Thursday 26 June 2008

ظواهر دخيلة

لا حديث في الكويت إلا عن لجنة الظواهر الدخيلة. و كعادة الشعب الكويتي المغوار ، إنقسم حول نفسه الى فريقين ، فريق الخير و فريق الشر ، مع ملاحظة إن الجميع يعتقد بأنه الخير المطلق و إن كل من لم يتحزب معه فهو لا يمثل إلا الشر. و قد إندفعت فرقة حسب الله الليبرالية على الفور و مارست نفس السيناريو المعهود ، ندوات و حملات و شعارات و الأهم من هذا ، هو ذات الوجوه المكررة التي مللنا منها و سأمنا إستغلالها لأية قضية ، فتلعب على أوتارها لكي تعزز من رصيدها الإعلامي ، لعل و عسى ، يتذكرها أصحاب الشأن في تعيين أو توزير. 9
قضية اليوم ليست التدهور في النظام التعليمي (الذي ملأنا الدنيا صراخاً و نياحاً حوله ، لنعود الى المربع الأول و أصبحنا نتحدث عن قانون المحكمة الدستورية لذي كتبنا عنه و نحاول إقناع الجميع به) و ليست المشكلة الإسكانية التي باتت تؤرق الشباب الكويتي ، فأتينا بالمقترح الجبار حول تحرير الأراضي و لكن على أرض الواقع تقدمنا بإقتراح لزيادة القرض الإسكاني في تنفيع واضح للمجاميع الإقتصادية التي تضررت بفعل قوانين الرهن العقاري الأخيرة. و ليست هموم وزارة الصحة التي تولاها السادة و السيدات معصومة المبارك و عبدالله الطويل فعاثوا بها فساداً دون نتيجة تذكر. 9

إنما اليوم ، القضية هي اللجنة الدخيلة لدراسة المظاهر السلبية !! 9
من المعروف إن للسلطة التشريعية ، دورين محددين بحكم مواد الدستور. الأول هو تشريع القوانين و الآخر هو مراقبة عمل السلطة التنفيذية إدارياً و مالياً. الرقابة الأخلاقية على المجتمع ليست من أعمال السلطة التشريعية و قوى الإسلام السياسي حاولت مراراً و تكراراً فرض أنواع من الوصاية الأخلاقية على المجتمع بحسب معتقداتها و آرائها طبعاً. كانت هناك محاولات لإنشاء هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و هي مسألة حدثت في الماضي القريب بعد التحرير و كانت هناك محاولات خجولة لأسلمة القوانين (التي لا نعرف كيف هي غير إسلامية) و منها المحاولة المضحكة للسيد وليد الطبطبائي في فرض قانون لأحكام الجزاء يستند على الشرع الإسلامي (بحسب ما يراه) و لقد قوبل هذا المشروع بنقد شديد لا سيما من السيد محمد عبدالقادر الجاسم ما جعل النائب الطبطبائي يسحب مشروعه على الفور. كما إن هيئة ملحقة بالديوان الأميري قد أنشئت في فترة ما بعد التحرير و تختص بإعداد مشاريع القوانين التي تتفق و أحكام الشريعة و قد أنفقت الأموال الطائلة على هذه الهيئة لمدة 16 عاماً و لم نر أية إنجازات تذكر. 9
المحاولة الأخيرة اتت عبر مجلس الأمة عن طريق إنشاء تلك اللجنة. و للأسف أفسد الناس و هم أعضاء مجلس الأمة هم من يريدون تقرير الصالح و الطالح للناس. من يلعب الأمور بسياسة و يغير مواقفه بتغير الليل و النهار و من يتمرغ بالمال السياسي الفاسد و يعيش على أموال المناقصات و المصالح الإقتصادية هو رقيبنا الأخلاقي و هو من سيحدد لنا الغث من السمين و هو من سينتقي القضايا التي سيناقشها بدون وجه حق و يسكت على المظاهر السلبية الأخرى. 9
اللجنة أنشأت في المجلس لمناقشة بعض المظاهر التي طفت في الوسط الطلابي تحديداً كالمخدرات و الشذوذ الجنسي. و كانت لجنة مؤقتة هدفها تحديد برامج و تمويلها عن طريق وزارة التربية تعني بتربية النشء تربية صحيحة عبر غرس مفاهيم معينة كالمواطنة و إحترام القوانين و مساعدة القوي للضعيف و التسامح و المحبة. و هي مفاهيم إفتقدناها خصوصاً بعد الأحداث الإرهابية التي شاهدنها من المتطرفين الذي فرختهم جمعيات الإسلام السياسي. و بعد إنتشار مصطلحات الوسطية و الإعتدال. 9
لكن اليوم نرى بأن اللجنة قد أصبحت رقيباً دائماً على أفعال الناس. و هو إنحرافٌ ليس بعمل اللجنة فحسب ، و لكنه إنحراف بالعمل البرلماني أيضاً و إنحراف عن مواد الدستور الذي يكفل للأفراد الحرية الشخصية و حرية الإختيار حسب القوانين المنظمة لذلك. من هنا أتى الرفض الشعبي الطبيعي لأعمال هذه اللجنة الدخيلة. لكن للأسف ، التيار الليبرالي معروف بتوهانه الفكري و من تأثير بعض العناصر المتطرفة فيه كما أورد زميلنا العزيز فرناس في مقاله "المنهج الليبرالي كقضية للشعب الكويتي". 9
رابطة الأدباء و كما جرت العادة قامت بتنظيم ندوة جماهيرية تحت عنوان «الحريات المدنية وانتهاكاتها» استنكر المتحدثون في الندوة وجود اللجنة البرلمانية لبحث الظواهر السلبية الدخيلة على المجتمع، وطالبوا بإلغائها، مبدين تخوفهم من سيطرة التيار الاسلامي عليها، مؤكدين أنها لجنة غير جادة تريد تحقيق أهداف أصولية. 9
أحد هؤلاء المتحدثين هو السيد المحترم أحمد الصراف الذي قال لا فض فوه ،، 9

