Friday, 1 February 2008

من السينما الكورية

هناك العديد من الإفلام العالمية الجميلة التي تدل على حرفية متقنة في الصناعة السينمائية. إنتبهت أولاً للأفلام الكورية من خلال فلم أخوة الحرب الذي أنتج سنة 2004 و الذي يحكي قصة حقيقة مؤلمة عن قسوة الحرب الأهلية الكورية و تأثيراتها الإجتماعية و ذلك من خلال صراع شقيقين مع شظف هذه الحرب. الشقيق الأكبر كان هو دائماً حامي و سند الشقيق الأصغر الضعيف الذي كانت العائلة البسيطة تطمح بأن يواصل تعليمه حتى يخرج من دائرة العوز المادي و الإجتماعي الذي تعيشه. يسرد الفيلم الأحداث التي أدت الى بزوغ نجم الشقيق الأكبر الذي تحول الى بطل قومي، لكنه صدم بمرارة الحرب و كيف أنه ضحى من أجل جيش بلاده الذي إرتكب الجرائم و الفظائع ضد أهله و ناسه و عائلته. فإنضم الى جيش الخصم الشيوعي و أصبح خائناً و تحول الى وحش بشري من فرط ما قتل و سفك إنتقاماً لحياته التي دمرت ، و لن أحرق عليكم نهاية الفيلم. 9

أعجبت جداً بالقصة في المقام الأول ، إلا إن المؤثرات المستخدمة كانت خرافية و ضاهت فيلم إنقاذ الجندي ريان و لم أتوقعها من فيلم غير أمريكي. مما أثار إعجابي بالسينما الكورية و بدأت متابعتها. فيما بعد إكتشفت ثلاثية من الأفلام عرفت بثلاثية الإنتقام. كان أشهر هذه الأفلام أوسطها فيلم أولدبوي الذي سبقه فيلم التعاطف مع إنتقام الرجل و تبعه فيلم التعاطف مع إنتقام المرأة. الثلاثية كانت من إخراج بارك تشان ووك و قد فشل المخرج المشهور كوينتين تارانتينو في إقناع لجنة حكام مهرجان كان السينمائي لسنة 2003 في منح جائزة السعفة لفيلم فهرنهايت 911 بدلاً من أولدبوي و قد إعترف تارانتينو فيما بعد بإعجابه الشديد بهذا الفيلم الذي تم شراء حقوق تحويله الى فيلم أمريكي. 9

الفيلم يتحدث عن داي سو ، رجل أعمال و أب لطفلة صغيرة. عرف بنذالته و وقاحته و سخريته و إستهتاره بكل قيمة بالإضافة الى سكره الدائم. في إحدى ليالي الشتاء و كعادته ، أحتجز داي سو في مخفر الشرطة لتسببه ببعض المشاكل حتى حضر أحد أصدقائه لكفالته. خرج داي سو ليتصل على زوجته و يطمئنها. في لحظة خاطفة إختفى داي سو الذي بحث عنه صديقه كثيرا و لم يجده له أدنى أثر. 9
داي سو أفاق من الوعي في غرفة كئيبة مصمتة لا منفذ اليها أو منها و تحوى على تلفاز صغير. لم يعرف داي سو هوية خاطفه أو سبب خطفه ، و فقد كل وسيلة للإتصال بالعالم الخارجي بغير التلفاز الذي كان تعذيباً هو الآخر حين شهد داي سو مقدار التغيير الذي كان يمر به العالم و المتع التي حرم بها بسبب حبسه و شاهد أحداث العالم تمر من حوله ، الألعاب الأولمبية و حادثة الساحة الحمراء في بكين و إطلاق المدارات حول القمر و سقوط جدار برلين و تفكك الإتحاد السوفيتي و أفلام رامبو . حتى يحافظ داي سو على إتزانه العقلي قام برسم صورة وهمية تمثل خاطفه على الجدار كان يتشاجر معها متوعداً بالإنتقام متى ما خرج من قمقمه. و بدأ بكتابة جميع الأحداث السيئة (كتب عدة مجلدات!!) التي قام بها بحياته حتى يتمكن من معرفة هوية خاطفه و إسامر في عد الأيام و الأشهر و السنين التي طالت. و حتى يفقد كل لذة تذوقية كان يتم تمرير طعام السوشي له كل يوم من نفس المطعم الشعبي. 9
بعد 15 سنة من الحبس الإنفرادي ، أفاق داي سو فوق أسطح أحد البنايات و هو في شنطة سفر مع رسالة. تقول بأنه إذا لم يتعرف على هوية خاطفه و سبب خطفه خلال خمسة أيام فإنه سوف يتم قتله. خرج داي سو من معتقله شخصاً طويل الشعر و الأظافر ، مختل و مشوش عقلياً ، و خارج هذا الزمن. 9

يمضي داي سو مسرعاً بحثاً عن عائلته فيصدم بأن زوجته قد قتلت و أنه أدين بهذه التهمة و ان الكل قد ظن بأنه قد هرب خوفاً من العقاب و قد تبنت أسرة سويدية تعيش في ستوكهولم إبنته الصغيرة. شعر داي سو حينها بالمرارة ، حياته قد تم تدميرها بالكامل و قد عذب أشد العذاب إنتقاماً لذنب لا يعلمه حتى هذه الساعة. فتوعد نفسه بأنه سيكشف هذا الغموض و ينتقم لهذا الإنتقام البشع. 9
الخيط الوحيد الذي كان بين يدي داي سو كان هو طعم الأكل الذي كان يتذوقه لمدة 15 سنة. طاف داي سو بمطاعم السوشي المحلية و هو لا يستطيع أن ينسى مذاق الطعام الذي واظب على اكله طول هذه المدة حتى وجد هذا المطعم و الفتاة التي تطبخ فيه. ساعدته الفتاة في إعطاء عنوان البناية التي كانت توصل إليها الطعام. فسارع داي سو الى صاحب البناية و أنتقم إحتجازه في تلك الغرفة التي تذكر فيها مرارة الخمس عشر سنة الماضية و عرف محل إقامة من بإحتجازه. 9
إنطلق داي سو ليكتشف السر و ينتقم. فعرف مرارة الإنتقام الحقيقة. كما طلب الزميل صلاح لن أحرق النهاية ، لكن داي سو لم يكن ليعلم بأنه إنتقام سجن السنوات الخمسة عشر لم يكن إلا لمقدمة لعذابات الأيام الخمس التي عاش فيها حراً. يحلم داي سو حينها بأن ينسى كل ما عرفه خلال هذه الأيام الخمسة الى الأبد. 9
ما أعجبني بالفيلم هو القصة الغريبة و مرارة الإنتقام ، فعلاً كانت مؤلمة كانت النهاية ، أن تعيش مع عذابات ذكرياتك الى ما لا نهاية و فعلاً أعتقد بأنه قد أسس منهجاً جديداً من الأفلام كما فعل فيلم سو الذي كان مقدمة لأفلام الغموض الدموية. كما أعجبني أداء البطل الذي فقد كثيراً من وزنه من أجل أداء دوره في فترة ما قبل الإحتجاز و ما بعد الإحتجاز. كما أعجبني عدم الوضوح في الفارق بين الجنون و اللا جنون في شخصية داي سو. هناك الكثير من الأسرار التي ممكن أن أكتبها عن الفيلم لكنها ستفسد حبكة الفيلم لذا سأتوقف هنا مع المقطع الدعائي للفيلم باللغة الإنجليزية. 9

فقط للعلم ، الفيلم صنف في المرتبة 112 في قائمة أفضل 250 فيلم على موقع قاعدة بيانات الأفلام على الأنترنت بتقييم 8,2 من 10 نقاط حاصداً على أكثر من خمسين ألف صوت. 9

36 comments:

ولد الديرة said...

حلم

تهقى فيه ناس معانا واصلين مرحلة الجنون واللاجنون مثل ددسن ما ادري شسمه؟

الحكيم said...

أعجبتني قراءتك الاجتماعية لـ(الفيلم) هكذا يجب أن تُرى المنتجات الحضارية بعين البصيرة لا البصر

شكراً لك ولدي

هذيان said...

أن تعيش عذاب ذكرياتك إلي مالا نهاية

فهل الذكريات بيد الأنسان حتى يستطيع التخلص منها فهي تفرض على شريط الذكرى بأمر من اللحظات التي تستنجد بها يعتقد أنه أمر الذكريات حتى تقوي النفس بما قد يكون أصعب قادم


عجبي أنه حصل الفيلم على 8,2 من عشرة
فربما 9 من عشرة حصل عليها فيلم أكثر غموض وتشويق

AnGlOpHiL said...

