نحن أحرار فيما نختار

يشتكي الجميع من حالة الضبابية التي تسود المشهد الإنتخابي فقد إختلفت قواعد اللعبة تماماً و طبيعة التحالفات و لا يعلم أحداً طبيعة الخطاب الإنتخابي الذي سيوجهه المرشحون الى الناخبون. و يبدي كثيرون تخوفهم من المجهول الذي ينتظرهم بعد إنسحاب أسماء مخضرمة من السباق الإنتخابي كمشاري العنجري و أحمد باقر و صالح الفضالة و طلال العيار. و تصاعدت هذه الأصوات الخائفة منتقدة خيار الشعب في التحول الى نظام الخمس دوائر لتتلقفها أقلام الإنتهازية على شاكلة السيد علي البغلي الذي حاول التبرير لمواقفه الطائفية المشينة إبان الحملة البرتقالية. 9

هذه هي طبيعة النفس البشرية التي تخشي المجهول و تهاب التغيير و تستكين الى الواقع بمرارته و آلامه. و للأسف الشعب الكويتي عانى كثيراً من هذه الخطابات التي تحذره من التغير مجبرة إياه على قبول بالمجنون عوضاً عن أن يأتيه من هو أجن منه. الشعب غير مدرك لطاقاته و لم يفطن الى وجود نماذج شبابية واعدة تستطيع أن تقودنا الى طريق الإصلاح المنشود. 9

أعترف بأنني حين أتطلع الى أسماء من تم تأكيد ترشيحهم في الدوائر الخمس فإنني لن أجد إلا أربع أو خمس أسماء تشرف و الباقي إما إنها من طبقة الفداوية و البصامة أو ممن تختلف رؤاهم السياسة عني تماماً أو ممن لا أعرفهم. و هنا أود التركيز على من لا أعرفهم فأنا متأكد أن هناك أفكاراً جديرة بالإحترام يحملها هؤلاء المرشحين الشباب. في الدائرة الثانية سأتحدث بالتفصيل عن إسم نسائي جدير بالدعم و لكنني في إنتظار تأكيد الترشيح. و في الدائرة الثالثة أود أن أعلن عن كامل دعمي للمرشح صالح محمد الملا الذي سأتكلم عنه بالتفصيل فيما بعد ، مع كامل إحترامي و تقديري للأسماء الجميلة الأخرى الموجودة في هذه الدائرة. و في الدائرة الخامسة نعول كثيراً على التحركات التي يقودها المرشح النشيط السيد حمد الحسن الذي يحاول نحت الصخر و التي نتمنى أن تسفر عن تشكيل قائمة وطنية تحظى بدعم شخصيات وطنية مشهودٌ لهم بالنزاهة من أبناء الدائرة الخامسة. 9

نعم نحن اليوم على أبواب مخاض صعب ، لتحرير إرادتنا في الإختيار ، بعيداً عن قواعد اللعبة السابقة التي وضعها رموز الفساد. نحن هنا لا لكي نعمل بما يقرره غيرنا من وجهاء القبيلة و مشايخ الطوائف و وجهاء العائلة. نحن هنا لنختار بمحض إرادتنا من تعتقد عقولنا إنه الأنسب للمرحلة القادمة. و في قرارنا هذا ، أتمنى أن نستند الى عوامل عدة. 9

منها أداء أعضاء مجلس الأمة السابقين. فمنهم من كان صامتاً بلا طعم أو رائحة مثل محمد المطير و عبدالله مهدي العجمي و دعيج الشمري و عبدالله راعي الفحما و منهم من كان نشطاً في جلسات مجلس الأمة و إجتماعات اللجان ، يقترح القوانين و يناقش و يحول رؤيته الخاصة الى برامج عمل شاملة كالسادة أحمد السعدون و علي الراشد و حسن جوهر و عادل الصرعاوي و فيصل المسلم و أحمد المليفي وحسين الحريتي. 9

العامل الآخر هو نظافة اليد و النزاهة ، فكم نائب عرف بفساده و صمته المخزي على قضايا الفساد كوليد العصيمي و حسين مزيد و خالد العدوة و جمال العمر وجمال الكندري. 9

أما العامل الأخير هو في من تختلف رؤيته عنا في كويت المستقبل. في من يقدم مصلحة حزبه الخاصة على سيادة القانون. في من لا يريد تطبيق مفهوم الدولة المدنية بل يريدها دولة مغلقة إجتماعية يغيب فيها العقل و يلجم اللسان الحر الأبي أمام فتاوى وعاظ السلاطين و منظري الحزب الذين يتلاعبون بالمبادئ تلاعب الفرد بسبحة يده يحركها يميناً و شمالاً و يغير عدد حباتها لتتشكل بحسب ما تهوى يده الفاسدة. يسعدني تنامي الرفض الشعبي لهذه الحركة التي تستغفل الشعب الكويتي تحت إسم الدستور و الإسلام و هي من يهمش الدستور و تتلاعب بمبادئ الإسلام. تمتطي موجة الدين تارة و القبيلة تارة أخرى ، و لا تخشى و لا تخجل أن تعلن عن تحالفها مع رموز الفساد و أباطرة المال السياسي. 9

