Friday, 11 September 2009

ناراياما لشيتشيرو فوكازاوا

"ناراياما حيث يسكن إله .. في جبل يقع في مكان بعيد .. و لا يمكن بلوغه إلا بعد إجتياز سبع وديان و ثلاثة مستنقعات .. لا يمكن بلوغه إلا بعد السير في درب بلا ثلج !" 9
الأساطير دائماً حاضرة في الثقافة اليابانية خصوصاً بما يتعلق بالموت. لذا فإن طقوس الإنتحار هي من صميم الثقافة المحلية و مثل هذا الشئ يتضح في أحداث هذه الرواية التي هي أقرب للقصة منها للرواية. تسرد الرواية حياة عائلة ريفية يابانية في قرية وسط جبال شينشو حيث تعيش "أورن" المرأة العجوز البالغة من العمر تسعة وستين عاما بعد موت زوجها منذ أكثر من عشرين عاما، والتي ترعى أحفادها الثلاثة بعد موت زوجة ابنها الوحيد "تابي". كان اكبر الأحفاد في السادسة عشرة من عمره وأصغرهم طفلة لم تبلغ بعد عامها الثالث ، توفيت أمهم أثناء جمع الكستناء من احد المنحدرات، فزلت قدمها وهوت الى الوادي السحيق. 9

كان يتوجب على هذه العجوز أن تصعد الى "ناراياما" (جبل السنديان) الجبل مقدس في رحلة حج ذات طريق واحد لا ينتهي بالعودة. وقد جرى الاعتقاد أن من يذهب إلى جبل ناراياما وتتساقط الثلوج عليه فإن حظه. كانت العجوز تتمتع بأسنان جيدة رغم أعوامها التسعة و الستون فقد كانت تعتز بأسنانها أيام شبابها أما الآن فإنها تخجل منها لأنها توحي بإمكانها التهام كل شيء في وقت يعاني الجميع من ندرة الغذاء، فكانت تحاول تحطيم أسنانها. 9
لا يحاول الكاتب الغوص في خصائص وملامح شخوص الرواية لكني يركز و بشكل مكثف على تعرية قساوة الفقر والجهل والخوف من الأساطير. الفقر حاضر و بقسوة جديد. فالسمنة ممنوعة و كذلك تخزين المواد الغذائية في مجتمع مدقع بالفقر و لاتنتشر في السهول الزراعية بسبب البيئة الجبلية و السرقة لا تعني العار فحسب و لكن تعني نهب الآخرين لكل ما يملكه السارق و قد ينتهي الأمر بإبادة عائلة السارق. و التمتع بصحة جيدة هي أيضاً من النواقص لا سيما إن تجاوز عمرك السبعين حيث يجب أن يضحي الفرد بنفسه من أجل الجماعة فيذهب الى رحلة الحج طائعاً مختاراً و إلا لحقه العار في كل مكان حتى يتمنى ميتة أفضل من حج ناراياما. 9
قصه حلوه و مشاعر عميقة تفور ببساطة الكلمات حولتها السينما اليابانية الى نسختين سينمائيتين تم إنتاجهما في عامي 1958 و 1983 و قد فازت النسخة الأخيرة بجائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي. 9
و بما إن الشئ بالشئ يذكر فهذه فرصة كي أضع في المدونة احدى الأغاني اليابانية التي أعشقها

No comments: