Sunday, 31 January 2010

الحالة الطائفية في الكويت : أوقد النار يا شبّابها

لطالما تمنعت عن الكتابة عن "الحالة الطائفية في الكويت" رغم مناقشتي إياه لكثير من الأصدقاء. و كانت شرارة هذا الموضوع
 نقاش حار لم أشارك فيه و دعوة أتت لي للتعليق على مقال أتى كردة فعل على هذا النقاش و لم أرد حينها لأنه لم يكن هناك ما يستوجب الرد و كانت وجهات نظر من شارك في النقاش متطابقة مع الإقرار بإختلاف أيديولوجيات هؤلاء لكن جميعهم رفض وجهة النظر "الشاذة" تلك و التي تحاول تبرئة السلطة من تلك الحالة الطائفية التي نعيشها اليوم. و كان من الطريف إتهامي و إتهام غيري بأننا نسعي لعدم تطبيق قانون الإنتخابات الفرعية و إختلاق الأعذار لتلك المسألة رغم إن السلطة هي من أوجدت تلك الإنتخابات المجرمة و عجزت عن التصدي لها و هي من يدافع عنها أصحاب الآراء "الشاذة". 9

إلقاء اللوم .. كل اللوم علي السلطة أمر غير صحيح. و لكن يقابله خطأ آخر لا يقل فداحة و هو إلقاء اللوم .. كل اللوم على الشعب مع تبرئة السلطة تماماً مما يجري !! يجب إتخاذ الموقف العقلاني و هو البحث في أسباب المشكلة الحقيقة و تمييزها عن عوامل إنتشارها و إستفحالها في جسد المجتمع من أجل وضع الحلول المناسبة لها بدلاً من تبادل الإتهامات و توزيعها و تنزيه تلك الفئة عن باقياتها بحسب الأهواء و المواقف الشخصية المعرضة دوماً لخطر الإنصياع للمصالح الذاتية. 9
لكن أفكاري تطورت فيما بعد و أرجعت الحالة الطائفية و القبلية الى منهجية أسميتها أنا ب "منهجية الإخراج من الملة" وأعلنت رفضي القاطع لها بل و دعيت الى تجريمها و أخذت موقفاً متشدداً من مسألتي التكفير و التخوين أي كان مصدرها و أي كان ضحيتها. فلا خيانة إلا بحكم محكمة و لا تكفير إلا بواسطة حاكم شرعي غير موجود في واقعنا المعيشي. أعترف بأني لم أستطع إقناع الكثيرين من الأصدقاء بوجهة نظري الجديدة هذه و رغم ذلك فإني ما زلت متمسكاً بوجهة النظر تلك حول موضوع كان يعد من المحرمات في هذه المدونة حتى أعلنت إعتزامي عن التوقف عن الكتابة و إفراغ ما كان يجول في خاطري في صفحات المدونة. 9

للأسف ،، يأخذنا الجنون في أحيان كثيرة و تتغلب الحمية على العقل و المنطق فيسود منطق الكراهية و نجوز لأنفسنا ما لا نجوزه لغيرنا. لهذا فإن قلة الكلام في مثل هذه المواضيع أسلم من الإنطلاق فيها. لكن سلسلة المقالات هذه بعيدة تمام البعد عن النقاش الطائفي الديني إذ إني مقتنع تماماً بان ما يجري ليس مرده الإختلاف العقائدي .. إنما هو غلاف و قناع لصراع إقتصادي يتشكل بالحالة الطائفية أحياناً و بحالة فئوية أحياناً أخرى. 9

و قبل أن أنطلق في سلسلة المقالات يجب علي الإعتراف بأن لا تعريف واضح لدي للطائفية غير إنها إسباغ صفة الشرعية المطلقة على المعتقدات و القناعات الشخصية و محاولة فرضها بغير الإقناع على من يختلف معي بالفكر و الثقافة. هناك من يقول بأن الطائفية هي خطاب الكراهية الذي يستند على الإختلاف العقائدي. لكني أجد أن هذا التعريف قاصر و غير دقيق ، إذ إن الإختلاف رحمة و إن الإختلاف الذي ساد لأكثر من ألف و أربعمائة سنة لا يمكن تجاهله أو إغفال تأثيراته على طبيعة الأفكار السياسية السائدة في عالم اليوم. و إن هذا الخلاف قد تشتد مناقشته أحياناً لتأخذ طابع التطرف و الغلو حتى تصل الى درجة الكراهية. أنا لا أحاول إلغاء هذا النقاش و لكني أحاول إلغاء محاولة فرض القناعات بالقسر و القوة عبر التهديد المبطن بالتكفير و التخوين كما نجده في عالم اليوم. 9

أتمنى منكم قراءة ممتعة مع الحرص على التعليق على مضمون المقالات دون الإندماج اللاإرادي في مناقشة الوقائع التاريخية أو ما قال هذا الشخص أو ذاك. 9 

لنرتقي بحواراتنا و نقاشاتنا. 9

للحديث بقية ،، 9

12 comments:

جبريت said...

المطلوب والمفروض ان يكون بالحالات الطائفيه او الحالات القبليه والعائليه وهذه التقسيمات البغيضه ان نوعي الاجيال القادمه من ابناءنا وبناتنا والاحتفاظ بالموروث الثقافي الديني العقائدي...إلخ دون الدخول في افكار المعسكرات الاخرى التي تختلف معي بل الدخول للتعلم من شرائح المجتمع المتعدده من شيعه سنه حضر بدو قبلي عائلي يلقح نخل او يطير حمام فالمجتمع واحد حتى في السابق ايام السور وغير السور وقبله وبعده


كنت املك صوره قديمه ما اذكر وينها لكن اعتقد انها في متحفي بالمزرعه موقع الصوره بحسينية معرفي الي امام مكتبة البابطين وكان الكندري يصب الماي في الحب وتشاخيط الطوفه موجوده وكان وقتها في ذكرى الاربعين اربط الصوره بتعليقي وبمقالتك تعرف ما اقصد

دمت يا اخي الكريم

Anonymous Farmer said...

حبيبي

بغض النظر عن الطائفية ، فإن أي شخص لا يلقي باللوم على السلطة الجائرة ولا يربطها بسوء أحوال البلد بشكل عام - بما في ذلك مأساة الطائفية - فهو شخص إما أن يكون جاهل مغيب ، أم الأسوأ من ذلك شخص ساع إلى السلطة.. متواطئ معها و بالتالي خائن لمواطنته و شعبه وانسانيته .

أما فيما يخص الطائفية ، فهي ترتبط وبقوة بوجود سلطة فاسدة . وفي حقيقة الأمر ، الطائفية نتيجة حتمية لأي سلطة جائرة كما الحال في العراق ، وفي الدول تحت الأستعمار كدول أفريقيا أو ايرلندا إلى الفترة الحالية ، والكويت الآن .. وستتزايد الطائفية باستمرار سلطتنا على ما هو عليه .

فلا يمكن للسلطة الفاسدة أن تستمر في النهب دون تطبيقها لسياسة "فرق تسد" ، لا يمكن ، فهذا هو المبدأ الذي من شأنه أن يلهي المواطنين بحروب وكراهية "وهمية" وانغماسهم فيها بدلا من انتقاد السلطة أو حتى رؤيتها .

الحكومات تسعد جدا بالطائفية ، تسعد وتنجو وتكبر

ونموت نحن

سلمان السعدون said...

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الطائفية والطائفية ، حينما لا تساوي المواطنين بعضهم ببعض تكون هناك طائفية

حينما تسمع لطرف وتترك الطرف الاخر دون اي اهتمام لرأيه هنا تكمن الطائفية

حينما يتم جرح شريحة كبيره من المجتمع دون ردع الجارح هنا تكمن الطائفية

أخي الكريم الطائفية نعيشها في حياتنا شئنا أم أبينا

نستطيع تقليل حدة الطائفية بطريقة ما لكن يصعب عليك أنت وغيرك من الاخوه والاخوات محوها


حيث أن الطائفية سلاح مفيد للحكومة وغير الحكومة

مفيد للحكومة حينما تشغلهم بالطائفية لأجل تمرير قانون أو تشويش انتباه المجتمع عن طريق قضية طائفية


