Showing posts with label موانئ المشرق. Show all posts
Showing posts with label موانئ المشرق. Show all posts

Saturday, 11 September 2010

موانئ المشرق لأمين معلوف

حتى عندما لا نبصر نوراً في نهاية النفق ، يجب أن نؤمن بأن النور لا بدَّ أن يظهر

الرواية تُروى على لسان بطلها الأمير التركي "عصيان" الذي بدأ حياته منذ نصف قرن قبل ولادته في غرفة لم يزرها قط على ضفاف البسفور. وقعت مأساة و دوّت صرخة و انتشرت موجة جنون لن يُقدّر لها أن تهدأ. لذا فعندما أبصر النور ، كانت خطوط حياته قد رسمت الى حدٍ كبير. 9

كما كان إسمه ، مارس الأمير عصيانه مرتين ، حين تمرد على أباه و هاجر الى باريس رافضاً الطريق الذي رسمه له أباه في أن يكون ثائراً سياسياً على الوضع المتدني في أراضي أجداده ليدرس بدل ذلك الطب. و لكنه ما لبث أن إشترك في ثورة أخرى إختارها بملئ إرادته. و كان التمرد الثاني حين خرج من منفاه اللا إختياري الذي إحتجزه به أخاه في المصح النفسي. 9

يتناول الكاتب من خلال حياة بطل القصة ، موضوعه الأثير .. "المواطن العالمي" ! فعصيان هو هو ابن رجل مسلم تركي و أم مسيحية أرمنية ، وزوج يهودية من أصل نمساوي و تنقل بين موانئ المشرق كالبسفور و بيروت و باريس و فلسطين. هذا التناقض يشكل لدى الكاتب الخلطة التي أراد تشكيلها من القوميات والأديان ليقدم لنا رؤيته حول صراع الديانات و المعتقدات التي تمردت و ثارت عليها شخوص الرواية. فهو ينقل لنا حاجة المشرق من أجل صحوته و تحديد مساره الى رجال عظماء ، الى ثوريين تكون أقدامهم في الشرق وشاخصة عيونهم نحو الغرب. 9

في حياة بطل القصة المتحدر من سلالة السلاطين العثمانيين و الممزوجة بدم أرمني ، ما يجعله يمقت "الحقد العنصري" و يقدم الحل في رفض مثل هذه الأحقاد في هيئة مقاومة مشتركة بين المتناقضات في وجه أعداء الإنسانية التي تمثلت في توحد المسلمين و اليهود في مقاومة ضد العدو المشترك .. ألمانيا النازية ، و يدعو للتعايش بينهما في إطار من التسامح و الإحترام الإنساني الذي حضت عليه جميع الأديان متى ما فهمت بشكل صحيح. لكن مصيرهذا الثائر كان الجنون الذي إدعاه عليه أخاه فأودعه مستشفى الأمراض العقلية في سخرية مُرّة ومؤلمة. 9

إكتشف عصيان أن مقاومة المحتل النازي كانت أبسط بكثير من مقاومة العداء الديني التاريخي ما بين المسلمين و اليهود. 9