Tuesday, 20 January 2009

حلم

وقف الأستاذ الجامعي في أولى محاضراته منتصف قاعة فصل الفقه الدستوري و طلب من تلامذته بحزم شديد فتح كراسة المنهج و شرع في قراءة المقدمة
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
إن مكامن الحرية هي : ضمائرٌ حية ، و قلوبٌ زكية ، و عقول ذكية. فإن خمدت روحها في مكامنها ، فلا دساتير تنفع و لا قوانين تردع و لا محاكم تمنع من أن يحل محلها القهر و القسر و الإستبداد و الحجر. فينكمش الصدق و ترتفع هامات الكذب و تتوارى الشجاعة و يسود الجبن و ينزوي الوفاء فتنشط الخيانة و ينكس العدل رأسه و يعم الظلم و تتعالى صيحات النفاق و تغني شياطينه ، على أنغام الطبقية و المحظوظية و المحسوبية ، قصائد المدح الوثني الذي يمتهن آدمية الإنسان و يزري بالمادح و الممدوح و يتغذي على هذه الثمار الخبيثة أبالسة النفاق و سادة المشعوذين المسبحين ، قياماً و قعوداً و على جنوبهم أبان الليل و طوال النهار ، بذكاء المستبد و فطنته و نفاذ بصيرته فيجمد الفكر و يشرد الذكاء و ينمحي الإبداع و يقع المجتمع كله في عثرة قاتلة مهلكة تودي به الى قعر التدني و قاع الهبوط و تدفع به الى أسفل سافلين. 9
أما إذا عاشت الحرية حقيقة في الضمائر و الأفئدة و الأذهان ، فليست بحاجة الى دساتير و لا قوانين و لا محاكم ، لتنبت شجرة تخرج شطأها فيستغلظ فتستوي على سوقها .. تورق الخير ، و تزهر المحبة و تثمر الأمان ، وارفة الظلال ناشرةً للعدالة رافعةً للهضيمة راعيةً للسلام .. يحصحص الحق فوقها و يصدع ، و يزهق تحتها الباطل و يدمغ ، فتولي من حولها أبالسة الأخلاق و شياطين المنتفعين فزعة مذعورة هاربة ، فتكسي النفس بنور الخير ، و تسارع الى ساحاتها أخلاق الحرية و مبادئ المساواة في موكب مهيب ، أمامه الشجاعة و الصدق ، و من خلفه الأمانة و الوفاء ، و من بين يديه الرحمة و المحبة و العدالة ، فيعود الفرد بشراً سوياً من حيث جوهره النفسي و حقيقته الروحية التي فيها نفحة آلهية جعلته أهلاً لن تقع له الملائكة ساجدين ، و بأن يكون خليفة الله في الأرض ، ليعمرها بإسم الله مهتدياً بإرشاداته في الحكم بالحق و مراعاة العدل و إفاضة الخير و البر ، شجرةٌ مباركة لا شرقية و لا غربية ، يغمرها نوران : نور الحرية و العقل .. و نور المساواة و العدل .. و من لم يجعل الله له نوراً فما له من نور. 9
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
إستقيظت من النوم فزعاً على صوت هاتفي النقال ، تذكرت نشرة أخبار التاسعة و هي تعلن فرمان السلطان بوقف العمل بالدستور و حل الهيئة التشريعية المنتخبة. سرت رعشة كالكهرباء في جسدي ، تبعتها إبتسامة صغيرة ساخرة رسمت على شفتاي. ترحمت على روح المرحوم الدكتور عثمان عبدالملك الصالح. إحتضنت صغيري و قبلته و إنطلقت الى (.........) !! 9

33 comments:

  1. الله يستر

    أي سلطان وأي فرمان!؟

    ReplyDelete
  2. لا يكون مسجاتي هي الي قعدتك ؟

    انزين دام قعدت ليش ما رديت علي ؟

    ولا حزنك الليلة سرمد


    والي ما يدري شالسالفة حياه الله عندي

    بس عطوني نص ساعة ساعة علما اخط البوست

    ReplyDelete
  3. الحمدلله هالاسبوع البشائر من كل حدب وصوب


    طبعا الي ما يدري شالسالفة انا اقول له

    الليلة استطاع فريق الديربي الليفربولي الاخر وهو ايفرتون ان يتعادل باخر ثلاث دقائق من المباراة التي جمعتهما

    ولم يشفع لهم قائدهما الاوحد والزعيم المؤيد ستيفن بن جيرارد بن نافل باهدافه الوترية

    والنتيجة هي

    ان يتصدر الفريق المؤيد ومن عائلة غلايزر مسدد

    مانشستر يونايتد عليه من الله ما يستحق

    ان يتصدر الدوري بفارق الاهداف وعنده مباراة مؤجلة كفيلة بحيل الله ان تزيد الفراق الى ثلاث نقاط

    كل دوري وان مفزوع يا صديقي

    ReplyDelete
  4. خوش حلم

    لو انا ما انام مره ثانيه




    وبعدين حــلم

    ترى ما رديت علي قبل بوستين

    ذكرني ولد روما

    ;p~~

    ReplyDelete
  5. مممممم


    حلم


    انت قلته حلم

    عجبني هالبوست وايد وايد
    ==




    فريج سعود

    شكو مطرش له مسج تالي الليل
    ;pp

    ReplyDelete
  6. فقه دستوري
    وطلب بحزم شديد
    انا قلت هذا عثمان عبدالملك
    شنو هالاحلام القانونية الثقافيه
    :pp~

    ReplyDelete
  7. الله يرحمك يا د. عثمان عبدالملك .

