Tuesday 28 August 2007

هل للحرية من ضوابط - الجزء الثاني

أخطأ من يظن أن الليبرالية غوغائية, الليبرالية تعمل يداً بيد مع السلطة لسن قوانين تحفظ الحقوق و الحريات. بالعكس هم اكبر ضابطي للحريات لانهم يدعون باقحام القوانين في أبسط المسائل كمحاولة لحفظ الحريات و الحقوق. من يزن ليبرالية الغرب يجد انها فكرٌ ضابط و ليس عشوائي. 0
لكن ماذا تقف لأجله الليبرالية الغربية:الجماعية, التغير, الضمنية, الديموقراطية, المساواة, القطاع العام, السلم, الطبقة العاملة, مكافحة الفقر , حقوق المرأة , الأقليات , الأكادميين, البيئة , الفن , ضبط الاسلحة. 0
لكن هل هذه الأمور هي ما تقف لاجله الليبرالية المحلية؟
ماذا عن الخمور .. الدعارة .. هدم أسس المجتمع .. شتم الدين .. إثارة النعرات الفئوية .. 0
ألا تستحق هذه المطالب بان نسميها ثقافة الحانات؟
الليبراليين هنا أكثر المعتدين على الجماعات المضطهدة من الجاليات الآسيوية و العربية غير المحبذة كالهنود و البنغال و المصريين و الفلسطينيين و أبناء القبائل و. الليبراليون هنا هم أكبر المناصرين لحروب نشر الديموقراطية الأمريكية. هذه مجرد أمثلة بسيطة و أترك المجال للآخرين للإضافة أو التفنيد. 0
و لمعرفة المزيد عن المعيار الأخلاقي لدى الليبرالية .. يرجى الإطلاع على مقال "الليبرالية و المعيار الأخلاقي" للزميل فرناس
يقول فيه: 0
إذا كانت الأفعال الفردية للأشخاص مُـجَـرَّمة قانوناً في المجتمع، كبيع وشراء الخمر والزنا كمثال في المجتمع الكويتي، فإن من واجب الليبرالي إحترام القوانين، طواعية، وإن كان يختلف معه، وإلا فإنه ينسف من الأساس أحد أهم مبادئ الليبرالية الأساسية. ومن واجبه، والحالة هذه، أن يُبَلغ عن مرتكبيها ويدلي بشهادته أمام الجهات المختصة إن طُلب منه ذلك. وإذا إختلف المجتمع، في حالة الهجرة أو السفر مثلاً، فإنه، وبالبديهة، من واجبه أن يحترم قوانين هذا المجتمع حتى وإن أباحت هذه المجتمعات ما لا يتفق معه. أما في حالة الأمور الأخلاقية ذات المصدر العرفي أو الديني والتي لا تخضع لقانون أو تشريع، فإن إختلف الفرد الليبرالي مع ممارسيها، فليس هناك من سبيل إلا الإقناع أو الدعاية وبالوسائل السلمية، أو محاولة تغيير القوانين بالطرق المشروعة. ولا سبيل له غير ذلك على أعضاء هذا المجتمع من المخالفين له في المعيار الأخلاقي. هذه هي الدولة المدنية
كما يرجى الإطلاع أيضاً على مقالة "المرجعية الأخلاقية الليبرالية" لنفس الكاتب الرائع فرناس .. الذي قسم فيه المرجعية الأخلاقية إلى قسمين، المرجعية الجماعية و هي القانون و المرجعية الشخصية و هي الإختيار الشخصي لأي منظومة أخلاقية يراها الفرد ملائمة، بشرط عدم مخالفتها للقانون المعمول به في المجتمع. أي أن المرجعية الشخصية لا يجب أن تتعارض مع المرجعية الجماعية وإلا أصبح معتنقها خارج إطار القانون. 0
كما أن فرناس كان قد إنتقد الليبرالية الخارجة عن المجتمع في مقالته "حتى لا ندخل التيه" التي أورد فيها التالي
أن النقد مخالف تماماً للسباب والشتيمة والإستهزاء، وشتان بين هذا وذاك. إن النقد هو في الأصل السعي وراء الحقيقة، لك أو عليك، متجرداً من آراء مسبقة عن موضوع النقد ذاته. إن النقد يرتكز على حقائق أو ظروف محيطة، يقارنها الفرد ليستنتج منها نسيجاً عقلانياً أكثر واقعية، أو على الأقل مماثلاً في واقعيته، لفكرة أو رواية حدث أو تحليل. بينما الشتيمة والإستهزاء هو سلاح الضعفاء والمتهافتين، وهو يوحي بضعف الحجة وإنعدام الهوية وعقد النقص، لا أكثر ولا أقل
في الجزء الثالث و الأخير سأتناول المرجعية الأخلاقية الإسلامية و سأحاول أن اقارن بين المرجعيات الليبرالية و الإسلامية في هذا الإطار. 0

15 comments:

Anonymous said...

