مهلاً يا ناصر فنحن لم ننتهي بعد

في البداية نبارك للسيد خالد الفضالة و لعائلته الكريمة و محبّيه و منتسبي التحالف الوطني الديمقراطي (الذي حقّ له بأن يفخر بأمينه العام و كوادره الشبابية) قرار محكمة الإستئناف و نعيد له القول ، الذي نتمنى ان يكون صادقاً ، رغم إننا نعلم بأنه يعيه تماماً : أنت بطل يا خالد ! أنت بطل ليس فقط لأنك قهرت مؤسسة الفساد و رعاتها الرسميين. لكنك كنت بطلاً حين أحببت الكويت فأحبوك بمختلف أطيافهم. لم تتوان عن نصرة أحدهم مهما كانت هويته أو معتقده أو ثقافته. أثبت للجميع أنه ما زال في الكويت بشبابها المتطلع دائماً الى الأفضل و الذي لا يخشى قول كلمة الحق مهما كان نعيق الغربان من حاشية القصور و مثقفي الصالونات الأدبية و فقهاء و السلطة و مستشاريها. 9

أذكر كلاماً كان قد إنتشر حين بدأت القضايا ترفع عليك عن كلام دار بين الأب و إبنه و للأسف نقله بعض السفهاء الى المدونات. حينها تعجبت من ذلك الغباء الذي إنتشر على شكل شائعة و تساءلت : كيف لكلام خاص بين أب و إبنه ان ينتقل الى الكويت قاطبة ؟ أيعقل أن طرفي الحوار قد نقلا الحديث ؟ هل يقبل عقل هذا ؟ لكن العقلاء من مثقفينا ، الذين "يمشون تحت الساس" في خنوع و ذل ، يرغبون في سماع مثل هذه الشائعات ، ليس كرهاً فيك ، فلا أحد يستطيع أن يكرهك يا خالد ، و لكن كرهاً في ذواتهم الخانعة المريضة التي يعلمون تماماً مدى الضعف الذي يعتريها حين يصمّون آذانهم و عقولهم و قلوبهم عن الحقيقة فيتقمصون دور السلطان الحاكم بأمره و يتناسون الشخص الضعيف الفقير الذي يخشى من بلاء المرض في هذا البلد ، و الذي يتحاشى التعليم المتدني في المادرس ، و الذي يخاف إنقطاع الخدمات الأساسية كالكهرباء و الماء عن أطفاله. 9

أتعلم لماذا يخشون منك و من زميلك و صديقك فيصل اليحيى ؟ لأنكما أثبتم للجميع أنه يمكن للكويتيين أن يتحابّوا. يمكنهم الإختلاف الفكري و الإتفاق على مصلحة الوطن. يمكنهم التوحد تحت راية واحدة تنشد الإصلاح الصادق و تهدف الى بناء الفرد الكويتي عوضاً عن الشوارع المزدحمة بفئات البشر التي يقتات على عرقها أصحاب النفوذ. 9

خالد الفضالة هو رمز للحرية في هذا البلد لا "محامي الشيطان". خالد الفضالة و رفاقه هو المؤسسين لجيل جديد و واع من السياسيين المخلصين الذين لا تحركهم مصلحة و لا تحكم قرارتهم منفعة. هذا الجيل من المؤمل أن يستكمل ما بدأه الآباء المؤسسين و الرموز السياسية الوطنية في هذا البلد. 9

في هذه الليلة ، نم هانئاً في مثواك يا سامي المنيّس فتاريخك و مواقفك لم تذهب هباءً منثوراً بل أكمل خالد ، و ليس غيره من يدعي الإنتماء لتاريخك و تقاعس عن المحاسبة و المسئولية ، مشوارك الوطني. ناموا هانئين يا أحمد الخطيب و عبدلله النيباري و يا حمد الجوعان فتضحياتكم و رهانكم على جيل الشباب لم يكن خاطئاً. هؤلاء سيكملون بناء المؤسسات الدستورية. هؤلاء هم سدنة الدستور و حاميه من أطماع المتربصين بالسلطة الطامحين لمزيد من الإستحواذ.9

 الليلة ستلتفت يا خالد و سترى الجموع المهنئة ، سترى الكثير من الوجوه المنيرة المخلصة و القليل ممن يجر أذيال الخيبة عندما رفع الراية البيضاء قبل أن تبدأ المعركة و هرب يجر أذيال العار عند سماع الطلقة الأولى. لكنها ليلة الفرح و الوحدة الوطنية التي لطالما إنتصرت لها و ناديت بها بعيداً عن العنصريات المقيتة التي زرعتها فينا السلطة. 9

