من جمال فلسفة الأشياء في هذا الكون البديع أنها تتميز بضدها ، فلولا الظلام لما ميزنا النور ، ولولا الشر لما ميزنا الخير ، ولولا الحرب لما ميزنا السلام ، ولولا الخرافي لما ميزنا السعدون و الرومي
و قد قال أحدهم في القصيدة المسماة باليتيمة أو يتيمة الدهر – وأغلب الظن هو دوقلة المنبجي - ضدان لما استجمعا حسنا .... والضد يظهر حسنه الضد
و نحن و إن عشنا الإحباط فنحمد الله على نعمة الأمل التي تدفعنا دائما للاستمرار في التوكل و متابعة المسير بغض النظر عن درجة السوء ، و ما قول الشاعر "الطغرائي" في قصيدته لامية العجم (بس مو حبايبنا عجم الرميثية و الدسمة) أعلل النفس بالآمال أرقبها.... ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل إلا تأكيد لهذا الأمر المتكرر في حياتنا يوميا
لقد مشيت في يوم من الأيام في مدينة ليفربول العظيمة حفظها الله و رعاها – وبالتحديد في يوم السبت السادس من اكتوبر في العام ألفين و واحد- بعد خروجي من العمل في الساعة الخامسة و النصف مساءً ، و أثناء مسيري تحت المطر حضرت إلى ذهني خاطرة لم أجد في جيبي سوى بقايا ظرف ممزق لأكتبها فوقه
ما ألوم القلب لـَيْ (إذا) يحزن
إذا يحزن ترى أحسن
وعشان الدنيا تتجدد
الفصول لا بد تتولد
ترى الأشجار
خريف الدنيا ما تطيقه
بس تصبر
أملها باحلى توريقة
أملها ييي ربيع دافي
يمحي ويزيل حزن خافي
يمحي يزيل زمهرير بارد
خلى الكل عـَـنـّها شارد
وما ألوم القلب لي يحزن
إذا يحزن ترى أحسن
ومسير الدنيا تتبدل تصير أحسن
بعد أكثر من ست سنوات ، إسترجعت هذه الخاطرة من خبايا الذاكرة و قصاصات الأوراق المبعثرة ، إسترجعتها و أنا أستمتع في موقع اليوتيوب بالصوت الرخيم للمغفور له الشيخ عبدالله الجابر و هو يغني صوت "محلا نظم المسطر" بمصاحبة عود المرحوم سعود الراشد الرباح ، و ليعود لي الأمل بأن الأسرة الكريمة التي جاء منها "شيخ الشباب" و غيره من أصحاب الإبداع و العمل الدؤوب لا بد و أن تخرج لنا من يضع يده بأيدينا و أيدي المخلصين الكويتيين لتعود كويتنا منارة للثقافة و الاقتصاد و السياسة و الابداع بجميع مناحيه كما كانت سابقا لا بل و أجمل من السابق بإذنه تعالى