Monday, 25 May 2009

في المرأة

تعرضت المرأة الكويتية الى إهمال شديد تمثل في حرمانها بلا سبب مبرر من المشاركة في الحياة السياسية في الكويت منذ الإستقلال و بدء العمل بالدستور. و كانت سطوة الرجل و هيمنته على مقاليد العمل المؤسسي سبباً رئيسياً في هذا الإهمال حتى أصبح حال المرأة كحال عضو الجسم المشلول الذي لا يسري الدم في عروقه فيضمر و يضعف قبل أن يتوقف عن العمل. لا أعتقد إن هذا الأمر من صالح المجتمع الذي تشكل المرأة أكثر من نصفه و هي الآلة التي تصنع و تطور لنا جيل المستقبل و هي أيضاً الحلقة الأضعف في يد قوى الفساد و التخلف و التي تحاول تأخير التغيير المجتمعي. 9

و قد عانت المرأة طيلة 43 سنة من سوء قرارات الرجل و مخرجاته في العملية الإنتخابية. لكن من المستغرب إنه عندما منحت (و لكلمة منحت هنا أبعاد سأشرحها فيما بعد) المرأة حقوقها السياسية قام الجميع بإنتقاد جهلها و سوء إختياراتها و ضعف ثقافتها. كيف لا تكون المرأة جاهلة و نحن من أهملها طيلة هذه السنين و لم يشركها في عملية إتخاذ القرار؟ كيف لنا أن نتوقع منها إكتساب الثقافة السياسية في غضون سنوات ثلاث في حين إن مجاميع كثيرة من الجنس الذكوري يفتقدون الى أبسط مفاهيم السياسة حتى بعد أكثر من أربعة عقود من يدء الممارسة الديمقراطية في الكويت. 9
لذا فإن ثقافة المرأة الضحلة هو أمر جائز و أراه صحيحاً و لكنه غير مستحق دون التطرق الى الأسباب التي أدت الى إضحلال هذه الثقافة و دورنا كرجال في تهميش دور المرأة. فالرجل هو السبب في هذه الخطيئة التي حلت على فئة بالغة الأهمية في المجتمع. و من الواجب بمكان أن ننتقد نفسنا أولاً و أخيراً و أن نحاول أن نكفر عن خطايانا. و أولى الخطوات في هذا الجانب بأن نمنح و لو صوتاً واحداً من أصواتنا الأربعة من أجل المرأة. و هنا أجد نفسي متفقاً و المنطق الذي يطالب بعدم التصويت للمرأة على أساس الجنس بعيداً عن الكفاءة. لكن في هذا التصويت مقاصد أخرى ، قد يسميها البعض بكسر الحاجز النفسي كما أسماه الزميل إدراك. و لكنني أعتبرها عملية تنشيط لعضو مهم من أعضاء هذا المجتمع. فلا يستطيع أن ينكر أحداً أهمية وصول النائبات الأربع الى المجلس تلك العملية التي جعلت النساء يحسن بأهميتهن في الحياة السياسة و أنها (أي المرأة) "بتئدر" إذ إن هذا الأمر يمثل تدفق الدم من جديد الى عروق ذلك العضو الضامر لكي ينشط و تدب فيه الحياة من جديد. 9
كيف لنا أن نبحث عن الكفاءة في المرأة دون أن نعطيها الفرصة في التعلم و الإستزادة و الإستفادة من الأخطاء ؟ بل كيف لنا أن نبحث عن الكفاءة في المرأة و هي مغيبة في الرجل أيضاً رغم الفرص الواسعة التي يتمتع بها الرجال من تعليم و مكانة وظيفية و خبرات متراكمة من التجارب التي قام بها. رغم إيماني بمبدأ "الكفاءة" إلا إنى أرى إنه من الواجب أن تمنح المرأة بعضاً من التساهل من أجل تنشيط مداركها و إذكاء جذوة الأمل في نفسها و كنوع من التعويض عن خطايا الرجل في حقها. 9
فقد إستغل رواد الجهل و الفساد و الإنغلاق ، ضيق أفق المرأة مما جعل المرأة تنحاز في المجلسين السابقين الى التيار الحكومي المهادن ، فالمرأة لا تحب الصدام بطبيعتها و تستكين للمهادنة دون أن تعي حجم و أخطار المرحلة القادمة ، مما يستوجب علينا زيادة جرعة الوعي السياسي لديها ، و أفضل طريق لذلك في أن نجعلها شريكاً كاملاً في عملية إتخاذ القرار. من هنا كانت أهمية الدعوة للتصويت و بكثافة للمرأة. 9
و هنا يجب أن أنوه أيضاً الى الحواجر النفسية التي خلّفتها ما عرفت (زوراً) بالقيادات النسائية و هي نخب إجتماعية بعيدة تمام البعد عن هموم المجتمع و لا تسعى إلا للبروز الإعلامي دون النزول الى الشارع و القتال و الكفاح من أجل إنتزاع الحقوق. لذا فقد أكدت على إن الحقوق السياسية للمرأة قد "منحت" من قبل الرجل و لم تنتزع إنتزاعاً بواسطة المرأة. فقيادات الجمعيات النسائية مارست معارضة القصور و مطالبة الإستجداء و مثلت المرأة بصورة بشعة نفرت عامة الناس منها. و ما دليلي على ما أقول إلا الحجم المهول من المقالات التي أفردت لها الصحافة المحلية مساحات كبيرة بعد نجاح النائبات الأربعة. فأين كنتم يا قيادات قبل ذلك ؟ ما هذا إلا إستغلال لنصر مستحق تحقق بمجهودات البطلات الأربع (أو الخمس وفاءً و عرفاناً لذكرى الرشيدي). هذه المومياءات النسائية تمارس عملها كنوع من الترف الإجتماعي الذي لا يريد للمشكلة أن تحل ففي حلها إنتهاءً لبروزها الإعلامي الذي كانت أسيرته و ضحية لشهوته و سطوة الإعلام الرسمي الذي يحاول الدفع ببعض القيادات من طبقات إجتماعية معينة ما جعل عموم المجتمع ينفر من عدالة قضية المرأة. 9
المرأة أنتهكت حقوقها ، أي نعم ، و لكنها كانت كسولة جداً و مهادنة في مطالباتها ، و لولا الرجل لظلت تسبح في فلك تلك القيادات الفاشلة و التي لا نعرف من نصبها وصية على المرأة تتكلم بلسانها. فيوم نسمع عن كوتا و يوم نسمع عن قانون المرأة و يوم آخر نسمع فيه المطالبة بتعيين ثلاث وزيرات و زيادة نسب النساء من شاغلي الوظائف القيادية !! يريدون للتغيير أن يأتي على شكل "مكرمة" من الأعلى على أن تصب في فلك مصلحتهم الخاصة و لا أحد يلتفت الى وضع المجتمع بصورة شمولية ، برجاله و نسائه ، أطفاله و شيوخه ، مثقفيه و عماله. 9
لذا يجب أن نفصل بين قيادات العوانس التي لا هم لها إلا حفلات الإستقبال و مناسبات المجتمع المخملي و مقابلة ذلك الشيخ أو المسئول و الثناء عليه و إنتظار مكرمته و تفضله على النساء. و بين لديها نظرة ثاقبة الى مستقبل العمل السياسي في الكويت و سبل تطويره. 9
يجب أن ننتصر للمرأة ! 9
للحديث بقية ،، 9

10 comments:

فريج سعود said...

يا نصير المرأة

الدســتور said...

خل المرأة بعدين
ورانا انتخابات الرئاسة

Anonymous said...

أبو الدســتور

بالعكس خل المرأة الحين

هي الأصلح لرئاسة المجلس

هذا مكانها الطبيعي

ولد الديرة said...

بلاء المرأة منها وفيها

والله صدقت

الله يفكهم من العُقد وربنا معاهم

عسى ما اتفنتق وحدة وتحرق الحجاب
!





شعار المرحلة القادمة





بسنا طرابيل

نبي نفانيف

Anonymous said...

يجب أن نفصل بين قيادات العوانس التي لا هم لها إلا حفلات

=========================

الوضع الاجتماعي ليس له علاقة بالانتاج وفقادة المجتمع



ومن الناجحات الغير متزوجات :


1- إيلسا

2- كاميرون دياز

3- وزيرة الخارجية الاسرائيلية ( ليفني )

4- كونداليز رايس

5- أوبرا وينفري

وغيرهم


رينا يهديك يابني ويزيل الغمامة من على قلبك

لا إله إلا الله

حلم جميل بوطن أفضل said...

فريج سعود

أنا نصير وايد شغلات بس محد ملاحظ

حلم جميل بوطن أفضل said...

ابو الدستور

إن شاء الله

حلم جميل بوطن أفضل said...

غير معرف 1

سوسو و بس

:)

حلم جميل بوطن أفضل said...

ولد الديرة

غير هالإنجاز التاريخي شنو اكو من إنجازات ؟؟

تابع الزراير و أنا أخوك .. أصلك بتموت في الحاجات دي

حلم جميل بوطن أفضل said...

غير معرف 2

كنت أقصد ما أشار اليه الزميل ولد الديرة. و دعني أقول بأنى أعتقد بان عدم ارتباط المرأة برجل يدفعها لمزيد من الإنتاجية في العمل. هذا لا يعني إن المرأة المتزوجة غير منتجة. لكن إنتاجيتها موجهة للمنزل و الأسرة بشكل أكبر

طول بالك علي و أرجو أن تعطي نفسك فرصة أفضل لكي تفهم ما أحاول قوله

:)