هناك أشكال مختلفة تأثيرات السلطة على تنمية الحالة الطائفية في الكويت. أول هذه الأشكال و الممارسات هي سياسة "فرق تسد" الناجحة و الناجعة دوماً من اجل إحكام قبضة السلطة على مقاليد الأمور في الدولة. فالخصم فيمرحلة بناء الدولة كانت التيارات القومية التي كانت تعادي أبناء العوائل المهاجرة من الساحل الإيراني فإستخدمت أولاً التيار الديني و المد الذي حملها للتحالف معها في سبعينيات القرن الماضي لا سيّما بعد هجرة الكثير من كوادر الإخوان المسلمين بعد أن فتك جمال عبدالناصر بهم و تعاطف بعض رموز السلطة في الكويت معها ما أدى الى توطين كوادرها في الكويت. ثم أتت ظروف حرب الخليج الأولى و تحالف الدول المجاورة (العراق و السعودية) في وجه الثورة الشيعية في إيران و إمتداد الدعوة الوهابية السلفي في الكويت ما جعل الكويت ساحة حرب مفتوحة في الثمانينات. كل هذه الأشكال تبين لنا أن تأثير السلطة قد اتى بدوافع محلية و خارجية أثرت على المنطقة و لم تكن الكويت بمعزل عنها بسبب ضعف السلطة و عدم تعاطيها السليم مع مجريات الأمور و تفضيلها لخيارات غير ديمقراطية تخدم أطماعها في الإستفراد بالسلطة عبر تغليب ذلك الطرف على ذاك في ممارسة واضحة لسياسة "فرق تسد". 9
لذا يجب أن لا نغفل هذا العامل المهم و هو السلطة في إنتشار الحالة الطائفي في الكويت و التضييق على أبناء الطائفة الشيعية في مرحلة سابقة و تشجيع التيارات المتطرفة و تغييب الحس الوطني في مواجهة هذا الخطر. 9
و بما إن المشهد المحلي قد أصبح جزءاً لا يتجزأ من الصورة الإقليمية. فهناك من يحلو له المقاربة بين الحالة الطائفية في لبنان و سوريا و العراق و الحالة الطائفية في الكويت كشكل من أشكال الصراع على السلطة متضمناً الصراع المذهبي بين شعوب المنطقة. 9
و هنا اجد الإختلاف واضحاً بين حالة الكويت و باقي حالات المنطقة. فجميع الأمثلة المطروحة تختلف عن الكويت في نقطة جوهرية واحدة. فالشعب السوري الذي يتكون معظمه من أغلبية سنية تحكم من قبل أقلية علوية لا تتعدى نسبتها السبعة بالمائة من إجمالي الشعب. كذلك هو الحال بالنسبة للطائفة المارونية في لبنان التي تحكم الأغلبية المسلمة بجناحيها السني و الشيعي ناهيك عن طائفة الدروز. أما في العراق فقد وصل صدام بعد إسقاط الحكم الملكي الهاشمي السني و النظام المتحالف مع الشيوعية "نظام عبدالكريم قاسم" ليحكم بلداً ينتمي غالبية شعبه الى المذهب الشيعي. لذا فإن هذه المقاربة كانت ستصح لو أننا شاهدنا صراعاً على السلطة في الكويت بين أقلية و غالبية تنتميان الى طوائف مختلفة. لكن حقيقة الأمر بأن الصراع على السلطة منتفي تماماً في الكويت و قد تكون أقصى مظاهر الصراع مقتصرة على الظفر بعضوية المجالس النيابية أو التحالف مع السلطة. فلم نصل بعد الى مرحلة الصراع على كرسي رئاسة الوزراء بين أسرة الحكم و الشعب و حتماً لن نشهد تغييراً في نظام الحكم الوراثي في الكويت فهذا أمر مفروغ منه. 9
إذا الحالة الطائفية لم يكن مردها الصراع على السلطة في الكويت ،، و لكنها كانت صراعاً على أمر آخر .. و هو الصراع على الثروة عبر "عقلية الإستحواذ" ! 9
للحديث بقية ،، 9
6 comments:
عقلية فرق تسد وتحالف حتى تأكل من الكيكه قدر ما تستطيع والشعب لاهي بلعب الجهال اصحاب فرق تسد عدل يا الزميل؟؟؟
والكويت تختلف عن الحالات الثلاث المذكورة - لبنان وسوريا والعراق - بشيء آخر وايد أهم .
ثروة نفطية كبيرة مقابل تعداد سكان صغير
وهو ما يؤيد كلامك عن الصراع على الثروة .
متابعين
جنك قاعد تخلط بين أمرين هنيه
توني انتبه لهالشغلة بعد قراءة تعليقك في الموضوع السابق على جبريت :
"اسباب معروفه هي تقريب السلطه للطبقه المخمليه بشكل خاص لها والحضر بشكل عام ليكونون قيادات البلد من وزراء ووكلاء وزاره وسفراء والكثير من الامور وفضلت مجموعه على مجموعه لتقول الاخرى انها مظلومه مما يزرع حقد داخل هذه المجموعه على الاولى"
هذا التعليق خاصة ، وسلسلة المواضيع بشكل عام فيها خلط ما بين مبدأ "فرق تسد" وما بين مبدأ
The rich get rich and the poor get poorer, which explains the paragraph you wrote in quotes.
هذين مبدأين مختلفين ، الأول مبدأ يساهم في خلق حزازات بين المواطنين لكي يلهون عن القضايا المهمة وعن السلطة ، أما المبدأ الآخر فماله شغل في الطائفية (يمكن يكون نتيجة غير مقصودة) ولكنه هو الذي غرضه الثروة ، ومو بس الثروة بل السلطة كذلك .
فالطبقة اللي ماسكة المناصب الحين ما تبي غيرها المختلف في التوجهات والآراء أن يمسك ويشرع قوانين لعلها تكون مخالفة لطبيعة البلد اللي يبونها هم ، مع أنها تغيرت نسبيا ، وما تبيهم يستغنون بالتالي أو يتعلمون لذا نرى مناطقهم تعيسة ، مدارسهم ، مستوصفاتهم ، الخدمات ... إلخ .
أما الطائفية فتختلف مع هالمبدأ السابق , موجهة ضد الشعب كله لمزيد من عدم الوعي
جبريت
مش شرط يعني
بو بدر
و السلطة عوّدت الناس على الاستحواذ و الحلب
قسائم صناعية
مزارع
شاليهات
اسقاط قروض
منح
زيادات عامة للرواتب
تجارة اقامات
مناقصات
الخ
لذا فئات الشعب تتنازع فيما بينها حتى لا ينافسها أحد في صراع الإستحواذ هذا
مزارعنا العزيز
طوّل بالك علي
في المقال القادم سأتناول فئة الوجهاء المزعومة و لماذا تعزز السلطة هذه المفاهيم
Post a Comment