الحلم الجميل أولا أبارك لك هذه المدونه التي كنت طالما تحلم بها وكانت تدور بخلدك لفتره من الزمن ، ولتجد بها استقلاليتك بعيدا عن قوانين المنتديات وبعد راحه طويله تقارب الشهرين او كثر من الراحه والأستجمام ، اسمتعت كثيرا بمدونتك و عجبتني تحليلاتك للامور كما عجبني معرفك ( الحلم الجميل ) فالاختيار خيالي بعض الشيئ في زمن متغير مليئ بالكوابيس

Mohammad Al-Yousifi said...

ممتاز

أكثر ما عجبني في الموضوع فصل تعريف الليبرالية بشكل عام عن الليبرالية الكويتية الممثلة بكم نائب مجلس أمة زائد بعض التجمعات السياسية

طبعا لا اتفق مع كونهم يروجون للدعارة و شتم الدين و اثارة النعرات الطائفية

انا اتكلم هنا عن تجربتي و للأسف - او لحسن الحظ - هي بعيدة جدا عن المنتديات و ما يدور فيها من نقاشات حادة جدا

أعتقد انك لاحظت أن نقاشات المنتديات أقل حدة و أكثر هدوءا من المنتديات

انا أنظر للموضوع من زاوية اخرى و بعيدة عن مقارنة الليبرالية بالاسلام و لذلك لم اتعمق في نقاشنا السابق كوني - من صجي - لا ارى علاقة بين الاسلام و الاسلاميين و الليبرالية و الليبراليين

عموما هالموضوع يدور براسي من مدة و انشاءالله انا في طور الاعداد له

ننتظر انتاجك القادم

Mohammad Al-Yousifi said...

قصدت نقاش المدونات اقل حدة من المنتديات

Anonymous said...

هناك للاسف من يحسب اللبراليه شربا للخمر واختلاط الشباب والبنات قز

طبعا هذا الاعتقاد موجود حتى عند ناس يدعون اللبراليه

حلم جميل بوطن أفضل said...

غير معرف

أياً كنت .. شكراً جزيلاً

أعترف لك بأن هذا ليس بمكاني و لكنك يبدو أنك تعرفني جداً .. فهذه المساحة تمنحني الإستقلالية و المسئولية الكاملة عن أفكاري

بما يخص المعرف .. فهو سيتحول هذا الحلم حقيقةً يوماً .. لا أعتقد

:)

حلم جميل بوطن أفضل said...

مطقوق

بل أنا أعتقد بأن في الإسلام من الليبرالية الشئ الكثير

أرجو أن تفهم مدى مطالبتي يتقنين الحريات و أن ذلك ليس موجها حول الإنتقاص من حرية التعبير و النشر

نريدها حرية مسؤولة بناءة

و لعل ما كتبت أنت عن إنتهاك الذا تالأميرية يصب في هذا الإتجاه

نعم مع الحرية لكن وفق ضوابط لا نتخطاها .. هذه الضوابط ليس هدفها القمع .. بل التنظيم .. حتى لا تقع الفأس في الرأس

بالنسبة لحدة الحوار .. أنا متقبل تماماً لنقدك .. فقط أرجو ان يتسع صدرك لنا قليلاً

حلم جميل بوطن أفضل said...

حمودي

كلامك صحيح .. و هو ما بدأت به موضوعي
الليبرالية ليست شرب الخمر و الإباحة الجنسية .. لكن للأسف الإنترنت يزخر بهذه الدعاوي من مدعي الليبرالية

يدي بيدك يا زميل .. لتنظيف عقول الناس من هذه الأوهام

ملاحـظـة said...

اكتشفت هذه المدونة بالصدفه
وشكرا لهذه الصدفة
المواضيع منتقاة
جميله
ذكيه

سلسله هل للحرية ضوابط
جدا موضوعيه و مدروسه
اتمنى ان يقرأها اغلب المدونين

تدوين مميز
تحياتي

حلم جميل بوطن أفضل said...

ملاحظة

ماذا عساني أن أقول؟

غير شكراً و أتمنى أن أكون عند حسن الظن و أن تتابع و تناقش معنا باقي مواضيعنا

الطارق said...

سلسلة جميلة ننتظر جزئها الثالث .

عزيزي انا افهم جيدا نظرتكم الليبرالية للمرجعية الأخلاقية ولأنني أفهمها جيدا أعارضها للخلل الذي فيها .