ان النقاب والحجاب مجرد قطعة قماش توضع على الوجه لتمنع الرجل من النظر الى المرأة وان هذه القطعة هي قيد على فكر، وهي رسالة قبول بنقص وعورة وعاهة تستحق التغطية والستر. 9
و لقد زاد الصراف الطين بلة عبر مقاله بعد الندوة ، الذي أكد فيه رأيه السابق : 9

وارتداء الحجاب في نظري ليس حرية شخصية، كما يحب البعض أن يصف الأمر، بل هو موقف سياسي، وأحيانا انتماء طائفي، وفي حالات أخرى دعوة للاغراء من خلال الفاضح من الحجاب واللباس والماكياج. وبالتالي فان تبعات ارتدائه لا يمكن حصرها في أمر أو أمرين.
9
و قد تمادى الكاتب الفاضل بدعوته الى اتخاذ نفس الإجراءات التي قامت بها فرنسا و تركيا من منع للحجاب. طبعاً لا نحجر على رأي السيد أحمد الصراف ، لكنني متأكد بأن ما تفضل به ، يختلف مع ما يود غالبية الليبرالين سماعه ، فقد خانهم التوفيق في إختيار من يتحدث بإسمهم. و السيد أحمد الصراف توجهاته الفكرية معروفة للجميع و هي لا تمثل توجهات غالبية التيار الليبرالي في الكويت إذ يغلب عليها طابع التطرف و إقصاء المناهضين لهذه الأفكار. 9
إذاً هي عقلية الإقصاء نفسها ، كل فريق يريد أن يفرض مفاهيمه الخاصة على الآخر. و فيما تبدو تيارات الإسلام السياسي أكثر وضوحاً بمشروعها ، يبدو التيار الليبرالي تائهاً ، فأنا متأكد بأن ما تفضل به السيد أحمد الصراف لا يعبر عن قناعات الكثيرين من أنصار هذا التيار. و عقلية الإقصاء تلك ليس مقتصرة على تيارات الإسلام السياسي فحسب ، بل تمتد لتشمل كافة أطياف الشعب الكويتي ، فهذه الذهنية متمركزة تماماً في العقل الشرقي بغض النظر عن التوجهات الفكرية لهذا العقل. 9
إن صياح الديكة الذي علا في هذه القضية و في ندوة الإتحاد الوطني (فرع أمريكا) حول هذه القضية ليس هو إلا صورة حقيقة من ذهنية الإقصاء التي نتمتع بها. فالحرية لدى الإسلاميين و الليبرالين على حد سواء لا تعدو فرض للأهواء الخاصة. فالحرية هي حريتي و ليس حرية الآخرين. و الحديث حول سماع الآخر و تقبله هو ورأيه و حريته ، أمسى هو الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا الكويتي ، فاقد الهوية ، و سيكون لنا تفصيل في المقال القادم حول هذه النقطة. 9
الشق عود !! 9

23 comments:

Mohammad Al-Yousifi said...

أكبر مما تتصور

As YoU LiKE said...

انا ماخذ اللجنة بوضعها الحالي بشكل عادي، يعني مهتم ومومهتم بنفس الوقت .. بالنص.

اذا تقوم هاللجنة تحدد ضوابط الحفلات، وتحط ضوابط حق كل شي .. هني تصير تدخل واضح، لكن اذا عندها قضايا سخيفة مثل سي دي بلاي ستيشن فيه لقطات تعلم جنس .. فأقولهم يعطيكم العافية .. خلكم على هيك قضايا سخيفة.

اللجنة فيها ميزة تخلي اعضاءها مشغولين بقضايا سخيفة ..

لكن اذا تدخلت في قضايا لا يحق لها ان تتدخل .. هني لازم نوقفها عند حدها .. ونعطيهم سيدي فيه واحد يسوي اشارات اباحية -المنتشرة محليا :)- ونخليهم يهدون :)

بس تظل المحكمة الدستورية هي "الامل" .

