Sunday, 27 March 2011

طرمان و فاهمين بعض

أتحفني أحد الأصدقاء الأعزاء اليوم بإرسال رابط يدعوني فيه لقراءة افتتاحية جريدة الشاهد. هذه الافتتاحية التي لم أفهمهما و لا أريد أن أفهمها ما هي إلا حلقة جديدة من مسلسل "حـَكـي شـَرَوي غـَرَوي" الذي يعتري عدد من "طرمان الشعب الكويتي" ممن يتحدثون بالاشارات الفئوية و العنصرية البغيضة المبنية على التنابز و السب ؛ و في لغة لا يفقه فحواها الأنقياء الذين تربّوا على تراب هذا الوطن الزكي ممن "عـُـمـّدت ألـسـنـتــهم و طـُهـّرت آذانهم" بمياه حب الكويت المباركة الرافضة لجميع المفردات و العبارات التي قد تسيء للآخرين من إخوتهم في المواطنة.9
نحن نرى العالم العربي من المحيط إلى الخليج ملتهب بنيران المطالبة بالتغيير ، و مع هذا و بدلا ً من أن نلتفت بكل ما أوتينا من قوة لتقوية لـُحمة جبهتنا الداخلية و حماية مكتسباتنا الدستورية المذكورة في 183 مادة ، نجد أنفسنا مضطرين لمتابعة أشواط جديدة من مباريات لفرق "الطرمان" ؛ يتشاجرون خلالها بأبشع الأساليب الغريبة المستنكرة ، لتشتعل بعدها مدرّجات المتفرجين سبّـا ً و قذفا ً فيما بينهم دفاعا ً عن هذا الفريق الأطرم أو ذاك دونما أدنى إدراك لحقيقة و معاني الشجار الدائر.9
هؤلاء "الطرمان اللي فاهمين بعض و ما نفهمهم" لا يفقهون أبداً نـِعـَـمْ الأمـن و الأمـان و الخير التي تعم وطننا ، و يبدو أنهم غير مبالين أبداً بفكرة استمراريتها و بقائها للأجيال القادمة و لذا هم مستمرّين بسفاهاتهم اللامتناهية غير عابئين بما قد تؤدي له تلك السفاهات من خراب و دمار.9
و أنا متواجد حالياً في العاصمة البريطانية لندن برفقة الوالدة (شافاها الله - أسألكم لها الدعاء) للعلاج من المرض الشّين (أجاركم الله و أحبابكم منه) ، توجـّه لي أحد سائقي التاكسي من الاخوة المصريين كوني "كويتي" بالسؤال "إمتى حيرحلوا الصـّـباح من اكـْ كـُويــِت"؟ فأجبته بكل أريحية : "هي بلدنا جميعا ً و نحن إنشاءالله باقين معهم إلى ما شاء الله" ، فرد السائق : "بس أنا شفت في التلفزيون ناس تطالب الحاكم برحيلو" ، فكان الرد : " من رأيت الناس تطالب "برحيلو" هو سمو رئيس مجلس الوزراء و ليس سمو الأمير ، و "رحيلو" لا يعني "مغادرتو" الدولة بل "تركو لمنصبو" فقط كما ينادي بذلك عدد من أفراد الشعب عبر ممارسة ديمقراطية سليمة ، فكان تعقيبه السريع "لأنكم عايشين بخير و نعمة ما تطالبوش برحيلهم"!!!! و جاء ردي كما يحب الزميل فريج سعود : "مش شرط يعني"!!9
هذا الأخ المصري رغم جهله بالدستور الكويتي كعقد اجتماعي بين الحاكم و المحكوم ؛ به من الضمانات ما يكفل حقوق الحاكم من ذرية الشيخ مبارك و بقية أفراد الشعب ، اختصر أسباب " ليه ما تطالبوش برحيلهم" و لخصها بوجود الخير و النعمة.9
و السؤال الذي يطل برأسه هنا : هل في الموافقة على بعض الممارسات غريبة الأطوار لعدد من أبناء الأسرة الحاكمة ضمان للاستقرار و بقاء الخير و النعمة في هذا البلد؟ و من ثم هل في اتباع متشددي تيارات الإسلام السياسي بكافة أطيافها و أنواع لحاها و دشاديشها و مساويكها و خواتمها ضمان لبقاء الأمن و الأمان في هذا البلد؟ لا بل و هل الاستمرار ببعض المطالبات الفئوية الخاصة بمصالح هذه الجماعة أو تلك دون باقي أفراد الشعب هو الضمان للاستقرار في البلد؟ 9
إذا التحمت النواة تماسكت الكتلة ، و الأصل في استقرارنا أولاً ليس حل مشاكل الدول المحيطة بل لم شمل الكويتيين و وحدتهم بكافة الأثمان. و لكل من يقول أنا كويتي أكره التعصّب ، أدعوه في ظل العواصف الدولية "المحيطة" و القلاقل المحلية "العبيطة" لتقوية إيمانه الوطني بقراءة متمعـّـنة لمقدمة الدستور ، حتى يعرف ماذا أراد لنا المؤسسون و أي "حفرة " يريد أن "يقطـّوننا فيها الطرمان".9
نحن عبد الله السالم الصباح - امير دولة الكويت رغبة في استكمال اسباب الحكم الديمقراطي لوطننا العزيز.9 وايمانا بدور هذا الوطن في ركب القومية العربية وخدمة السلام العالمي والحضارة الانسانية.9 وسعيا نحو مستقبل افضل ينعم فيه الوطن بمزيد من الرفاهية والمكانة الدولية، ويفيء على المواطنين مزيدا كذلك من الحرية السياسية، والمساواة، والعدالة الاجتماعية، ويرسي دعائم ما جبلت عليه النفس العربية من اعتزاز بكرامة الفرد، وحرص على صالح المجموع، وشورى في الحكم مع الحفاظ على وحدة الوطن واستقراره.9 وبعد الاطلاع على القانون رقم 1 لسنة 1962 الخاص بالنظام الاساسي للحكم في فترة الانتقال.9 وبناء على ما قرره المجلس التأسيسي.صدقنا على هذا الدستور واصدرناه.9