شاهدت لسوء حظي الأسبوع الفائت كليباً أرسل لي يتم فيه تعذيب و ركل و قتل فتاة سورية بحجة زواجها من رجل يتبع طائفة أخرى. أصبت بحالة من الهذيان لفظاعة المنظر و رايت كيف يتجرد الإنسان من كل منطق و عقل و يتحول الى وحش بشري بإسم الإسلام الذي هو برئ من هذه الأعمال الوحشية. كان المنظر غاية في القتامة و الغوغائية و لا أخفيكم بأنني أنتهيت الى البكاء حين رأيت تلك الفتاة المستضعفة جثة هامدة ترمى عليها الحجارة الثقيلة و الدم يجري من جسدها الضعيف. 0
ما ذنب تلك الفتاة يا ترى؟ و هل يحق لكائن من كان أن يقتص ما يظنه حقاً بيده؟
في هذا الخصوص ، أصدرالمرجع الديني محمد حسين فضل الله فتوى تنص على بحرمة جرائم الشرف التي تنتشر في أكثر من دولة عربية وإسلامية معتبراً أن هذا الفعل يترتب عليه تبعات الجريمة دون أن تحمل أي عناصر تخفيفية لمن يرتكبها ..و كانت هذه الظاهرة قد إنتشرت في أكثر من دولة من دول العالم العربي والإسلامي، وقد تفشت في شكل خطير في الآونة الأخيرة وخصوصاً في فلسطين والأردن ولبنان ، وهي ما يعرف بجرائم الشرف التي يتحرك بعض الرجال في قتل بناتهم أو أخواتهم أو زوجاتهم... أو قريباتهم... بحجة ارتكابهن ما ينافي العفة والشرف ويخدش المرؤة. 0
و يقول السيد محمد حسين فضل الله في هذا الجانب .. 0
إننا، ومن موقعنا الشرعي، نرى جريمة الشرف عملاً منكراً ومداناً، ومحرماً من الناحية الشرعية، وجريمةً كاملة تترتب عليها كل تبعات الجريمة من دون أن تحمل أية عناصر تخفيفية، لأن هذه الجرائم ترتكب من دون إثباتات أو أسس شرعية، وتنطلق في الغالب الأعم من شبهة، على أن الرجل زوجاً كأن أو أباً أو أخاً أو قريباً لا يملك ولاية تطبيق القانون ومعاقبة المرأة، وإنّما ذلك من صلاحيات السلطة القضائية العادلة
و أرجع فضل الله فتواه هذه الى أن العقلية الذكورية القبلية لا تزال متحكمةًً من نفوس الكثيرين الذين لا تثير حفظيتهم ارتكاب الذكور من أقربائهم لأمورٍ مماثلة وكأن العفة ضريبةٌ على المرأة وحدها. 0
هكذا يكون الفهم الصحيح للإسلام. لنحارب الأفكار الجاهلية التي تندرج تحت ما يعرف بالعادات و التقاليد ، فلا عادات و لا تقاليد في الإسلام. 0