إرجع للشوق

هذا البوست برعاية الزميل "عاجــــــــل" 9

كم هي مذهلة و رائعة مقابلة العضو المحترم صالح الملا مع الإعلامي عبدلله بو فتين على شاشة تلفزيون الراي. ابدع الملا في هذه المقابلة و وضّح بشفافية كانت غائبة و للأسف عن قناعاته في القضايا المطروحة على الساحة السياسية. أحرج الكثيرين و منطقهم الأعوج و التزم بالنهج المبدئي الذي أعلنه و كان شعار حملته السياسية و كشف خبايا الإستجواب الأخير و موقفه من طرح الثقة بالوزير أحمد العبدلله و أسباب هذا الموقف و إنتصاره لهذه المبادئ بعيداً عن الأهواء الشخصية و المساومات الرخيصة. 9

إفتقدنا لهذه الشفافية في الطرح و إعلان الموقف للسيد الملا في قضايا سابقة و إنتقدنا عدم رجوعه لقواعده الشعبية و ضبابيته و تقلب و تناقض تصريحاته. لكنه في مقابلة الأمس كان واضحاً بلا لبس متسلّحاً بمبادئه في الرد على الحجج الواهية التي يتذرع بها من يدعي الوطنية و يخلق العداوات الوهمية للتغطية على تخاذله. هذا الحديث أعاد الدفء لقلوب من دهشوا من هذه المواقف المتخاذلة في نصرة من أعلن التعديلات الكابحة للحريات و من تهاون و تساهل في تطبيق القانون و القيام بأعباء منصبه الوزاري المهم. 9

بالأمس إنتقدنا صالح الملا على مواقفه و تساهله مع الحكومة التي يقول عنها "رديّة". نعم يا صالح هي "ردية" و طالبنا بإسقاطها رحمة بالكويت من سوء أفعالها و قلنا بأنها ستقطع الحبل بكم حين تحين ساعة الإختبار و لم تخب ظنونا المؤكدة. الحكومة لا تستطيع الإنتصار لقوانين الرياضة. الحكومة من غير هيبة و لا تستطيع رد الشتائم في حق موظيفها. الحكومة تلجأ للمساومات الرخيصة و مستعدة لبيع هذا الوطن الغالي من أجل الحفاظ على كراسي اعضاءها. الحكومة متمرسة خلف ميزانية الأربعة و الثلاثون مليار دينار التي بحوزة "تاجر الشنطة" الذي يوزع الهدايا و المناقصات  و المناصب التتنفيذية على من أدعى الوطنية و باع المبدأ طمعاً في نصيب من هذه الكعكة اللذيذة. 9

صالح الملا تكلم بلسان الجميع. تكلم بلسان أبناء الحضر و البدو و الشيعة و السنة و إنتصر للقانون و مدنية الدولة و دستورها الذي يحاول من يدعي الوطنية تنقيحه حماية للحكومة الفاسدة التي تساوم بكل شئ من أجل البقاء. صالح الملا قال ما لم يجرأ نواب الشيعة عن قوله فيما يخص مركز "و كفّر" و صاحبه الذي يدّعي الجنون و ما هو بمجنون. صالح الملا إنتصر للجميع حين تخاذل نوابهم و إكتفوا بمناشدة الحكومة التي لا تستطيع رد إساءات "طلال" و لا الوسائل الإعلامية المجيرة خدمةً لإسطبله. صالح الملا تكلم أخيراً فأدهش و أوضح للجميع لماذا كان الرهان معقوداً عليه. لأنه يتمتع بإستقلالية غير متوفرة لدى الآخرون الذين لا هم لهم سوى ترديد أقاويل غيرهم و محاولة تزييف الوعي عبر بث الأوهام. 9

آخر الآوهام هي مصطلح "المعارضة الجديدة" الذي يحاول الكلاسيكيون إشاعته من أجل إيهام الجميع بأن جميع من إصطف نصرةً للمبدأ هم معارضون من أجل المعارضة فقط لا غير و مفسدون لخطط التنمية المزعومة و تابعون إما للتكتل الشعبي و عرّابه أو لكتلة التخلف و الإفساد. لا يا عقلاء ،، نحن معارضون لهذه الحكومة التي لا تقيم لا للدستور و لا للقانون وزناً ، و التي تحاول أن تسوّق الوهم لفئات أربع : فئة إرتضت بنصيبها من كعكة تنمية محطات المجاري و سفلتة الشوارع بعيداً عن مفهوم التنمية البشرية الحقيقة و فئة غارقة في أولوياتها العنصرية تاركة المسبب و باحثة عن سبب تتذرع به ، و فئة تدعي الحياد و هي في الحقيقة خائفة من أن تتخذ الموقف ، و فئة ببساطة هي طفيليات ترتزق على فضلات غيرها لا سيّما في وسائل الإعلام التي نعلم جميعاً مقاصدها و أهدافها. 9

