تأزيم أم ترهيب ؟

من حق النائب عادل الصرعاوي أن يدلي برأيه في أي موضوع كان و من الطبيعي بمكان أن ينتقد توزير السيد أحمد الفهد خلال مناقشة الخطاب الأميري. فالكثيرين إنتقدوا أو عابوا عدم التصدي لأحمد الفهد داخل المجلس و الإكتفاء بإنتقاده خلال الحملات الإنتخابية و الندوات الجماهيرية. بل إن هذا ما نطالب السيد عادل الصرعاوي بالتعبير عنه و العمل على تغييره نظراً للشبهات الكثيرة المحيطة بالسيد أحمد الفهد. و يجب أن لا ننسى حادثة مشابهة مماثلة حدثت قبل فترة بسيطة ، حين طالب مجموعة من الشباب الكويتي و من المدونين تحديداً بعدم إعادة إنتخاب السيد جاسم الخرافي رئيساً لمجلس الأمة و نظم تجميع لهذا الغرض لم يحضره أي من نواب الأمة المنتخبين حديثاً الى درجة إن المتحدث الرئيسي في التجمع كان السيد الهمام "عباس الشعبي" ! لكن عادل الصرعاوي كان الوحيد الذي تجرأ و أصدر بياناً لم تتجرأ أي من الصحف المطبوعة (عدا جريدة الجريدة لأسباب مفهومة و لا علاقة لها بالحريات) بنشره. يومها أكبرنا السيد عادل الصرعاوي الذي تجرأ و تكلم ! 9

لكن ما لا نعرفه هو سبب حرص النواب الثلاثة : خلف دميثير ، مبارك الخرينج ، سعدون حماد بالدفاع المحموم عن السيد أحمد الفهد دون التطرق للأسباب الجوهرية و التي بنى عليها السيد الصرعاوي موقفه من أحمد الفهد ؟ هل هي الحمية على الحكومة التي توعد السيد "ديميتري" بالإنتقام منها بعدما خذلته في إنتخابات مكتب المجلس ؟ أم تنفيذاً لإحتجاج نواب الرشايدة و منهم السيد الخرينج على عدم توزير من يمثل قبيلتهم في حكومة المحاصصة الإجتماعية ؟ أم تكملة لمواقف سعدون حماد السابقة من حكومات ناصر المحمد ؟! السبب واضح و معروف و قد كشفه السيد الصرعاوي بنفسه حين قال بأن هؤلاء النواب ما هم إلا دمى بيد أحمد الفهد يوجههم كما يشاء خدمةً لمشروعه السياسي. 9

الردود بدأت بالتوالي ،، ديميتري ثم الخرينج ثم سعدون دون أن يقوم أحمد الفهد الذي تواجد في الجلسة لفترة بسيطة بعد كلام الصرعاوي بمحاولة الرد على ما أُثير. الهدف من مداخلات النواب هو تحويل أي نقد مستقبلي لأحمد الفهد الى صراخ و ضجيج لإيهام الناس بأن التجرؤ على مناقشة هذه القضايا يدخل في باب "التأزيم" المنكر و المحرم و أن من الأجدى مناقشة القضايا و الهموم بدلاً من التركيز على المظلوم و المستهدف أحمد الفهد. 9

تخيلوا لو تكلم الصرعاوي مرة أخرى في الجلسة القادمة عن أحمد الفهد و قفز إليه فداوي جديد ليثير الجلبة و يخرب الجلسة كما فعل سعدون حماد ، دون أن يحاول الرد على ما يقوله الصرعاوي و الذي يأتي ترجمة لما نحاول إيصاله للجميع و كما نقل رفض بعض الشباب الكويتي لإدارة السيد جاسم الخرافي لجلسات مجلس الأمة في الوقت الذي صمت فيه الجميع ،، ماذا ستكون ردة فعل الجمهور حين يرى المانشيتات العريضة هذه ؟

و يجب التنويه هنا إلى إن محاولة التخريب تلك أتت بالتدريج .. فحين لم ينجح ديمتري .. تم اللجوء الى الخرينج .. و حين فشل الخرينج فيما فشل فيه ديمتري .. تمت الإستعانة ب "السلاح النووي" ألا و هو السيد سعدون حماد. و من المؤسف أن نرى كيف رفع نائب الرئيس السيد عبدلله الرومي الجلسة دون يكلف نفسه إتخاذ الإجراءات اللازمة بحق من خرب الجلسة و هو الأمر الذي لطالما عابه الرومي على السيد جاسم الخرافي ! 9

يجب علينا الإنتباه الى ما يجري .. و عدم الإنجرار خلف من يحاول تصوير خطاب السيد الصرعاوي بأنه خطاب تأزيمي ينبغي الكف عن إثارته. الصرعاوي يعبر عن يختلج في صدورنا و لو إختار السكوت لعاب عليه ذات المنتقدين بأنه لم يجرؤ على محاسبة أحمد الفهد في قاعة عبدالله السالم ! 9

الدفاع عن عادل الصرعاوي واجب علينا و على جميع من ينتقد صمت النواب و تكسبهم على حساب مصالح الدولة. لا يعقل أن نطالب السيد عادل الصرعاوي بمثل هذه المواقف التي تميز و تفرد بها ثم أن نتخلى عنه أمام "الفداوية" و المرتزقة. 9

في المقال القادم ،، توضيح لحقيقة ما جرى و النباح العنصري الذي كان "فداوية" أحمد الفهد السبب في إثارته ! 9

للحديث بقية ،، 9