الكلاسيكي لم يفقد عقله و لكنه فقد البوصلة. فبعد مزايداته على دستور عبدالله السالم و الدولة المدنية و مبدأ "سيادة القانون" ، خرج علينا بمقالة يعزز فيها سيادة القانون عبر "إلغائه" !! نعم توقعوا كل شئ من الكلاسيكي إلا أن يعترف بأن مبادئه مفصلة على قياسه الخاص ! مبدأ إحترام "سيادة القانون" لا يتجزأ أيها الكلاسيكي. 9
الرجل يتناسى بأن من قدم التعديلات المعيبة تلك هي حكومة الرجل الإصلاحي الذي كل من يقف ضده هو "إبن حرام". و هي نفس الحكومة التي حارب بلا هوادة من اجل ضمان بقاءها طمعاً في تلك الحرية و تلك الدولة المدنية. بئس التقلب و الإنبطاح و نحن نراه يقلّب رشاشه القلمي فيصيب الجميع برصاص يدوش و لا يعوّر و يتناسي أن حدسه قد خاب و أن قلمه قد نشف و أن تبريراته لم يعد يصدقها أحد. 9
يستند الكلاسيكي في رأيه العجيب الغريب الى المادة 36 من الدستور التي نقل نصفها و أهمل نصفها الآخر ، ثم يأتي ليزايد و يقول نحن دستور عبدالله السالم ! بل أنت نصف دستور عبدالله السالم الذي إخترته لنفسك بحسب أهوائك. 9
حرية الرأي والبحث العلمي مكفولة، ولكل إنسان حق التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو غيرهما و لكن كل ذلك "قرين" بالشروط والأوضاع التي يبينها القانون. فأي قانون كان المشرع يقصد ؟ قوانين دولة الكويت أم قانون الغاب الذي يدعو إليه الكلاسيكي. 9
لكن أي بحث علمي ذلك الذي قام به السيد محمد الجويهل الذي ينتصر الكلاسيكي لحريته و يتناسي خالد الفضالة و فيصل اليحيى و ناصر العبدلي و بعض الزملاء المدونين ممن أصابتهم حمم السلطة الغاضبة ؟
هل هي أبحاث الهندسة الوراثية حول قوة "الحيوانات المنوية" لأعضاء مجلس الأمة أعزكم الله ؟ أم هي أبحاث تطوير قوانين الفيزياء الكمية في طرق "حمل نعال وزير الداخلية" الذي هوى و ليته ما هوى على قفا الإنبطاحيين أجلكم الله ؟ أم هي نظرية التطور التي خرج بها داروين زمانه في جينات أبناء القبائل و إختراع جهاز كشف جديد يعمل بواسطة الأشعة تحت الوردية لكشف مزدوجي الجنسية في منافذ السفر ! 9
هذا هو شعار "البحث العلمي" الذي يحاول الكلاسيكي أن يختزل تحت ذلك الإعلام غير المحترم و الذي يحاول التحالف مع بعض رموز السلطة من أجل مصالح آنية تماماً كما يفعل الكلاسيكي ! نعم أنت حر في أن تشخ وقتما تريد لكن يجب أن لا تشخ في الشارع العام و أمام الناس و عليك أن تحترم الذوق العام و ما فعله "كيس القمامة" الذي يناصره الكلاسيكي اليوم تحت شعار حرية الرأي و البحث العلمي (!!) لم يتجاوز هذا المثال الذي أعتذر عنه لكني أجد نفسي ملزماً بكتابته حتى تتضح الصورة. 9
الحرية التي يدعو لها الكلاسيكي هي حرية الغاب. الحرية الخالية من كل قيمة. و لا نزايد هنا على قيم باقي خلق الله. فلكل شخص محترم منظومته القيمية الخاصة به و التي يجب أن لا تعتدي على أحد لا بالقول و لا بالنشر و لا بالإعلام المسف. لكن من لا مبدأ له و لا عقيدة ، يقف وحيداً عارياً من أي غطاء يلتحف به. و من السهل جداً الدعوة الى الغاء أي قيمة حتى يتساوي الجميع فلا يشعر أحد بعقدة النقص التي تشغل فكر الكلاسيكي. 9
الكلاسيكي وصم من يخالف فكره المريض بأنه "متخلف" لذا أقول سجلوني متخلفاً إن كان التمسك بقيمة إحترام الآخرين في مجتمع ديمقراطي هو التخلف بحسب أهواء الكلاسيكي المتقلبة. لكن من ينبطح في تحت أقدام السلطة ليس متخلفاً و من يقبل بالتعامل المالي بين السلطة التنفيذية و التشريعية ليست متخلفاً و من يساند وزير الداخلية الذي منع حفلات رأس السنة ليس متخلفاً و من آمن بماركسيية لينين فحتماً لم يكن متخلفاً يوماً ما. و لكني لم أكن "موالياً" و مناصراً لأحد في قضية الشيكات ، لذا فأني لم أصل بعد الى مراتب شرف خضرا الرقاصة ! 9
و كعادته ينتقي الكلاسيكي المبادئ و القوانين التي قامت عليها الدول المتحضرة كما ينتقي الرز في صحنه. فمبدأ حرية التعبير يقابلها أمر آخر و هو "خطاب الكراهية" المجرم في كندا و الاتحاد الاوربي و الدنمارك و فلندا و فرنسا و ألمانيا و الهند و نيوزلندا و النرويج و سنغافورة و جنوب أفريقيا و السويد و سويسرا و بريطانيا. 9
إنها ليست حرية التعبير هي ما نكبح و لكننا نرفض خطابات الكراهية التي تجرمها دول العالم المتحضرة و تصل عقوباتها الى السجن. و هذا ما عبر عنه جون ستيوارت ميل بقوله بأن لكل شخص الحرية في التعبير مالم تنتهك تلك الحرية أشخاصاً آخرين. فيا ليت الكلاسيكي قد وجه حديثه الى رئيس لوزراء الذي رفع عشرات القضايا ضد خصومه ممن إعتقد بانهم قد تعدوا على شخصه. تبّاً لإزدواجية المبادئ و المعايير التي تقسو على عامة الناس و تطوّع و تنبطح أمام علية القوم. مع التنويه بأنني من قد دافع عن حق رئيس الوزراء في رفع ما شاء من قضايا عندما تمس كرامته. فهلاَ تعلمت الثبات على مبدأك يا رفيق الشيوعية السابق و الليبرالية الجديدة حالياً ؟ 9
نحن النظام و الإحترام و القيمة. و أنت الفوضى و الإستهتار و اللا قيمة ! و بسبب فوضاك تلك خلطت الزيت بالماء و نقّعت ليبراليتك بمياه مجاري مشرف الآسنة حتى أصبحت "أجار" لا يقدر على إشتمام رائحته إلا النتن من الناس. 9
إحترموا الناس حتى تحترمكم !! 9