أذكر كلامك في تجمع العقيلة عندما شكرت ناصر المحمد على رفع الدعوى في حقك. لأنه منحك الفرصة لكي تتكلم و تبيّن للناس أجمع كيف يكون الفساد السياسي و الإداري. أعطاك الفرصة لكي تعيد تذكير عموم الشعب بالفساد الذي ينخر في مؤسسات الدولة برعاية حانية من علية القوم. أعطاك الفرصة لكي توحّد الجموع المتفرقة تحت شعار واحد : الكويت تستحق الأفضل ! الكويت تستحق الأفضل ! الكويت تستحق الأفضل ! 9

لقد أثبت ذلك القول يا بو سند و قرنته بالفعل. فكنت صامداً في وجه إغواء التنازلات التي قام بها بعض ممن تعرفهم أكثر مني. و صدقني سينكشفون عاجلاً أم آجلاً لثلة المغفلين الذين لا زالوا يصدّقونهم. 9 

كذبوا حين قالوا إن "حرية التقاضي مكفولة" و لم يكملوا تلك المادة الدستورية بأنها مكفولة للناس جميعهم المتساوون في الكرامة الإنسانية ، لهم نفس الحقوق و عليهم نفس الواجبات. لا تفرق بينهم جينات أو أسماء أو مناصب فإن أكرم الناس عند الله أتقاهم. الذي يحكم بالعدل و لا يفسد في الأرض و لا يستولي على أموال الوطن الذي يعتبره ملكاً خالصاً له : براً و بحراً و جواّ كما كتب أحدهم. 9

يجب أن نعمل على فك و تحطيم كافة القيود غير الدستورية التي تمنع مسائلة المسئولين على قضايا الفساد التي لم تنتج حكماً واحداً طيلة عقود العهد الدستوري. يجب أن نعمل على محاولات تنقيح الدستور لهادفة لتحصين هؤلاء المفسدين من المسائلة السياسية و الإدارية و القضائية. يجب أن تعود الكويت جميلة كما كانت. جميلة بنزاهتها ، بوحدتها ، برفعتها في كافة الميادين. 9 

كنت أتساءل و أصدقائي : ماذا لو صدر حكم البراءة ؟ ماذا سيكون موقف ناصر المحمد و مؤيديه من مثقفي السلطة و وعاظ السلاطين الغارقين في دائرة الخوف و المصالح الشخصية ؟ للأسف ، أعتقد بأن قرار اليوم حاول موازنة الأمور كي لا يقع هؤلاء في هذا المطب. و أقول "أعتقد" حتى لا أقع في دائرة التشكيك في النوايا ، فالمهم أن خالداً قد إستعاد حريته ب "كرامة" ، و في قاموسي كان هذا الهدف المقدّم على أي هدف آخر و لو كان مثل هذا الهدف يخالف قناعات خالد. أقول ذلك لأنه يجوز لمن تقدم بشجاعة بأن يسلب حريته و يحرم من مجالسة أطفاله و عائلته و ينام الباقون قرير العين في مخادعهم الوثيرة. 9

اليوم ، شاخت أسماء و سمت. اليوم إبيضت وجوه و أسودت وجوه أخرى. فلنا الحق أن نفخر بك. و لي الحق بأن أفخر بأخوة أعزاء في عالم التدوين ، أطربتني كلماتهم الصادحة بالحق و إن كنت غير معلق على الدور التوعوي الذي يقومون به : عاجل كان قائداً كعهدنا به ، بو بدر مشجعاً و مناصراً ، و إدراك و المزارع المجهول متحمسين و ضاغطين كعهدهم ، ولادة و سرحان و فريج سعود و المقوع الشرقي و الطارق و حمد والعائد أم صدة و وايت وينجز و جبريت و إبريق و بيت القرين و كويتي لايعة جبده و أبو الدستور و آيا و زوز و انتر كويت و ساحة الصفاة و الأمة دوت أورغ ، و كثيرون غيرهم ممن لا تحضرني اسماءهم الآن. لهم كلّهم أقول بحب و مودة : شكراً لأنكم أعدتم الثقة و الأمل في المبادئ التي نعيد إستحضارها ليل نهار. 9

أنا شخصياً لأم أنتهي من بحث ما جرى و سأستمر في الكتابة عنها علّ يستيقظ قومي و يعلنون ما أعلن : ناصر المحمد إرحل فكويت "خالد الفضالة" تستحق الأفضل. 9

تابعوا المواقع التالية : 9

موقع "ولي وطن آليت ألا أبيعه" 9

صفحة الفيس بوك

صفحة تويتر