عندما تشبه حدس المسلمين بالكفار

في خضم هذه الأنتخابات و الصراعات بين الأعضاء بدأنا نرى ظاهرة غريبة لكنها حتما ليست جديدة علينا كشعب متسامح و متحابب .. فلقد رأينا الجهل بأم عينه سابقا و حاضرا.. و رأينا الأساليب المنحطة التي اتبعها أرباب الفساد من قبل في جملة نبيها 5 .. و لكن لم نصل الى هذه المرحلة القذرة من التاريخ السياسي لتقوم مجموعة من المسلمين بتكفير بعضهم و تشبيههم بالكفار سواءا كان حقا أم باطلا .. ففي فكرهم يحملون التطرف .. في قلوبهم يحملون تفسيرات غريبة للأسلام ... بداية مع تصريحات خضير العنزي عندما شبه سمو رئيس مجلس الوزراء بأبرهة و لم تتجرأ حدس في شطب هذا البيان القبيح الذي أصدره خضير في ندوة خالد الشليمي و لم توجه له سهام النقد .. انتهاء بهم في بعض المنتديات في الأنترنت ... أو في الحياة بشكل عام و يكفرون المسلمين بشكل مباشر أو غير مباشر ( بموضوع أو بدون موضوع ) و نقولها بالكويتي ( الشق عود ) فلم تكن تجمعني خصومة مع هذا التيار و لكن بدأت أستفز من قبلهم و بدأوا يتحدوني لأعتقادهم بأنهم الأكثرية ... فوالله هم ليسوا أكثرية و لكن ماذا لو فعلا أصبحوا أكثرية ماذا سنفعل ؟ فأنا لا أميل الى الليبرالية و كنت أعتقد بأنني أنتمي أكثر الى حدس و لكن أكتشفت ان ان الليبراليين و الأخوان شلة من المستغلين و المتسلقين و ذلك ينم عن خبرة و تدبير طويل قبل أن أستقر على هذا الرأي ... و نعود الى حدس ... يتخبطون في نقاشاتهم و يدافعون و يكابرون على الخطيئة .. و اذا اختلفت معهم نعتوك بالليبرالية و العلمانية و الزندقة للتهرب من المواجهة ( و هذا الأرهاب الفكري يستخدم حسب مفهومهم لأبعادك عن الأسلام و تقريبهم هم من صك الغفران فلا تملك أنت الا أن تحتمي بهم لأنهم مسلمين و غيرهم أقل منهم أسلاما و تقوى ولا نريد أن نقول ليس بمسلمين ) حدس تيار عليه كثير من الأستفهامات و في يوم من الأيام كنت أكن كل الأحترام و التقدير لهم و لكن مع مرور الوقت رأيت أخلاق بعضهم المتردية و الذين يعتبرون من الناشطين في حدس توقفت و انتهبت لهذه النقطة و توقفت عند كثير من النقاط السيئة التي يعجزون عن تبريرها ناهيك عن تعاونهم مع الحرامية و قوى الفساد.. فأنا للذي يعرفني في عالم المنتديات و التدوين لم أكن اتناقش الا مع ملحدين و بدأت في المنتديات الأجنبية قبل أن أدخل الى المنتديات العربية .. فكان همي هو الأسلام و المسلمين و دعوة الغير مسلم .. و لهذا أخذت موقف حازم مع هذه الحركة بسبب تطرفها و استغلالها للشباب البسطاء و الأقرب الى السذاجة .. فيتم تجنيدهم و تقليل وعيهم و ادراكهم السياسي و الفكري و تصويبهم نحو اهتمامات لا تتعدى نطاق اللعب و الكوت بو ستة و لم يحملوا على عاتقهم رفع الوعي السياسي للشباب و المراهقين.. و لهذا حديث و تفصيل أخر سأتناوله بعد نهاية الأنتخابات و اتناول فيها انحدار التعليم