Tuesday, 9 September 2008

و من الشذوذ ما قتل

في صبيحة أحد أيام فبراير دخل فتى ضئيل الحجم لا يتعدى عمره الخامسة عشر الى المدرسة و حالة من الإضطراب الواضح و القلق تعتريه. أثار هذا الشئ فضول أحد مدرسيه و سأله إن كان هناك ما يقلقه ، فأخفض الفتى رأسه و تمتم ببعض الكلمات قبل أن ينطلق الى مختبر الكمبيوتر إذ يتعين على فصله الدراسي أن يقوم بطباعة أحد الواجبات المدرسية على الكمبيوتر. إنهمك الفتى الصغير في الطباعة. في حين عين زميله الذي جلس وراءه تراقبه حتى إذا إنتصفت الحصة الدراسية. وقف زميله و أشهر سلاحاً نارياً من جيبه و أطلق النار على رأس الفتى الضئيل ليسقط مضرجاً بدمائه. ثم أطلق الرصاصة الثانية التي أصابته في رقبته ! 9
الفتى القتيل يدعي لورنس كنغ. أمه مدمنة و أباه مجهول الهوية. تبناه والديه في عمر الثانية. و من خلال مشاكله في النطق و التغذية ، كانت طفولته بحق صعبة و أثر ذلك على نموه العقلي و تحصيله الدراسي. فكان ضعيف المستوى في القراءة و إضطر الى إعادة بعض سنواته الدرسية الأولى. كان كثير السرقة من المحال برغم حرص والديه على تربيته ، مما إستدعى الى معالجته نفسياً. و في سنة التاسعة بدأ لورنس بنشر شائعة إنه شاذ جنسياً و بدأ بلبس ملابس المراهقات و المكياج و الأكعب العالية. 9

لورنس إنتقل مع والديه الى منطقة شاطئية في كاليفورنيا. و إنتقل الى مدرسة جديدة إنبهرت بهذا الوافد الصغير الضئيل الذي كان يثير الصيحات عبر تحرشاته الجنسية. لم يكن لورنس من النوع الهادئ. بل كان يبحث عن المتاعب. كان ببساطة يريد أن يثير الإنتباه ، يريد أن تكون الأعين محدقة به على الدوام كما إعترف يوماً لأحد أصدقائه ،،، ستندمون فيما بعد ،، سأكون يوماً ما مشهوراً ! 9
في سن الرابعة عشر ، بدأ لورنس بالذهاب الى المدرسة في زي نسائي كامل. أثار هذا إزعاج الطلاب و المدرسين الذين شرحوا الأمر لوالديه. الوالدين أسقط في أمرهم و إعترفوا بان لورنس كان قد هجرهم الى دور رعاية. لم يتمكن الطاقم التدريسي في المدرسة من التعامل مع لورنس بسهولة. الفتي كان طليق اللسان و يتكلم عن حرية التعبير و عن حريته في التعبير عن هويته الجنسية. و لكنهم ايضاً إستاءوا من التأثير السيئ الذي أحدثه في المدرسة. كما أثر ذلك على تحصيله الدراسي و هدد بالطرد من المدرسة على إثر نتائجه السيئة. 9
وحدها وكيلة المدرسة جوي ايستاين هي من تعاطف مع لورنس. خصوصاً عندما طرد من حصة الرياضة بعدما بدأ بالتحرش الجنسي في باقي زملائه في غرفة التبديل. جوي نفسها كان شاذة جنسياً و حرصت على الدفاع عن تصرفات لورنس. و نوقش أمر لاري على مستوى الإدارة المدرسية حتى صدر إيميل من جوي إبستاين بعنوان "حقوق الطلبة"يقضي بعدم التعرض الى لورنس من منطلق حريته الدستورية في التعبير عن ميوله الجنسية. 9
قام العديد من المدرسين بالإحتجاج على هذا القرار ، إلا إنه تم إسكاتهم بدعوى الحرية الجنسية. و من المثير أيضاً أن من قام بالشكوي أيضاً هو أخ لورنس بالتبني ، روكي (12 عاماً) الذي طلب من جوي ابستاين تحديداً مساعدة لورنس حين قدم الى المدرسة في أحد الأيام مرتدياً سروالاً ضيقاً و أكعب عالية بلون وردي فاقع. 9
بدأ لورنس بإستغلال وضعه المميز و بدأ بالتحرش بالمدرسين تارة و بزملائه تارة مستهدفاً أحدهم بالذات و يدعى براندون. لم يكن لورنس يعلم بانه ما إلا أداة لتحقيق الأجندة الفكرية لوكيلة المدرسة. حتى قام في أحد الأيام بالذهاب الى براندون في مطعم المدرسة طالباً الخروج معه في عيد الفالنتاين. أثار قهقهات و ضحكات الطلبة حنق براندون الذي أقسم على الإنتقام بعد ان اهانه لورنس مغيظاً إياه بالحماية التي وفرتها له وكيلة المدرسة. 9
بعد يومين رُمِيَ لورنس بالرصاص على يد زميله براندون الذي كان يعاني بنفسه من آثار تفكك أسرته. و اليوم يحاكم براندون بتهمة القتل العمد من الدرجة الأولى التي تصل عقوبتها الى 51 سنة. و فتحت السلطات تحقيقاً واسعاً مع إدارة المدرسة التي يتهمها والدي لورنس بانها من ساعدت على الجريمة و تحديداً وكيلة المدرسة ، إذ يؤمن الوالدين بانه كان بالإمكان منع الجريمة ، فيما لو وفر الدعم النفسي المناسب لطفل مضطرب لم يتعرف على هويته الحقيقية و لم يُقبّل شخصاً في حياته ذكراً كان أم أنثى ليقرر حقيقة مشاعره لكنه حاول إثارة الإنتباه بطريقة خاطئة نتيجة أمراضه النفسية بسبب طفولته المعذبة و وقع فريسة الأجندة السياسة لناشطة شاذة حاولت إستغلاله بصورة بشعة لنشر أفكارها الخاصة. 9
و في يوم الفالنتاين تحديداً أسلم لورنس كنغ الروح بعد غيبوبة إستمرت ثلاثة أيام ! و من الشذوذ ما قتل !
9

18 comments:

why me said...

