حتى نعرف إن كانت المشكلة كامنة في صميم تكوين المجتمع الكويتي أم إنها قد أضيفت الى النسيج الإجتماعي الكويتي في وقت لاحق ، علينا أن نتساءل : 9
هل كنا كذلك ؟
هل كان المجتمع الكويتي بمثل هذا العصبية الفئوية و الرغبة في الدخول في أي صراع : قبلي كان أم طائفي أو حتى عائلي ؟
هل عُرفت الكويت يحالات الثأر كما كان الحال في الصعيد المصري مثلاً أو في بادية الجزيرة العربية ؟
أنا أدعي و أقول بأن المجتمع الكويتي قد طالته الكثير من التغيرات السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية منذ نشأته مروراً بمراحل الهجرة المختلفة في تاريخه و إكتشاف النفط و الإستقلال و إنشاء الدولة و تفكيكها (و هي ما نعيشه الآن). بعض هذه التغيرات هي سياق طبيعي لتأثيرات البيئة المحلية أو الخارجية و بعض التغييرات كان بفعل فاعل و هذا ما سنحاول إستكشافه. 9
مثلما ندعو و يدعو غيرنا الى عدم تصوير المجتمع الكويتي بالملائكية ، يجب علينا أيضاً أن نكون منصفين للتاريخ و أن لا نهول الأمر و نصور مجتمعنا الكويتي على إنه مجرد مجتمع طائفي كانت تعصف الخلافات به و التقاتل كان أبرز سماته. 9
المجتمع الكويتي مجتمع متدين بالفطرة يدين بعقيدة أهل السنة و الجماعة في غالبيته على المذهب المالكي و الحنبلي بالإضافة الى بعض الشوافع و توجد فيه أقليات تنتمي للمذهب الجعفري و بعض مئات من المسيحيين. و هو مكون بالأساس من مجموعة من المهاجرين : إما من الجنوب أو الشمال أو الشرق. وفد أغلبهم بلا مال أو عمل بحثاً عن الأمان في بيئة قاسية لم ترحم أحداً. توفرت فرض العيش لكثيرين و لم تتوافر لغيرهم ممن فضلوا مواصلة الهجرة الى مكان آخر. 9
الحقبة الوحيدة التي برز فيها الإصطفاف الطائفي كانت مرحلة الثمانينيات و هو ما يجب علينا الإعتراف به و دراسه أسبابه. فالعامل الخارجي كان حاضراً : من نجاح الثورة الإسلامية في إيران و مؤثرات تصدير الثورة و بزوغ نجم الجماعات الإسلامية بعد اتفاق السياسات السعودية المصرية و مرحلة الإنفلات التي سادت الأوضاع المحلية بعد تحالف السلطة مع تيارات الإسلام السياسي و غياب سيطرتها على مجريات الأمور لا سيما سماحها للمخابرات الأجنبية لأن تعيث فساداً في الكويت. و تميزت تلك المرحلة بتخريب السلطة للبنيان الدستوري و التشريعي عبر تعطيل العمل بأحكام الدستور و التضييق على الحريات و تشجيع حركات الإسلام السياسي و تشجيع مفاهيم الواسطة و القبلية و تغييب سلطة القانون. 9
بإستثناء هذه المرحلة ، نستطيع و بإمتياز إن ندعي بأن المجتمع الكويتي لم يكن طائفياً كما هو الحال اليوم. بل إن المقارنة البسيطة مع باقي دول المنطقة تؤكد و بإمتياز إن الشيعة في الكويت هم أفضل حالاً بكثير من باقي الشعوب و إن لا مطالب حقيقة لديهم في الكويت. لذا قبل أن نضع الحلول ، يجب علينا رصد المتغيرات التي طالت هذا المجتمع و أن نتلمس حقيقة الصراعات فيه. و يمكن الإستخلاص بأن الحالة الطائفية الحالية هي حالة جديدة و لها مسبباتها الخاصة التي سنتناولها فيما بعد. 9
أعتقد بأن الرأي الأسلم هو أن لا النفس البشرية لا تخلو من العنصريات و منها الطائفية و لكن السلطة هم من غذت و رعت و نمّت هذه المشاعر في نفوس الشعب الكويتي لأسباب لا تخفى على أحد. 9
للحديث بقية ،، 9
17 comments:
يصراحه خوش موضوع لكن لو ترقم لالجزاء لموضوعك حتى يعرف القارئ كم حجم الموضوع او كم جزئ
ثانيا المفروض من إحدى هذه القنوات التلفزيونيه المحليه تتبنى برنامجا أخباريا مشابها لما تكتبه لأنه جدا مفيد
بأنتظار ما تكتبه لكن بدون تحيز لمن تحب :)
شكرا
خلاصة بوستك صحيحة ١٠٠ ٪ !