في الكويت و موت دور الأتحاد الوطني لطلبة الكويت منذ ان تسلم هذا التيار زمام السلطة .. فمن انحدار في التعليم و انحدار في الفكر حتى وصلنا الى انحدار في الأخلاق و أحترام الأخر بل و في بعض الأحيان الى تشبيههم بالكافرين و أفعال الكفار و العياذ بالله .. و من يقوم بهذا العمل تنقصه أهم تعاليم العقيدة و هي التوحيد و التي يا للصدفة ناقصة في مناهجهم ... ففي كتاب باقر الصدر "فلسفتنا" و كتب أخرى لشيخ الأسلام أبن تيمية و غيره أخرين أوصوا بضرورة صلاح العقيدة فمن صلحت عقيدته صلح عمله و أولها ترسيخ مفهوم التوحيد و الألوهية ... و أيضا لا أريد التعمق في هذا الجانب و لكن وجب علي العروج عليه ليفهم القارئ هذا الفكر الهلامي الذي اذا ما تم مواجهته يتبع أقرب أسلوب للهرب و هو نعتك بألفاظ يعتقدها هو انها سترهبك أو كلمات تعشش فيها ينابيع الكره و الغطرسة الفكرية .. ان مواجهة هذا التيار الغريب على وطننا الحبيب و التابع لتنظيم الأخوان الأم "مصر" يجب ان يبدأ و يجب ان نجتثه قبل أن يستشري في جسم الكويت و نصبح من يعدها غير قادرين على مصارعته، و لو استعرضنا بيان جمعية الأصلاح المحترم الذي يبين لنا قدر التربية التي يتحلى فيها بعض افراد هذا التيار و نهاية بتشبيه خضير العنزي رئيس مجلس الوزراء بأبرهة الكافر نرى ان هذا الفكر يمكنه ان يصل لمرحلة التكفير كما رأها أيمن الظواهري أو كما سمامها سيد قطب " الجاهلية" و منها أنطلق مرحلة هذا الفكر الأرهابي .. فهنا نتحدث عن النسبية العالية في المواجهة و نستوقف فترة لنرى هنا ما يمكن ان نستشفه من خلال هذه التصرفات .. فالقومييون اختبرناهم في اعلى سقف من المواجهة فرأينا التفجيرات و القتل و الدمار بأسم الثورة .. و رأينا نفس الشيء مع الشيعة في تفجيرات مكة و السلف في أسود الجزيرة و القائمة لا تنتهي .. و لكن الغريب في كل هذا ان هناك دائما طرفان في كل فكر .. واحد متسامح و أخر متطرف .. و لكن مع الأخوان المسلمين لم أرى هذا الفصل .. أنا أتحدث عن التنظيم السياسي و ليس الأجتماعي .. و هذه أحد الأساليب الخبيثة التي يتبعها هذا الفكر للتوغل في جسم الشباب و ترسيخ هذا الفكر في احشائهم .. و مع هذا كله لم نجد و لو اعتذار واحد يصدر من هذه الحركة التي تتبنى كل ما ينم عن قلة أدب و تحقير للغير بل و تصل أحيانا الى التشبيه بالكفار ! ان الحديث لفيه من الشجن الكثير و لكن هذه بداية و كما وعدت و سأعدكم بأنني أتخذت هذا الموقف و ذلك ليس لأنني أخذت الموضوع بشكل شخصي و لكنني فعلا أحسست بخطورة هذا التيار الذي يسمح بهذه الأطروحات ناهيك عن تاريخه الذي لم ينجز فيه شيء يذكر ... مرورا بتاريخه الأرهابي و التكفيري و الذي قد يخرج في أي لحظة اللحظات .. و أنا والله لناصحكم أن تبتعدوا عن تنظيمهم السياسي ما أمكن .. اللهم بلغت اللهم فأشهد والله الشق عود

حذراي من هذا التفكير حذاري