ومفيدة الطائفية لطوائف تريد أن تتكسب سياسيا بالعزف على وتر الطائفية عن طريق افتعال فتنة من هنا وهناك


ولكن الحوار لا بأس به

نعم قد يحتد النقاش لكن لا يصل إلى التكفير


ولنتبع سياسة القرآن في الحوار حتى نخرج بنتيجة

الله تعالى يقول : قل إنا أو إياكم لعلى هداً أو في ضلال مبين

أي أنك ولو كنت على الحق لا تدعي الحق في مقام الحوار

وادعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة

الاسلوب المرغب والخلق الحميدة هي التي تثمر النقاش

كما قال عز وجل : لو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك

هكذا تعلمنا اسلوب النقاش

فنريده دون تكفير ودون اقصاء الاخر والحجر على ما يعتقد

حوار اذا كان هناك حوار ولكنها دعوة للتعايش المشترك

دون اثارة نعرات طائفية وخزعبلات تكفيرية

والسلام

حلم جميل بوطن أفضل said...

جبريت

الدخول جائز

لكن باحترام

و بالإقرار في التنوع

و إطار النقاش يجب أن يكون محدد و في مكانه الصحيح

لا على صفحات جريدة الآن الصفراء

حلم جميل بوطن أفضل said...

مزارعنا العزيز

و أنا أقر بالإحتمال الثاني

البعض عرف الطريق و نقض كافة أفكاره حين إلتقت المصالح

و هؤلاء الإنسانية منهم براء

حلم جميل بوطن أفضل said...

عزيزي الإنسان

أنت ممن حاورتهم حول قضية التكفير و اختلفت معي حينها

ربما لم أشرح نفسي بطريقة جيدة

لكن من الجميل أن أراك متفقاً معي اليوم بعد أن أحسسنا بخطورة القضية

التكفير هو كالسلاح النووي

يستخدمه خصومنا و قد نستخدمه نحن

لكن الأسلم أن نرمي هذا السلاح

بالمطلق

و أشدد على كلمة بالمطلق

لا أقصد سنة و لا شيعة

لكن أقصد الجميع

و لا أقصد فقط التكفير

و لكن التخوين و أية دعوات عنصرية قد تطال الآخرين

تماماً كما هو حال خطابات أزمة التأبين و خطابات جاهل سكوب و مناصريه من أبناء السور

لنعلن رفضنا المطلق لهذه المنهجية و نمنح الجميع حقوقهم المدنية و الشرعية دون أية إشتراطات

bo bader said...

بسم الله الرحمن الرحيم

إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين

4 - سورة القصص
====
Devide and Rule (Conquer)

http://en.wikipedia.org/wiki/Divide_and_rule

سياسة فرق تسد !!

سياسة الحكم القديمة ، والظاهر الإنسان اكتشفها بفطرته

عاد كل مجتمع واللي يناسبه من وسائل التفريق .

تحياتي

Anonymous said...

العصا والجزرة

اقصوصه said...

انا عن نفسي

لاعت جبدي من هالموضوع

احس مرات انه سبب لي عقده

واحس احينا اني بهاجر وافتك

من الطرفين!

للاسف هالموضوع شائك جدا

ونادر ما تلقى ناس تقدر تفكر فيه

بطريقه سليمه وبمنطق صحيح

متابعون :)

حلم جميل بوطن أفضل said...

بو بدر

طيب هذا منطق السلطة

فما منطق من يندفع وراء هذه النبحات العنصرية ؟؟

شنو مستفيدين ؟؟

و شنو اللي يدفعهم لمثل هذا الشئ ؟؟

هذا هو سؤال المليون

حلم جميل بوطن أفضل said...

غير معرف 1

أحسن ناس بالكلام

لكن فعل ما ميش

ماشين في نفس طريق إخواننا المصريين

الشرهة على من يلتفت لهذا الكلام و يعطيه مقداراً لا يستحقه

حلم جميل بوطن أفضل said...

اقصوصة

معاك حق

تنافشت كثيراً و كانت لي وجهة نظر أحببت أن أكتبها قبل أن أتوقف