الكويت لم تعرف الطائفية قبل الثمانينات ، وأنا أتكلم من واقع أني ولدت وربيت في منطقة الشعب التي يتساوى فيها عدد السنة والشيعة تقريباً .
ما كنا نعيش مثل هذه الأجواء القذرة الآن .
لو تشوف تشكيلات مجلس إدارة الجمعية التعاونية من الستينيات كمثال بسيط تتعجب من الأسماء !
كانت قرقيعان فعلاً وكانوا متعاونين جداً لمصلحة المساهمين .
يؤسفني أن أقول أن هذه الظاهرة انقرضت في منتصف الثمانينات .
متابعين بإعجاب ...
طرح منطقي
عسى أن يفهم قرائك الموضوع كما قصد بأن يفهم
كدعوة لنبذ الطائفية وليس لغيرها
ومن لا يفهمه بهذه الطريقة
عنصري طائفي زمهريري
و تميزت تلك المرحلة بتخريب السلطة للبنيان الدستوري و التشريعي عبر تعطيل العمل بأحكام الدستور و التضييق على الحريات و تشجيع حركات الإسلام السياسي و تشجيع مفاهيم الواسطة و القبلية و تغييب سلطة القانون.
أحلى سطرين
Request: Quit being a mere historian by listing some combatant means and measures at the end.
أكمل معروفك يعني
بالسابق انا ذكرت لك عن الصوره القديمه في حسينية معرفي في اول بوست
لكن انا بقولك شغله في السابق كان هناك الاحترام المتبادل لمعتقدات الاخرين او عاداتهم وتقاليدهم والتعايش في ما بينهم وحد العادات والتقاليد ونفى بعضها وطور بعضها وتشكلت الوحده الوطنيه التي نتغنى فيها الان لكن دائما اقول ما حصل في الثمانينات وتعمد التحالف بين الحكومه والجماعات الاسلاميه اثر كثيرا ليفتت اهم طائفتين سنه شيعه
انزين هذا مو كافي ما نبيهم يتفتتون هالفئتين لذا كان المخطط الاولي 25 دائره ليصبح لدينا بدو حضر شيعه سنه منطقة تجار ولا مو تجار دماء زرقاء وبياسر وما الى ذلك من تسميات
النتيجه بعد الدوائر الخمس؟؟
استغلال نفس الفكره عبر تقسيم الدوائر بحسب ما يريد من تعايش مع التقسيمات
مثال الدائره الخامسه حرب العجمان والعوازم والحضر وتحالف القبائل
الرابعه الرشايده والمطران
الثانيه الطبقه المخمليه مع الطبقه الكادحه
الاولى الشيعه والسنه
الثالثه الوحيده الي فيها تنافس فكري وليس تنافس طائفي وتقسيمات وما الى ذلك رغم وجود نفس الفرعيات بخيطان
شتان ما كان عليه المجتمع الكويتي بالسابق والآن
بالسابق لا تعلم إن كان صديقك أو جارك سني أو شيعي ولا يهمك تعرف
بالسابق ما نعرف شي إسمه قبليه أو هذا المصطلح لم يكن يراود أحد
شنو إلي تغير .. ببساطه تركيبة المجتمع تغيرت هذا أولا أما ثانيا فهو التدخل الخارجي وتأثيره على المجتمع
أما ثالثا وهو الأهم فهو سياسة حكومتنا الغير رشيده في تعزيز النهج الطائفي والقبلي والفئوي وإستخدام هذا النهج كأداة للسيطره على المجتمع
فمره مع هذا الطرف ومره مع طرف آخر حسب ما يخدم سياستها ... بالإضافة إلى تأثير بعض أفراد الأسره الحاكمة في تعزيز هذا النهج
في النهاية أتفق معاك في فيما أنتهيت عليه في نهاية مقالك
مع الشكر
بندول
حاضر
قبوط بعد سبوع
بو بدر
كل مناطق الكويت كانت كالشعب
كلها
من فرزها طائفياً و قبلياً ؟؟
حتى المختاريات صارت على قبائل و عوائل
و امتد الأمر حتى أصبحت مراكز الخدمة لوزارة الداخلية مجيرة لنواب
الحبيب ينتقد الهجّانة من صوب و يجير مركز خدمة لأخوه
ما يحدث هو تبدل مراكز لا أكثر و لا أقل
مزارعنا العزيز
المقالات فيها إشارة الى أن السلطة و أبناءها لا يمكن أن يعانون من الأثار السلبية للطائفية
الأموال لديهم
النفوذ لديهم
السطوة لديهم
الحرائق لا تطالهم
لذا وجب علينا أن ننبذ هذه الفتنة و ألا نحلم بأن السلطة ستفعل شيئاً ما
فهي من أوجدت المشكلة من الأساس
