نقلت الفقرة السابقة من تحقيق في جريدة القبس لكاتبه طارق العيدان ؛ ولن أشكك فيما كتبه الأخ الصحفي كون هذه القضية قد طرحت من قبل في اجتماعات الحكومة الانتيكة السابقة و في أكثر من مناسبة ، ولذلك فلا بد لها و أن تطرح ثانية ًمع القضايا العتيجة الأخرى في الحكومة النيو أنتيكة ولكي يصبح لديها برنامج عمل تقدمه للسادة النواب في بداية الفصل التشريعي القادم
في العرف الاجتماعي ، تدل كثرة القوانين على كثرة التجاوزات أو المشاكل التي تحتاج ضبط و ربط ، وما تصريح وزير المواصلات السابق السيد عبدالله المحيلبي عن توجه الحكومة لإصدار قانون خاص بمراقبة المواقع الالكترونية الهدف منه هوضبط تداول الانترنت و ما يبث فيه من إشاعات و هذا لحفظ النظام و الحياء العام و ثوابت المجتمع الكويتي إلا دليل بسيط على صحة هذا الرأي
لكن هل ما يقوم به عموم المدونين هو تجاوز أو بث إشاعات أو خدش للحياء العام تحتاج قانون خاص ؟ أم إن الواقع المؤلم هو إن الحكومة "منغثـّة" من قدرة منتقديها من المدونين بشقيهم المعروفين و الغير معروفين لديها في توجيه الشارع العام ولهذا تريد استصدار أي قانون ليمنحها إحساس الشعور بالأمان واحتواء الوضع؟
لقد قلنا سابقاً بأن هذه القوانين - للأسف - لا يتم التفكير بها للحد من الارهاب أو محاربة الجهل أو لتدمير العنصرية ؛ لكن يتم الابداع في صياغتها للجم الألسنة الحرة و العقول المستنيرة و الفكر المخالف لأسلوب الإدارة السيء، فنحن نعلم و الحكومة تعلم بأن معظم المدونين المراقــَبـيـن لهم ولاء مطلق للكويت بقيادة أسرة الصباح الكريمة و إن من يغرد خارج السرب مرفوض و منبوذ من الجميع ، و يبقى التحريض على قلب نظام الحكم أو المساس بالذات الأميرية جرائم يعاقب عليها قانون أمن الدولة سواء كان النشر ألكتروني أو في المريخ ، و من يقوم بهذا الفعل المشين يعلم علم اليقين بأن عدم وجود قانون مراقبة المواقع الالكترونية إلى الآن لن يحميه من المساءلة أبداً ، فالقضية بهذا الشأن محسومة إذن
في الواقع لدينا مجموعة مدونين لديهم مهارة فائقة في "تــِفــِلــّع" الحكومة لكنهم "ما ينلامون" ، فالحكومة "كاشفة صلعتها" للقاصي و الداني من خلال أدائها السيء .نرى الحلول السهلة لتحويل القدح إلى مدح و المتمثلة في العمل السليم و الإنجاز الخلاّق غائبة عن الذهن الحكومي ، وحل مكانها إبداع مراقبة الانترنت و تعبئة "الهوا في أزايز". وبدلاً من أن تستثمر الحكومة خيرة شبابها المثقف و تعمل على احتوائه و الأخذ بنصائحه و آرائه ، نراها تريد قمعه و تحويله من طاقات إلى عاهات
ما يذكر في المدونات من مواضيع ساخنة هو أولاً وأخيراً في مصلحة الكويت ومع ذلك لا تجرأ أي صحيفة على نشره حتى و إن لم يخالف قانون المطبوعات "الترللي" . المصالح المادية و المعنوية لملاك الصحف كثيراً ما تؤدي إلى رفض تبني الحقيقة التي لا يخشى المدونون من قولها في مدوناتهم. أما من يريد إنشاء صحيفة يومية ينشر بها ما يرفضه الآخرون و ينقلب بها على واقع الحال السيئ و يتحرر معها من سلبيات صحافتنا المزعجة كالسيطرة الغير كويتية و ثقافة المرتزقة و المنافقين و و و، فوزارة الإعلام له بالمرصاد عبر قانون المطبوعات "الترللي"، فهي تطالب بتأمين قدره ربع مليون دينار وقد قيل لي في اتصال قبل أيام مع مكتب معالي وكيل وزارة الإعلام أنه قد تم رفع سقف مبلغ التأمين مؤخراً إلى مليوني دينار غير قابل للسحب أثناء فترة عمل الصحيفة ، فأي من المدونين يملك هذا المبلغ؟ وإذا افترضنا مجازاً بأن هناك من لديه المبلغ و مستعد لتجميده فهل سيمنح الترخيص بسهولة لجريدة معارضة للفساد في ديرة قانونها الأول إلى الآن قانون خشمك إذنك؟ أما الحديث عن صحف التابلويد الأسبوعية فهو حديث آخر ذو شجون ، فعدا أن تأمينها المودع هو خمسة و عشرون ألف دينار ، تبقى صحف أو مجلات التابلويد اجتماعية والقضايا السياسية فيها ممنوعة ، فما الحل؟
الحكومة لا تعي بأن خير وسيلة لمراقبة المدونات "المشاغبة" هي المساهمة فيها برفق و صدق لا متابعتها استخبارياً. الشيخ علي جابر العلي في مدونته الرأي الحر لديه آراء كثيرة موفق في بعضها و مـُـنـتـقـد في بعضها الآخر ، لكن ليـُـنـظر إلى كم التواصل معه سواء من الموافقين أو المعارضين كم هو إيجابي، فلماذا لا تسعى الحكومة سعيه و تتواصل مع المدونين؟ بما أنها حكومة تكنوقراط و حكومة شعبية كما تطلقون عليها ، لماذا لا يتفاعل الوزراء أنفسهم مع المدونات للتعرف على سبب النقد مباشرة دون حواجز و حساسيات؟ ولماذا لا تكون المكاشفة و الشفافية هي أساس الإصلاح؟
الحكومة وزَرت شخص في مجلسها كانت قد اتهمته بقضايا أمن دولة ما زالت منظورة لدى المحاكم ، و صوتت عند انتخاب أعضاء مكتب مجلس الأمة لشخص شارك في انتخابات فرعية كـُسّرت على أثرها سيارات وزارة الداخلية و لتحفظ بعدها القضية لعدم وجود الأدلة ، فإذا كانت الحكومة "سـمحـة" هكذا مع أبناء شعبها فلماذا لا تحذو نفس الحذو مع المدونين و تتحاور معهم دون الحاجة إلى إصدار قوانين عرجاء جديدة مكانها الطبيعي في الأدراج مع قوانين عند اللزوم الأخرى التي لا تطبق؟
لماذا لا تجرب الحكومة مثلاً كبادرة حسن نية تبني إنشاء رابطة للمدونين يعامل على إثرها المدون معاملة الصحفي له نفس الحقوق و عليه نفس الواجبات؟ و بدلاً من التتبع المفضوح في الخفاء ؛ لماذا لا يتم إنشاء موقع علني به أسماء المدونات المشاغبة وسبب مراقبتها ليعرف كل مخطئ خطأه قبل التعرض له؟
الحلول كثيرة يا حكومة و باستطاعتكم إن شأتم عبر التواصل مع المدونين و المهتمين بالشأن أن تتحصلوا على أضعاف ما طرح هنا دون الحاجة الغير مبررة إلى فتح جبهة استعداء في مهمة قمع مستحيلة
ليتسع صدر الحكومة و لتعرف أنه في ذات الوقت الذي يطال أداءها و مواقفها النقد اللاذع ، فكذلك جموع السياسيين الآخرين هم عـُرضة للمحاسبة و المساءلة طالما ارتضوا وضع أنفسهم في موقع المسؤولية. أما المفارقة الجميلة في هذا الأمر فتكمن في أن النقد أحيانا قد يطالنا نحن أيضاً بأسمائنا الحقيقية من زملاء تدوينيين أعزاء جداً لا يعرفون حقيقة من نكون ، فيصبح صديقي في التدوين هو نفسه الناقد "اللي مشلخني" على أدائي في حياتي العملية العامة دون أن يعلم بذلك
مختصر القول هو أن القضية في النقد عبر المدونات عامة و ليست خاصة الغاية منها تحقيق حلمنا الجميل بالوطن الأفضل ، و بالكويتي اللي ما يبي ينجز و ما فيه حيل يتحمـّل الحساب والكتاب يروح يقعد ببيتهم ، فنحن أولاً و أخيراً نقدس بلاد و لا نقدس أفراد ، ودستورياً عدا سمو الأمير حفظه الله فلا أحد فوق النقد و المحاسبة
10 comments:
بروفيسور ،
حلمنا الجميل هو أن تتوقف الحكومة عن إدمانها إصدار القوانين ضد هذا و ذاك ، يا سميع يا عليم تهدي الحكومة!
