Friday 16 April 2010

سياسة الخبث

من ينظر الى ما يحدث في الساحة من تفريق و تشتيت لفئة البدو يجب ان يفكر بما يحدث بتمعن و حتى لو كان عنصري من الشيعة او من الحضر, فنعم هناك ممارسات لا نقبل بها مثل الفرعيات على سبيل المثال و لكن هذه سلبيات موجودة في كل فئة ولا تقتصر على فئة دون اخرى ولا يجب التركيز و تعميم الافعال على فئة بأكملها دون النظر الى الاسباب و العوامل المصاحبة ! الا ان من يفعل ذلك شخص يفتقد للضمير و الوطنية الحقة لأنها و هي الوطنية لا تكون بتحقير و تسفيه و تشكيك بولاء فئة اخرى فقط لأنهم اختلفوا معنا بتصور معين.

ما يفعلونه للبدو الان هو نفس ما فعلوه للشيعة في السابق من من احداث مسجد شعبان حادثة التأبين من تشكيك بولائهم و هم من قدم الارواح بسبيل هذا الوطن ابان الغزو العراقي و من سكان الكويت القدامى, و هم من شكك بولاء الحضر ايضا و منهم المنيس و محمد القطامي اخرين من ما يسمى بأبناء السور أو التجار الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الدستور و دولة القانون.

ان ما يحدث ليس وليد اللحظة بل هو مسلسل طويل عمره اكثر من 50 سنة من محاولات لتشتيت و تغليب فئة على اخرى, و اقف هنا حائرا ماذا فعل الشعب لأصلاح هذا الوضع ؟ فعند حادثة التأبين من منا و انا اولهم وقف ضد عبارات التخوين بحق الشيعة ؟ لماذا سكتنا و كأن شيئا لم يحدث ؟ فاليوم يسبون غيركم و غدا سيأتي اليوم الذي تتوجه سيوف الكره و الحقد نحو الكل. قّسموا الشعب الى فئات و زادوا الكره بينهم و زرعوه حتى يتسنى لهم احياء هذه الكراهية كلما ارادت السلطة تقريب فئة لصالحها لأن ثقافة التخوين انتشرت بشكل كبير فلا تحصل اي فئة على حقوقها بنفسها ولا تحصل على صكوك للأنتماء الا من خلال رمي نفسها في احضان السلطة لتكون عامل الامان و عنصره الوحيد للأسف و هكذا يهيئ لهم.. و انظروا الى حادثة التأبين كمثال. فمن يبكي على ارتماء الشيعة هكذا في احضان الحكومة يجب ان يسأل نفسه و لما لا ؟ أين كنتم يا فئات عندما تم تخوين جزء كبير منهم ؟ أين كنتم ؟ الم يركب الجميع الموجة و شارك في السب و حلقات التحقير ؟ يالله اكلوها اليوم .

أما الحضر ممن يستمتع بأطروحات التافهين و خريجي السجون فأتمنى ان يتذكر ما يحدث جيدا لأنه بالقريب العاجل راح يحوشهم الطشار و ستتغير معادلة التحالفات مرة اخرى و هذا ديدن الحكومات المتعاقبة فهي لا ترتاح الا عندما يكره و يبغض احدنا الاخر.

اني ادعوكم جميعا ان تنصفوا انفسكم و ان تتخيلوا ليوم واحد بأنكم تنتمون لفئة اخرى .. عاشروهم ... اعرفوا همومهم ما هي ؟ تجردوا و لو لمرة و يوم واحد في حياتكم و اسألوا انفسكم سؤالا واحدا فقط ... ماذا لدي و ماذا ينقصه هو و كيف استطيع ان اعطيه ذلك كي يعطيني شيء بالمقابل ؟ فها هو النائب الفاضل حسن جوهر يعطينا عن التسامح لعلي اجد اذان.صاغية و لعلي اجد من يريد ان يعطي قبل ان يأخذ.

و هذه بعض المساومات الحكومية و التي تستخدمها دون حل لأنها لا تريد ان تحلها بل ورقات مساومة و استخدمتها في كل مرة لضمان الولاء!

الشيعة: تريدون حسينيات و مساجد ؟

الحضر: تبون تتخلصون من مزدوجين ؟

البدو: تبون تجنيس البدون و اسقاط قروض ؟

الحكومة: عبل تتفقون معنا دون نقاش و تصكون حلوجكم

هذه بعض النمطيات السائدة و لكنها ورقات ضغط تستخدم للمساومة لأننا نحن من بتأثر بها ولا نعي خطورة تبعاتها لأننا لا نبحث عن حلول بل نبحث عن جدال و تأجيج لا يصل بنا الا الى الهاوية. فحتى في وقت المساومات لا ينسب هذا الفعل الى فئة بل الى اشخاص .. فالشيعة النواب هم من يفتتح المساجد و الحسينيات كل نائب له مسجد بأسمه كتقديرا له لأن الطريق لفتحهم هو عن طريق الحكومة و ليس القانون! و البدون لا يتجنسون جميعهم بل فقط للنائب المطيع كما حدث مع براد عود و خضير العنزي من تجنيس لأولى القربى .. و نفس الشيء مع الحضر فلا يتم حل مشكلة المزدوجين و لكن بتم تأجيجها فقط ليهيئ لهم انها يتم حلها! يعني حتى مع المساومات فهي مساومات تكون الحكومة هي الرابح لأن الورقة الرابحة لا تنتهي و تستخدم مرارا و تكرارا.

الحلول:

طبقوا القانون على انفسكم و التزموا به و حتى ان ظلمكم لأنه هو من يحمينا و هو ظهرنا ولا يستطيعون مساومتنا على اخطائنا و عنصريتنا و طائفيتنا ان وجدت ... انه القانون ولا شيء غير ذلك.

و الحل الثاني:

اذا لا تستطيع ان تتسامح او ان توأد الفتنة فأصمت ولا تتحدث فتؤجج معهم هذه الفتنة و يكسبون و نخسر نحن كرامتنا و احترامنا لأنفسنا

7 comments:

ebreeq said...

مقال ولا أروع


سلمت يمينك يابطل


أنا أول المستفيدين من هذا المقال



مودتي

عين بغزي said...

يسلم راسك

ويعطيك العافية

وحده وطنية

سؤال خارج الموضوع :-
قانون الخصخصة أحد قراه ؟ او اطلع علية ؟
إذا لأ
هذه مصيبه وين شفافية؟
القانون هذا اعرج حسب ماسمعت من الأصدقاء أنه القطاع نفطي بيخصخصونه ؟ انزين شكو هذا ثروه وطنيه !

مســــــافــاتـ said...

السلام عليكم
نظام الخصخصه سكر بتأييد الاغلبية وعلشان
محد يتابعه حطو بعد المداولة الساعة 3 العصر جويهل علشان الشعب يلتهي عن الخصخصه ويتكلمون عن جويهل ويتركون الخصخصه
وهذا ما حصل فعلاً اغلب دواوين الكويت تكلمت عن الجويهل وتركت الخصخصه
وسلملي على الخصخصه ﻻنها باب الخصخصات عن باقي الوزارات
والشعب يبي يلتهي بتسديد الضرائب
تأمين الصحي من صوب
والكهرباء والمواصلات
والنفط
والحبل على الغارب

Anonymous said...

The more you write, the more convinced I am of how crucial it is to raise public awareness in regards to state mechanism. Because only if you're aware of how states operate and aware of the reasons behind that can you truly be immune to such an effective principle like "divide & conquer".

There has to be an overall comprehension, by the public, as to the underlying causes of such a principle - and many others - to exist in the first place. One would assume that the causes are well-known. Yet, it doesn't appear so since everybody's out to get their own piece of the pie. And pretty soon, there ain't gonna be any pie left for anybody.

I work with a bunch of Arabs, and we gotta shitload o' differences since we're as diverse as diversity gets. But the minute we permit such differences to wedge themselves between us is the end of our achieving any of our goals, which happen to be of interest to the entire group.

But we only abide by this because we understand the underlying principle of divide and conquer which, due to its distracting quality, leads to weakening the whole group, whose collective interests can no longer be prolonged, like in the case with Kuwait.

It's all about resources.

There is a necessity for states - and other accomplices - to conquest through preserving its riches, its power, and way of life.

Divide and rule is only one means in which states can achieve this. Other means - such as the manipulation and massification of the people - is also driven by resources; both by the states and by groups of financial interests, mostly elites and citizens who are representatives of the people, "allegedly".

Loyalty to country cannot coexist with the pursuit of personal interest.

Y'all need a bigger microphone.


Farmer

le Koweit said...

لا فض فوك اخوي
فعلا كلامك عين العقل
الحكومة تعشق مبدأ فرق تسد
وللأسف قاعد تتعسف في استعماله

وللاسف البعض من ابناء جلدتي يعجبهم هذا الكلام


ملاحظة: براد عود... قصدك= عواد برد
:)

panadool said...

أحسنت

بوستك اليوم 10 من 10

لم أتردد عندما أشرت بصوتى للدكتور حسن جوهر بالإنتخابات , أعلم إنه رائع ومتوازن كعادته غالبا


أما موضوع الفتن , فهى على حسب التيار , والقاعدة تقول فرق تسد
إذا تريد السيطره والتحكم بالأمور خلخل المجتمع والناس وخذ ما نريد

أحداث الثمانينات مع الشيعه ثم المجلس الوطنى ثم التأبين ثم الفرعيات ثم المزدوجين والى المزيد

أشوه إن شعب الكويت مليون .. لو الحال بمصر مثلا 70 مليون جان شصار


اللهم إحفظ وطننا الغالى

وشكرا عالبوست المميز

Unknown said...

The golden rule : Divide & rule !!!


وَيَمْكُرُوْنَ وَيَمْكُرُ الْلَّهُ وَالْلَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِيْنَ


مقالة ممتازة تستحق القراءة

تحياتي