جمبزة حدس

هذا البوست برعاية محلات "قشطة" للينجري - ملتزمون دوماً بضوابط "القشطة" الشرعية ! 9

تعرضت حدس الى هجمة إعلامية شرسة خلال إنتخابات مجلس الأمة لعام 2008 و بعدها. مسببات هذه الهجمة برأيي كانت مستحقة و لكنني لن أخوض بدوافعها و أسبابها و أستعرضها في هذا المقال. بعد هدوس العاصفة شكلت حدس لجنة لدراسة إخفاقاتها و نستطيع أن نتلمس إختلاف الخطاب الدعائي خلال هذه الإنتخابات. 9

أول الدلائل على شكل الخطاب الجديدة هو عدم الجهر بعلانية المشاركة في الإنتخابات الفرعية و هو الأمر الذي اصاب مصداقية حدس بمقتل في الإنتخابات الماضية. كما إن مستوى الصرف على الحملات الدعائية قد قل بصورة لا تستفر الناخبين فالصرف الباذخ قد يؤدي الى نتائج عكسية تماماً كما حصل في حملة هيثم الشايع. كما إن الخطاب قد تغير فبات يعتمد على المجهود الذاتي للمرشحين و ليس على رؤية الحركة و شعار الحركة و برنامج عمل الحركة خصوصاً في ظل وجود مرشحين لهم القدرة على التواصل كجمعان الحربش و حمد المطر و عبدالعزيز الشايجي مقارنةً بخضير العنزي و دعيج الشمري كما تم إستبعاد المرشحين ممن كان تحوم عليهم شبهات التنفع المادي كالسادة الأفاضل جمال الكندري و ناصر الصانع. 9

هذه السياسات الجديدة هي ما أنتج صمت حدس المطبق في الآونة الأخيرة. فقد مرت البلاد بأزمات جديدة عصفت بالحياة السياسية بدءاً بمراسيم الضرورة في شأن الإستقرار الإقتصادي و الميزانية العامة للدولة مروراً بتسريبات مراسيم التجمعات و القوانين المقيدة للحريات و إنتهاءً بما جرى من إستدعاءات لبعض المرشحين و الناشطين و إرهاصات الإنتخابات الفرعية التي لم تبدي حدساً موقفاً رسمياً واضحاً حول تجريمها و لا موقفها ممن يشارك فيها. فالمشهد السياسي يغلي و الجميع يكسر البعض و حدس تحاول ألا تلفت الإنتباه لكي لا تدور الأعين على صمتها عن كثير من المواقف و القضايا المصيرية. هل تذكرون جعجعة حدس و مزايدتها على القوى الوطنية حول مرسوم التجمعات قبل سنة بالضبط ؟ أين تجمعات حدس في ساحة الإرادة أم إن الأولويات إختلفت اليوم و تغيرت المبادئ كما تغير "الحرباء" لون جلدها؟

إلا إن ما لفت إنتباهي هو تصريحين : الأول للسيد عبدالعزيز الشايجي يقول فيه إن الحركة الدستورية الإسلامية "راضية" عن مرسوم الإستقرار الإقتصادي. شخصياً لا أعرف أوجه الرضى عن هذا المشروع لا سيما إن علمنا بأنه يحتوي على نصوص واضحة بفوائد ضمانات القروض و هو ما يدخلنا في عملية الربا التي لا أعلم الى اليوم موقف حدس منها. مصادرنا المطلعة في الحركة تؤكد بأن حدس ترفض مراسيم الضرورة رفضاً مطلقاً و إن نواب حدس المنتخبين سوف يقومون بالتصويت ضد مرسوم الأستقرار الإقتصادي تحديداً. سأكتفي بهذا التناقض دون أن أفصل لأن الضرب في الميت و حدس تبقى حدس ، رائدة التجمبز و حركات الإنبطاح و الإنسداح في العالم "الإسلامي" ! 9

الموقف الثاني أدهى و أمر و أشد و اتى عن طريق السيد محمد الدلال الذي صرح بكل أريحية عن ترحيبه بإعادة تكليف الشيخ ناصر المحمد الصباح كرئيس للوزراء !! نعم نحن لا يحق لنا أن نتدخل في صلاحيات الأمير المطلقة ،، لكن أن "نجمبز" و نرحب بإعادة التكليف فيما بعد ؟! 9

حدس تبقى هي حدس مهما حاولت من عمليات شد الوجه المطاطي الذي فقد الحياء تماماً. شكل الخطاب قد تغير لكن يبقى المضمون بلا تغيير ملئ بالإنتهازية و الإفتقاد الى أبسط مقومات العمل الحزبي الواضح المؤسسي الذي يعتمد على الشفافية و ينتهج منهجاً مبدئياً لا لبس فيه. الصمت قد يغطي على التخاذل عن التصريح بالموقف و لكنه لا يمكن أن يستمر الى الأبد. هي تطالب الحكومة بخطة التنمية و لا تقدم برنامج العمل. تبحث عن الحقيقة و تتدثر برداء المواقف الظلامية. تدعو الى التغيير و تتمسك بذات الإدوات المستهلكة. سيبقى اسماعيل الشطي رمزاً لا يمثل الحركة و يبقى بطل فضائح الإقامات رمزاً للعفة و النزاهة و الأمانة و ذلك السيد دعيج الشمري في الكفاءة و خضير العنزي في الحكمة و تبقى حدس هي ذات حدس القديمة. 9

تلوموني إذا قلت "حدسافيلي" ؟؟