لا يا أعزائي ،، ليس كل من يقف في صف المعارضة اليوم هو خائن لمبادئ الوطنية التي يحتكر البعض وكالتها الحصرية و يقصرها على نفسه. و ليس كل من وقف موقفه عن قناعة هو تابع للسعدون و البراك و حليف لحدس و فيصل المسلم و غاض للبصر عن نواب الفرعيات. و ليس كل من إنتصر لغيره هو موهوم بخطابات و شعارات غيره الإنتقائية. إنما هي الحرقة على هذا الوطن المستباحة خيراته المهدورة كرامته هي من تجبرهم على الوقوف عند قناعاتهم بأن ناصر المحمد لا يصلح لإدارة الدولة فكيف يستقيم الظل و العود أعوج ؟ و كيف تصلح الأمور و رئيس الحكومة غائب مغيّب ؟ و كيف نكافح الفساد و نحن نقبل بالشيكات ؟ و كيف نقول بالتنمية و الرؤية غائبة و التشريعات قاصرة و الضمانات غائبة و الكفاءة منتفية ؟

لا يسعنا إلا أن نقف أحتراماً و مصفقين لكلام صالح الملا و مناصرين له في قضايا الرياضة و مكافحة تاجر الشنطة المليارية الذي تخلّى له رئيس الحكومة عن صلاحياته الدستورية فقط من أجل البقاء على سدة الكرسي. كلام صالح الملا أتى متأخراً ،، لكن أن تأتي متأخراً خيرٌ من ألا تأتي أبداً. و نصفق كذلك لمن قارب صالح الملا في إستقلاليته و عدم سماع كلام أهله : النواب الأفاضل مرزوق الغانم و فيصل الدويسان و حسن جوهر. 9

نعم يا صالح ،، صدقت حين قلت بأنه لا يجوز لأحد أن يهدر حق الإستجواب و المسائلة و التمترس خلف وهم نوايا المستجوبين و أن يتناسى القضية محل الإستجواب. فهل يجوز لقاضٍ ذي ضمير أن يحكم على متهم ما بالإدانة و أن يتجاهل الأدلة الدامغة و يتجاهلها بسبب فساد محاميه ؟ لا يمكن لأحد ينشد المصلحة العامة و إحقاق الحق بأن يحكم على الأمور من هذه الزاوية الضيّقة فلكل منّا أهوائه و قناعاته و أولوياته الخاصة التي له كل الحق في إعتناقها و الحكم من خلالها لكن لا يسعه أن يدّعي بأن حكمه هو الصحيح ، بل هو أبعد ما يكون عن الصحة إن حكم بمثل هذا المنطق ! 9

 و من سينتصر لأبناء القبائل الذين تمت الإساءة لهم ممن لم يشارك الإنتخابات الفرعية و يرفضها جهاراً نهاراً ، من سيجبر هذه الفئة الصامتة على تصديق دعاوي الوطنية التي يتشدق بها كلاسيكيو السور و التي تقتصر على فئة دون أخرى ؟  نحن من سيكفّر هؤلاء بالوطنية و بأحلامهم متى ما تخلّينا عنهم إن واصلنا تخوين و إتهام كل بدوي و قبلي  بإزدواجية الجنسية و إهدار كافة حقوقه الدستورية دون أن نضع أسماء أو حقائق دامغة و شفافة و أن نستمر في نهج الترويع و المساومة حتى تتحقق المآرب الخاصة. 9

و من سينتصر لجموع الشيعة التي يتهمها من يدعي الجنون بأنها تخفي عكس ما تظهر و يطالبها بالبراءة من إتهامات دون أن يقيم الحجة منصباً نفسه وصياً واحداً أوحد عن حياض دين الدولة منتهكاً سلطة الدولة و هيبتها التي تخلّت عنها حكومة الضياع و التردي في وسط تشجيع تيارات الهشك بشك الإسلامية البريئة من الدستور برائة الذئب من دم يوسف لا سيّما إن علمنا بإنبطاح نواب الشيعة و صمتهم على ما يجري تعظيماً لمصالحهم الخاصة و بإسم الإستقرار السياسي الذي لن يتحقق وسط الضعف الحكومي المريع. 9

و حتى نغلق ملف إستجواب وزير الداخلية و نمضي الى القادم من الأمور : نعم أخطأت يا صالح و تبريرك لم يكن في محله بما يخص هذه القضية. القول بأن موقفك ينسجم مع موقف أحمد السعدون هو أمر واهي. و من قال بأن أحمد السعدون لا يخطئ ؟ و هنا أقول بأن خطأه في القول بأنه لا يجوز إستجواب وزير في قضايا محالة للقضاء هو خطأ مبيّت بنوايا سياسية سيئة و ليس خطئأ في الإجتهاد. لماذا علينا اللجوء الى رأي السعدون في ظل وجود أحكام عديدة للمحكمة الدستورية في تفسير المواد 100 و101 من الدستور ؟ المسائلة السياسية مختلفة تماماً عن المسائلة الإدارية و مختلفة أيضاً عن المسائلة الجنائية و القضائية. و أحكام المحكمة الدستورية في هذا الشأن و ضوابط الإستجوابات منشورة على موقع رقابة و يمكن للجميع الإطلاع عليها و التأكد من أنه لا يوجد مانع من تحريك المسائلة السياسية خصوصاً ان الجميع قد علم و تأكد بان الوزير لم يستكمل الإحالة للنيابة و هذا بعلمه قبل جلسة الإستجواب. 9

