نفسها في سوء الأداء. فبالأمس كنا ننتقد مؤسسة الوطن و رموز الفساد المحيطة بها. لكن ما جرى من مزايدات و شراء للولاءات الإعلامية من باقي اطراف السلطة فاق كل تصور و هوى بنا الى "الدرك الأسفل" فقد قيل قديماً "كل إناء ينضح بما فيه" و إناء "الناصِرَيْن" لا ينضح إلا بهكذا نماذج ! 9
و ما كادت اصداء خطاب سمو الأمير لرؤساء تحرير الصحف الكويتية تتلاشى حتى أطلت قناة سكوب علينا ببرامج و حوارات تذهب بعكس ما دعا إليه سمو الأمير. ففي قدسية شهر رمضان التي تدعو الى المحبة و التآخي و التآزر خرجت علينا هذه القناة المأجورة بمشاهد هابطة كهبوط مستوى مؤديها تنبز و تغمز فيها على خصوم سياسين لأحد الأطراف السياسية المؤثرة. كما إستضافت و للمرة المليون المفكر و عالم الأنثروبلوجي الدكتور "حمادة جدّو الجويهل" و الذي قدم الى البلاد و عمره ثمانية عشر عاماً قضاها في احضان جده في القاهرة ليزايد على وطنية الآخرين و يطعن في ولاءاتهم و يزرع بذور الفتنة و الشقاق في تراب هذا الوطن. 9
لكن ما أحزننا هو خروج مجموعة من الناس إستنكرت تطبيق وزارة الإعلام لصريح النصوص القانونية التي تلزم المحطة بالحصول على الإذن الخطي من الوزارة قبل الشروع في إنتاج هذه المهزلة و هو أمر شبيه لمسلسل "للخطايا ثمن" و الذي أثار ضجة لعدم حصوله على التراخيص اللازمة و تكفل القضاء بتسوية هذه المسألة. كما إن المادة الحادية عشر من قانون الإعلام المرئي – الفقرة العاشرة – نصت على "حظر بث أو إعادة بث ما من شأنه المساس بكرامة الأشخاص أو حياتهم الخاصة أو معتقداتهم الدينية". 9
ألم يكن هؤلاء من تباكى على الوحدة الوطنية قبل أيام و دعوا وسائل الإعلام الى الإبتعاد على الفتنة ؟ ألم يكن هؤلاء من صفق لجريدة القبس حين نشرت "سطرين" عن إمتناعها عن نشر ما يؤجج الخلافات بين أبناء الوطن الواحد ؟ ألم يكن هؤلاء من أنصار "ماما أسيل" التي ناحت على إنحدار مستوى الخطاب و الرقي بإسلوب الحوار ؟
بل حتى مؤخراً و حين خرج علينا السيد المهري بتصريحاته المسيئة و مجلة الفرقان بغلافها الشهير ، ألم تتداعي أصوات البعض معبرة عن قرفها مما يجري و داعية الحكومة و حكماء القوم من خلفهم للتدخل ؟ عجباً ما أرى اليوم من تناقض إذاً و هذا يؤكد لي بأن هناك من يسعد بهكذا خلاف و إنشقاق و يطرب لمسمع هذه الخطابات الهابطة لكي يثبت للجميع فشل النظام الحالي و يروج لنظامه الخاص. خلّونا نرسى على بر : إما نقبل بالتدخل من الجهة المؤتمنة على تنفيذ القانون و نقر بأن "الحرية مسئولية" على الجميع تحملها أو نبلع العافية و نصمت أمام الإصطفاف القبلي و الفئوي و الطائفي و وسائل الإعلام المروجة لكل بذئ و مسف و ساقط. 9
الحرية تعني الرقي و التقدم .. تعني طرح الأفكار بلا خوف .. تعني النقد الموضوعي. الحرية لم تكن ابداً مبرراً للسخرية. الحرية لا تشمل التافه والسخيف من البرامج التي دشنت عهد الابتذال الإعلامي المسيس. الإنتصار للحرية لا يعني "حماية المخطئ" تحت شعارات واهية تعبر عن نتاج ثقافة و بيئة و أخلاق هذه المسوخ بل و الله لأن الحرية الحقة تعني "حماية المجني عليه" بواسطة صانعي الأزمات و مثيري الفتن و منتجي المهازل الإعلامية و أساطين الدعارة التي يعرفها الجميع في الكويت لا سيما بعد إن إمتدت الآثار السلبية الى محيطنا الخليجي فأصبحت الكويت بعد ان كانت منارة فنية شامخة إرتبط إسمها بعمالقة العصر الذهبي كسعد الفرج و سعاد عبدالله و غانم الصالح و صقر الرشود و غيرهم الى مصدر إشعاع للنفايات الفنية و أصبحت أعمالنا الفنية التي تنتجها فجر السعيد أستاذة السادة علي الراشد و حسين القلاف و ناصر الدويلة في الخلق و المبادئ ، عبارة عن إعلانات دعارة مقنعة لبعض الساقطين من نجوم الفن الحديث. 9
وزارة الإعلام طبقت القانون .. و لو تقاعست .كما هو الحال فيما جرى من فتن طائفية في الآونة الأخيرة .. لطالبنا بمحاسبتها. للأسف .. نرى اليوم البعض من يحاول أن يتخفى بشعارات الحرية ليقتل كل قيمة جميلة فينا. لكي ينزلنا الى الدرك الأسفل فما يعود يحس بعقدة النقص في نفسه المريضة. هذا البعض يتذرع بإنتهاك القانون الذي صدر من مجلس الأمة و صادق عليه الأمير على إنه مخالف للدستور و يطالب ب "عدم تطبيق القانون". بالله عليكم .. ألم يكن هذا منطق "أبناء الفرعيات" الذين وصمونا بمساندتهم ،، للشكوى من لا دستورية قانون الإنتخاب ؟؟ هل يكون الطعن في دستورية قانون ما مبرراً لعدم تطبيقه ؟
و الى من إنخدع بهؤلاء الذين لا ينحازون إلا الى الشاذ من الأمور بإسم الحرية نقول لهم "نعم لحرية الرأي" .. و لكن شتان ما بين الرأي المحترم الهادف و ما بين الإسفاف الهابط. ما يحصل هو "حرية الإسفاف". كلامي هذا ليس فيه من الطغيان بالرأي بشئ. فأنا أنتقد كما تحاول سكوب و زميلاتها الإنتقاد و أطالب بإغلاقها كما تطالب هي بإغلاق مجلس الأمة الى الأبد. لكن ما ندعو إليه متفق مع القوانين الشرعية التي لطالما إنتقدنا وزارة الإعلام لتقاعسها عن تطبيقها و حين طبقتنا بدأنا ننوح على اللبن المسكوب و الحرية المهدرة. 9
نحن من يدافع عن هذه الحرية التي شوهت صورتها و بات الجميع يعافها و يقول تبّاً لهذه الحرية التي تزرع الفتنة و الشقاق و بات الجميع يتنكر للديمقراطية و يكفر بجميع المبادئ التي نطالب بها. نحن ندافع عن الحرية بإسم الحرية. فالحرية غاية للعيش الكريم في بيئة صحية نظيفة و ليس وسيلة يستخدمها البعض من أجل وأد الصوت المخالف و تشويه الحقيقة ! 9
القيم و الأخلاق لا تشرع بقوانين ، لكن أمر تقديرها متروك الى الدولة التي تكفل الحقوق لمواطنيها و المقيمين على أرضها بما في ذلك كرامتهم الإنسانية و حرية معتقداتهم التي انتهكت أمام حرية النشر التي نص الدستور على إنه مكفولة أيضاً لكن وفقاً للشروط والاوضاع التي يبينها القانون. 9
فإلى القانون نحتكم و نختصم و على من يدفع بأن على وزارة الإعلام السكوت عن هذه الإساءات الفاضحة و النزول بمستوى الإعلام الى هذا الدرك السحيق و الإكتفاء باللجوء الى القضاء .. عليه أن ينصح القائمين على هذه "الماخور الفضائي" بذات الشئ فالقضاء سينصف الجميع لكن التاريخ لن يرحم. 9
ملاحظة : نعتذر عن تردي مستوى انصار السيد علي الراشد في البوستات السابقة و نعلن عن دعمنا المطلق لنائبنا المحترم فيما يخص قضية "إزدواجية الجنسية" و ندعوه و نحثه الى إستخدام كافة أدواته القانونية التي كفلها له الدستور من أجل عدم التخلي عن القضية التي أثارها و تبناها كبرنامج إنتخابي مرتكز على قضية واحدة أثارت كثير من ردود الفعل السياسية. 9