السؤال الأهم
هل لحكومة التكنوقراط قدرة على مراقبة و منع المدونات؟
أم أنها تكنوضراط ؟
Black Honey
الحكومة لا تصدر قوانين بل تتقدم باقتراح بقانون إلى مجلس الأمة يتم التصويت عليه في جلسة علنية عبر مداولتين
مع وجود مجلس غالبية اعضائه عليهم ملاحظات شديدة ، فلا نستبعد أن يمر قانون سخيف كهذا كما مر قانون المطبوعات الترللي سابقا
إذن دعوانا معكِ يا سميع و يا عليم تهدي الحكومة و تخليها تبطل من الأفكار العتيجة ، و تلتفت للعمل و الانجاز أحسن من مراقبة المدونات
kila ma6goog
كلنا عارفين إنها عايزة تدهن البحر بوية و تبلط الهوا
لكن لنفترض جدلاَ أن الحكومة التي باعت خدمة الانترنت برخص التراب في يوم من الأيام للغانم أصبح لديها بعد كل هذا الوقت القدرة على مراقبة ومنع المدونات ، فما الحاجة لذلك إذا كان يوجد هناك حلول أكثر عملية و أعم فائدة؟
لماذا تبتعث الدولة أبناءها للدراسة في الغرب و بلاد الحرية في التعبير و من ثم تريد تكميم الأفواه ؟
أقترح على الحكومة إبتعاث الجيل الجديد إلى كوريا الشمالية وكوبا إذا ما أرادت الاستمرار بنفس النهج
بروفيسورنا العزيز
تصدق كل ما ضاق خلقي من أوضاعنا ومن غدر الناس ومن قلة الشرفاء ومن ضياع الأمانة والصدق ، أرجع لقصيدة الطغرائي المسماة " لامية العجم "واللي فعلاً تحس لما تقراها أنه عايش بيننا الآن .
ولأنها طويلة ، اخترت بعض الأبيات منها ، والرجاءمراسلتي للي يريد الحصول عليها كاملة أويمكن البحث عنها بالانترنت - قبل لا تمنعها وزارة المواصلات !!!
تحياتي
====
أهبـتُ بالحـظِّ لـو ناديـتُ مُستمعـاً
والحـظُّ عنّـيَ بالجُهَّـالِ فـي شُـغـلِ
لعلَّـهُ إنْ بــدا فضـلـي ونقصُـهُـمُ
لِعينـهِ نـامَ عنهـمْ أو تنـبَّـهَ لــي
أُعلِّـلُ النَّـفـسَ بـالآمـالِ أرقُبُـهـا
ما أضيقَ العيشَ لـولا فَسحـةُ الأمـلِ
لـم أرضَ بالعيـشِ والأيـامُ مقبـلـةٌ
فكيفَ أرضى وقد ولَّـتْ علـى عَجَـلِ
غالـىَ بنفسـيَ عِرفـانـي بقيمتِـهـا
فصُنْتُها عـن رخيـصِ القَـدرِ مُبتـذَلِ
وعـادةُ النَّصْـلِ أن يَزهـو بجوهـرِهِ
وليـسَ يعمـلُ إلا فـي يَـديْ بَـطَـلِ
ما كنـتُ أوثِـرُ أنْ يمتـدَّ بـي زَمنـي
حتَّـى أرى دولـةَ الأوغـادِ والسِّفـلِ
تَقَدَّمَتْنـي أنــاسٌ كــانَ شَوطُـهُـمُ
وراءَ خطـويَ إذْ أمشـي علـى مَهَـلِ
هـذا جـزاءُ امـريءٍ أقرانُـهُ دَرَجـوا
مـن قبلـهِ فتمنَّـى فُسـحـةَ الأجــلِ
وإنْ علانيَ مَـنْ دونـي فـلا عجـبٌ
لي أُسوةٌ بانحطاطِ الشمسِ عـن زُحـلِ
فاصبرْ لهـا غيـرَ محتـالٍ ولا ضَجـرٍ
في حادثِ الدَّهرِ ما يُغنـي عـن الحيَـلِ
أعدَى عَدوِّكَ أدنـى مـنْ وثَقـتَ بـهِ
فحاذِرِ الناسَ واصحبهـمْ علـى دَخَـلِ
فإنَّـمـا رجــلُ الدُّنـيـا وواحـدُهـا
مَنْ لا يُعوِّلُ فـي الدُّنيـا علـى رَجُـلِ
وحُسـنُ ظـنِّـكَ بـالأيـامِ مَعْـجِـزةٌ
فظُنَّ شـرّاً وكُـنْ منهـا علـى وَجَـلِ
غاضَ الوفاءُ وفاضَ الغـدرُ وانفرجـتْ
مسافةُ الخُلْـفِ بيـنَ القَـولِ والعمـلِ
وشـانَ صِدْقَـكَ بيـنَ النـاسِ كذبُهُـمُ
وهــلْ يُطـابَـقُ مُـعـوَجٌّ بمُعـتـدلِ
إنْ كـانَ ينجـمُ شـيءٌ فـي ثَباتـهـمِ
