Thursday 10 September 2009

الحرب في بر مصر ليوسف القعيد

"كلنا نحب مصر. كل يحبها بطريقته الخاصة. ولكن أي مصر هذه التي نحبها، مصر الذين يموتون من الجوع أم مصر الذين يموتون من التخمة ؟" 9

بعد قراءة 10 صفحات من هذه الرواية تذكرت بأنها قد حولت إلى فيلم سينمائي كنت قد شاهدته بعنوان "المواطن مصري" للمخرج الراحل صلاح أبوسيف ومن بطولة عمر الشريف و عزت العلايلي. و لكن حين فرغت من قراءة الرواية لم اندم على قراءتها ابداً رغم غني اعرف القصة و نهايتها. السبب في ذلك يعود الى طريقة كتابتها. 9
فالرواية مقسمة الى ست فصول بعدد شخوص أبطال الرواية. كل منهم يروي شهادته على ما جرى من منظوره المختلف. ما يجعلك ترى الحقيقة كما كانت من كافة الزوايا دون ان تغفل أدنى التفاصيل. وحصلت على المركز الرابع ضمن مسابقة أفضل مائة رواية عربية التي أصدرها اتحاد الكتاب العرب. 9
صدرت الرواية للكاتب "يوسف القعيد" في عام 1978 و تدور حول العمدة الذي يُهرّب أولاده من التجنيد وهو المسئول عن تجنيد كل أولاد البلد مستنداً علي علاقاته وأمواله والأوضاع التي أصبحت سائده في الستينيات من فوضى و محسوبية و واسطة نخرت الجهاز الإداري للدولة المصرية. يلجأ العمدة الى متعهد (في حقيقة الأمر هو مزور) من أجل تسجيل شخص آخر ولد في نفس يوم ميلاد ابن العمدة و في نفس القرية على إنه ابن العمدة. يقبل والد هذا البديل الذي يعمل خفيراً متقاعداً لضيقة الحال و يدفع بإبنه الى صفوف الإحتياط التي زجت في حرب 1967 دون تدريب و هناك يستشهد الولد و تندلع معركة حامية يشهد عليها ضابط جديد في إدارة التوجيه المعنوي بالجيش كان قد كلف بتسليم جثمان الشهيد الى ذويه. يكتشف بان للشهيد أبوين : أحدهما حقيقي و الآخر مزور ، أحدهما يقتله الندم و يعمل على كشف الحقيقة و الآخر يسكنه القلق و يعمل على تزوير الحقيقة. 9
في كل شخصية من الشخصيات يسر د لنا الكاتب الأبعاد النفسية لهذه الشخصية و كيف ولدت و ترعرعت و إنتهت الى ما هي عليه. و يركز بشخص خاص على الآثار الكارثية لثورة يوليو على النسيج الإجتماعي للمجتمع المصري و كيف ولدت نماذج مشوهة لأفراد هذا المجتمع نتيجة سياسات الإصلاح الزراعي و التأميم و تمثيل الفلاحين في المجالس النيابية و بعدها بفترة سياسات الإنفتاح التي أعطت عائدات النصر الى طبقة الأثرياء التي لم تشارك في الحرب بل تهرب أبناؤها من التجنيد في أحين أن عامة الشعب هم من ضحها بارواحهم في الحرب ثمناً هذا للنصر. 9

2 comments:

المطالع said...

أعتقد هالروايةأختيرت ضمن افضل مائة رواية عربية.والفيلم كان رائع بالنسبة لي خصوصا دور عبدالله محمود.ألف شكر لك.

تحياتي

المطالع
http://mu6al3at.blogspot.com

حلم جميل بوطن أفضل said...

المطالع

صحيح. عبدالله محمود قام بأداء دور "مصري" و شكراً على رابط المدونة