ذلك الخلل يكمن في أن القانون يمثل مرجعية أخلاقية ولو كانت للجماعة وليست للفرد ، وذلك يعني أن القانون بإمكانة أن يشرع بفرق التصويت في البرلمان ولو بصوت واحد تحت ظرف ما الشذوذ الجنسي وبعد ذلك تصبح المرجعية الأخلاقية لذلك المجتمع تبيح الشذوذ الجنسي وتنظر له على أنه ممارسة أخلاقية !!!

وهذا يسمى انحطاطا أخلاقيا حسب مرجعيتنا الإسلامية التي تقول أنه لو اجتمع من في الأرض جميعا ( فرضا ) على أن الشذوذ الجنسي - مثلا - يعد عملا أخلاقيا فإنه لا يصبح أخلاقيا ~أبدا حسب المرجعية الإسلامية .

سبب نظرتكم للمرجعية من هذه الزاوية قائمة على اختلاف جوهري بين نرظ الإسلام للمجتمع ( الجماعة ) ونظر الليبرالية لها .

حيث أن الإسلام يرى أن وحدة بناء المجتمع هي الأسرة بمعنى أن الوحدة الأولى الغير قابلة للتجزئة في المجتمع من وجهة نظر إسلامية هي مجموعة وليست فردا .

بينما وحدة بناء المجتمع بالنسبة للنظرة الليبرالية هي الفرد ، وهنا مكمن الخطورة ، ومحل الاختلاف الجوهري بين النظرتين .


الموضوع متشعب طبعا ، ولكن هذا تعليق بسيط أتمنى أن يفيدك في شيء عند كتابة جزئك الثالث .

تحياتي :)

Q8DOLL said...

اخوي
ألا ترى النظره السيئه للليبراليه
سببها الليبراليين أنفسهم؟
فكم ليبرالي اقترب من سب الدين والاستهزاء برجال الدين وأصحاب قال الله وقال الرسول وتملص من اسلاميته بحجة انه ليبرالي؟
وكأن هذا التيار أصبح مذهبا له

اعتقد اذا كان هذا التيار او اي تيار يريد ان يثبت شعبيته ولايكون ممثل من اقليه
يجب ان يتحلى بحريه لها ضوابط
ضوابط تبدأ من الشخص نفسه
ضوابط اخلاقيه اجتماعيه ولا ينسى الدينيه

Anonymous said...

مقال رائع


ونحن ننتظر الجزء الثالث

حلم جميل بوطن أفضل said...

الطارق

هل توجه الحديث لي أم الى الليبرالين

:)

المهم .. كلامك صحيح في معظمه .. لكن دعني أسألك حتى أبين مواطن الخلل في الجزء القليل من حديثك

(*) هل رأيت أحداً يطالب بإباحة الشذوذ في الكويت؟ دعك من فئران المنتديات فهؤلاء تعلم جيداً أنهم يبحثون عن ملذاتهم الشخصية و لا مذهب لهم

يعني الوضع في الكويت لا بأس به. لم نحاول أن نلصق بالليبرالين تهم الفسق و المجون؟


أعتقد بأن فرناس قد كفى و وفى في هذا المجال

لم هذا الخطاب

:)

(*) السؤال الثاني هو عن سبب الإنحطاط الأخلاقي في المجتمعات الإسلامية؟ ما هو تعليلك يا ترى؟ الله يخليك لا تقل لي بأنه البعد عن شرع الله و إلا كتبت المعلقات في نقد الحدسيون و سوء أخلاقهم

:)

العيرة في إحترام الضوابط و القوانين يا بو زياد .. العبرة ليست في المرجعيات

هذه هي نقطتي الأساسية التي حرقتها علي يا بو زياد
:)

إن كنت تريد شعارات .. فنحن العرب أهل هذه الشعارات و لكننا لن نطبق حتى عشرها

في الجزء الثالث سأتكلم عن المرجعية الإسلامية و سأفرد رأيي الشخصي على أكون أكثر وضوحاً و قابلية للفهم

حلم جميل بوطن أفضل said...

كويت دول

أو السندريللا في قول آخر

:)

فعلاً سبب نظرة الناس السلبية لليبرالية هم الليبرالين أنفسهم و سبب نظرة الغرب السلبية للإسلام هم المسليم نأنفسهم

لكن هل هذا ينتقص من الإسلام شيئاً ؟

دعوتنا هنا هي إحترام القيم المجتمعية و إن خالفت أهواؤنا

ما أود أن أقوله هو أنني أظن بأن دعوتي هذا متسقة مع المرجعية الإسلامية و المرجعية الليبرالية

و سلميلي على المدير

:)

حلم جميل بوطن أفضل said...

بو شملان

شكراً على الإطراء

الأفكار موجودة .. لكنه الكسل أحياناً .. و الخوف من عدم التعبير بصورة جيدة أحياناً أخرى

:)