القول بأن الوزير لم ينتفع من مناقصة الإعلانات الإنتخابية هو قول بلا دليل. فلم يحل الوزير للتحقيق أبداً و لم يصدر قرار قاطع بهذا الشأن و شبهة تبديد الأموال العامة كانت حاضرة بإقرار الجميع دون أن يحرك أحداً ساكناً في تعقب مصير الأموال و حقيقة الشركة المنتفعة. و إن إستشهد صالح الملا بكلام النائب مسلم البراك فهي حجة قاصرة و الأوجب هو التحقيق الذي وعد به النائب الملا بعد إنتهاء قضية الإستجواب و لم يفي بهذا الوعد. 9

أما القول بان الوزير قد أقر بخطأه فهو قول غير صحيح إذ إن الوزير قد كابر و قد أكد غير مرة ، قبل الإستجواب و أثناءه و بعده في تصريحات و بيانات بأن الوزارة لا ترى خطئاً في الإجراءات التي إتخذتها بل إن الوزير قال بان له الحق في مخالفة القوانين و اللوائح و النظم بحكم هيمنة السلطة التنفيذية على مصالح الدولة بخلاف القانون. 9

رغم هذا كله ، فنحن نقول ، نعم لقد أخطأت يا صالح في موقفك هذا ، و أخطأت أكثر حين لم تتواصل بالشكل المطلوب مع قواعدك الشبابية التي هالها غموض موقفك. تلك القواعد لا يهمها موقف دميثير و خنفور و زنيفر ، بل يهمها موقف من دعمته للحفاظ على التراث السياسي للنائب الراحل "سامي المنيّس" و إنتقدتك بقسوة أي نعم لكن من أجل ان يصل صوتها لك لعلك تعود الى صالح الذي كنا جميعنا نتأمل. لن نقف عن أخطائك تلك و نلغي كل شئ من أجل خطأ ما مهما تعاظم اثر هذا الخطأ بل سنتجاوز هذا الأمر و نمد اليد للجميع من أجل أن نلتزم بالمبادئ التي أعلناها و أن ننتصر للقانون و سيادته و مدنية الدولة غير مكترثين بدعاوي الإقصائيين الذين لفظوك اليوم بعد أن إختلفت معهم في قضية واحدة و إستكتثروا عليك ان تلتفت للشباب ،، مدونين و غير مدونين ،، و غير آبهين لنبحات "فرّق تسد" أو خطابات البلطجة التي تنزل برداً و سلاماً على من إرتضى الإنبطاح بلا كرامة و من رأى المال السياسي يوزع نهاراً جهاراً على شكل شيكات و بخور و مسابيح ثم ينكر المساومات الحكومية بلا حياء و وزير إعلامهم هو من قال عنهم بأنهم أدوات مقابل ثمن ،، و واقع الأمر أن لا قيمة حقيقة لهم. 9

نعم لقد عاد صالح و لم يعد وحده ، بل عاد الشباب الذي أعاد بوصلوح الروح إليهم. عاد بوصلوح الذي بإستطاعته إيصال صوت الشباب في رفض ما يجري في الوطن من حكومة ردية متخاذلة و أغلبية نيابية بصّامة تنبطح بلا ثمن. و ثقوا بالله بأننا سنحاسبه على كلامه و نقف معه حتى نهاية الخط فيما يخص قضيتي الرياضة المختطفة و التنمية المشبوهة التي لا يمكن أن تتحقق تحت ظلال فساد تاجر الشنطة و سنتابع مواقفك خطوة بخطوة. 9

و جميلٌ هو قول النائب الملا أن مواقفه تنبع من قناعاته الخاصة و أن لا يتأثر بالضغوطات. هذا أمرٌ لا يمكن أن يرفضه عاقل. لكن يجب علينا أن نكشف هذه القناعات و في وقتها و أن نبتعد عن الضبابية و التذبذب. هذا هو الخطأ الذي لطالما إنتقدنا خصومنا ممن كانوا يساومون على الدوام و لا يجرؤون على كشف حقيقة مواقفهم أو حتى قناعاتهم. لذا متى ما تسلّحنا بتلك القناعات المبنية على مبادئ واضحة و المدعمة بحقائق دامغة فإنه من السهل علينا الخروج الى قواعدنا للكشف عن حقيقة مواقفنا لا سيّما إن صدقنا في القول بأن المساومة مرفوضة تماماً.  هكذا يكون العمل السياسي الصحيح و هكذا يكون التواصل مع الجمهور و عامة الشعب. فلنتعلم من أخطائنا. للنائب حرية إتخاذ موقفه بحسب القناعات المعلنة لديه و عليه تحمّل نتيجة قراراته و مواجهة القاعدة الشعبية متى ما تباينت الآراء من غير أدنى  ضيق بالنقد.  9

و إليكم نقول ،، إرجع للشوق