:(


ظاق خلقي والله

كويــتي لايــعه كبــده said...

اللهم لك الحمد والشكر

تعال فجج

الولد تحرش بالنار لين كلته
ذكرني بالمثل البدوي اللي يتكلم عن "العنز اللي تنحر عن الخوصة"
(الخوصة = سكين القصاب)

والادارية الشاذه مشت اجندتها على حسابة

قصة حزينة مخلوطة على
Jerry Springer

Yin مدام said...

هذا الولد جنه بعض وزرائنا ونوابنا المتلونين إللي كل يوم بتصريح وكلام لشد الإنتباه
والوكيلة هي القوى الفاسدة صاحبة الأجندة الأفسد التي تستغلهم وبرغبتهم
وإدارة المدرسة بقية المسؤولين ما بين تائه وجبان وضايع بالطوشة وطيب زيادة عن اللزوم
والوالدين مساكين هم الأرض والشعب الطيب والناس الصالحين الذين بذلو كل ما باستطاعتهم لتربيته وتنميته
وبالآخير الذين خسروا كل شيء
:(

حلم جميل بوطن أفضل said...

why me

كلش و لا ضيقة الخلق. رمضان كريم

حلم جميل بوطن أفضل said...

كويتي لايعه جبده

ذكرتني بجيري سبرينغر. شخباره؟

حلم جميل بوطن أفضل said...

ين

شكراً لك على ذكائك و حرقك للبوست القادم الذي لن ينزل

الولد = التكتل الشعبي اللي قاعد يحرق نفسه بنفسه بتشجيع من الأجندة الخاصة لقوى الفساد دون النظر لمصلحة البلاد العليا

كويــتي لايــعه كبــده said...

أخباره مثل وجهه!

متى كان له خبر طيب؟

Anonymous said...

القصة محزنة ، و لكن سبب ذكرك لها الآن ، و قد مر عليها أشهر ، يعني وجود قصد من ورائها ، بانتظاره في المقال القبل .

براندون و لورانس ضحيتان لصراعات المجتمع التي لا يمكن أن يزج بها صغار غير مسئولين عن هكذا صراعات ، و هذا هو المؤسف ... فقد لا يكون لورنس الفتى الوحيد الذي يعلن مثليته ، و لكنه قتل لأنه ترك وحيدا ...و رغم أن والداه يتهمان المدرسة ، لكن هذا الاتهام مردود عليه بالنظر إلى أنهم لم يقوموا بدورهم هم نحو ولدهم الذي يجب أن يعنيهم أمره أكثر مما يعني وكيلة المدرسة ...

Yin مدام said...

ويي صراحة كان مجرد تعليق على إحساسي وتفاعلي مع القصة وإنها ذكرتني بواقعنا السياسي
سامحنا يا حلم
ترى مو مقصودة
وما أعتقد فيه أحد شاف تعليقي ولا إنتبه له وايد ناس ما يقرون تعليقات الغير "عاد أنا ملقوفة لازم أشوف تفاعل الكل"

حط البوست الياي وتوكل على الله
لا تحسسني بالذنب
وأوعدك إني ألتزم الصمت المرات الياية :)

مكان للعبث said...

فعلا قصة تضيق الخلق
عجبني تعليق ين!

حلم جميل بوطن أفضل said...

كويتي لايعه جبده

أبشرك. يقدم برنامج مسابقات

cheap :)

حلم جميل بوطن أفضل said...

العسل الأسود

لا أحد يمكن أن يثبت أن لورنس كان مثلياً. الولد كان يبحث عن الإهتمام. و قد فر من بيت والديه بالتبني الى احدى دور الرعاية.لذا كانت سلطتهم عليه محدودة جداً بحكم القوانين الأمريكية

القصد من وراء القصة هو الإستغلال من أجل الأجندة السياسية. الضحية دائماً ما يكون المغفل الذي يعجز عن رؤية الصورة كاملة

إقرأي تعليق ين

حلم جميل بوطن أفضل said...

ين

شدعوه

:)

شكو فاتحين باب التعليقات. علق يبه علق و لا تخلي شئ في بالك

حلم جميل بوطن أفضل said...

مكان للعبث

و أنا أعجبني كذلك

Yin مدام said...

تسلم يا حلم

كل شي ولا نحرق بوستك
ومشكور على التشجيع
بس صج ترى التعليق كان عفوي
كنت أقراه ثواني بعد ما كنت أتحلطم مع يانج على الحكومة والأوضاع الردية
وخاصة تخبط التربية والتصريحات الصاروخية!! :)

وبعدين تعبتني وأنا أشرح لك

YIN = علقي يبا علقي
yin = الزوجة في أنا وزوجتي :)

YANG = الزوج :)


من بعد إذنك
مكان للعبث
شكرا
ده من زوأك

حلم جميل بوطن أفضل said...

ين

إنتوا ثلاثة؟ اثنين و مو عارف أحفظ أساميهم هالنوبة ثلاثة؟

ده ياما في السجن مظاليم

:)

Yin مدام said...

والله كأني أراك مسوي جذي
@@
لول
لا يبا 2 بس حبيت أأكد على كوني الزوجة
ههه

حلم جميل بوطن أفضل said...

ين

عُلِم