
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،، 0
الآن و بعد أن وضعت معركة الإستجواب أوزارها ، حان الوقت لهذه الرسالة يا شيخ علي حتى تعرف من هم أعداؤك و من هم اصدقاؤك. 0
نعم يا شيخ علي ، نعترف بأنك حاولت هز عش الدبابير في القطاع النفطي و حاولت أن تنفض الغبار عن عقليات أَكل الدهر عليها و شرب ، فمن يبقى 15 سنة على رأس إحدى الشركات ، لا بد أنه يتمتع بالكفاءة التي أهلته البقاء و الأستمرارية في هذا المنصب و لا بد أنه قد حان الوقت لترقيته إلى منصبٍ أعلى. 0
أيضا أعترف بأن تصريحك قد أتى عفويا و يعبر عن مكنونات قلبك ، و أنك تعتقد صادقا في قرارة نفسك أنَك لم تخطئ و إن لا شئ يستحقُ الأعتذار و أنه من الجبن بمكان أن تعتذر عن خطأ لم ترتكبه و أن تُحني رأسك لمن يحاول أن يُرهبك. 0
كابرت و أستكبرت يا شيخ علي. لم يرضيك أن تعتذر إلى الشعب الكويتي الذي صدم بفجاجة تصريحك. تعنّت و بالغتك في تعنتك و صورت الأمر على أنه إغتيال سياسي و تناسيت واجبك الأخلاقي ليس فقط في الأعتذار الذي لم ياتِ في وقته ، بل في أن يقرن هذا الإعتذار بالإستقالة ، ليس وجلا من المستجوبين ، بل إحتراما لمشاعر الشعب. 0
أُدرك الآن و بعد أن حدث ماحدث ، أنك تتساءل في قرارة نفسِك ، هل أُدخلت جبرًا إلى هذا النفق المظلم الذي قضى على مستقبلك السياسي و الذي أفقدك كل رصيدك الشعبي؟ أم أنه القَدر الذي وضعك في هذا الموقف؟
و أعلم أن الأجابة التبريرية جاهزة في قرارة نفسك ، بأنك عرضت الإأستقالة و لم تُقبَل آنذاك ، و هي ما تحاول أن تقنع به نفسك علها تستكين. 0
لكن يا شيخ علي ، لنستعرض المواقف حتى تعلم من هو صديقك و من هو عدوك. 0
الذين ظننتهم أعداؤك ، هم من طلبوا منك الإستقالة منذ اليوم الأول. هم من حاولوا حمايتك من بائعي الوهم السياسي ، هم من حاولوا تجنيب البلد هذه الهزة السياسية ، هم من حاولوا الحفاظ على حكومة ناصر المحمد. بغض النظر عن صوابية الإعتذار أم خطئه ، يجب الإعتراف بأن هذه القراءة السياسية الصحيحة و التي كانت ستحميك من قدر المهانة الذي أُحطت به أثناء فترة الإستجواب حتى تاريخ إستقالتك. 0
لكن لنأتي إلى من تظنهم أصدقائك و لنستعرض مواقفهم. و هنا أصنفهم الى ثلاث أصناف
مستشارينك و أساتذتك
دفعوك لخوض معركة بالنيابة عنهم مع الشعب الكويتي. لم يفكر أحدا منهم بمصلحتك و لا بمستقبلك أو مشاعر أبنائك. و لكنهم أولياء
نعمتك و لولاهم لما كنت في هذا المنصب. لذا فأنه من اللازم عليك أن تطيعهم و من هنا أتفهم هذا الموقف. و هذه الفئة هي أفضل السئ. 0أولاد عمومتك من الطامحين للسلطة
و هم أساتذة الكر و الفر السياسي. أقنعوك بعدم تقديم الاستقالة مكتوبة لعل و عسى و حاولوا المزايدة على موقفك لاحراجك. وضعت من قبلهم في ركن مظلم لا تستطيع منه الدفاع عن نفسك و لا الأنسحاب. فأصبحت المعركة هي معركة الأسرة ضد الشعب أو هكذا أوهموك. وعندما لم تُقبل إستقالتك الشفوية حاولت أن تنقذ ما يمكن إنقاذه مستعينا بأصدقائك من الفئة الثالثة التي باعتك الوهم و شلة المحترفين التي دُفِع لها ما دُفِع للدفاع عنك. 0
أبطال سوق النخاسة السياسية و حركة "لكن" 0
و هم من باعك بأرخص الأثْمان. أوهموك بأن تخوض معركة الإستجواب حتى آخر رمق. صاغوا بيانات الأعتذار نيابة عنك و صرحوا بأسمك ، حاولوا التقرب من صاحب القرار على حسابك بل و حاولوا مساومتك على مزايا و مناصب جديدة تعزز نفوذهم حتى إنهم تقولوا عليك زورا و بهتانا بأنك من تُسرب أخبار الحكومة و بأنك من تقولت على زميلك في الحكومة السيد نايف الركيبي.
كانت كشف حساب مواقفهم كالتالي: 0
نحن ضد الأستجواب لكن الأستجواب حق دستوري
ما قاله الشيخ علي الجراح رأي شخصي لكن يستحق الأعتذار
نحن ضد المحور الأول لكن لنعرف ما هي باقي المحاور
عرفنا المحور الثاني لكن لنستمع الى ردود الوزير
أستمعنا الى ردود الوزير لكن لتجتمع قيادتنا حتى تقرر
الآن يا شيخ علي ، هل عرفت كيف باعك أصدقاؤك الوهم. قالوا قديما ، صديقك من صَدقك ، لا من صدقّك. حسبي اللّه على من ضحك عليك و نحرك سياسيا و أدخل البلاد هذا النفق المُظلم ! 0
في النهاية ، أتمنى لك التوفيق في حياتك يا شيخ علي. 0