Friday, 4 September 2009

الفنانة الأوكرانية كسينيا سيمونوفا

على الرغم من قلة اهتمامي بمتابعة التلفزيون في شهر رمضان المبارك ؛ خصوصاً مع تنوع الوجبات البرامجية المليئة بالغث و السمين و الجالبة للشبع بمجرد سماع أسمائها ، إلا أن الأمس كان يوماً استثنائياً ليس بسبب إمساكي للريموت كنترول و تقليبي للقنوات الغير عربية ، لكنه لما وجدت في إحداها و بالتحديد قناة "آريانا" الأفغانية!!!
فللأمانة؛ جذب انتباهي فتاة ترسم بالرمل بصورة رائعة لم أرَ لها من مثيل قبل تلك اللحظة. و ما أن انقضت الدقائق المميزة الأشبه بمشاهدة عرض باليه راقص ، حتى اتجهت مباشرة للكابتن جوجل بحثاً عن ضالتي التي لم أعرف من هي و لم أفهم ما ترمي إليه بالضبط ، فثقافتي الأفغانية (الـ بشتو) لا تتعدى حدود الخباز في قطعة تسعة.
بعد قليل من الجهد و البحث و إدخال المفردات المختلفة، استطعت أن أصل إلى تلك الفنانة الرائعة و تحديداً للمشهد الذي شاهدت.
إسم الفتاة هو كسينيا سيمونوفا ، و قد حصلت مؤخراً على الجائزة الأولى في برنامج "مواهب أوكرانيا". أما المشهد الذي رسمته هذه الفراشة ذات الأربعة و عشرين ربيعاً بصورة متقنة أبكت من خلاله لجنة التحكيم و الجمهور فكان تمثيلاً للاحتلال الألماني لأوكرانيا خلال الحرب وما جرى في الدولة و للشعب أنذاك.

شاركـت أصدقـائي في الـديوانية ما رأيت ، فقال لي بو فيصل بأن هـناك في قـنـاة سـراق المال العام (الوثن) تـُبـَثْ دعاية مشابهة لأحدى الشركات لكنها ليست بنفس الإتقان و الدقة و الواقعية.

أما بو هاني أستاذ الرسم المتقاعد فهو من أضاف بعداً آخر ممتع جداً للمقطع ، فما أن فرغ من مشاهدته حتى أخذ بالتوضيح النقدي كصاحب اختصاص مع العلم أنه يشاهد هذا الفن و بهذه الصورة لأول مرة.

بداية ً كان رأيه بأن هذا النوع من الفنون يعتبر نوعاً من أنواع فن الـ سلويت ، و الذي به يتم تحديد و إبراز صورة سوداء من خلال وضعها على خلفية بيضاء كما درسناها على سبيل المثال في مهارات القص و اللصق.

لكنه أضاف بأن ما تقوم به هذه الفتاة من رسم لوحات بيدها باستخدام الرمل النقي الدقيق ليس بأصعب من الرسم بالريشة أو الأقلام ، و الدليل على ذلك هو ما نفعله جميعاً حينما نجلس في البر أو على شاطئ البحر برسم و تجسيم ما نريد فوق الرمال والذي غالباً ما يظهر لنا بإخراج ٍ مقبول مقارنةً بما يـُرسم على اللوحات. إلا أن ما يحسب لها فعليأ هي طريقة نثر الرمال بهذا الإتقان و تكييفه بدقة للمشهد القادم.

أما بالنسبة للسرعة في الأداء ، فأوضح أن كثرة الممارسة و الاحترافية أسباب كافية لتفسير ذلك ، إلا أن ما قد يفوت المشاهد بأن الموسيقى المثيرة و السرد المؤثر و الكلمات المعبرة تلعب دورها في اللعب بمشاعر الفنانة فـتـُخرِج انفعالاتها بهذه الصورة عبر اندماجها بما تسمع ، و لو طـُلـِبَ من الفنانة أن تقوم بنفس ما قامت به و لكن في أجواء صامتة فمن المرجح أنها لن تكون لها القدرة أن تتجلى بمثل هذا الإبداع.

