Saturday, 19 May 2007

الأبعاد المجهولة

عبد الوهاب السيد شاب كويتي خاض تجربة كتابية رائدة من خلال أطلاق كتابه الأبعاد المجهولة "من مذكرات مراهق كويتي" في سنة 2004. لاقى الكتاب نجاحا كبيرا و كان من أكثر الكتب مبيعا في معرض الكتاب آنذاكالكتاب عبارة عن خليط من قصص الخيال العلمي الممزوجة بحوادث و خوارق غير طبيعية، لكنها حصلت في مناطق الكويت المختلفة
هذا النوع من الكتابة هو جديد على الساحة الأدبية في الكويت و يتطرق بتفصيل جميل الى أعماق شخصية المراهق الكويتي و يناقش همومه و آلامه التي لا يستشعرها المجتمع من حوله و يحاول أن يلفت النظر لها و يتطرق لها في أسلوب قصصي جميل يشد الجميع
بطل هذه الروايات مراهق كويتي يدعى خالد سليمان و هو فتى يتيم يعيش في أحدى الأحياء الشعبية الكويتية. من خلال هذه الروايات المختلفة تبدأ بالتعرف على التكوين النفسي لهذا الفتى و تتعرف أيضا و بأسهاب عن حال المجتمع الكويتي و ما يعتريه من مشاكلأعلم تماما أن الكاتب كن يقصد و بدرجة ما بعض الأسقاطات من خلال كتاباته
عبدالوهاب السيد أطلق الجزء الثاني من كتابه و هو بصدد أطلاق كتابين جديدين سينشران في معرض الكتاب القادم بأذن اللهما أدهشني هو قوة بيان بعض الصور البلاغية التي أستخدمها عبدالوهاب. و رغم أنني من محبي الروايات، الا أنني أجد أن أتخاذ عبدالوهاب لهذا النهج فيه بخس للأفكار العميقة التي يحملها.سأنقل لكم بعض من المقاطع و الجمل التي أستوقفتني في الجزء الثاني
نعم لا زلت خالد الذي تعرفونه .. الراكض الأبدي وراء الأوهام .. و الذي يعيش فترة غليان نفسي بيولوجي معروفة كحال أي مراهق .. فأشعر أن روحي كالجلد المحترق الذي يؤذيه أي شئ حتى أنسام الرياح
ينتابني طول الوقت ذلك الشعور الذي ينغص علي حياتي .. الضآلة !! و أدرك جيدا أن هذا الشعور هو طريقة من طرق (رفض الحياة) .. ان تشعر أنك مجرورا من قفاك لتعيش حياة لا تريدها .. نستطيع تشبيه الأمر بسائق سيارة متهالكة يدفعه أصحاب السيارات الفارهة دفعا خارج الطريق!! فيقف على جانب الطريق ليلعنهم .. و يلعن الطريق نفسه .. و اليوم الذي فكر به بقيادة السيارات
المصيبة أن كل انسان في هذا العالم يحاول أن يقنعنا بأنه ليس بذلك السوء !! المراهق الفاسد يتحدث عن أبيه الذي لا يقضي معه وقتا كافيا و لا يستمع الى مشاكله .. الراقصة ترى أن الرقص عمل و أن العمل شرف !! المختلس يتحدث عن حاجته لاطعام أطفاله
هناك جنون عام أسمه "الاتصالات" أصاب الناس جميعا .. كأننا تحولنا الى أمة من رجال الأعمال !! و برغم هذا أزدادت العلاقات الأنسانية برودا و سطحية ..
لقد صنع الانسان الفن لأنه يذيب روتين الحياة تماما و لو للحظات .. ان اغنية جديدة أو فيلما شائقا أو رواية مسلية .. لهي اشياء تنسينا أننا سنصحو و ننام و نحن ما زلنا نحن
أشعر بأنني أفقد شمعة حياتي بسرعة البرق .. لقد نلت - ككل البشر - شمعة هي حياتي .. حيث من المفترض أن اشعلها و أنتظر حتى تذوب كلها ثم الحق بالأبدية !! لكن شمعتي تحترق بمعدل غير معقول .. تحترق من الطرفين !! ماذا أفعل ؟! أن أيامي متشابهة كجبات الأرز .. او حبات العدس .. يبدو أننا أصبحنا نعيش في طبق من الكشري
عبدالوهاب السيد كاتب مبدع و يستحق التشجيع و يجب أن يطور من كتاباته عبر التنويع في الأفكار و الأساليب الكتابية

No comments: