
الساذج من عامة الشعب سيعتقد بأن التصريحات التي تلت الصفقة السياسية التي تمت بين النائب المليفي و سمو رئيس مجلس الوزراء هي غضبة على هذا الإتفاق الذي أحرجها أمام قواعدها. ليس هذا الأمر أبداً ! بل إنه منطق "التكييش" ! 9
أذكر في عملي السابق بأننا كنا نقوم بأعمال إضافية دون أن نطلب أجراً مقابل ذلك إذ إن طبيعة العمل تتطلب سهولة الحركة و المرونة في التفاوض. فكان الفرد منا يبني له رصيداً (من الأعمال) أمام مديره ثم يقوم بتكييش هذه الأعمال على هيئة دورة تدريبية خارجية في المغرب أو مؤتمر في جزر الكناري أو تولي مهام مشروع مهم و حيوي. بعضنا كان ينتظر الفرصة المناسبة طمعاً في غنيمة دسمة. أما الآخرين (و أنا منهم) فكان يرغب في التكييش الفوري مخافة أن يتضاءل و يتلاشى هذا الرصيد بسبب خطأ أو هفوة ما فلا أحد يضمن المستقبل. 9
اليوم فقط تعيد هذه الحركات الميكافيلية إكتشاف أزماتنا في الرياضة و تتعرف على مواطن الخلل في تشكيلة الحكومة و طرق إدارتها ! أبداً و الله فهي تعلم تمام المعرفة من اين تؤكل الكتف. هي اليوم تضغط و تساوم من أجل المزيد. فرئيس الحكومة قد كشف كل أوراقه مبكراً و تبين أن لا ظهر يحميه و لا خط "أحمر" يقيه نار المسائلة. وإن كان المليفي قد تخاذل و تراجع فالمجال مفتوح أمام الجميع لكي يلعب ذات المقلب و الدور الذي لعبه المليفي. يمكنك شراء ولاء ستٌ و أربعون نائباً لكنك لن تحظى بثقة مليون مواطن كويتي حتى تبدأ في إصلاح الأوضاع و هو ما لا يقدر رئيس مجلس الوزراء على الإتيان به. لا لضعفه ولكن لإنعدام كفاءته و مصداقية شعاراته. 9
حركاتنا السياسية تمارس ذات المنطق فهي إستشعرت بل ساهمت في التخبط الذي تمارسه حكومتنا و تعلم تماماً إنه لا سقف للمساومة السياسية فتريد أن تستغل الموقف على الفور. و الملاحظ لأخبار الشئون المحلية سيرى الوفرة في أخبار التعيينات و الترقيات. وكيل وزارة الصحة عُيّن أخيراً. الوكلاء المساعدين في الأوقاف و المواصلات و الوزارة المحورية وزارة شئون مجلس الأمة تطبخ طبختهم على نار هادئة. مدراء في المواصات تمت ترقيتهم بخلاف الضوابط. ذات الحال في البلدية من خلال نواب المدير العام. إحالة فؤاد الفلاح على التقاعد و صراع الفيصلين. الصراع على سدة ديوان المحاسبة. إذاً حركة نشطة في الإسترضاءات بعد الجمود و التردد الذي يهيمن على سياسة الحكومة و رئيسها. 9
نعم إنتقدنا الحكومة و رأسها الذي يحاول المحافظة على الكرسي بأي ثمن. و لكن في ذات الوقت يجب أن لا ننسى هذه الحركات المخادعة التي تحمل شعارات الإصلاح و لا هم لها إلا بالإستحواذ على نصيب أكبر من "الكعكة". فحين صرح المليفي بأن الإستجواب قادم ، تسارعت هذه الحركات للضغط على مريديها و مناصريها. فالوضع في الكويت معكوس من كل الجوانب. بدلاً من أن تضغط القواعد على القيادات الحزبية ، نرى إتجاه الضغط معاكس. الجميع أحس بحجم الدمار الذي لحق بالدولة. زميلنا الطارق المحسوب على الحركة الدستورية كتب. زميلنا الآخر نيو المحسوب على التحالف كتب. و كتبت أنا المحسوب على سماحة السيد محمد باقر المهري "دام ظله الوارف" و الذي تم إستقباله بحفاوة مبالغ فيها من قبل أعلى السلطات الرسمية في البلد دون أن يتكلم أساتذة الغيرة الوطنية أو تصدر من همسة واحدة !! المستقلون كتبوا. لكن في الوقت نفسه ، كنا نرى بوادر ومن ثم شواهد التخاذل على الحركات السياسية. 9
هذه الحركات السياسية تعشش على إنهياز السلطة و تراجع الهيبة. هذه الحركات هي المستفيد الأول مما يجري. في أزمة التابين خرجت جميع الأطراف رابحة عدا الوطن و المواطن. في أزمة إستجواب المليفي المزعوم ، الكل خرج رابحاً ، إلا الوطن و المواطن. و هي غير مستعدة للتعاون و لا مد جسور الثقة فيما بينها. الكل يخشى إن إتخذ موقف المعارض فإن عين الرضا ستشمل خصومه السياسيين و سيفقد نصيبه من الكعكة. النظرة الى المصلحة الوطنية غائبة ، بل هي المصلحة الحزبية الذاتية الضيقة فحسب. 9
هل سيزن محمد جاسم الصقر على خراب عشه و يفسد مشروع المصفاة الرابعة؟ هل سينقض الحدسيون عرى التفاهم الوثيق مع الحكومة ؟ و الذي صعد برموزهم وقياداتهم الى سدة المناصب العليا إعتماداً على مبدأ "الولاء قبل الكفاءة" الذي سبق و إن إنتقدناه. أم سيثير السلف حنق الحكومة على فشل باقر في معالجة الأزمة الإقتصادية الأخيرة ؟ أم إن النواب الشيعة سيطيحون بكرسي فاضل صفر بعد أن كان طريد المحاكم و مباحث أمن الدولة قبل أيام قليلة مضت ؟