Thursday 27 August 2009

ماكو شغل

جريدة الرؤية
طالب رئيس الجمعية الكويتية لمتابعة وتقييم الأداء البرلماني مطلق السويط بالتعشاون بيشن السشلطتين التنفيذية والتشريعية في دور الانعقاد المقبل ، مبينا ان التناحر السياسي أصبح مصدر ذعر للمواطنين أعلق على شنو بعد هذا بوست بروحة .. يخرب بيت المحرر الظاهر معبي الطاسة

Tuesday 25 August 2009

تيار الهكرة مرة أخرى

على ذمة جريدة الان
إيقاف 'صوتك وصل'.. والراشد يستغرب ويستنكر

وياتي قرار الوزير العبدالله بعد ساعات قليلة من استحسان رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي للمسلسل حيث أكد بأنهم اتقنوا تقليده ويجب أن نتقبل اي نقد بناء في البرامج التلفزيونية على حد قوله.

وفي الاتجاه ذاته استنكر النائب علي الراشد إيقاف مسلسل صوتك وصل مستغربا من قرار الوزير بقوله ' هذا التصرف معادي للديمقراطيه، ومتى اصبح الاعضاء او الوزراء ذواتهم لاتمس مطالبا وزير الإعلام بإلغاء القرار بأسرع وقت مشيرا أنه سيوجه سؤال برلماني للوزير عن سبب إيقاف البرنامج

.

قناة الكواولة لها من يدافع عنها دائما، الحرية بحدود فالحرية لا تتعدى ابدا المهزلة التي تعرض من قبل الساقطين و اللاقطين من كواولة سكوب!! ولا غريب بأن نجد علي الراشد التحفة يدافع عن هؤلاء هو و عمه جاسم الخرافي، فما حدث لا يهز شعرة في اخلاقهم لأن تربيتهم تسمحلهم لقلة الأدب هذه و الانسان المتربي ابدا لا يرضى بهذه المهازل و الاعمال النتنة ... بلاكم هكرة و لكنكم لا تعلمون

Monday 24 August 2009

أستح يا مرزوق و بسك تأليف

الخبر الأول
الغانم يحذر المركزي من تسييل أصول الأفراد والشركات
حذر النائب مرزوق الغانم محافظ البنك المركزي من محاولة الضغط على البنوك لتسييل اصول الافراد والشركات، مؤكدا ان المحافظ تساهل وقت التشدد، والآن يتشدد في الوقت الذي يفترض ان يكون فيه نوع من المرونة.
واشار الغانم الى ان هذه الاجراءات ماهي الا محاولة لتغطية الفشل الكبير لقانون الاستقرار المالي. واضاف «كنا حذرنا بالسابق من هذا القانون الذي قلنا عنه بانه ستكون له آثار إيجابية من الناحية النفسية ولفترة زمنية معينة وستنتهي هذه الاثار».
وتمنى الغانم صدور تصريح رسمي من المحافظ ينفي فيه مثل هذه المعلومات التي تتحدث عن الضغط الذي يمارس على البنوك لتسييل الاصول.
الخبر الثاني
المصارف: المركزي لا يضغط علينا لتسييل الأصول

صرح عبد المجيد حاجي الشطي - رئيس مجلس إدارة إتحاد مصارف الكويت أن البنوك المحلية لا تقوم بتسييل أصول الرهونات المقدمة من العملاء وليس هناك ضغط عليها من بنك الكويت المركزي لتسييل هذه الرهونات . وأضاف بقوله ' ويود الاتحاد التأكيد على تعاون البنوك المحلية مع عملائها المتعاونين معها وحرصها على جدولة وإعادة جدولة مديونيات عملائها كل حسب حالته'،مشيرا أن البنوك لن تتواني في تقديم كل العون لعملائها والمطلوب من العملاء التعاون مع البنوك في إستيفاء كافة المتطلبات .

زعلان على منو و ليش ؟ سالفة الأصول تم التصريح بها سابقا و يعلم البنك المركزي بأن ذلك سيحدث كارثة و هذا شيء بسيط حتى الخداي يفهمها .. و لكن لماذا طلع لنا مرزوق اب هل وقت ؟ تابعوا أرباح شركات الغانم و تعرفون السبب لأنه مديونياتهم سواد وجه ولا يريدون التخلي عن أصولهم ... من قالك صير تاجر ؟ قال البخت
صارت مليون بلوة و بلوة بالكويت ما طلع لسانك الا عل قانون ؟ و يثبت العم صاهود بأنه فعلا تاجر و انتم لستم سوى أصحاب مناقصات لا تفقهون بالتجارة شيئا أسمع بس و تعلم من عمك صاهود أصول التجارة طيح الله حظ أعيان و مبرد ماكو شركة ربحانة حشى ! اللهم لا شماتة قال رجل الأعمال سعود صاهود المطيري ان تداعيات الأزمة المالية بدأت تختفي، وأن من يزعم أن الأزمة ما زالت تؤثر في أعماله، فهو يتلاعب ليخفي فشله على غرار ما حدث أثناء الغزو، حيث كان الغزو شماعة تعلق الشركات عليها أخطاءها وفشلها. وأوضح المطيري، في تصريح لـ «القبس»، أن وضع العقارات التجارية خلال الفترة الحالية يختلف ما بين التجاري في السالمية وحولي وغيرها من المناطق خارج العاصمة. وهذه النوعية من العقارات تنقسم ما بين عقارات صغيرة لا تتعدى مساحتها 500 متر، حيث شهدت هذه النوعية طلبا خفيفا خلال الفترة الأخيرة، وعقارات تجارية كبيرة لا يزال وضعها سيئا ولا طلبات في السوق لشرائها عمي صاهود و عمكم كلكم في عندنا تجار أسم يا ليت تعلهمهم أصول التجارة لو سمحت .