As YoU LiKE said...

لوووووووووووووووووووووول
شالصورة اللي حطيتها.

خوش صورة :)

حلم جميل بوطن أفضل said...

كله مطقوق

شكراً

حلم جميل بوطن أفضل said...

AYL

المشكلة مو في اللجنة. المشكلة في العقلية التي تريد أن تفرض مفاهيمها على الآخرين

التربية ليست قضية سخيفة. لكن هذا ليس دور مجلس الأمة. من الممكن أن يضعوا ميزانيات ، برامج ، ألخ

بس لا يمكن لأعضاء المجلس و أهم أفسد الناس أن يحاولوا تربية المجتمع

و المحكمة الدستورية ليست أمل ، بل هي حكم و تقويم الي المسار الصحيح و هو دستور 62. لكن صدقني لا أحد يريد العودة لهذا الدستور. لأن مرة أخرى أكرر، الكل يريد فرض وجهة نظره الخاصة

أما عن الصورة ، فموقع بلوغ سبوت ملوع جيدي آخر شهرين ، وضعت الصورة و لم تظهر لسبب مجهول ، فقمت بوضعها مرة آخرى

المغزى منها

هو العودة لذلك الزمن الجميل ، بعيداً عن وصايات الآخرين على أخلاقنا

Anonymous said...

i think we need both liberals and religious groups on a leash.
the funny thing is that each group is the leash of the other.
it is sad because this will limit their productivity but will ensure that no extreme ideas emerge.

HH

Anonymous said...

ما ذكره احمد الصراف تطرف في مقابل تطرف اخر .. ما هكذا تورد الابل
واذا كان لباس الناس حرية شخصية فالحجاب كذلك ...

لا احد يحتكر الحقيقة المطلقة

Soud said...

التيار الليبرالى هو تيار منفتح على كل الاراء ولا أحد يحتكر او يصادر رأى الاخريين ،والاختلاف بالرأى لا يفسد للود قضية

داخل التيار الليبرالى هناك خطوط عريضة متفق عليها اما التفاصيل فهناك أختلافات هنا وهناك

نتفق فيما بيننا على ان هذة اللجنة مخالفه للدستور ولقوانين البلد

فريج سعود said...

اي والله الشق عود
بانتظار البوست القادم
مقال جميل مثل الحلم

Anonymous said...

مقالة رائعة وبأنتظار المقال القادم بعد اتساع الشق لمعرفة المزيد

: )

Someday said...

Your reply to as you like is the bottom line, as simple as that! They want to correct things, they are just NOT the ones to do it!!
waiting for the second piece!

حلم جميل بوطن أفضل said...

HH

I dont care what is background. I need good education, health services, municiplaity, etc.

Our problem is that will use politics to solve our daily
life problems.

The last thing i need is for Mukhled Al-Azmi to tell me what is wrong and what is right !!

حلم جميل بوطن أفضل said...

محسد

كلامك غاية في العقلانية. لكن من إختار أحمد للحديث عن الحرية و التربية و المجتمع الكويتي

توهان فكري

حلم جميل بوطن أفضل said...

سعود

أختلف معك. و إليك المقال التالي عله يشرح وجهة نظري بصورة أفضل

http://7ilm.blogspot.com/2008/04/blog-post_24.html

حلم جميل بوطن أفضل said...

فريج سعود المشاغب

حتى الخرافي ما سلم منك. خف شوي و رونالدو طار

حلم جميل بوطن أفضل said...

Anonymous 2

من عيوني. لكن أتمنى أن لا أكون قد بالغت في المقال القادم عن ضياع الهوية الكويتية

فعلاً أحس بأننا بلا هوية اليوم

حلم جميل بوطن أفضل said...

Hello Someday

How are you? Long time no see !

Imagine,

بنات الليل يتكلمون عن الشرف

بكره البوست القادم

!

عنصر وطني said...

انا اعجبتني الصورة

هاهاهاهاهاهاهاها

ممنوع الاختلاط
واعتبرها ظاهرة دخيلة علينا

هاهاهاها

الشق عووود

secret said...

خوش كلام عجبني

فعلا حريتي و ليست حرية الآخرين

لا فض فوك انت :)

كويــتي لايــعه كبــده said...

كلام ممتاز
وانتفق معه %100

واختيار طيب بالنسبة للصورة
تسامح وتفاهم والابتسامة بوجود التقاليد لا بنفيها
معادلة صعبة

حلم جميل بوطن أفضل said...

كش ملك

أنا سعيد لأن الصورة أعجبتك

شكراً

حلم جميل بوطن أفضل said...

سيكرت

شكراً ، فعلاً هي فقط حريتنا ما نطالب به ، بينما ندوس في بطن حريات الآخرين

حلم جميل بوطن أفضل said...

كويتي لايعه جبده

شكراً