قبل بدء الحراك السياسي المناهض لحكومات ناصر المحمد ، بدأت مجموعة من الشباب بتنظيم جلسات حوارية بشأن الوضع الحكومي العام حتى إنتهت الى ما يعرف بحملة "إرحل .. الكويت تستحق الأفضل". في إحدى تلك الجلسات ، تمت إستضافة أحد أقطاب المدونات "العقلانية" والذي شرّق وغرّب بآرائه الشاذة والتي لم تلق القبول من كافة المجتمعين في تلك الأمسية. شخصياً كنت أعرف سبب هروب هذا المِسخ من مواجهة حقيقة الأزمة التي نعيشها وسبب إعراضه عن تلك المأساة التي عاشتها الكويت لسنوات سبع عجاف في الوقت الذي لم يترك فيه دولة من دول العالم إلا وخاض في تفاصيل مشاكلها واضعاً الحلول ومنظراً لمبادئه التي لا تلين ولا تحيد. في تلك الأمسية لم أتحدث مطلقاً طيلة أربع ساعات رغم إحتداد النقاش لسبب بسيط هو إنني كنت أريد أن أسمع وأستطلع لا أن أستأثر و أهمين بآرائي الشخصية على باقي الآراء. 9
لكنني غلطت غلطة بسيطة إكتشفتها فيما بعد. فعند نهاية الأمسية همست في إذن مفكرنا العظيم بأنه "يجيد الحديث في كل شئ إلا السياسة ،، فعليه الإمتناع عنها". خدشت كبرياء هذا المفكر الذي إمتقع لونه وحطمت غروره. إكتشفت فيما بعد أن أحد الحاضرين الذي حكى لي فيما بعد بأنه قد قال له عند الباب وعند توديع مفكرنا الجهبذ ذات المقولة !! منذ ذلك اليوم ،، و الحلم الجميل ما عاد حلماً جميلاً كما كانت تنساب آيات المديح و الثناء في إيميلات ذلك المفكر لي بل أصبحت كابوساً يجب التخلص منه وصبّت منذ ذلك الحين لعنات أتباع طريقة "مولانا جلال الدين الرومي" الصوفية على هذه المدونة. 9
بعد تلك الأمسية بإسبوع ، نشر صاحبنا الجبّار مقالة (5 صفحات فولسكاب ونص) هاجم فيها كل من حضر الأمسية ، قرأتها وأعرضت عن الرد عنها. لكن بعد فترة نفى وحيد دهره وفريد عصره وجود المال السياسي في الكويت. وحينما وضعت له تقارير جمعية الشفافية التي تحدثت عن المال السياسي وعن رفض وزارة الداخلية تسجيل البلاغات ، نفى وطالب بدليل. دلائل مصاريف الديوان والشيكات النيابية (التي نشرت صورها فيما بعد) لم تشف غليل ذلك الباحث عن "الحئيئة". علمت بأن في فم فيلسوفنا الكثير من الماء و "الماء الآسن" تحديداً ما منعه من الحديث عن طريقة إدارة الدولة وتعيين أصحاب الحظوة. 9
بعدها إنطلقت حملة "إرحل" التي لم يدخر مناضلنا المتلون (الذي تقلب بين المطالبات التدوينية بإستجواب رئيس الوزراء في مواضع عدة قبل أن ينقلب ويكتب مناهضاً لجميع الإستجوابات) من مهاجمتها لأسباب لم تخفى على أحد فلا يمدح السوق إلا من ربح فيه. مقالات مليئة بالسباب والشتيمة الموجهة لشخصي. خطاب تخويني تحريضي خال من أبسط قواعد السلوك الشخصي والذوق العام. أكاذيب باطلة أطلقها في حقي ولم أرد عليها إطلاقاً ، بل سعيت لإعادة نشرها بعد أن ألغاها من موقعه لولا إعتراض بعض الزملاء الذين رضخت لمشيئتهم في النهاية ، حتى لا تتخذ القضية طابع الشخصانية. 9
تمر الأيام ، ونكتشف فضائح الودائع المليونية وغسيل الأموال والتحويلات الخارجية (وكلها قضايا فساد مالي وذات أبعاد سياسية). ونرى كيف أن أقرب المقربين لأحمد الفهد قد إنقلب ضده ولا نرى تفسيراً لذلك سوى إغراءات قدمتها الحكومة لهم. ثم تدور عجلة الأحداث وتستقيل الحكومة ويحل المجلس .. ويأمر سمو أمير البلاد بإنتخابات نزيهة لا وجود لمال سياسي فيها في إشارة إلى تدخلات المتنفذين من الشيوخ وأصحاب السطوة والنفوذ بأدواتهم المتنوعة ومنها المال السياسي .. و يوافق مجلس الوزراء على قرار تكليف جمعية الشفافية برصد الإنتخابات البرلمانية على رأس مجموعة من جمعيات النفع العام بالإضافة الى المراقبين الدوليين. 9
ثم تخرج جمعية الشفافية "المعتمدة رسمياً من رأس الدولة" وتذكر بأن عمليات شراء الأصوات مستشرية في جميع الدوائر وتتراوح أسعارها بين 250 و 2000 دينار وقد تم تقديم 21 بلاغاً عن حالات شراء أصوات حتى يومنا هذا لكن إمتنعت وزارة داخليتنا العتيدة (وكعهدنا بها) عن التحقيق بها (حتى الآن) ،،، و لا يزال "مثقف السلطة" ينفي وجود المال السياسي ويطالب بالدليل !! 9
هذه أحد نماذج البطانة الفاسدة المنافقة التي أطاحت بحكم ناصر المحمد. وسجّل يا تاريخ !! 9
3 comments:
دير بالك ترى هذا شيخ ، و الشيخ لازم له غروره و كبرياءه
شيخ الأوهام
هل هذا تبرير لأنقطاعك عن المدونة
طيلةالمدة السابقة ؟
فرناس
وبعدين بآه
لي متى الراس اليابس والعناد ؟
لكن ما عليه ، نسطر وياك اليوم علشان خاطرك
In any case, if you can't beat 'em, join 'em.
هي ردت على نموذج واحد فقط من النفاق والكذب ؟
يا عمي هناك من تعدى على شرف وأعراض الغير بكل وساخة وقذارة أمام الناس جهرا لكي يمسي على تصفيق المعجبين والمؤيدين دون ورود أي اعتراض يذكر ممن وصف الساكتين عن الحق بالشياطين الخرساء في زمن بات أصحاب المدونات يكتبون لا في السياسة بل في أخلاقيات البشر من سوء ما رأوا من أهوال .
في حياتي لم أشهد هكذا فجور بل كفر بالخصومة الذي يدفع بالإنسان الضعيف لا إلى مواجهة خصمه بشجاعة وأدب بل إلى مهاجمته بأبشع وأقذر الطرق في ذات الوقت الذي ينادي فيه بأسمى المبادئ والأخلاقيات أمام العامة ... جميع هؤلاء "صم بكم عمي فهم لا يرجعون" ، فلا عقل لهم ولا ضمير ولا رجعة ترجى أينما ذهبوا ، ولكن "إنه لا يحب الظالمين" ... مصيرهم هذا يكفي .
خطاك السو لكن سيصلك أكثر ممن لا هدف له سوى رفع مرتبته هو على حساب الخير بالاعتداء على الغير .
وبعدين ليش ما رديت على تعليقاتنا ؟ مودة يديدة أشوف !
فارمر
Post a Comment