Saturday 15 August 2009

الطائرة

الحلم الجميل : خاطرة جديدة من تورنيدو كانت محل نقاشاتنا لأسابيع بعد عرض برنامج شاهد على العصر و مقابلاته مع معتقلي سجن تزمامرت السادة أحمد المرزوقي و صالح حشاد

الطائرة

أقلعت الطائرة بينما أنا مغمض عيني بإحكام و أتلو الآيات القرآنية القصيرة، ومع ازدياد نبضات قلبي بدأت أرفع صوتي قليلاً لتخرج الكلمات من فمي كأنها طلاسم، أستمر ذلك إلى أن سمعت صوت السماح بفك أحزمة الأمان، ولكني بالطبع لم أفك الحزام و بقيت أسير المقعد. 9

رائحة الطائرة تذكرني بالمستشفيات، لأن رائحة المستشفيات متشابهة و كذلك هي الطائرات فالرائحة واحدة وبالنسبة لي هي رائحة الموت، و أنا أحد الأشخاص و أقولها بصراحة لست مستعد للموت بعد، فلدي الكثير من الأحلام أريد تحقيقها قبل ذلك. 9
أخذت حقيبتي من تحت المقعد الأمامي و أخرجت كتاب تلك العتمة الباهرة للطاهر بن جلون ، ولم أكن أعلم أن الكتاب سيؤثر بي لهذه الدرجة، وخاصة أن مشاعر الكاتب اختلطت مع مشاعر الخوف لدي، و أن الرواية تتحدث عن سجناء و أنا نفسي كنت سجين الطائرة والمقعد، فمع امتزاج هذه الأحاسيس ولدت لدي ردة فعل قوية اتجاه الرواية التي أنستني خوفي من الطائرة وحولت شعور الخوف لدي إلى غضب. 9
الرواية تتحدث عن طلبة ضباط صغار في السن كانوا يدرسون في الكلية العسكرية، وفي عام 1972 طلب منهم الخروج لمناورة تدريبية، ولكنهم اكتشفوا فيما بعد أنهم شاركوا في عملية انقلاب على النظام الملكي في المغرب ضد الملك الحسن الثاني. 9
في السبعينيات من القرن الماضي خرجت على الوطن العربي موضة الانقلاب العسكري، فهناك جمال عبد الناصر و الحكم في سوريا والعراق و غيرهم، فامتدت العدوى إلى المغرب. 9
أسقط الجنرال أوفقير الانقلاب على الملك في 42 ساعة، و تم إلقاء القبض على المتسببين بالانقلاب و بينهم هؤلاء الطلبة المساكين الذين كانوا يظنون إنهم بمناورة عسكرية تدريبية. 9
عذب الطلبة و حكم عليهم بالسجن ما بين الثلاث سنوات إلى الثمانية سنوات، وضعوا قي سجن كبير تحكمه قوانين السجون العادية، مثل زيارات الأهل، الأكل مجتمعين، والخروج للساحات وغيره. 9
بعد مرور ثلاثة سنوات، خرجوا الأشخاص الذين حكم عليهم بهذه المدة، أما رفاقهم فغمرتهم السعادة لرؤية أصدقائهم يخرجون وبدأ الأمل يزيد لديهم لقرب انتهاء مدتهم و العودة أحرار كطيور يحلقون في سماء الحرية. 9
ولكنهم لم يدركوا أن في هذه المدة أمر الملك ببناء سجن أسمه سجن تزمامرت في صحراء المغرب. 9
هذا السجن تم بناءه تحت الأرض، بحيث لا تدخله أشعة الشمس، ولا توجد داخله مصابيح للإضاءة، وكانت الزنازين بحجم القبر، ففي الشتاء إن أحس المعتقلين بالبرد كانوا يمشون داخل زنازينهم خطوتين وربع الخطوة ذهاباً و إياباً، أبواب زنازينهم عبارة عن باب مصنوع من الحديد و يوجد به ثقوب صغيرة للتنفس ترغم المعتقلين بالصراخ لكي يسمع صوتهم لدى زملائهم. 9
تخيلوا أنهم بقوا في هذا القبر لمدة ثمانية عشر عاماً، لم يروا بها النور و اغتيل شبابهم و أحلامهم و طموحهم، ولم يخرجوا إلى في عام 1992 م. 9
بينهم من كان خاطب و يستعد لزواج، دخله وعمره 22 عاماً و خرج منه في الأربعين، يقول الطاهر بن جلون في كتابه : 9
"لطالما فتشت عن الحجر الأسود الذي يطهر روح الموت، وعندما أقول لطالما، أتخيل بئراً لا قعر، نفقا حفرته بأصابعي، بأسناني. يحدوني الأمل العنيد بأن أبصر، ولو لدقيقة متامدية خالدة، شعاع نور، شرارةً من شانها أن تنطبع في مأق عيني و تحفظها أحشائي مصونةً كسر. 9
فتكون هنا ساكنة صدري مرضعة لياليَ البلا ختام، هنا، في هذا القبر، في باطن الأرض الرطبة، المفعمة برائحة الإنسان المفرغ من إنسانيته بضربات معزقة تسلخ الجلده، وتنتزع منه البصر والصوت والعقل. 9

ولكن ماجدوى العقل، هنا حيث دفنا، أقصد حيث وورينا تحت الأرض وترك لنا ثقب لكفاف تنفسنا، لكي نحيا من الوقت، من الليالي، ما يكفي للتكفير عن ذبنا، وجعل الموت في بطئه الرشيق موتاً متمادياً في تأنيه، مستنفداً كل وقت البشر، البشر الذين ما عدنا منهم، وأولئك الذين ما زالوا يحرسوننا، وأولاء الذين حللنا في نسيانهم التام، آه من البطء! أول أعدائنا، وذاك الذي كان يغلف جلودنا المقرحة فلا يلتئم الجرح الفاغر إلا بعد وقت طويل" 9
بعد هذه الفقرة من الكتاب بدأت أصارع الدمعة المتعلقة بطرف أهداب عيني، هل أطلق سراحها أم أتركها حبيسة العين، ولكني لم أعد أطيق فكرة الأسر و السجن فتركتها تجري على صحراء وجهي لألتقطها قبل سقوطها على رجلي التي أصابها الزلزال من قوة الاهتزاز. 9
ويسألون لم سمينا بالعالم الثالث !! 9
أوطان لا تحترم الإنسان أبداً، ولم تحترم قدسيته، أوطان دكتاتورية فاشية تحمل ضمير حيوان لم تعد تهتم بإنسانية الآخر، أوطان يفرقهم اللون والمذهب والأصل و المستوى الاجتماعي، أوطان الإنسان في آخر قائمة اهتماماتها. 9
لم يعد مصطلح التسامح والاحترام في معاجم لغتنا، ولم تعد معاني القرآن و السلام توقف الشعر في أجسادنا، بؤساً لمصالحهم و عقولهم من حكامهم إلى أدوات الحكام والشعوب الخانعة الراضية العنصرية. 9
وبؤساً للأحلام التي أردت تحقيقها و للطموح الامتناهي و للحياة التي تشدقت بها في وقت أن هناك بشر لا يحترمون حياة الآخرين. 9
لتسقط الطائرة الآن لم أعد أهتم. 9

Friday 14 August 2009

المطار

الحلم الجميل : خاطرة أخرى من الزميل تورنيدو
المطار
وصلت المطار والسعادة تغمرني، اليوم هو يوم السفر و الهروب العظيم، المطار مزدحم جداً والناس في كل مـكـان، تـوجهت إلى خطوط طـيران كي ال ام (الملكية الهولندية) وشحنت الحقائب، الابتسامة تعلو محياي ولكنها لم تلبث طويلاً وبدأت تتلاشى شيئاً فشيئاً. 9

أنا شخص أعاني من الوسواس فوق العادي و أقل من القهري، هناك أمران يصيباني بالخوف أولهم المرض، وخاصة أن أخبار أنفلونزا الخنازير لا تبشر بالخير، والمطار هو أحد أكثر الأماكن الموبوءة، بدأت أتخيل نفسي في حظيرة مملوءة بالخنازير مع احترامي للأشخاص الموجودين ولكن من الخوف هذا ما كان يتشكل داخل مخيلتي، أسمع أحدهم يعطس هناك والآخر يكح فبدأت أحبس أنفاسي لفترات طويلة و أتنفس بالقدر الذي يبقيني على قيد الحياة. 9
ختمت جوازي ودخلت إلى المنطقة الحرة، و اكتشفت أن أغلب الأشخاص الموجودين في المطار لا ينوون السفر والمنطقة الحرة شبه خاليه، عجيب أمرنا فنحن الشعب الوحيد الذي يستخدم المطار كمجمع تجاري لتقضيه الوقت و الجلوس في المقاهي. 9
أما الأمر الآخر الذي يصيبني بالخوف، بل و أنساني خوفي من أنفلونزا الخنازير، هو الخوف من الطائرة!! 9
خوفي من الطائرة غير عادي و في داخل الطائرة لا أتحدث مع أحد ولا أجرب طعامهم ولا أذهب عزكم الله للحمام، ودائماً ما أحجز المقعد بجانب النافذة وذلك لأني لا أفك الحزام من حولي حتى نصل ولا أريد من أحد أن يربكني و يطلب مني الوقوف ليخرج لقضاء حاجته. 9
شركة الطيران الملكية الهولندية (كي ال ام) مملوكة لشركة الخطوط الشمالية الغربية للطيران (نورث ويست ايرلاينز) وهي نفس الشركة التي سقطت احدى طائراتها في المحيط قبل أشهر ولم ينجو احد من ركابها، والغريب بالأمر إنني قرأت عن أغلب حوادث الطيران التي وقعت مثل الطيران السويسري الذي احترقت أسلاك الكهرباء في الطائرة وسقطت بالمحيط، و طيران اميركان يونايتد الذي أخطأ قائدها بوضع إحداثيات المطار الذي ينوي الذهاب له فاصطدم بجبل، والطيار المصري الذي كان يعاني من ميلان ماء الإذن و أعتقد إنه يتجه إلى الأعلى مع إنه كان يطير بشكل مستقيم ولم يثق بالأجهزة فأتجه إلى الأسفل و كان آخر ما رآه البحر الأحمر، وغيرهم الكثير. 9
هذه المعلومات زادت المشكلة لدي، وإلى وقت كتابة هذه الكلمات لم أحاول يوماً قراءة شيء عن الأمان في السفر عن طريق الطائرات. 9
دخلت الطائرة و بدأ العرق يتصبب و الرجل تهتز فبدأت الرحلة. 9

Thursday 13 August 2009

الهروب

الحلم الجميل : هذه الخاطرة مكتوبة بواسطة الزميل العزيز (تورنيدو) و ستتبعها خواطر أخرى 9
الهروب
لم أعُد أطيق الجلوس لفترة أطول في الكويت ، ليس كرهاً فيها و إنما بسبب الطقس الذي غير نفسيات البشر. 9

لأضرب مثال على ذلك ... تستيقظ باكراً على صوت منبه كأنك تتعرض لحرب نووية وذلك لأن صوت نغمة المنبه العادية لم تعد تجدي نفعاً ، و أعذارك لمسئولك في العمل بدأت بالنفاذ ، تشغيل آلة عمل القهوة وبعدها الدخول لأخذ حمام ساخن ، تبديل الملابس بشكل سريع و الذي يخولك لدخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية ، سبعة الغترة صوب الإذن اليمين و الزر الأعلى للدشداشة غير مغلق ، وضع القهوة في كوب حافظ للحرارة والبدء بالقفز على الدرج اثنتان في كل قفزة. 9
ما أن تصل إلى السيارة حتى تبدأ حياة الغاب، تخرج ملثم بسبب الغبار ، وضعك للنظارات الشمسية ليس بسبب الشمس بل لتقي عينك من حبات التراب ، تنطلق بالسيارة باتجاه العمل ، ولكنك بدل أن تقود سيارتك بطرق طبيعية تجد نفسك في حلبة تصادم قاتلة. 9
تبدأ بالتنقل من حارة إلى أخرى تتجنب هذه السيارة و تلك، أخلاق القيادة معدومة ، و أعين الناس حمراء و كأنها أعين مصاصين دماء، السيارة التي أمامك تضغط على الفرامل بشكل خيالي و كأنه في ساحة حرب و الفرامل هي العدو، فتضيء الأضواء الحمراء أمامك و كأن بركان قد انفجر للتو. 9
تصل للعمل و تخرج الهاتف فتتصل : 9
يمه أبشرج ترى وصلت الدوام -
الحمد الله على السلامة يا وليدي والله قعدت ادعيلك -
بشري أخوي دق ؟ -
إي قبل شوي مسكرته منه الحمد الله وصل -
هيا (مع رفع قبضة الشهيد) ، الله يبشرج بالخير -
أما بعد الانتهاء من يوم شاق في العمل و درجة حرارة تصل للـ 50 فالمصيبة أعظم ، في طريقك للمنزل تمر على ما لا يقل عن خمسة عشر إصبع مرفوع ، و زجاج الباب الأمامي من ناحية السائق في السيارة التي بجانبك بها سائل يحتوي على القليل من اللون الأصفر وبدأ بالجفاف بسبب الحرارة ، "وحبال تطير وشير يمشي" ، وتبدأ بالهذيان وتردد "كتموتو يا حلوه يا بطه". 9
وصلت المنزل !! 9
نعم وصلت المنزل، وترجلت من السيارة، بدأت بالذوبان ، فتحت الباب و أنا جاثي على ركبتي ، بدأت بالزحف ، أحسست بالهواء البارد و التقطت أنفاسي ، فرأتني أمي على هذا الحال وألحقتني بكوب ماء بارد "يسرسح" سلسبيل ، شربته بنفس واحد والتفت على أمي وقلت : 9

يمه أنا باجر مسافر -

Saturday 8 August 2009

مذكرات زوجة سجين لآشا بانديلي

سيرة وثائقية عن قصة حب حقيقية و غريبة تقع بين شابة سوداء تدعى "آشا" أتت من أسرة متوسطة الحال تعيش في نيويورك و حالتها ميسورة و هي ناشطة في احدى برامج تأهيل الشباب الملون و بين شاب مسلم أسود مهاجر إسمه "رشيد" و محكوم عليه بالمؤبد في جريمة قتل و تسجيل دقيق لليوميات و الإنتظار اللا متناهي. و تصف بدقة متناخية عذابات أهالي و زوجات المساجين و المهانات التي يتعرضن لها أثناء الزيارات و خلال فترات غياب أزواجهن عن محيط حياتهن فتسرد : "المهانة كانت النسيج اليومي الذي يرتديه حين يبلي و يهترئ في الحياة التي يحياها و في الحياة التي إخترت أن أحياها معه. أمامنا مسئولية لخوض بعض المعارك التي كان نظام السجن يدفعنا اليها دفعاً لكننا إذا قاتلنا كل معركة تعترض سبيلنا فهل سيبقى أمامنا وقت لكي نضحك و نحلم ، أو نتمنى أو لكي نعيش فقط في سكينة و سلام ؟ ثم من سيكون المنتصر الحقيقي ؟". 9