على العُهـودِ فسَبـقُ السَّيـفِ للعَـذَلِ
يـا وارِداً سُـؤرَ عيـشٍ كلُّـهُ كّــدّرٌ
أنفقـتَ صَفـوَكَ فـي أيـامِـكَ الأولِ
فيـمَ اقتحامُـكَ لُـجَّ البحـرِ تركـبُـهُ
وأنـتَ تكفيـكَ منـهُ مُصَّـةُ الـوَشَـلِ
مُلـكُ القناعـةِ لا يُخشـى علـيـه ولا
يحتـاجُ فيـه إلـى الأنصـارِ والخَـوَلِ
ترجـو البقـاءَ بـدارٍ لا ثبـاتَ لـهـا
فهـلْ سمعـتَ بظـلٍّ غيـرِ مُنتـقـلِ
ويـا خبيـراً علـى الأسـرارِ مُطَّلعـاً
أُصمتْ ففي الصَّمتِ منجاةٌ مـن الزَّلّـلِ
قـد رشَّحـوكَ لأمـرٍ إنْ فطِنـتَ لــهُ
فاربأْ بنفسِـكَ أنْ تَرعـى مـعَ الهَمَـلِ
ليش ماكو عندنا بالكويت قانون ايجابي يطلع ؟
كله عقاب ة مراقبة و غرامة
مثل ما قال البرفسور حمادوه .. ليش ما يشجعونا ؟
والله اني صرت اكثر فخرا بشباب الكويت لما شفت المدونات .. والله عندنا طاقات تشرّف
والله اني احب الكويتين الطموحين و صدقوني يومنا راح ايي : ))
bo bader الغالي
شاكر لك على قصيدة الطغرائي و غيرها من القصائد الجميلة التي تتحفنا بها عبر الايميل و التي تثير فينا شجون لا تنتهي ولا بد لنا أن نتناولها في بوستات خاصة خصوصا تلك التي فيها
أن الدراهم في المواطن كلها
تكسو الرجال مهابة وجلالا
فهي اللسان لمن اراد فصاحة
وهي السلاح لمن اراد قتالا
وبما أنك تمر بحالة من ضيقة الخلق سأهديك تلك الأبيات المعروفة التي تنسب لشمس المعالي قابوس وإن كانت ذاكرتي تخبرني إنني أهديتك أحد أبياته سابقا عبر تعليق في مدونة أم صدة ، ومع ذلك أرجو قبول الإهداء
الدهر يومان ذا أمن وذا حذر
والعيش شطران ذا صفو وذا كدر
قل للذي بصروف الدهر عيرنا
هل عاند الدهر إلا من له خطر
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف
وتستقر بأقصى قعره الدرر
فإن تكن عبثت أيدي الزمان بنا
ونالنا من تمادى بؤسه الضرر
ففي السماء نجوم لاعداد لها
وليس يُكسف إلا الشمس والقمر
وكم على الأرض من خضرا ويابسة
وليس يرجم إلا ماله ثمر
لك أجمل تحية
mai
الكويتي مبدع بالفطرة
أجدادنا أحيوا بلدة ميتى بالطموح و العطاء
الشباب بحاجة فقط لقيادة تطلق العنان لطاقاتهم الكامنة
دوام الحال من المحال ولا بد من تغير الوضع ، لكن لا بد لنا أن نتذكر بأن الحقوق تؤخذ ولا تعطى، هذا إن أردنا للتغيير أن يكون إيجابي ، فقوى الفساد تحاول الإمساك بتلابيب كل شيئ بالبلد
لكن على قولة بو بدر يبوننا نكفر بالديمقراطية ونهد لهم ديرتنا لكن إحنا لهم لا استسلام
تحياتي
يدفعوننا للإستقواء بالخارج
العم سام يراقب
محسد
رأيك سليم بشأن العم سام الذي لا يراقب ليحافظ لنا على الديمقراطية بل لتكون تجاوزاتنا حجة لتهديدنا و التواجد المستمر بين ظهرانينا ، فالديمقراطية البائسة التي لدينا تبقى غير مشاغبة في المقاييس الأمريكية و نفعها مثل عدمه
لا أؤيد إطلاقا فكرة الاستقواء بالخارج و أحبذ حل المشاكل الكويتية في البيت الكويتي ، خصوصا وإن هناك بيننا من يستمتع بنشر الغسيل المحلي على الحبل الدولي
ومع هذا أتفهم من يفرض عليه الفساد المحلي و سياسة تكميم الأفواه ليضطر إلى آخر العلاج و هو الكي الدولي
تبقى القضية قضيتنا و الله يقدرنا نحلها في إطار كويتي خالص
Post a Comment