    ما أنسى محاضراتك في مادة القانون الدستوري ٢ سنة ٨١

    والله جنها أمس

    حلم ، ياليت عندنا ناس بحجة وقوة وشجاعة رأي د. عثمان عبدالملك ..

    مشكور على التذكير برجالات دولتنا العظام رحم الله أمواتهم ونفعنا بعلم أحياءهم ..

    ReplyDelete
  8. كلام يصحي النفس
    يا زينه
    اتصدق الروضه الي درست فيها كان اسمها عبدالملك الصالح اذا مو غلطانه
    و لي يومك ما عندي فكره هالريال شنو سوا
    :$

    ReplyDelete
  9. من باب بلاغة الشف يا حلم الى أين كانت انطلاقتك ؟

    ReplyDelete
  10. Someday

    المرحوم عبد الملك الصالح كان وزير تربية سابق

    ReplyDelete
  11. Anonymous,

    Thanks dear
    على المعلومه
    :))
    but still sure he did something special
    عشان يسمون المدرسه باسمه
    لو تفيدني
    جزاك الله خير
    اكون شاكره
    :)))

    ReplyDelete
  12. يجب ان نفكر جميعا كما كان يفكر عثمان عبدالملك الصالح
    والا سننطلق جميعا الى (......) قريبا:)

    ReplyDelete
  13. هذا حلم رائع ، و في الحقيقة ، لو أننا تركنا جانبا كل شيء ، و عملنا على تحقيق أحلامنا ، لكانت الدنيا أجمل بكثير !

    ReplyDelete
  14. صلاح

    إنتظر قليلاً و ستعرف. بس خل تخلص القمة

    ReplyDelete
  15. فريج سعود

    ليش ما تقول الصج حق الناس؟ ليش ما تقولهم شنو كتبت في اول مسج؟ و شلون قلب كلامك في ثاني مسج؟ و صار كلام غير كلش في ثالث مسج؟

    الحين ما يشفع ؟؟ صج كلام الليل يمحيه النهار

    يهود ماكو فايدة

    ReplyDelete
  16. زوز

    ترى قاعدة تخربين على نفسك

    ReplyDelete
  17. واي مي

    لا تعطينهم ويه وايد

    ReplyDelete
  18. أبو الدستور

    مو وقت الدعوات. هذا وقت الشغل

    ReplyDelete
  19. إستكانه

    شفتي شلون أعرف أحلم؟

    ReplyDelete
  20. بو بدر

    رحمة الله عليه. الحين عندنا سعادة المستشار عادل الطبطبائي. عضو لجنة تنقيح الدستور اللادستورية و التي قال عنها د. عثمان ما لم يقله مالك في الخمر

    ReplyDelete
  21. Someday & Anonymous 2

    لم يكن وزير للتربية و لكنه خبير دستوري و أعتقد إنه كان عميد لكلية الحقوق

    كان له موقف مشرف من تنقيح الدستور في عام 1981 في بحثه الشهير

    مقترحات الحكومة وتصوراتها حول تعديل الدستور الكويتي وموقف لجنة النظر في تنقيح الدستور منها (دراسة تحليلية نقدية)

    والتي نشرت في مجلة الحقوق - مجلس النشر العلمي. جامعة الكويت
    العدد الثالث / السنة الخامسة - سبتمبر

    و كان له موقف جميل من حقوق المرأة ايضاً. و تتلمذ على يده المئات من حقوقيي الكويت

    هو أحد رجالات الكويت في عصر النهضة

    ReplyDelete
  22. غير معرف

    ساحة الإرادة. هذا ما كتبته في المقال الأصلي قبل أن اعدله لحظة نشره

    ReplyDelete
  23. صالح للشعر

    جايك الخير. إنتظر و ستقرأ كل ما يسرك

    ReplyDelete
  24. العسل الأسود

    و من الأحلام ما يتحول لحقيقة

    ReplyDelete
  25. الله يرحم الدكتور عثمان عبدالملك الصالح برحمته الواسعه

    خدم الكويت خدمه يعجز اللسان عن وصفها في وقوفه في وجه محاولات تنقيح الدستور في الثمانينات

    بس كان يزف اذا أحد مسك له الباب أو ساعده بالجنطه
    :)

    عاش وتوفى ببساطه رغم كل محاولات الاغراء
    رجل مبادئ من النوع المستحيل

    الله يذكره بكل خير
    ويرحمه ويغمد روحه الجنه

    ReplyDelete
  26. حلم : نقطة نظام

    المرحوم عبدالملك الصالح هو والد المرحوم د. عثمان عبدالملك الصالح

    Someday

    المرحوم عبدالملك الصالح كان وزيرا للتربية ولذلك سميت مدرسة بأسمه بعد وفاته . رشيد الحمد كان أيضا وزيرا للتربية وسميت مدرسة بأسمه في حياته بقرار من الطبطبائي وزير التربية السابق وعضو لجنة تنقيح الدستور !

    ReplyDelete
  27. كويتي لايعه جبده

    معاك في كل ما تفضلت به

    ReplyDelete
  28. غير معرف 3

    مشكور جداً على هذه المعلومة. حقيقة لم أكن أعرفها

    ReplyDelete