نعم ترى هذه المسكينة بأنها تخوض معركة مع العالم و النظام و مصلحة السجون لأنهم قرروا سجن رشيد لأنه أزهق نفس بريئة و تقر بأن رشيد لم يكن بريئاً لكنها كانت تبحث عن سعادتها هي ضاربة بعرض الحائط مشاعر الآخرين فتقرر : "لا بد لنا أن نبدأ في تعلم كيف نحب أنفسنا أولاً ، نحب أنفسنا أولاً حباً كاملاً". 9
لم أتعاطف مع آشا بتاتاً ،، فهناك من البشر من يعتقد أن قصص الحب تعني الدموع و العذابات متجاهلاً بأن الحب يعني البحث عن السعادة و عما نفتقده في ذواتنا الناقصة فنلهث بحثاً عما يكمل أرواحنا. و الكاتبة "آشا" تنتمي الى هذه الفئة فهي مدركة لخياراتها و تعرف عاقية قراراتها و لكنها فضلت الدخول الى طريق شاق ملئ بالأشواك بل إنني لا أستطيع كيف يتنسى لها الكتابة عن رومانسية العلاقة و النوم في فراش واحد مع مجرم قاتل ؟! 9
لكن الكاتبة تصر على إن ما كتبته هو قصة حب و كنت أعتقد بأنها قصة حب شاذة للتباين الكبير في تكافؤ أطراف علاقة الحب هذه. آشا وقعت في غرام رشيد بعد سنتين من الصداقة. آشا ينتظرها المستقبل رغم إنها تائهة و ضائعة في هذه الحياة. لكنها حرة طليقة بعكس رشيد الذي تورط في جريمة قتل لم نعرف أبعادها و لم تسردها المؤلفة و لم تشر حتى الى أسرة القتيل. لكنها في الوقت نفسه أسرفت في سرد معاناة رشيد في السجن و إحساسه بالوحدة : "الوحدة إرهاب ، فيما عدا انها لا تمتلك قضية عادلة ، لا يوجد لها أساس أخلاقي ، لا يوجد لها إله. لا يوجد لها باعث أو حافز ، لا شئ". 9
تؤلم هذه الوحدة آشا و تجعلها تنخرط في قصة الحب الإستثنائية هذه لعل الحب يخفف من وطأة الألم و تمضي في طريقها لإستكشاف ذاتها المضطربة التي قدر قيمتها رشيد الذي تصفه ب"الآخر الذي يحترمني، يقبلني، فيغيرني، يساعدني على تحرري مني، من خوفي من الآخر". 9
آشا كانت تبحث عن حب و عن معنى جديد يستحق أن تعيش حياتها من أجله و رشيد لم يكن يملك شيئاً غير بيع الوهم لهذه التائهة فحصل على الدعم و المساندة و الصحبة و الرفقة بل تطور الأمر الى زواج و جنس .. أي كانت العلاقة علاقة دعم من طرف واحد لطرف آخر. 9
ما قامت به آشا هي رحلة لإستكشاف الذات و معرفة أسباب الضياع الذي كانت تعيشه. كانت تعاني من بعض الندبات النفسية التي لم تعرف مصدرها. و لكنها بدأت تتذكر طفولتها و المواقف التي مرت بها من تحرشات جنسية و التي فضل عقلها الباطن نسيانها حتى إكتشفت ما الذي أجبرها على إدمان الخمر و تعاطي المخدرات في مراحل مهمة و مفضلية في حياتها و أسباب إنفصالها اللا مفهوم عن زوجها السابق. 9
هناك نقاط جديرة بالقراءة كتجربة آشا مع الإجهاض و محاولتيها للإنتحار التي تصفهما كالتالي : "هناك فرق بين أن ترغب في أن تموت و بين أن ترغب في ألا تعيش". 9

Thursday 6 August 2009

هكذا سيصبح حالكم يا "كوايتة" ان لزمتم الصمت

Thomas Jefferson: The tree of liberty must be refreshed from time to time with the blood of patriots and tyrants

يقول توماس جيفرسون: شجرة الحرية يجب ان تجدد من حين الى أخر بدماء الوطنيين و الطغاة
أضيف أنا: يجب ان تجدد بدماء و عرق الوطنيين و الفداوية
الزموا الصمت و كونوا خنوعين و ستكونون كالأنعام، سيطربونكم و يسمعونكم الأوامر و لن تكونوا الا خانعين خاضعين للفاسدين و المترفين اذا بقيتم هكذا بلا كرامة و بلا قيمة تذكر.. أعذروني ان أقولها لكم اذا استمريتم بالصمت فأنتم مو كفو حرية و أفضل لكم ان تكونوا كصاحب الفلم ترقصون على طرب الأوامر و الأهواء، فالحرية لا تعطى بل تؤخذ

من حقنا أن نحلم

المقال السابق "من هم سكان الكويت" كُتب قبل خمسة و ثلاثون سنة و تحديداً في تاريخ 21 اكتوبر 1974 بواسطة الكاتب الألمعي عبداللطيف الدعيج. هكذا كان حال التيار الوطني "الحقيقي" الذي أحببناه و آمنا به و خطاباته التي توحد الجميع خلفها. عبداللطيف الدعيج كان يحلم بدولة مدنية تضم جميع الأطياف و لا تقف عند آفة التجنيس السياسي من أجل تغيير التركيبة السكانية ن فتذيب الفوارق و تكسر الحواجز و تعتمد المواطنة مقياساً للتفاضل بين أبناء الوطن الواحد. يومها كان عبداللطيف الدعيج في نفس أعمارنا. 9
و نقول له اليوم : من حقنا أن نحلم يا بو راكان كما كنت تحلم في تلك الدولة الجميلة التي توحد و لا تفرق بين أبناءها تكفل له الفرص في حياة معيشية أفضل و تضمن لهم حقوقهم في ظل دولة القانون التي لا تميز على أساس عرقي أو طائفي أو فئوي. نحلم في دولة الكفاءة و المواطنة الحقة لا دولة الفداوية و الساسة الفاسدين المتلونين. نحن لم نتلوث بالسياسة الخبيثة لنواب "تيارك الوطني الجديد" الذين باتوا يعزفون نفس النغمة التي كنت تنتقدها تحقيقاً لمصالح لا ندخل في حساباتها عبر إستثارة و تاجيج النفس العنصري البغيض الذي أصبحت أنت اليوم من المدافعين عنه. 9
أنت من يراهن خاسراً على بث روح التفرقة واستثارة العواطف العصبية طمعاً في الاحتفاظ بالأوضاع على ما هي عليه. و القوى الوطنية مصلحتها مع الشعب و الدفاع عن مصالحه و الذود عن أمواله لا الدفاع عن ناصر المحمد و الوقوف في صف الحضر ضد البدو ! 9
سنظل نمارس دورنا في رقابة النواب غير عابئين بالنباح و النياح و العويل ، تماماً كما دعانا الى ذلك السيد صالح الملا ب "الضغط الشعبي على النواب الذين آثروا السلامة حتى يكون لهم موقف" قبل أقل من سنة. نفس صالح الملا الذي كنت تستنكر علينا نقده و كأنه منزه من الخطأ ،، لأننا مدفوعون من أحمد الفهد و نحاول تمرير تعديل القوانين الرياضية. أليس كذلك ؟
ما قولك حين يمتدح صالح الملا رسالة الوزير العفاسي قائلاً بأنه إكتفى بالمراجعة دون التعديل ؟ هذا التصريح ليس صفعة لمن راهن على تعديل القوانين الرياضية بل هي صفعة على وجهك الذي ما عد يحمر خجلاً من دفاعك المحموم عمن فرط بأموال الشعب و سرقها في رابعة النهار. يستمر نفس التناقض الذي عهدناه من النائب المحترم و أصبحت صفة ملازمة له فإستمر كالبهلوان يتقافز على الحبال دون أن نعرف ماذا يريد حقاً. فما الهدف من المراجعة إن لم تنتهي بالتعديل كما صرح الوزير. لم نراجع قوانين لا تمس المواثيق الأولمبية الدولية و ندعي القوى الخارجية الى التدخل في تشريعاتنا فقط من أجل إرضاء بعض الأطفال المدللين ؟
مرة أخرى تقص فيك الحكومة الحبل. و مرة أخرى يخذلك نوابك التي لا تريد لأحد أن ينتقدهم. و مرة أخرى تستمر في صمتك كما فعلت حول البلاغ المزعوم. 9
أنت مكشوف يا زعيم و ما عادت ورقة التوت تغطي تقلباتك و تغيراتك و إختلاف "تدليسك الوطني" عن مبادئنا. فقط لتعرف من هو المحترف الذي يتقاضى الأموال من أجل الكتابة. و من هو هو الناشئ الذي يمارس هوايته حباً فيها و حباً في هذا الوطن. 9
إنتهى ! 9

