الفارق بين التدوين و الصحافة هو الفارق بين السينما و التلفزيون. في عالم التلفزيون ، تعرض لك القنوات التلفزيونية الرخيصة بضاعتها و تجبرك على مشاهدة ما تريدك أن تشاهده فتسلب منك حرية الإختيار رغم التنوع الواسع فيها فإن راق لك أحدى البرامج لم يرق لك توقيته. و قد يكون ما يعرض عليك ذلك مسلسلاً خليجياً ملئ بالصراخ و ضرب النساء من أجل إستدرار العواطف أو مشهداً مسرحياً من بطولة جهابذة الكوميديا الرخيصة أو حتى فيلماً خلاعياً تم تصويره في أحد حواري أوكرانيا و لا يهمك إن شاهدت الفيلم من بدايته أم نهايته. فالهدف هو إضاعة الوقت لا أكثر و لا أقل. 9
لكن في السينما ، فإنك تختار فيلمك بكل عناية ، تقرأ عنه و تمعن في بحثك قبل أن تدعو محبوبتك لقضاء أمتع الأوقات و أطيبها في مشاهدته. تقود سيارتك و تتعنى وسط زحمة الطريق من أجل مشاهدة ما تحب و تختار وفق أهوائك و مقاييسك الخاصة. تتأثر خلال الفيلم بالحوار المكتوب و الموسيقى التصويرية و الزوايا و الملابس و أماكن التصوير. تخرج منه لتناقش ما شاهدت على مدى تسعون دقيقة مع أصدقائك لساعات طوال. تحلل ، تنتقد ، تشيد و تبدو كالناقد الذي يحاول تقديم "قيمة مضافة" لهذا الفن الراقي. 9
كحال المدونة التي ينشدها القارئ طواعية فيدخل العالم السايبيري بنفسه ليقرأ لهذا الكاتب و هي مستلقي في قمة راحته النفسيه على فراشه و جهازه بين يديه يحتضنه بكل حميمية. فالقارئ هو من ينشد الكاتب لا العكس. و يشارك في التعليق و تحسين أفكار الكاتب و صياغة مقالاته المستقبلية. يتأثر بالصياغة و جودة الفكر و الصورة التي إختارها و لا يقرأ المقال فحسب ، بل يستمتع بنفس تلك "القيمة المضافة" التي تقدمها التعليقات الدسمة لباقي أقرانه القراء. 9
أما الصحيفة ، فهي تعرض بضاعتها على القارئ الذي يصطحبها معاه الى تلك الوزارة التي ينشدها لإنجاز معاملة روتينية. يدخل القاعة فيفاجأ بطوابير البشر و يتأفف من الزحمة قبل أن يأخذ تذكرة المعاملة من الجهاز الإلكتروني. يجلس على كرسي ضيق و يفرد الصحيفة ليرى ما بها من مقالات تفنن كاتبوها في اختيار عناوين تشد القارئ لها. يمضى بين السطور التي عاثت بها رقابة المصحح اللغوي و مدير التحرير و صاحب الإمتياز لكي لا تخرج عن سياسة الصحيفة و لا تناقض مصالح ملاكها. يضجر سريعاً و ما إن ينتبه الى دوره الذي حل حتى يلقى بالصحيفة و ما تحتويه من مقالات في "سلة المهملات" فلقد أدت الغرض منها و أدت دورها. 9
الصحافة شر ، فلا تفتحوا "باب الشرور" علينا. هي من ستجلب المصالح و توثق المجاملة و تكرس تشويه الحقيقة تغلف النفاق بورق السوليفان الفاخر. لدينا ما يكفي من فداوية تؤله الأسياد و تطبل لهم و تستميت في الدفاع عنها و تكتسي بثوب الصمت العاري عن أخطائها. فبساطة المدونات و مساحات الصدق فيها التي لا تتوافر في صحافتنا هو سر جماليتها. 9
هي النصيحة و الرأي الشخصي فقط لا غير مع جزيل الشكر للزميل حسام بن ضرار على صراحته اللامتناهية في مقاله "المدونات و الصحافة". 9
36 comments:
المشكلة ان ختى النقل قاعد يقتطع على حساب المضمون احيانا
بس مثل ما قلت
الصحيفة الي تنشر للمدونات تعتقد انها قدرت انها تحصن نفسها من هالمدونين
او كسرت عينهم على الاقل
وصفك الجميل لتجربة مشاهدة فيلم في السينما لا تماثل ما نراه في صالات سينيسكايب الرهيبة
لدينا ما يكفي من فداية تؤله الأسياد و تطبل لهم و تستميت في الدفاع عنها و تكتسي بثوب الصمت العاري عن أخطائها.
