إلى المدونات السياسية: لا تذهبوا لاجتماع المدونين

قد أكون مجنونا أو قد يعتبرني البعض كذلك بسبب دعوتي هذه إلا إنني مصر على رأيي، فالمدون و خاصة السياسي غالبا لا نجد له أي ارتباط مع أصحاب المصالح العامة أو الخاصة و مصداقيته و جرأته تكون المحرك و الدافع الأساسي لاستقطاب القراء و ذلك لوضوحه و عدم ولوجه في دائرة الفساد المستشري فلا يجامل هذا أو ذاك ولا يملك مصلحة معينة تغنيه من وراء ضرب فلان و علان، و هناك أمثلة حية لكذا مدون ... فكان بعضهم يوجه النقد الصريح و الخالص و بلا تردد و عندما أشتهر أصبح يجامل و يهادن و كأن المناصب السمان في انتظار أحد ما، هذا الزمن لا يحتاج إلى المجاملات بل يحتاج إلى جرعة ولو قليلة من الصدق و الابتعاد عن دوائر الفساد تلك و عدم الاختلاط بها.

لذا إن كنتم تريدون منصب أو واجهة اجتماعية أو النظر إلى الفتيات الكتاكيت أو بناء شركة من خلال المدونة فما عليك إلا أن تكثر من هذه الندوات و الورشات و ستكون بالطريق الصحيح، أما إذا أردت البحث عن الحقيقة فأنت تضيع وقتك، لا أملك شيء ضد هذه الندوة ولا على الأشخاص القائمين عليها إلا إنني أخاف عليكم ان تتغيرا و تقل صراحتكم، فالمدونات التي تضج مكامنها بالكلمة الصادقة البعيدة عن المجاملات أصبحت قليلة و غير نافعة في الحرب ضد الفساد، الفساد ليس مخلوق و ليس مرض ! الفساد فكرة .. و الأفكار تنتشر بطرق عدة لذا لا تجعلوا أنفسكم عرضة لتلك الأفكار

غسيل المخ الذي سيفرضه من يريد بث أي إيحاء للمدونين أو يؤثر عليهم بأي طريقة ما يجب أن يوضع له خط عريض وواضح في النفوس على الأقل ... فسرية المدون تجعله أن يقول الحقيقة بمعناها الأعم فلا يضع اعتبارات اجتماعية أو طبقية و يستطيع أن يتحدث بكل حرية، فحتى قوانين مكافحة الفساد كي يتم تفعيلها أهم ما تفعله هي المحافظة على سرية من كشف معلومات أي فاسد سواء فرد أو شركة .. و المدون بالطبيعة نفس الشيء ... لا تكشفوا هوياتكم .. ليس خوفا من أحد بل كي تستطيعون أن تحاربوا تلك القوى المتردية و أنتم قريري العين لا يهمكم قريب أو بعيد

أقول قولي هذا و استغفر الله لي و لكم