Tuesday 4 August 2009

من هم سكان الكويت ؟

من هو كاتب مقال "من هم سكان الكويت" ؟
لا شك أن موضوع التجنيس في الكويت كان ولا يزال مدار حوار وأخذ و عطاء في جميع الميادين، وفي شتى المجالات، وبين كل المستويات، ولا شك أيضا بأن العديد من المعنيين ببعض الأمور قد اضطروا مراراً إلى تجاوز البحث في هذا الموضوع عند اصطدامهم به بشكل مباشر أو غير مباشر وذلك بسبب خطورة البحث في هذا الموضوع، و بسبب الخشية من أن يؤول الكثيرون من المتمصلحين من عمليات التجنيس الفجائية و غير الطبيعية، الخشية من أن يؤول هؤلاء و يفسروا البحث بغير ما قصد إليه و بعيداً عن النتائج الإيجابية التي قد يتوصل إليها من يحاول أن يطرق موضوع التجنيس في الكويت. 9

و نحن و مع إدراكنا لصعوبة الخوض في هذا الموضوع، ومع وعينا للكثير من المطبات و المزالق التي سوف يفتعلها من حاول و يحاول كثيراً أن يكبت الجدل حول التجنيس أو أن يطمس الحقائق التي يسجلها البعض على عمليات التجنيس الخاطئة و الفجائية التي تمت خلال السنوات الماضية، نحن مع إدراكنا لكل هذا سنحاول ان نطرق هذا الموضوع و إنْ بعنف وصراحة قد يرتعب منهما البعض، و لذا سنسعى لأن نسجل وتطويقاً مبكراً لأية ردة فعل قد تحاول إلهاب المشاعر واستفزاز النعرات و العصبيات الكامنة، سنسجل تحفظنا المسبق – وغير الملزم أيضاً – على أية محاولة للطعن في هذا البحث أو تشويه مراميه و مقاصده، كما سنسجل أيضا – وهذا هو المهم – أن أي اعتراض نتوصل إليه على عمليات التجنيس يبقى اعتراضاً وانتقاداً لهذه العمليات وليس على أي شيء آخر، وبمعنى أوضح لن يكون تحفظنا أو اعتراضنا منطلقاً من دافع إقليمي أو عنصري كما قد يحاول البعض أن يصوره، على هوية و أصل من طالتهم عمليات التجنيس بقدر ما سيكون اعتراضاً وانتقاداً لهذه العمليات وحسب… 9
كانت هذه مقدمة ضرورية حتى لا يجنح البعض بعيداً في محاولة تأويل ما سنطرحه واستثارة العواطف ضده من خلال تفسيره بما يخدم طموحات و أوضاع البعض، وبالتالي يعزز مصالحه التي لن تكون سوى طائفية أو قبلية أو ترتكز عليهما على الأقل … 9
والآن وبعد هذه المقدمة التوضيحية، ماذا لدينا حول عمليات التجنيس من ملاحظات؟ كيف تمت وكيف كان يجب أن تتم ؟؟
كي نستطيع أن نتفهم الوضع جيدا، و كي نستطيع أيضاً أن نحدد موقفا صريحا و علميا من عمليات التجنيس لا بد لكي نصل إلى ذلك من الرجوع قليلاً إلى الخلف، ليس فقط إلى تاريخ و أوضاع صدور قانون الجنسية الكويتي لعام 1959 بل إلى قبل ذلك بقليل، أي بعيد بدء الإنتاج النفطي و تدفق عائداته بقليل .. وإذا كانت هذه الفترة هي التي تعنينا في رصد مسار عملية التجنيس في الكويت فإن الفترة التي سبقتها بقليل أيضاً تعيننا على تحديد سكان الكويت و هويتهم في تلك الفترة. 9
في الفترة التي سبقت الإنتاج النفطي كان سكان الكويت ينقسمون ظاهرياً – وليس حقيقياً – إلى ثلاث فئات عنيت كل فئة بقالب إقتصادي مميز. 9
* ففي المدينة حيث تحضر الكويتيون – الذين كانوا بدوا في الأصل – كان الإنتاج يعتمد على الملاحة و التجارة سواء في الغوص أو السفر مع بعض الصناعات الخفيفة التي تولاها القادمون من الإحساء أو القادمون من نجد بدون إنتماء قبلي محدد. 9
* وفي القرى أو الواحات بالأصح تمركز القرويون الذين كانوا أيضا في الأصل من البدو – معضمهم من العوازم – يحترفون الزراعة بشكل أساسي إلى جانب امتلاك الماشية و صيد السمك. 9
* وفي اطراف المدينة و القرى ظل البدو – أصل الكويت – يمارسون الرعي لحساب أنفسهم بشكل جزئي و لحساب أسر القرى الغنية بشكل أعم. 9
و الواقع أن هذا الإنقسام كان ظاهرياً وليس حقيقياً كما قلنا، حيث أن هذا التقسيم قد تم بناءً على استعدادات الفرد و حاجاته الاقتصادية أكثر مما تم بناءً على انتمائه أو موقعه الاجتماعي، إذ نشط كثير من البدو في مجال التجارة كما مارس بعضهم الغوص بالإضافة إلى مزاولة بعض الاعمال الاخرى في المدينة – خصوصا عند انتهاء موسم الرعي او فقر الأرض بسبب قلة الامطار – كحراس أو فداوية أو أدلاء للقوافل التجارية أو قوافل الحجيج، في الوقت نفسه الذي مارس فيه أهل المدينة الزراعة او الرعي سواء قاموا بذلك بأنفسهم أم وظفوا الرعاة أو الزراع للقيام بها، و كذلك هو الحال أيضا مع أهل القرى الذين لم يكونوا منقطعين للزراعة وحسب. 9
القصد أنه كانت هناك علاقات اجتماعية قوية بين هذه الأقسام الثلاثة، كما أن تبادل المنفعة المادية كان يوثق بينهم بعمق حيث كان سكان المدينة يعتمدون على اهل القرى و البادية في غذائهم بينما كان هؤلاء يعتمدون عليهم في وصلهم بالعالم الخارجي و منتجاته بالإضافة إلى تصريف منتجاتهم في المدينة واعتمادهم على تجارها في تمويل عمليات انتاجهم. هذا بالإضافة إلى الصلات الإجتماعية التي كانت قائمة وأيضا بقوة بين هذه الأقسام عبر القرابة و المصاهرة، أي رغم الإختلاف النسبي بين بيئات هذه الأقسام الثلاثة فإن العلاقات الإجتماعية أوجدت بينهم حدا ادنى من التكوين الثقافي المشترك الذي وفر لهم فرصة التعايش معاً بحيث كان من الصعب، و إن لم يكن مستحيلاً في ذلك الوقت التميز بين أفراد هذه الأقسام. 9
هكذا و بتبسيط شديد كان الوضع قبل تدفق العائدات النفطية، أما بعدها فقد ابتدأت تركيبة السكان في الكويت في التمدد كماً و كيفاً، وكان لازدهار الكويت المدينة في اوائل القرن العشرين، ثم اكتشاف النفط السبب الأساسي لأن يكون هذا التمدد مقصوراً على سكان المدينة وحدهم. وكان لاتساع الحرف والصناعات الخفيفة وما تطلبته عمليات النفط من قوى و أيد عاملة فنية أن كان التمدد في القسم الحضري من سكان الكويت وحسب، فالخدمة المنزلية والرسمية التي كان يأنفها أهل البادية ولا يطيقها سكان القرى اجتذبت أبناء الخليج العربي و المهرة وعمان، أما أعمال البناء و شق الطرق الشاقة فقد تولاها الإيرانيون والعراقيون بينما استحوذ القادمون من الشام ومصر على الأعمال المكتبية و التقنية و سلك التعليم، و غني عن القول هنا أن هذا المد البشري الهائل الذي اجتاح الكويت مع تدفق العائدات النفطية كان بحاجة إلى منتوجات القرى الزراعية ومنتوجات البادية الرعوية، ولكن هذا يجب أن لا يدفعنا إلى الوهم بأنه كان سيؤدي إلى تمدد موازٍ في سكان القرى والبادية من اجل تلبية حاجة استهلاك المجتمع الجديد الزراعية و الحيوانية، فالواقع أنه كان يفرض ذلك إلا أن شيئاً منه لم يتم بسبب فقر المراعي الكويتية و انعدام الماء وندرة التربة الزراعية، و لهذا كان طبيعياً أيضاً أن لا يعم التمدد السكاني القرى و البادية. 9