أعتقد القصد هنا فداوية
وسأنسخ ما علقت في مدونة حسام بن ضرار
أراها خطوه جيدة تتيح لمن لا يعرف معنى مدونة - وثق بأن هناك الكثير - أن يكتشف أداة أخرى من أدوات الإعلام الغير موجه
علما بأن بعض المدونات تحمل رسالة هادفة تستدعي إيصالها الى الناس بدلا من بعض أنواع "الملاقة" اليومية التي نراها في الصحف
تتشابه القنوات في عرض برامجها
كتشابه الصحف في محتواها
ولكن المفاجأه
لما نتوقع الفيلم شي
و يطلع شي ثاني
اتفق معاك في هذا البوست
لان في الصحافه ايضا تفرض عليك انك تقرا او تطر انك تقراه معتقدات الكاتب
اما التدوين
فلك حرية الاختيار بين مدونه واخرى
لك حرية الرأي والتعبير عنه بشكل مباشر
..
:)
ومشكور وايد على اسماء اطبة العيون
:)
كلك ذوق وانا صرت زينه اليوم الحمدالله
:)
أنا هذي كانت وجهة نظري من البدايه المدونات لها خصوصيه حلوه..حسافه تخترب بالصحافه
هناك من يقدس أسياده في كل مكان...
الفداوية في كل مكان حتى في عالم التدوين!
المشكلة لا تختص بها الصحافة.
hmm madree shagool
المدونات نبض الشارع
والصحف نبض ملاكها
الفرق كبير !
"فالقارئ هو من ينشد الكاتب لا العكس. و يشارك في التعليق و تحسين أفكار الكاتب و صياغة مقالاته المستقبلية. يتأثر بالصياغة و جودة الفكر و الصورة التي إختارها و لا يقرأ المقال فحسب ، بل يستمتع بنفس تلك "القيمة المضافة" التي تقدمها التعليقات الدسمة لباقي أقرانه القراء"
هذه الفقرة بس فيها الشرح والتعليل والحل لمحاسن المدونات وإن ساءت بعضها فلك الإختيار
والصحف مهما كان قصدها من نشر المدونات لا يؤثر بالنتيجة وهي نشر ثقافة المدونين وأفكارهم
ومع الوقت ستعرف صاحب الفكر الصادق من الذي لا فكر له ,المتلون
وصح قلمك
:) \
قد يكون رأيي مختلف عزيزي حلم
الصحافة مراة الحرية للخارج
ولديها هامشها الخاص الواسع
قد تستخدم بعض الاحيان المدونات لزيادة مبيعات او لفت الانتباه او مثلما قال بو ضرار
لتحييد المدونات
طيب
بالمقابل
المدونات بجمالها وعنفونها وكل ثقافتها الا انها تعتمد على مزاجية اشخاصها وتوجهاتهم
اذن الكفتين متساوين بنظري
مع وجود هامش اكبر للحرية في المدونة بشكل أكبر
أعتقد بأن المدونات مرحلة متطورة من نشر الحريات, أكثر من الصحف بكثير.
ولكن...
كل إنسان له ثمن, وكل له يد تعوره ينمسك منها.
منو متأكد إنه بكرا لي وصل فوق (مو فوق السطح) راح يكون على نفس الراي؟؟؟؟
(وصل فوق:صار مشهور قام يندفعله ألاف الدنانير عشان مقالة)
هل احنا متأكدين, عندنا يقين تام؟؟؟
وهل كل المدونين الحاليين يكتبون لمصلحة الوطن, أم مصالح أخرى؟؟؟
الكل يكمل بعضو !
اي
جون انتا
تدوين في "ارب ورلد از سيم از صحافه
ب* ش**
بس اشوفك انتا واصدقاءك غير ..
