لستم إخواناً و لا مسلمين

تنويه : لا يقصد بهذا المقال تكفير أو إخراج كائن من كان من ملة المسلمين، بل هي كلمة حق قيلت قبل 60 سنة من إمام مصلح و نكررها اليوم. 9

في عام 1948 و بعد أن تصاعدت موجة العنف في مصر لتطال الأبرياء و إمتدت يد المصري لتذبح المصري أطلق الإمام حسن البنا بيانه الشهير الذي وردت فيه عبارة "لستم إخواناً و لا مسلمين" منتقداً فيها البعض ممن ظن أنه يحمل فكره و إنحرف بالدعوة لها ما أدى الى سفك دماء الأبرياء. كان هذا الموقف الشجاع بسبب إراقة دم أشخاص معدودين و هو ما حرمه الأسلام و ما لم يدعو إليه حسن البنا الذي دعا للإصلاح المجتمعي و تعميم الثقافة الإسلامية الصحيحة. 9

فماذا عسى الإمام المصلح أن يقول عن هذه الذئاب الحدسية. التي لم تقتل أشخاصاُ أبرياء و لكنها قطعت أوصال هذا البلد من خلال مساندتها للإنتخابات الفرعية. فقط لتصل الى سدة الحكم و كذب من قال أن هدفهم الإصلاح. بل أهدافهم دنيوية من خلال كنز المال و حصد المناصب. 9

يكسرون نفس القانون الذي إشتركوا في إقراره سنة 1998. و أثبتوا أن مواقفهم ما هي إلا رياء و نفاق. لا يأبهون لا بمصلحة البلد و لا مستقبل أبناءه. بل يعرفون الدينار حق المعرفة. تنظيم مسخ جمع بين السياسية الميكافيلية القذرة و أصلها في منظومة إقتصادية إحتكارية تم إنشاءها يوم غيب الدستور ، تحالفت مع قوى الفساد التي لا تجرؤ على نطق كلمة لا من أمامها و لا من خلفها. 9

أين هو إسلامكم يا حدس؟ أين فتاويكم التي تحلل المشاركة في الإنتخابات الفرعية و كسر القوانين المحلية في البلاد الإسلامية؟ أتمنى أن أرى إحداها من وعاظ السلاطين و مشايخ القنوات الفضائية التي تدار بأموال السحت الحرام. أرجو أن لا يخرج أحد المتفذلكين و يقول بأن الأصل في الأشياء الإباحة ، فالأصل في الأشياء إحترام القوانين ، لا مخالفة النظم العامة. 9

يتغنون ليل نهار بالدستور و هم من يطعنه كما طعنوه سنة 1976 ، حين أخفقوا في الإنتصار لهذا البلد و تحالفوا مع السلطة التي أوقفت العمل بالدستور. و يتشحون بثوب الإسلام و هم لا يفقهون منه إلا تحويل القفائدة الى ربا و السندات الى صكوك و التمويل الى إجارة. 9

يعرفون كيف يستغلون كل قضية للتمدد الأفقي و العمودي داخل مؤسسات الدولة و زرع الأعوان و الأنصار، تراهم يرقصون على أوتار المناقضات، لكن أن تبلغ فيهم الجرأة على مساندة الإنتخابات الفرعية و كسر القانون فهذا ما لا يقبل عقل سليم القبول به. 9

لستم إخواناً و لا مسلمين ، قيلت حين تم قتل بعض النفوس ، و نكررها الآن حين يقتل هذا الوطن و تغتال أحلام أطفاله. أنتم لا تنتمون الى فكر حسن البنا بل قد دنستموه و أنتم لا تعلمون ! فكر حسن البنا لم يقل بمخالفة الاسلام. بل قال بتعزيز أواصر الوحدة الإسلامية لا تفريق المجتمع الواحد الى قبائل و طوائف و فئات. أنتم ، كما قلنا سابقاً ، تنتمون الى فكر ميكافيلي الذي رضعتم منه الإنتهازية و التقلب و مبادئ الغاية تبرر الوسيلة و تغليب المصالح الحزبية الضيقة على المصالح العامة. أعتقد بأنه كان ليفخر بكم ! 9 9

ألا لعنة الله على من ناقض مبادئه ، و فشل في نصرة دينه ، و إشترك في جريمة نحر هذا الوطن ، ألا لعنة الله عليهم و على حدس "الشيطان الأخرس"