Thursday 16 September 2010

ربع جرام لعصام يوسف

رواية ربع جرام للكاتب عصام يوسف رواية واقعية و تنتمي الى الأدب التسجيلي الذي يسجّل مشكلة إدمان المخدرات التي عصفت بمجموعة من الأصدقاء الذين ينتمون الى طبقات و ثقافات مختلفة و لديهم كثير من الهوايات. يروي الكاتب القصة على لسان بطلها "صلاح" و الذي ينتمي الى أسرة ميسورة الحال سمحت له بتعاقر الخمر قبل الإنتقال الى تعاطي الحشيش و أنواع متنوعة من المؤثرات العقلية قبل أن تصطاده بودرة الهيروين. 9

و يذكر بأن مشكلة تعاطي المخدرات أصبح تمثل هاجساً حقيقياً للأسرة المصرية و تحدياً للسلطات في الوقت ذاته. إذ إزداد حجم الإنفاق على المخدرات في مصر من 18 مليار جنيه مصري في 2008 ليبلغ 22 ملياراً في 2009. و تقدر السلطات أعداد المدمنين بحوالي خمسة ملايين مدمن و 45 ألف تاجر ، علماً أن ما يتم ضبطه من مخدرات يبلغ 10 – 30 % من الحجم الفعلي. 9

لامست الرواية الجانب الإنساني للمدمن كمريض يستحق العلاج و ليس كمجرم أو جاني يستحق العقاب. و من خلال أحداث الرواية يستعرض محاولات الإقلاع اللامنتهية التي قام بها صلاح بعد أن رأى تساقط الشلة واحداً تلو الآخر. جرب مصحات الإدمان و سافر الى الحج و هرب الى أمريكا. لكنه تحول الى مروج للمخدرات ايضاً. قبل أن يكتشف برنامج المدمن المجهول و الذي حاول شرح خطواته الإثنى عشر من خلال فصول الرواية. 9

و ينوه الكاتب الى إن الأدمان يعتبر بمثابة المرض الذي قد تتنوّع أشكاله ، فهناك مدمن المخدرات ، و هناك مدمن الكحول ، و مدمن الأكل ، و مدمن الجنس ، و مدمن القمار ، و مدمن الشوكولاته أيضاً ! و هي جميعها حالات مرضية قد تختلف أعراضها و لكنها تتشابه في طريقة الحل. 9

الرواية طويلة نسبياً (635 صفحة) و كان من الممكن إختصارها خصوصاً في الفصول المتعلقة بمصحة الإدمان ، و كتبت بلغة عامية إنتقدها الكثير من النقّاد لكني أجدها ضرورية لتنقل لنا بيئة المدمنين بألفاظها و مصطلحاتها الواقعية. النص الأدبي و التصويري عادي جداً ، و لكن يحسب للكاتب إبتعاده عن الإبتذال و الشتائم و المصطلحات الهابطة التي عادةً يصاحب هذه النوعية من الروايات. و تكمن قوية الرواية في واقعية القصة و حقيقيتها إذ نجح الكاتب في نقلها لنا كما هي دون أي تعديلات أو إضافات عن صديق مرّ بتجربة الإدمان قبل خمسة عشر سنة و حرص بتغيير الأسماء والتواريخ والأماكن للحفاظ على "مجهولية" الشخصيات. 9

و سارت الرواية في خط واحد و هو محاولة الإقلاع على الإدمان الذي فتك بصحة صلاح و كاد أن يقضي عليه نهائياً و غلب عليها الطابع الإجتماعي بعيداً عن الإسقاطات الدينية أو العاطفية. 9

لاقت الرواية نجاحاً منقطع النظير إذ باعت في شهرين أكثر مما باعته رواية شيكاغو في سنتين و طبع منها اثنان و عشرون طبعة الى اليوم و تعتبر أكثر الروايات المصرية مبيعاً في سنة 2009. و يعتزم كاتب الرواية تحويلها الى فيلم سينمائي و مسلسل تلفزيوني في الوقت نفسه. و نظراً لأهمية الموضوع فقد احتفلت جامعة الدول العربية بصدور الرواية وسط لفيف كبير من الشخصيات الإجتماعية الهامة سواء كانت دبلوماسية ، إعلامية ، أدبية أو حتى طبية. 9

2 comments:

Anonymous Farmer said...

You don't care much about ratings, do you? :-)

You and your "Quarter Pounder" novel; does it come w/ cheese?

Country's all wacked up on account of some dead person whose prolly turning over in her grave due to our consistent and willful decision to remain backwards at the expense of everything, including religion. And you talk about Quarter Pounder stories.

I may give your novel a shot if it comes w/ cheese though.

And nachos.

And chili on top.

حلم جميل بوطن أفضل said...

Anonymous Farmer

Yes !

Simply, I don't care about ratings

and to rub salt on your wounds ..

Yes ! I'm proud of it!

We don't sell chili nor nachos here. Try somewhere else :)