يسألونك عن التوقيت

عندما طرحنا قضية مخالفة المادة 121 من الدستور بواسطة السيد علي الراشد صاح من صاح و ناح من ناح و رأينا الصمت المخزي ممن يكتب المعلقات في إحترام الدستور و تطبيق القوانين و يعيب على خصومه التلون و الإنتهازية و البحث عن المصالح الشخصية فيما هو يمارس ذات الشئ تماماً. 9

هناك من حاول تحوير الموضوع الى الذمة المالية ، الأمر الذي لم نتطرق له لا من قريب و لا من بعيد. و عندما أسقط الأمر في يدهم ، وعدوا بالرد (بعد الإنتخابات طبعاً) و لكن حتى يومنا هذا لم نسمع تعليقاً أو نشاهد نسخة من الفتوى التي قدمها مكتب المجلس للسيد "علي كاسكو" بحسب زعمه. 9

لكن الشئ المضحك كان حول ما قيل عن توقيت إثارة القضية ،، عجباً عجباً .. نساند النواب الأفاضل فينقلبون على كل مبدأ أعلنوه و يخالفون الدستور الذي أقسموا على إحترامه بل يستبيحون حرمته و يمنحون حق إنتهاكه لمن لا حق له ثم حين تأتي فترة الحساب يخرج علينا الطبّالون و الزمّارون بأن هذا ليس التوقيت المناسب !! 9

اليوم هناك الكثير من يطالب بنصب المشانق للسيد جاسم الخرافي (وهو من يسانده السيد علي الراشد و يتحالف معه علانية) بسبب مخالفاته الدستورية و عدم تطبيقه للائحة الداخلية لمجلس الأمة و محاولته تفريغ الأدوات التي كفلها الدستور لنواب الأمة و يهاجم من حوّر القسم الدستوري و ينتقد من ضرب مصالح الأمة عرض الحائط ، لكن حين يتعلق الأمر بالصديق "علي كاسكو" فإنك لا تجد سوى "الصمت المخزي" الذي جعل المصداقية متهتكة متهتكة متهتكة. 9

من الطبيعي أن ينحرف كل من يجد نفسه في موضع المسئولية و تغريه شهوات السلطة و المنصب و ينحني أمام الإغراءات حين يجد المتابعة الشعبية مغيّبة. هذه هي طبيعة الأمور و هذا الأمر حاصل في جميع الديمقراطيات. لكن أرجو أن نكف على التباكي على اللبن المسكوب حين نتقاعس نحن عن المحاسبة. نحن الحلقة الأضعف ، نحن "الخراف" في يد نواب الأمة الذين يتلاعبون بنا كما يشاؤون ثم نلتمس لهم الأعذار والتي هي في حقيقة الأمر التماس العذر لعقولنا الهشة الخاوية فنحن أول من ينتهك الدستور و مبادءنا المعلنة. 9

تقام الإنتخابات النيابية كل أربعة سنوات (المفترض) و تتاح لنا مناقشة ممثلينا و محاسبتهم على أعمالهم و أدائهم خلال فترة الشهرين فقط. فإن لم نتكلم في هذه الفترة ،، فمتى سنتكلم إذاً ؟؟ "عندما تطير الطيور بأرزاقها" ؟؟ عندما تتوزع التركة و الميراث على الأقرباء و الأصحاب و الفداوية ؟

ما زلنا في إنتظار الردود على هذه "الشبهة" و التي نعلم تماماً بأنها لن تأتي أبداً ، ببساطة متناهية ، لأنها غير موجودة و إن وجدت فغير مستندة لا على حقائق أو وقائع أو نصوص قانونية تدعمها. إنما هي "الخرفنة" التي لطالما كتبنا عنها و لم نحصرها في فئة أو دين أو ملة أو مذهب أو طبقة أو فكر. 9

كذبة "التوقيت" باطلة .. نعم باطلة .. من يدعي بها فهو مخادع و من يصدقها فهو ساذج. للجميع حق المناقشة و إبداء الرأي و المناقشة ،، و للجميع حق الرد و تبيان الكذب و التزوير و التدليس (إن وجد) و للجميع حق إستخدام عقولهم من أجل الحكم سلباً أو إيجاباً دون فرض القناعات الخاصة و الذاتية. 9

و أكرر و أشدد على حق الجميع بطرح ما يشاؤون وقتما يشائون و للجميع حق المشاركة لكن لا حق لأحد في أن يمنع النقاش أو حتى ينتقد إثارته بحجة التوقيت فهي خدعة و الحرب خدعة كما يُقال و هؤلاء ديدنهم حرب الإنتخابات و المصالح لا البحث عن الحقيقة أو الدفاع عن "المبادئ التي تتجاوز قدسيتها مكانة الأشخاص" خصوصاً المتقلبين على شاكلة "علي كاسكو". 9

و لكن ليس هذه هي النكتة الوحيدة .. فهناك نكت أشد و أمضى .. 9

طيب ،، لنفرض جدلاً إنه أنا الحلم الجميل أملك عداءً شخصياً مع السيد علي الراشد و لا استطيع ان أنام الليل بسببه و لم يكن لدي الحق في ان أثير قضية عقد تأجير المزرعة في فترة الإنتخابات لأن "توقيتها" لا يناسب الأجندة السياسية و المصالح الإنتخابية للسيد "علي كاسكو" و أنصاره الميامين. 9

لكن ،، 9

إثارة قضية مزدوجي الجنسية و العزف على أوتار هذه الفتنة و دغدغة مشاعر و عواطف أهل الجهالة و أصحاب العنصريات في فترة الإنتخابات جاءت في "التوقيت المناسب" تماماً .. و هي أجندة وطنية و لا تدخل في باب "التكسب السياسي" !! 9

من ضمن من انتقدونا في قضية التوقيت أستاذي عاجل والذي أذكره هنا كمثال تحديداً لقربه الشديد و المعزة التي تجمعنا. فلقد تعلمت منه بتاريخ 3 مايو في معرض رده على الزميل بو بدر فيما يخص ترشح محامي الشيطان السيد محمد عبدالقادر الجاسم بأنه "لا يمكنه السكوت على الغلط في وقت الإنتخابات" فهل لنا أن نسكت على الغلط حين نرى السيد "على كاسكو" يُستضاف على شاشة قناة الوثن بعد أن" تبدلت المواقف و ذابت المبادئ في حضن المصالح" ؟؟

رجاءً و الكلام هنا ليس لعاجل بل لجميع من هاجمنا بأقذع الألفاظ دونما حجج ... إرحموا مصداقيتكم التي تهتكت كتهتك عِرْض صبايا شارع "بشار" في البصرة ! 9

ما زال للحديث بقية ،، 9