صديقي العزيز الطائفية التي حدثت في الثمانينات لم توجد كالفقع بل كان لها جذور، كل ما حدث في الثمانينات هو تأجيج هذه الجذور وإخراجها للسطح واستغلالها بصورة بشعة جدا
أحسنت بان وصفت مجتمعنا بانه لم يكن، ولا يزال، وسيظل مجتمعا لا ملائكيا لانه بالنهاية مجتمع بشري وهذا الشيء يفرض وجود الاختلاف فيه
استطيع ان اسرد امثلة بما شئت على وجود الطائفية في الكويت سابقا لكنها كانت تمثل (عارضا) على الحالة العامة المتسامحة، بينما اصبحت اليوم (جوهرا) لمجتمعنا
لأن أسلوب الصراع على السلطة تطـور
:)
بالمناسبة، وقعت بنفس الخطأ الذي يقع به الكثيرون
هل حقوق الشيعة في الكويت يحددها أوضاع أقرانهم في بلدان الخليج؟
أم يحددها دستور الكويت؟
إذا كانت اجابتك الاولى، لك الحق بان تصف مطالبهم بغير الحقيقية نظرا للتضييق على الشيعة في دول الخليج الاخرى
أما كانت اجابتك بالثانية، فما دخل ما يحدث للشيعة في بلدان الجوار بمطالبات الشيعة في الكويت؟ وهل في مطالباتهم خالفوا الدستور؟ أو القانون؟
أو السالفة انك تشوف مطالبهم شي ما يستحق وبس
:)
جبريت
شكراً على تعلقيك الذي أحترمه
لكن أجد البعض يغرق في إسباغ الصورة السياسية على الحالة الطائفية في الكويت و يتناسى الصورة المجتمعية التي تنبع من صراع إقتصادي
أنا أعتقد بان جميع أوجه الصراع في الكويت أساسها إقتصادي
كررت هذا مليون مرة و ما زلت أكرره
و لذا فإني أعتقد بأن من يحاول تجاوز أو تجاهل سرقات المال العام يتجاهل الكنز الذي يولد لنا الصراع السياسي و الطبقي
صوت الكويت
برافو
هذه العوامل الثلاثة سأتطرق لها في مكان ما من سلسلة المقالات هذه
ما تفضلت به عين العقل
سفيدان
ممتاز
الحين صار سفيدان يحجي
ما قلته رائع
ما كان يحصل هي حالات عارضة لكن البعض و للأسف يحاول تعميم و تعويم الحالات الطارئة لكي يقول بأن الإنتماء لطائفة ما هو أمر خاطئ. ببساطة لأنه لا ينتمي الى أية طائفة
ما عندي مشكلة مع إنتماءه. لكن عندي مشكلة عندما تحور الحقيقة من أجل هوى شخصي و لزرع مفاهيم شاذة
نأتي الى الجزء الثاني من كلامك و هو الأروع
نعم لا يمكن أن ننتهي الى حقوق الشيعة في الكويت بمقارنتها بنظيراتها من دول الجوار
لكن يجب أن نحكم على الممارسة و مقارنتها بما حقه الدستور الكويتي للجميع .. كويتيين و غير كويتيين .. مسلمين و غير مسلمين .. سنة و شيعة
قبل أن أسترسل
هناك موضوع أنوي كتابته عن حقوق الشيعة في الكويت
الخيار خيارك
إما أن تنتظر المقال الذي سأضع على مقدمته "هذا البوست برعاية سفيدان" أو تختار النقاش الآن في هذا الموضوع
إن إخترت النقاش الآن .. أرجو أن تجاوب السؤال التالي كمقدمة للنقاش
ما هي الحقوق الدستورية لأبناء الطائفة الشيعية في الكويت ؟
بارك الله في عقلك الجميل
اسمح لي اقولك ان احنا لازم نجتاز سؤال "من متى صرنا طائفيين..؟!"
المفروض نبحث شلون نصمد امام هذا المد الاصولي والمحاولات الواضحة لضرب الوحدة الوطنية
نحتاج نعدل مناهجنا..
نحتاج نبالغ بتشريعات تحمي وحدتنا
نحتاج نبرز تمتع الجميع بحقوقه الدستورية
بانتظارك
تفصيل دقيق تشكر عليه
وبإنتظار الحلول
تحية لك عزيزي الحلم
عزيزي
لكي تحل أي مشكلة يجب أن تتمعن جيداً في أسبابها و إلا أصبحت الحلول عشوائية
اصلاح التعليم طريق المستقبل. لكن من يجرؤ على الكلام ؟؟
و حتى الوحدة الوطنية التي كانت تدرس في مناهج الثانوية أصبحت عرّة و وهم في نظر الكلاسيكي
إنه الصراع بين الفردانية و القيم المجتمعية
هذا لا علاقة له لا بطائفية و لا وحدة وطنية
إنها القيم التي يحاولون تكسيرها تحت شعار حرية التعبير
حمد
العفو يالحبيب
Post a Comment