اهداء مفن كيك بلبلوبيري
خلصت الارانب البيضا كاروتنا باااااااي
تخيلت لو ان المدونات مراقبة، وعليها قوانين، ويتحاكم من يخالفها (الحالة تكون كسيفة)
الحمدلله إن في مساحة حرية أكتب فيها ما أريد :)
معاك حق
التدوين مساحة تعبر فيها عن رايك بكل صراحة و حرية
ولو ان الحرية هذي تبدي تتحد بمعرفة الناس لهويتك
عشان جذي اشجع التدوين بصفةغير معرفة
التدوين وما أدراك ما التدوين شي راقي راقي جدا .. شكرا على مقارنه حدها يازت لي
فريج سعود
هي إغراء و هناك كثيرون ينحنون أمام الإغراءات. ثم إنها تدخل أمور كالمحسوبيات و الشلليات و اللوبيات التي بدأنا بملاحظتها أخيراً و نستهجنها لأنه يعبر عن ثقافة القطيع
غير معرف 1
ساينسكيب تحتاج لبوست منفصل لحاله. سأحاول أن أكتبه فيما بعد
زوز
شكراً على التنويه و تم التصويب
أتفق معك في إنها أداة تعريفية جيدة. و نستذكر هنا إننا لما كنا لنعرف ماهية المدونات لولا كتابات عبداللطيف الدعيج و وضعه لروابط المدونات
لكن تبقى أداة تعريفية فحسب. يجب أن نحذر من إمتداد العلاقة
بيس
لذا فنحن لدينا ممثلون مفضلون. و مخرجون مفضلون أيضاً. و كتاب نصوص و سيناريو مفضلون
لذا تابعي المدونات التي تفضلينها
و كل واحد ينام على الجنب اللي يريحه
واي مي
بالسلامة إن شاء الله
نانونانو
و هي وجهة نظري و لا أحب أن أفرضها كما حاول البعض في هجومهم الصاروخي على جمال حسين و الذي مس أصله و فصله
مجرد وجهة نظر
صلاح
لذا نحاربهم (الفداوية) حتى لا يفسد هذا العالم الجديد أيضاً. أنا مع إدراك في دعوته الى إلقاءهم كجلمود صخرٍ حطّه السيل من علِ
:)
مطقوق
لك وجهة نظر مختلفة. نتمنى سماعها و لن نناقشك فيها
:)
محسد
كلام صحيح. و كان لي تعليق على بوستك حول شخصيات المدونين الحقيقة و لكن لم يسعفني الوقت لكتابته مع الأسف
سأقوم بإرساله في الإيميل
ين
أعتقد إننا يجب أن نضع هذا الحد الفاصل. يجب أن يكون الهدف هو نشر الثقافة و لكن دون الإنمزاج بمساوئ الصحافة
في العالم الغربي الأمر مختلف ، لكن هناك الثقافة و شخوص المدونين مختلفة أيضاً. المدونين يتم إستقبالهم في البرامج الحوارية على السي ان ان. لهم عواميد في المواقع الإلكترونية للصحف. يشاركون في المنتديات السياسية و النقاشية. يعني لهم حضور إعلامي قوي و لهم ثقل أيضاً
لكننا لم نصل الى هذه المرحلة الى الآن. لذا أنصح بالتريث حتى نثبت أقدامنا بالقاع أولاً. إن فتح الباب الآن فسيضيع الصوت الصادق وسط الزحام لأن صناعة الإعلام لدينا محتركة بالكامل من قبل المجاميع الإقتصادية
مشاري
وجهة نظرك و نحترمها. و لكن ماذا عن دور ملاك الصحف فيما ينشر؟ هنا أنت المالك و الناشر و الكاتب و الجمهور و المعلق و الناقد. هناك العلاقات و المصالح معقدة و متشابكة
يانج
كلامك صحيح. لذلك أقول بأنه يجب التريث. لنؤصل أعراف تدوينية معينة أولاً و هي موجودة و لكن ليست موثقة و لا يلتزم بها الجميع
الدببة الكسولة
طبيعي
:)
غير معرف 2
شدعوه. يعني تطب في الكل و تمدحني آنا
بيصيريش يا زلمه
سؤال
المشكلة منو اللي بيراقب و يحاكم و يعاقب و ليش
هني القمندة
نعناعة
شكراً على تضامنك معنا
دونا كارين اوف كويت
العفو
رأيي من رأي العزيز محسد
كويتي لايعه جبده
أنا مع محسد في رأيه أيضاً. بس دير بالك منه. تراه رومانصي حيل
Post a Comment