هكذا كان الحال قبيل و عشية صدور قانون الجنسية عام 1959 وقد كان المفروض أن يأتي هذا القانون متوافقاً و التطور الموضوعي للمجتمع الكويتي وأن يعمل به بموجب هذا التوافق، ولكن شيئاً من هذا لم يحدث، بل إن عكسه هو ما حدث تماماً في المدة الأخيرة. فبدلاً من البدء في تجنيس سكان الكويت بأقسامهم الثلاثة، البدو – الحضر – القرويين، ثم الالتفات إلى احتياجات المجتمع الجديد والبحث عن المجموعات البشرية القادرة على تلبيتها و من ثم العمل على تجنيسها بل و ترغيبها في هذا التجنيس، بدلاً من أن يحدث ذلك، حدث العكس تماماً حيث أدى قانون الجنسية والعرف الاجتماعي والدافع السياسي إلى عدم الالتفات إلى احتياجات المجتمع والتجنيس بموجبها كما أدى وبشكل جزئي إلى حرمان بعض أفراد هذا المجتمع من التمتع بجنسيته. 9
لقد شكلت الحكومة لجاناً من اجل تجنيس أهل الكويت بأقسامهم الثلاثة السابقة، وقد حرصت من أجل ضمان قانونية و شرعية التجنيس أن توكل أمر هذه اللجان إلى أشخاص يستطيعون تمييز الكويتيين في كل الأقسام الثلاثة، فلأهل المدينة شكلت لجاناً تضم بعض كبار السن من أحياء المدينة الثلاثة، بحيث يستطيعون التعرف على طالب الجنسية وما إذا كان من سكان الكويت قبل العشرين ام لا، وكذلك هو الحال بالنسبة للقرى، أما أهل البادية فقد كان من الصعب تحديدهم قياساً إلى مكان إقامتهم كحال سكان المدينة والقرية بسبب عدم استقرارهم و سعيهم الحثيث وراء العشب والماء، لذا فقد أوكلت الحكومة إلى كل زعيم قبيلة أو كبيرها في الكويت او من المتنفذين فيها أوكلت إليه مسألة تجنيس الكويتيين من تلك القبيلة، و الواقع أن هذا خطأ كبيراً من الحكومة، إلا أنه لم يكن أمامها إلا أن تقع فيه، فلجان المدينة و القرى اشترطت أن يتقدم طالب الجنسية بإثباتات مادية صحيحة وموثقة تدعم حججه كملكية بيت أو وصل إيجاره كما اشترطت على من لا يملك ذلك أن يحدد مجال عمله و سكناه بالتواريخ، فسكان الكويت كانوا قليلين و بالتالي كانوا معروفين، ولم يكن لأحد ان ينجح في إدعائه، اللهم إلا القلة الذين أصر البعض على مساعدتهم و الإدلاء بمعلومات خاطئة لصالحهم، هكذا كان الوضع بين سكان المدينة والقرى، أما في البادية فقد سارت الأمور ولكن بغير ما خطط لها.. 9
فالذين أوكلت لهم مسألة تحديد كويتيي البادية كانوا أمينين على هذه المهمة ولكن بالقدر الذي هم أمينون فيه على انتماءاتهم القبلية و تقاليد هذا الانتماء، وكان أن خضع التجنيس للتقاليد القبلية بالقدر الذي خضع فيه إلى المصلحة العامة و القانون المشرع، و الحقيقة أن هذا كان ايضاً أمراً لا بد منه، فرجل القبيلة الذي أوكلت له إليه مسألة تجنيس أو ترشيح أفراد القبيلة الذين استوطنوا الكويت لنيل الجنسية الكويتية كان خاضعاً ومخلصاً لتقاليده القبلية، و هذه التقاليد لم تكن لتفرق كثيراً بين أبناء القبيلة الواحدة، خصوصاً أن هذه التقاليد تربط أفراد القبيلة بزعماء العشائر والبطون منهم، وكان طبيعياً ان ينضوي أفراد القبيلة تحت جنسية زعيمها وكان طبيعياً أن لا يفرق هذا الزعيم بين من اعتبرتهم التقاليد القبلية أبناء عم ولو كان لا يجمع بينهم سوى الجد العاشر، وهكذا حاز على الجنسية الكويتية في البدء أناس لم يكونوا كويتيين تماماً وبهذا فتحت أول ثغرة في عمليات التجنيس الكويتية، و الواقع انها لم تكن ثغرة خطرة ولا حتى صعبة وذلك للاسباب الآتية : 9
1- إن الذين حازوا على الجنسية الكويتية من أبناء البادية غير الكويتيين كانوا قلة معدودة، وقياساً إلى حملة التجنيس العامة التي بوشر فيها مع صدور القانون فإنهم لم يكونوا قطاعاً ضخماً متميزاً يصعب تعايشه و ذوبانه في المجتمع الكويتي. 9
2- إن هؤلاء الذي منحوا الجنسية الكويتية من خارج بادية الكويت لم يكونوا غرباء تماماً عن الكويت وعن علاقتهم بسكانها، بل كانوا من البدو الذين تربطهم بسكان بادية الكويت علاقات و صلات اجتماعية معينة كانت تجعلهم قريبين من المجتمع الكويتي و قادرين على التكيف معه. 9
3- لقد كان هؤلاء – وهذا هو المهم – راغبين في المواطنة الكويتية وساعين لها، أي أنهم اختاروا برضاهم وحسب مصلحتهم ان يكونوا كويتيين، لا لشيء إلا لأن المجتمع الكويتي وأسلوب حياته قد توافق و طموحاتهم ولذا لم يكونوا غرباء في هذا المجتمع، كما لم يتعارضوا نفسياً و ثقافياً معه، و الواقع أن هذا كان سبباً رئيسياً في سرعة اندماجهم و ذوبانهم في المجتمع الكويتي، و هذا ما كان يميزهم عن المجاميع الاخرى التي جنست في المدة الأخيرة. 9
أي أن التركيبة السكانية للمجتمع الكويتي لم تتغير كثيراً بفعل عمليات التجنيس هذه، كما ان هذه العمليات و بشكل عام لم تتعارض مع احتياجات المجتمع الجديد للقوى البشرية وإن كانت لم تلب كل هذه الاحتياجات، حيث إن الواقع كان يفرض من وقتها ضرورة احتضان الكفاءات العربية و الأجنبية التي قدمت لتقديم خبرتها للكويت وكان يتطلب ضرورة تجنيسها، بل وحتى ترغيبها في هذا التجنيس، إلا أن هذا في الواقع لم يحدث عدا بعض الحالات الفردية التي تكاد تسمى بالاسم. إلا أن هذا لم يمثل فجوة ولا انقلابا في التركيبة السكانية للكويت، بل يمكن الجزم بأن عملية التجنيس في الكويت سارت بشكل طبيعي حتى ذلك الوقت. 9
أما متى ابتدأ ميزان التركيبة السكانية في الاختلال ومتى بدأت عمليات التجنيس في الشطط و الجنوح فهذا ما تم بعد أواسط الستينات من هذا القرن. 9