لا أخفيكم سراً بأنني بين شرق ما شاهدت من فن ٍ راق ٍ و غرب ما سمعت و تعلمت من معلومات ٍ جديدة؛ فقد ترحمت على الجيش الأمريكي الذي لولا طرده لطالبان من الحكم في كابول لما كنت الان غاية ً بالاستمتاع الناتج عن ذلك المقطع المميز عبر شاشة التلفزيون الأفغاني ، و الذي لا يوازيه استمتاع سوى احتساء لشراب "الميوز" بالحليب مع الاستماع لسيمفونيات كرامة مرسالهوفن.

14 comments:

دكتور كويتي said...

فن عجيب
و مؤثر
تسلم

رزنامــــــة said...

واااو فعلا فن وابداع
واحس ايضا ان هناك بعض التمثيل المتقن مع الرسم يجعلنا نندمج بالصورة المرسومة بشكل اكبر

شكرا على المشهد العحيب

Dark angel said...

شاهدت الفيديو

هذا الفن الرملي مدهش حقا بل هو أقرب الى الرياضة العقلية إذ كيف يمكن أن تملك تصوير مسبق لما ترسمه باللحظة نفسها التي ترمي فيها حبيبات الرمل

هذا الفن سحرني

:)

Mohammad Al-Yousifi said...

عبقرية







و صاروخ ملكة جمال

:)

Common_Sense said...

I second ma6goog

Thanks for the Vid

بروفسور حمادو said...

دكتور كويتي

الله يسلمك

تعتقد متى ممكن يصير عندنا مثل هالفن؟

:)

بروفسور حمادو said...

رزنامـــــة

العفو يا عزيزي

و هذا بالفعل ما يستحق أن يطلق عليه بالفعل "فــــــــن"


تحياتي

بروفسور حمادو said...

Dark angel

لمن يعيش فعلياً ما يدور بالوصلة الفنية لا بد و أن يتملكه سحر روعته ، و عمل بمثل هذا الإتقان بالإمكان أن يطلق عليه بجانب الرسم مصطلحات تمثيل و رقص و كذلك عزف .. فالدقة في الأداء تشبه العازف الذي يعرف اللحن التالي في معزوفته و الممثل الحافظ لمشاهده التمثيلية و الراقص المؤدي لإيقاعات حركية مترابطة

تحياتي

بروفسور حمادو said...

مطقوق

إهي من ناحية عبقرية عبقرية ، و من ناحية صاروخ فـ موت الحمر ، بس يا ريال لا تجرح صيامنا

:)

أقول نفس السؤال اللي وجهته للدكتور الكويتي أوجهه لك ، تعتقد متى ممكن يصير عندنا مثل هالفن؟

بروفسور حمادو said...

Common_Sense

وانا بعد وياكم

:)

نون النساء said...

جميل جداً

شفت فيديو لها أو مو متأكده قبل سنة ونص


قبل كانو يحطونه على احدى قنوات روتانا
إعلان نفس جذي

وكاان وايد حلو

بروفسور حمادو said...

عزيزتي نون النسوة

أغبطك بالفعل كونك اطلعت مسبقاً و استمتعت بهذا الفن الراقي قبل سنوات ، فمعرفتي للأسف بهذه الفنون قبل يومين كانت لا يوازيها سوى معرفتي باللغة الصينية الماندرين

رؤية هكذا فنون تهذب بالفعل النفس البشرية و تجعلهل ترتقي في مراتب أعلى على سلم الإنسانية

تحياتي

كاريكاتير said...

فعلا فن وابداع بيني وبينكم قاعد افكر بكاريكاتير بس مو رسم ايي ملابس واكودها فوق بعض وارسم..!!

بقعداجرب بسرداب البيت وكبت اختي الصغيرة متروس ملابس

بروفسور حمادو said...

كاريكاتير

بالتوفيق يا فناننا

و إن فكرت تسوي كاريكاتير عن معاناة المواطن الكويتي ترى عندي كم فانيلة مقظظة تحت الأبط على كم مكسر و دلاغ مشققين ، مستعد أتبرع فيهم دعماً للفن و الفنانين و في سبيل الكضية الوطنية

تحياتي