عودة الإبن الضال ؟؟

يتهامس المراقبون حالياً عن شبهة مصالح شخصية تتصل بالعمولات أدت الى قرار وزير المواصلات السيد عبد الواحد العوضي بإلغاء صفقة الافكو و إحالة مجلس إدارة مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية إلى النيابة العامة التي يرأس مجلس إدارتها شيخ كامل الدسم من الأسرة الكريمة و يتمتع بعضويتها أصحاب الحظوة علماً بأن مجلس الأمة قد أوصى بهذه الإحالة منذ 3 شهور مضت و لم يتحرك عبد الواحد آنذاك و فضل الصمت و هو قرار لا يخلو من الجرأة السياسية التي بتنا نفتقدها فهل أصبح عبد الواحد العوضي هو بطل المرحلة القادمة؟ هل هي صجوة الضمير لا سمح الله ؟ أم إننا سنشهد عودة الإبن الضال؟

لا أعتقد ذلك. فمن يملك إرثاً كمثل إرث عبد الواحد العوضي من الصعب عليك التكفير عن خطايا الماضي و التوبة الى الشعب الكويتي. نحن هنا لا نعطي صكوك الغفران لأحد ، لكن عبد لواحد العوضي هو نفسه عضو سابق لمجلس إدارة الكويتية لمدة 4 سنوات بترشيح من السيد ناصر الروضان أحد أقطاب الدائرة الرابعة التي ينتمي لها السيد عبد الواحد العوضي و إسرته الكريمة التي يقع ديوانها في منطقة الدعية. هذه الدائرة شهدت تجاذبات طائفية شديدة سمحت لعبد لواحد العوضي بأن يكون حلاً وسطاً بعد أن برع بتقديم الخدمات الشرعية و غير الشرعية لأبناء الدائرة عبر قربه من مراكز الفساد التي دفعت به ممثلاً لوزارة الدفاع و هو الطيار العسكري (!!) في مجلس حماية البيئة ثم المجلس الأعلى للتخطيط (أستبدل بحسام الرومي و كأن هذا المقعد قد خصص لأتباع ناصر الروضان) كما انه فاز بعضوية مجلس إدارة جمعية الدعية و النادي العربي الرياضي. 0

من منا يستطيع نسيان مواقف عبد الواحد المخزية إبان أزمة الدوائر و تصريحاته التي لامست صميم الوحدة الوطنية و بينت أنه ما هو إلا بإلعوبة في أيدي صناع الفساد في هذا الوطن. هذه هي الظروف التي افضت بعبد الواحد العوضي الى مجلس الأمة بعد محاولات عدة فاشلة و انتهت به وزيراً للإسكان للمواصلات و اليوم تسري الشائعات عن تعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزارء للخدمات (يالمفارقة التسمية) !! 0

نعم طيار الهيلوكبتر السابق هو الذي سيحل مشكلة الإسكان و هو من سيطور الخدمات البريدية و يحسن من مستوى أداء الرافعات و الناقلات في موانئنا. للأسف نرى ان التداعيات الطائفية هي من تقدم عبد الواحد العوضي الذي إستغل نفود أخوانه الضباط في وزارة الداخلية لتمرير المعاملات. 0

لكن لم الإشادة اليوم إذن بعبد الواحد العوضي ؟

ببساطة لأن ما قام به صحيح !! أعلم بأن البعض سيقول و ماذا عن العمولات التي سيتمتع بها المقربون من خلال التعاقد المباشر؟ و لم التفاوض مع بوينغ دون إيرباص و هي التي أعلنت عدم قدرتها على تزويد الكويت بالطائرات بعكس إيرباص التي كانت تود التفاوض ما حدا بالسفير الفرنسي التدخل و الضغط على الحكومة الكويتية من أجل إعطاء الشركتين فرص متساوية. نقول كل هذا صحيح ،، بل إنني أذهب أبعد من ذلك و أقول ،، لو تبين ان أفضل حل لهذه الأزمة هو التعاقد مع الأفكو .. فلم لا ؟! 0

من أوصلنا لهذا المأزق و وضعنا في هذه الزاوي الضيقة قد تمت معاقبته( جزئياً) بقرار الإحالة ، لكن هذا لا يعني أن نكابر على مصلحة الوطن ، ماذا تعني بضعة ملايين لشركة الأفكو إن كانت ستوفر ملايين الدنانير على الدولة. فشركة الأفكو ليست الملامة هنا بل الملام هي الحكومة التي أساءت إختيار أعضاء مجلس إدارة المؤسسة و أعضاء مجلس الأمو الذين قصروا بالمتابعة و المحاسبة. الآن يجب دراسة كافة الحلول و منها الخصخصة و جعل المستثمر يقرر طريقة و مبلغ التعاقد. 0

لذا أرجو ان لا يكون خلافنا مع توجهات عبد الواحد العوضي مسبقاً على مصلحة المؤسسات الوطنية. إني عالمٌ تماماً بأن عبد الواحد العوضي سيزرع الأعوان و المقربين في مجلس إدارة المؤسسة من اجل السيطرة على القرار. لذا فإنني أنادي بخصخصة المؤسسة فوراً و عدم الإبطاء في هذا الأمر. نعم كان المخطط واضحاً منذ البداية في تكبيد المؤسسة خسائر طائلة و إستهلاك أصولها من أجل تخفيض سعر التقييم و من ثم إنشار شركات محلية منافسة ، كل هذا من أجل التخصيص ثم دمج الشركة المخصصة مع الشركات الخاصة التي تم إنشائها. و هنا أقول أن الهدف ليس فقط عمليات الطيران بل الإستحواذ على الأراضي الشائعة التي تحتلها المؤسسة. رغم هذا يجب أن نعترف باننا لا نملك القدرة على فعل شئ دام إن عبد الواحد العوضي هو المخول بهذا الملف غير مراقبته و نقده إن إنحرف فشواهد عبد الواحد العوضي في الفساد أكبر من ان تذكر. 0

نهاية ً ،، ما أود أن أقوله في هذا المقام ، هو يجب أن لا تعمينا خلافاتنا مع قوى الفساد أن نتخذ القرارات الصحيحة المستندة فقط على مصالح الدولة لا الإضرار بمصالح قوى الفساد. 0