مقالات ذات صلة : إضغط هنا و هنا
ماذا بعد دخول المرأة للبرلمان ؟
يجب التعامل مع النجاح غير المتوقع "بحجمه" للمرأة في الإنتخابات البرلمانية في إطاره الصحيح بعيداً عن العواطف و التشنج. فالهدف لم يكن إنجاح المرأة فقط لأنها إمرأة كما كانت تنادي السيدة معصومة المبارك ، أو لترشيد الخطاب البرلماني كما كانت تطرح السيدة أسيل العوضي أو لطرح قضايا المرأة في البرلمان فحسب. بل الغاية كانت في تنشيط أجزاء خاملة من المجتمع تحكمت عناصر غير وطنية في قراراتها و خياراتها بسبب الضعف الذي كان يعتريها. و قبل أن أدخل في تحليل الأداء المرتقب للنائبات الأربع يجب علي الإقرار بأنني ضعيف المتابعة لندوات النائبات الأربع و إن ما أسرده لا يتعدى أن يكون "توقعاً" للأداء و لا يرقى بأن يكون رأياً أو حتى وجهة نظر. 9
لنبدأ بالسيدة معصومة المبارك صاحب الخبرة السابقة كوزيرة للتخطيط ثم المواصلات ثم الصحة. السيدة معصومة لم تخيب ظنوني حين توقعتها بأن تجنح الى إثارة قضايا غاية في الهامشية سعياً و بحثاً عن البروز الإعلامي فهي أقرب النائبات لتلك القيادات المخملية للعمل النسائي و مسألة البحث عن البروز الإعلامي ليست غريبة عليها حين توزيرها فهي صاحبة التصريحات التي افادت بأنها قد نست قلمها في البيت في إشارة الى رفضها لتوقيع المعاملات غير القانونية و إنها قد علقت شنطتها النسائية بدلاً من بشتها في غرفة إجتماعات مجلس الوزراء و هي من جابت شرق آسيا مع وفودها النسائية المكونة من صديقاتها في مهمات بعيدة تماماً عن عملها الوزاري و على حساب المال العام. 9
السيدة معصومة إستهلت عملها بتصريحين ، الأول كان حول مطالبتها بتوزير ثلاث نساء رغم رفضها التام لمبدأ المحاصصة !! و الثاني كان حول محاسبتها للحكومة حين تخطأ متناسية بأنها كانت عضواً في تلك الحكومات المتعاقبة التي أخطأت في حق الكويت. السيدة معصومة كانت وزيرة للتخطيط و فشلت في تقديم خطة التنمية بل إن الوثيقة التي قدمتها تم رفضها جملة و تفصيلاً من قبل مجلس الوزراء على إنها غير علمية إطلاقاً و تفتقر للواقعية. السيدة معصومة تنكرت للجميع حفاظاً على منصبها الوزاري و ساندت مشاريع الحكومة في عرقلة الدوائر الخمس لتدور عجلة الزمن و تصعد معصومة عن طريق الدوائر الخمس التي سمحت للمرأة بالوصول بعد أن كُبّرت مساحات الإختيار للناخبين. السيدة معصومة لم تكن لها بصمة تذكر في عملها الوزاري ، فتجاوزات العلاج بالخارج لم تحل و تخصيص مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية لم تحدث في عهدها بل إن قرار إبقاء المطار في موقعه الحالي قد إتخذ في عهدها. 9
بإختصار ،، معصومة سوف تلجأ للإسلوب الصدامي و ستكون حكومية أكثر من الحكومة و لن يشفع لها سواء أدائها الإعلامي الخالي من أي مضمون ذي قيمة مضافة في المجلس. 9
نأتي الى فاكهة المجلس الجديدة السيدة أسيل العوضي ، و هي ستكون فاكهة بلا طعم أو لون أو رائحة. حاولت الإستماع لها أكثر من مرة و تبدو لي فارغة تماماً و مصمتة من الداخل و ما تردده ما هو إلا تلقين من مستشاريها. أسميتها المرشحة "أعتقد" فهي كانت تستهل الإجابة على جميع الأسئلة الموجهة لها بكلمة "أعتقد" و "أعتقد" أنا الحلم الجميل بأنها لا رؤية واضحة او موقف حاسم لديها من القضايا المطروحة في الساحة. فهي "تعتقد" بأنها تمتلك مشروعاً فكرياً يؤهلها التصدي للتحديات المحلية و لكن هذا المشروع فضفاض جداً و لا يمتلك الإجابة على كثير من الأسئلة لا سيما تلك التي طرحت خلال حملتها الإنتخابية مثل الموقف من الدين. كما إن السيدة اسيل لا تملك الزاد الكافي الذي يمكنها من التفاعل مع باقي زملائها و أعتقد بأن تيارات معينة ستعمل على عزلها أولاً ثم التركيز على ما تطرحه من آراء. 9
لكن هل ستصمد أسيل و منطقها الذي بحثنا عنه كثيراً فلم نجده ؟؟ شخصياً "أعتقد" بأن فضيحة ضعف أدائها ستكون مدوية ،، و لكن لماذا نستبق الأحداث ، و لنتمنى لها التوفيق في عملها البرلماني. 9
السيدة سلوى الجسار هي الأكثر غموضاً بالنسبة لي فلا أعرف عنها إلا النزر اليسير و حقيقة لم أستطلع لا أفكارها و لا أطروحاتها و إن كنت أتوقع بحسب ما وردني من أخبار عنها بأنها ستكون الحلقة الأضعف و سيتم إلتهامها حية في الجحر المملوء بالعقارب و الثعابين و أظن بأن مسألة توزيرها إن صدقت ستكون أفضل قناة لإستعراض قدراتها. السيدة الجسار متخصصة في شئون التربية و التعليم و لا تمتلك المهارات التشريعية في باقي النواحي لذا سيكون أداءها العام ضعيفاً. 9
و الآن نأتي لمن أتوقع بأنها ستضيف الشئ الكثير للعمل البرلماني بمهنبتها و حماسها و نشاطها و هي السيدة رولا دشتي. فهذه السيدة لم تقل إلا الأشياء الصحيحة. تحدثت عن ضرورة عدم الإلتفات للماضي و يبدو إنها غير مكترثة للخلافات الحزبية التي تعصف بالمجلس و لديها مشروع و برنامج عمل واضح و تستطيع إيجاد الحلول غير التقليدية لمعظم المشاكل. لكن هناك نقطة واحدة أرجو ألا تغيب عن بالها و هي الثقة. فحبال الثقة مقطوعة بين التيارات المتصارعة و عمل المجلس غير مؤسسي في ظل غياب الأولويات و خطة التنمية. لذا ستطرح قضايا هامشية كثيرة سيتوجب على السيدة رولا أن تتخذ مواقف بشأنها بعيداً عن برنامجها السياسي. لذا يجب عليها الحذر فيما يتعلق بتحالفاتها السياسية و مواقفها من الإستجوابات و قضايا المال العام. لكن أتوقع ان تكون رولا دشتي هي أحد الإضافات المهمة للعمل البرلماني في هذا المجلس و ستكون متناغمة جداً مع باقي الأعضاء التكنوقراط متى أعطيت الفرصة الكاملة و العادلة للعمل مع باقي زملائها و زميلاتها من أعضاء مجلس الأمة. 9
إنتهى