إسألوا أنفسكم ، ما هي رؤية حدس لمستقبل النظام التعليمي في الكويت؟ و قد رأينا مواقفها جيداً خلال إستجواب وزيرة التربية؟ ما هي مواقفها من إصلاح الخدمات الصحية و تحسينها و تطويرها بعد موقفها من إستجواب الوزير أحمد العبدلله؟ ما هي نظرة حدس للمجتمع الكويتي في المستقبل في ظل الندوات و التصريحات التي صاحبت قضية منع الإختلاط؟ هل نريده مجتمعاً مغلقاً كالمجتمع السعودي أو الأيراني الذين تنتشر فيهما الأمراض الإجتماعية؟ ما هي رؤية حدس بما يخص قضيتي الديمقراطية و الشورى الإسلامية؟ ما هو تصور الحركة للشورى الإسلامية في الكويت؟ كم عدد النواب و ما هي صلاحياتهم و كيف يتم إنتخابهم و هل النظام برلماني أم رئاسي؟ ما هو شكل النظام السياسي؟ ما هو موقف الحركة من فصل السلطات؟ ما علاقة السلطة القضائية بالشرع؟ و من ينظم هذه العلاقة؟ ما هي رؤية الحركة من تناقض الحكم الوراثي مع الشرع الإسلامي؟ ما هي المرجعية في إستنباط الأحكام الفقهية؟ و من يقرر هذه المرجعية؟ و من يختارها؟ هل تأتي على شاكلة نظام الولي الفقيه؟

أسئلة كثيرة نحملها. طرحناها سابقاً و لا مانع لدينا من ان نناقشها مستقبلاً. لكن الإدعاء بأن حدس تمتلك رؤية واضحة و مشروعاً متكاملاً لنظام الدولة الإسلامية هو إدعاء باطل !! فحدس تمتلك مشروعاً متكاملاً للوصول الى سدة الحكم و التمدد الأفقي و الرأسي في مؤسسات الدولة. حاولت فيه السيطرة على الوزارات التوجيهية في البداية ثم بناء منظومة إقتصادية متكاملة تستطيع تمويل أنشطتها و بناء نظام حزبي لا يشق له غبار ، ثم الدعوة الى تقنين الأحزاب لفرض الواقع الذي رفضته دول كثيرة كمصر و الأردن و فلسطين و سوريا و عمان و تونس ، و من ثم الدعوة الى شعبية الحكومة من أجل الوصول الى هدفها النهائي ،، و هو الحكم. إذن الغاية ليست الإصلاح و التنمية و لكنها فقط الوصول الى سدة الحكم ، و إن كان الثمن ، مصلحة هذا الوطن. 9

أنا أعلنها بفخر و بلا تردد ،، نعم أنا أدعوكم لعدم التصويت أي من مرشحي حدس ، بل و العمل على إسقاطهم جميعاً. فهؤلاء لا يعملون من أجل الكويت و لا يضعون المصلحة الوطنية نصب أعينهم ، بل إن لهم غايات أخرى و مصالح حزبية ضيقة و هم أحد أسباب فساد الأوضاع. لن أجامل في ذلك. هذا مطلب وطني تقتضيه المصلحة الوطنية فلا هدنة مع من يبيع المبادئ من أجل التكسب الحزبي. 9

نهايةً ، أرجو أن يؤمن كل منكم في ضرورية التغيير. فالمولى عزوجل يقول " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". و أرجو أيضاً أن نؤمن بقدرات هذا الشعب و الكفاءات البشرية التي يزخر بها فهذا العامل الوحيد الذي بات يميزنا عن باقي شعوب المنطقة التي باتت تسبقنا بسنوات ضوئية. حرروا عقولكم و قلوبكم من سطوة تأثير الطائفة و القبيلة و العائلة. إرفضوا سوء الأحوال و لا تقبلوه تحت أي مبرر و إنتخبوا الأفضل للكويت ، لا الأفضل لكم و لنرفض حدس. 9

لنسمعهم صوتنا "نحن أحرار فيما نختار" 9

تنويه للزميل الفاضل فريج سعود : هذه هي العوامل الثلاثة التي أستند عليها في نقدي للمرشحين و الحركات ، الأداء السابق و توافق الرؤى ، و التحالفات مع باقي الكتل و التيارات بما يخدم تحقيق و تطبيق هذه الرؤى. تأكد بأنني لست محسوباً على أي طرف و مرشح أو تيار. بل قوتي هي في حيادي و بقائي على نفس المسافة من الجميع. سأناقش ملاحظاتك فيما بعد إستناداً على هذه العوامل الثلاث. 9