فبعد إقرار النظام الديمقراطي و صدور قانون الانتخاب وقصره حق الانتخاب على الكويتيين أخذت المصالح الانتخابية تتدخل بشكل غير طبيعي و غير صحي أيضاً في عملية التجنيس، وكان هذا التدخل بطيئاً ونسبياً في بداية الأمر، إلا أنه مع إطلالة عام 1965 و إحساس بعض أطراف النظام بتنامي المعارضة السياسية و بالتالي تضخيمهم غير المعقول لقوتها، كل هذا دفع بهم خطأ إلى التفكير في تطويق هذه المعارضة، وبما أنها تتنامى و تنتشر داخل صفوف الشعب الكويتي فكان أن تفتق ذهن البعض عن اللعبة الخطرة التي لم تقتصر آثارها و نتائجها على الجانب السياسي وحسب، بل كل الجوانب الإيجابية التي كانت قائمة في المجتمع، وكانت هذه اللعبة هي لعبة تغير التركيبة السكانية تبعاً لتغيرها، و هنا فقط جنحت عمليات التجنيس، و هنا فقط كان لها مردودها السلبي، والسلبي فقط … ليس على الجانب السياسي كما قلنا وحسب بل والجانب الاجتماعي بكل ما يمثله من قضايا متعددة. 9
و عملية التجنيس بالآلاف التي تمت بهذا الهدف في عامي 65 – 66 واقتصرت على الرجال الراشدين الذين يحق لهم الانتخاب كانت خارج عملية التجنيس الأصلية وبعيداً عن أهدافها ومتناقضة أصلا وعملية تطوير المجتمع الكويتي و تقدمه، حيث أنها اقتصرت على تجنيس أبناء البادية و من خارج الأرض الكويتية، وقد كان لهذا تبعاته ونتائجه السيئة، فهولاء الذين تم تجنيسهم، وكما قال النائب الخطيب في معرض تناوله السريع في المجلس لهذه العملية، أنهم كما قال “يختلفون من حيث التكوين النفسي والثقافي عن المجتمع الكويتي” والواقع أن هذا الإختلاف أو هذا الانتقاء لهذه النوعية كان مقصوداً و متعمداً مع الأسف، و الواقع أن هذا الأمر لم يقتصر على هؤلاء وحسب، بل كان من نتائجه أن أخذ المتجنسون الجدد و المختلفون في تكوينهم النفسي و الثقافي عن المجتمع الكويتي، أخذ هؤلاء يستقدمون أقرباءهم و ذويهم، فالتجنيس كما قلنا إنما انصبّ على الرجال الراشدين ممن يحق لهم الانتخاب إلا أنه كان من الطبيعي أن لا يستوطن هذا المجنس لوحده، وكان طبيعياً أن يستقدم أسرته و ذويه معه وكان طبيعياً أن يسعى هؤلاء للاستيطان ونيل حقوق المواطنة كالآخرين، و غني عن القول أن هذا أحدث فجوة عميقة بين هؤلاء وبين المجتمع الكويتي ككل، وبكل أقسامه الثلاثة، حضراً كانوا أم بدواً أم سكان قرى. 9
ولم يكن هذا الخطأ الوحيد الذي أفرزته عمليات التجنيس بقصد انتخابي، بل إن الخطأ الثاني كان في تناسي من يستحق الجنسية الكويتية ولكن تم التغاضي عنه أو لم يجد من يمد له عوناً على الأقل لا لشيء إلا لأنه ليس بذي منفعة انتخابية، و هؤلاء كانوا أغلب رجال الشرطة و الجيش الذين تجاهلتهم هذه القوى بل و تجاهلهم أيضاً أهلهم وذووهم لأن قانون الانتخاب كان يمنعهم من حق التصويت. 9
إلا أن هذا لم يكن كل شيء إذ إن المجتمع الكويتي الذي تفاعلت معه اجناس عديدة وذاب بعضها ذوباناً كاملاً أو شبه كامل فيه رغم وجود بعض الفوارق المذهبية بين بعض هذه الأجناس والمجتمع الكويتي كالحال مع بعض المهاجرين من الأرض الفارسية، إن المجتمع الكويتي كان قادراً على احتضان هذه المجموعه المجنسة وضمها بين جناحيه كالآخرين … ولكن هذا ما كان يتعارض مع احلام البعض و مصالحهم الإنتخابية و السياسية، فكما أوضحنا، تمت عملية تجنيسهم بدوافع إنتخابية وحسب، ولذا فإن أي تطور يتعرض له هؤلاء و يتعارض مع هذه الدوافع كان يتعارض و مصلحة القوى التي سعت لتجنيسهم، من هنا كان هم هذه القوى أن يحتفظ هؤلاء بوضعهم، بانعزالهم، بتكوينهم الثقافي والنفسي المتميز عن غيرهم من الكويتيين. 9
ومن هنا أيضاً أطلق هذا البعض نغمة التفرقة العنصرية بين البدو و الحضر، أي بين هؤلاء المتجنسين و سكان الكويت، و وجد البعض من أهل الكويت مصلحة في تعميم هذه النغمة فانضموا إلى جوقة العازفين عليها ظناً بأنهم يحققون مصالحهم من خلال استثارتها ، وكأن الكويت لم يكن فيها بدو على الإطلاق، وكأن حضر الكويت أنفسهم لم يكونوا بدواً يضربون في بطون الجزيرة العربية قبل أن يختاروا الاستيطان في أطرافها الساحلية. و هكذا أطلق البعض هذه النغمة الجديدة في المجتمع الكويتي كي يحفتظ بهذا الاحتياطي السياسي سنداً و دعماً له في المعركة الانتخابية وفي معركة التطوير الاجتماعي ضد القوى السياسية المعارضة و النشطة في المجتمع الكويتي. 9
و الواقع ان هذا البعض يشتط بعيداً في أحلامه، و يراهن خاسراً على بث روح التفرقة واستثارة العواطف العصبية طمعاً في الاحتفاظ بالأوضاع على ما هي عليه، ولكن قوى التغير دائماً في حركة، وحركتها دائمة إلى الأمام، وهذه القوى التي حضرت بدو الكويت الأوائل وطورت حضر الكويت الذين كانوا بدواً قبل ذلك، قادرة الآن وبالضرورة على الإرتقاء بالمستوى الاجتماعي للسكان الجدد، وإذا كان البعض قادراً على تأخير هذا الارتقاء وليس على إلغائه، فإن القوى الوطنية قادرة من جانبها على التعجيل به وما عليها إلا أن تعمل، فمصلحتها مع مصلحة هؤلاء السكان الجدد الذين سيكونون بلا شك أكثر استجابه لما تطرحه هذه القوى لأنه يتلاقى ومصلحتهم. 9
والآن، ما الهدف من كتابة هذا المقال المطول وبهذا الشكل المفصل؟ ونجيب: إن الهدف هو قطع الطريق على محاولات البعض إثارة العصبية القبلية في حمية من فرضت عليهم ظروف الحياة الجديدة تناسيها، واتهام القوى الوطنية بانها صاحبة هذه الدعوة وهذا الاتجاه بينما واقع الحال و تاريخ الكويت يشهد بأن أقسام سكانه الثلاثه التي عددناها عاشت ردحاً من الزمن – وستعيش – متوافقه و مترابطة ليس فقط لأن أحداً لم يكن من مصلحته إثارة النعرات المتعددة بينها بل لأن هذه النعرات لم يكن بالإمكان أن تثار بسبب أن أصل الأغلبية كان الصحراء. وأن الاختلاف في التكوين الثقافي و النفسي لم يكن وارداً بينهم، وأخيراً يستطيع الجميع أن يحرث في البحر ولكن أحداً لن يتوقع له أن يجني ثمراً. 9