عندما يستهبل (بعض) أبناء الحضر

كلمة هبل كما تعني: أصل الكلمة يونانى "هابلوس" وتعنى بسيط ، ساذج , ومن الكلمة أشتقت الألفاظ "أهبل" أو "مهبول" بمعنى ساذج و"يستهبل" بمعنى يدعى السذاجه ،و"إستهبال" بمعنى إدعاء السذاجه والبعض يقول عن الهبل "هبالة" ، والبعض يقول عن الهبلة "هبيلة" ، ومن الأمثال فى الهبل، "دقوا الطبلة وجريت الهبلة" ، "رزق الهبل على المجانين" ، "هبلة ومسكوها طبلة" جلست مع عدد كبير من الأصدقاء و تطرقنا الى موضوع الأنتخابات .. فحينها ذكرت من سأصوت لهم و بكل صراحة .. و رد أحدهم انني لن أصوت الى فلان لأن أهلي مناسبين أحد خصومه اللدودين و لذلك لن أصوت له ... فقلت له .. اذا ما هو المستمسك ؟ فقال: ( بس بعد أهلي ما يبونه ) و لم استرسل بالحديث معه رغم انه وضح و بأستحياء بأنه لا يعلم ما هي الطبخه و لكن لن يصوت لهذا المرشح رغم انه يعلم بصلاحيته فقط لأنه يعتبر عدو لأحد أقربائه ... هذا المنطق الذي نحذر منه و دائما ما ننتقد أبناء القبائل بسبب هذا التفكير .. و لأن القبيلة بطبيعة الحال كبيرة فتنتشر هذه الظاهرة بشكا كبير حتى ان البعض يعتبر ابن ابن ابن عمه أفضل من ابن ابن ابن خالته الخصم ( هذا ان وجدت خضم من نفس القبيلة ) فقليلا ما نرى معيار الكفاءة في الجانبين و لكن لسهولة انتقاد القبيلة ربما نرى ذلك بوضوح أكبر ... فالحضر ليسوا كيان .. و لكن منهجية في الحياة و ليست فكر ليتم انتقاده .. فهناك كثير من اهل البادية من يتحضر ولكن لا ترى حضري يتبدون و ذلك لأن العالم يتقدم في اساليبه و يتطور نحو دولة المؤسسات ... فأبناء الحضر خليط من طوائف و ثقافات و يجب ان يتم الفصل هنا ... و من يلعب على هذا الوتر أعلم انه خاوي من المنطق و قليل الحيلة ... و لهذا وجب علي التنويه .. معيار الأختيار يجب ان يبنى على اساس الكفاءة و المواقف و الفكر و الأهداف ... و ما تطرقت الى هذا الموضوع الا عندما أرى عدد ليس بقليل من الحضر سيصوتون لهيثم الشايع ... هنا سألت أحدهم لماذا ستصوت لهيثم الشايع ؟ فالبعض يقول لأنه تاجر و جايف خير فلن يسرق .. و البعض يقول بأنه شاب و نريد التجديد و البعض يقول أنه من أهل الديرة و هو أولى بغيره ... لن أستوقف على اي من هذه الأعذار الساقطة و لكن ما ينفر منه عقلي هو ذاك النفس القبيح الذي اراه من بعض ابناء الحضر تجاه ابناء القبائل في قضايا ذات صلة .. فكثيرا ما نسمع نبرة عالية تقول لماذا تصوت لأبن القبيلة و هو لا يملك الكفاءة ؟ لماذا تصوت لمن هو من نفس قبيلتك فقط ؟ و عادة ما تكون هذه النبرة صادرة من بعض ابناء الحضر منهم المخلص الناصح و منهم من نذكرهم الأن قد تختلف الألية في الأختيار و قد نختلف في الطريقة .. فالذي يصوت لهيثم الشايع يصوت له لأنه قريب له .. أو لأنه يحمل نفس الفكر و الذي يعتقد بأن المجلس غنيمة أو وراثة أو لأنه فقط حضري ... أما من يصوت لأبن القبيلة فيصوت له لأنه ابن القبيلة فقط ... و لكن الأختلاف هنا نسبي فلا نريد أحد ان يقف عند هذه النقطة .. فأن الفريقان و أنا أقول بعضهم فقط على خطأ ... فلماذا اذا أغلب أبناء الحضر يحرمون على أبناء القبائل ما يحللون به لأنفسهم ؟ هل هم شعب الله المختار ؟ ان أردنا كويت نظيفة .. كويت متقدمة .. كويت متطورة يجب علينا ان نحتكم للعقل و ان نضع الكفاءة نصب أعيننا عند الأختيار ... فمن لديه القناعة ان يصوت لشخص لا يفهم في الدستور و شخص لا يملك اي تاريخ يذكر او انجازات واضحة او مواقف جيدة او فكر مستنير أو اشتهر بشراءه للأصوات يجب ان عليه ان لا يتجرأ للترشيح لعضوية مجلس الأمة أمثال المرشح هيثم الشايع و جمال العمر و حمد التويجري و جمال الكندري .. و نفس الكلام ينطبق على السذج الذين يصوتون لعبدالله راعي الفحماء و جابر المحيلبي و ضيف الله بورمية و غيرهم الكثير الذين يحصدون أصوات كبيرة و لها وزن .. حقيقة انها وصمة عار للحضر اذا كانوا هؤلاء من يمثلهم !( هذا ان كانوا يعتبرون ككيان ) و هذا ليس انتقاصا من ابناء الحضر فأنا منهم و لكن لأنني كما وضحت فأن الحضر ليسوا كيان و فيهم قدر كبير من التعددية و لهذا يجب ان يوصلوا الأكفأ و هذا واضح عندما ترى نسبية النواب الجيدين مع نسبة النواب الفاشلين الذين تجد اغلبهم يشترون الأصوات أو وصلوا عن طريق الفرعيات لا أريد الأسترسال كثيرا لأن الموضوع طويل جدا و لكن رسالة لأخواني الحضر ... أتأمرون بالبر و تنسون أنفسكم ؟ أنا هنا لا أحلل هذا النهج الذي يتبعونه أبناء القبائل و أنا من أشد المعارضين لهذه الألية المتخلفة و لكن ان اردنا ان ننتقد يجب علينا ان نبدأ بأنفسنا وان لا نستغفل الأخرين

انتهى