لست من دعاة الثورية و تجييش المشاعر. لكن اليوم سقطت ورقة التوت عن جميع حركاتنا السياسية. أكرر جميعها و لا اخص سلف و إخوان و شيعة و شعبويون و لا ليبراليون ! جميعهم تخاذل عن محاسبة من لا كفاءة له و من هو مستعد بالعبث في المناصب و النظم و الأموال بل و حتى الوثائق الوطنية بحثاً عن ولاءٍ مؤقت سرعان ما ستنتهي مدة صلاحيته. 9
من يده في النار هو "الشعب". و هو من بيده التغيير لا تلك القيادات و النظم الحزبية البالية. لا يمكن لنا أن نتوحد في ظل هذه الحركات السياسية التي تفرق و لا توحد. بيدنا نحن الشباب التغيير. التغيير عن طريق توحدنا و بناء جسور "الثقة" بعيداً عن واقعنا المحلي و تلك المؤسسات الحزبية التي لن تتحدث بلساننا بل بلسان مصالح قياداتها. طريق الإصلاح لا يمر عبر من "تنجّست" يده بالفساد السياسي سواء كان طرفاً من المؤسسة التشريعية أو السلطة التنفيذية بل نحتاج الى دماء جديدة و أفكار خلاقة لن نجدها إلا عند الشباب ، فهل الشباب على قدر المسئولية و مستعدين للتخلي عن الموروث القديم و أحقاد الماضي من أجل تحقيق تلك الشعارات التي نتغنّي و نطبل لها؟ 9
تفصيل ذلك في مقالات مستقبلية. 9
خطط مرسومه للمصالح الشخصيه
ReplyDeleteلي متى
!!
بالصميم
ReplyDeleteمتابع
مواطن ؟؟؟؟
ReplyDeleteمنو هامه المواطن....
متابعين
المنتدى الليبرالي الكويتي
ReplyDeletewww.liberal-kuwait.com
الآن
بادر بتسجيل معرفك (النيك نيم) وعبر عن رأيك بكل حرية
وإلى حياة بلا ظلام
اختلافنا على بعض الأمور وتفسيراتها لا يلغي اتفاقنا على ان الوضع سيء ويزداد سوء .
ReplyDeleteكما لا يمكننا إلا أن نتفق على ما تفضلت به بالفقرة الأخيرة من مقالك ، بل نمد يد التعاون والدعم لما جاء فيها لنحولها من رأي نتفق عليه إلى مشروع عمل نعمل من خلاله من أجل وطننا الكويت .
to the bone
ReplyDeletewaiting...
حلوة نهايتك
ReplyDelete:-)
وما أدري إذا كاتب مقال مفصل فيه الصفقة بين المحمد والمليفي.. هل هو سحب الجناسي وفقط؟
المعذرة.. بعيد ولست بمتابع
سمو الرئيس اسس مدرسة سياسية جديدة ربما تدرس بكلية العلوم السياسية مستقبلا
ReplyDeleteوهي سياسة اسكات الافواه بالمناصب والعطيات
الناس لازم توعى ويكون لها دور بالانتحابات القادمة
ويجب ارشفة كافة المواقف واستخدامها لاحقا لان الناس تنسى
اي والله ارجوزات
ReplyDeleteوياك على طول الخط !!
ReplyDeletehmmmm
ReplyDeleteilove clowns they make us happyyyy
but those ppl are uglyyyyyyyy
kisses jooooooon n imiss
أتفق معك على أن الشباب هم الأمل في أي تغيير مطلوب لأي مجتمع . وتجربة الشباب الكويتي أيام نبيها خمسة خير دليل على ما تفضلت به
ReplyDeleteالشباب الكويتي بحاجة لقيادة شبابية توحد جهودهم وتدفعهم للعمل لأستشراف المستقبل
الموضوع قد يبدو صعبا ولكنه ليس مستحيلا
تحياتي
واي مي
ReplyDeleteلي متى قلبي أسيرك؟
حمد
ReplyDeleteشكراً
يانج
ReplyDeleteانا
انت
زميلك فهد العسكر
غير معرف 1
ReplyDeleteشكراً على الدعوة
الطارق
ReplyDeleteنقاط الإتفاق أكثر من الأختلاف. هل يمكن لأحد أن يختلف على مصلحة الكويت. ما نحتاجه هو التجرد من أية أفكار مسبقة
المواطنة و بس
زوز
ReplyDeleteالبعض لديه هشاشة عظام. عسى رقبتهم الكسر
باغي الشهادة
ReplyDeleteأهلا يالحبيب. كدنا ننساك. شكراً على المرور و الزيارة
أتمنى ان يشفي هذا المقال غليلك
http://7ilm.blogspot.com/2008/11/blog-post_07.html
فريج سعود
ReplyDeleteتدرس في كلية عبداللطيف الرشدان لفنون كشف التسلل
أحسن واحد يحلل مباريات دوري المظاليم
ak-47
ReplyDeleteالأرجوزات عادة ما تضحك. لكن أراجوزاتنا تبكي
بو بدر
ReplyDeleteالخط طويل. عسى فيك شدة و عندك قوة تحمل على مصائب الحركات السياسية في الكويت
غير معرف 2
ReplyDeleteجابر المحيلبي مو حلو؟ بس يحتاج 4 طن بوتكس حق خدوده
أما شفايفه تهبل
غير معرف
ReplyDeleteأشدد على كلامك الذي تفضلت به. أبداً ليس مستحيلاً. فقط نحتاج تطهير للنفوس و البعد عن الجو السياسي الملوث