عجبوني الأفلام و لازم اشوفهم , بتعبني انت :)

أولدبوي قصته مأساااة و عجبتني من كلامك

حلم انت عجيب, ودي اكلك لوول

حلم جميل بوطن أفضل said...

ولد الديرة

لا أدري. لم أمر بهذه التجربة من قبل

حلم جميل بوطن أفضل said...

الحكيم

نعم أشاهد كل الفيلم و أتابع أدق التفاصيل فيه و أقرأ عنه علي أستكشف أسراره

ليس كل الأفلام ، لكن تلك التي تشدني

حلم جميل بوطن أفضل said...

هذيان

سؤالك صعب و لن أجاوب عليه لأنه سيحرق حبكة الفيلم

خليني ساكت علشان صلاح فهو يستاهل

:)

حلم جميل بوطن أفضل said...

عاشق العنقليز

شوفهم و عطني رايك. عن جد ما راح تتحسف. هذولي على ضمانتي الشخصية

أشوفك تأثرت بفيلم
Black Sheep

:)

العرزالــــــه said...

همممم


وين تعليقي؟

عموما

انا قلت اني شفت الفلم

old boy

شفت فلم

The city of god?

فلم برازيلي

وشفت

Crash?

خذا اوسكار قبل سنتين

خوش افلام

:)

Salah said...

عندي انطباع وهو ان الافلام من خارج هيلوود تعتمد على القصة أكثر من المؤثرات

لكن موضوعك غير رايي

ومشكور انك ما خربت الحبكة هالمرة

وخاصة ان السائل من أعداء لفربول

ولد الديرة said...

حلم

طيب انا من مدونتك الكريمة اوجه نداء للواصلين لهذه المرحلة يتكرمون ويعطونا فكرة عنها

اذا كان مع صور يكون افضل :P

بولمعه said...

بولمعه محتاج تشجيع كونه مدون يديد
شجعه خلا يتحدى
:P

حلم جميل بوطن أفضل said...

العرزالة

شنو رايك في أولدبوي؟

أنا شفت الفيلمين اللي قلت عنهم

City of God
كان زوين يحكي عن معاناة الشاب الفقير في البرازيل و حياة العنف التي يعيشها الجميع هناك

يعني 7 من 10

أما Crash
فبالرغم من بروده و وجود ساندرا بولوك إلا إنه فيلم إنساني و يشخص مشكلة التفرقة العنصرية بدقة في لوس أنجلوس

برأيي 8 من 10

حلم جميل بوطن أفضل said...

صلاح

حاضرين

حلم جميل بوطن أفضل said...

ولد الديرة

و من مدونتا هنا الى أهل الخير. بس حط رقم حساب جمع التبرعات و لازم يكون على بيت التمويل

حلم جميل بوطن أفضل said...

عاش بو لمعة

:)

فريج سعود said...

والله يبيلنا نشوف هالافلام الكورية علشان نطلع من النمطية الامريكية ومشهد البطل وهو يمشي والانفجاد وراه

العرزالــــــه said...

والله

old boy

مجرم

انا بالنهايه قلت عنه مجرم والمخرج مجرم والكاتب اكثر منهم كلهم بالاجرام

حبكه خياااااال ولا في الاحلام

بعدين كراش من صجك بارد؟؟

بالعكس قمه بالانسانيه انا شفته 3 مرات بالسينما وقلت بياخذ اوسكار وخذا اوسكار ولله الحمد

:p

في مشاهد يكش شعر ينبك منها خصوصا مال الشرطي لما ينقذ السمره

bass said...

أسعد الله أوقاتك حلم

سردك لقصة الفلميين الكوريين أكثر من رائع ، ولازم أشوفوهم ؟

جميل طرحك للرواياة و الأفلام


دمت بخير

هذيان said...

حلم ما خلص الفيلم للحين
يبدوا أن الزميل صلاح ما زال مندمج
بالله عليك يا صلاح شكو أعداء ليفربول بالفيلم والنهاية
واي صج عيايز ليفربول تحبون تدخلون غيركم بالنص
حلم يا صديقي لو سمحت الفيلم القادم لستيفن سيجال وتحمل عيونه الضيقه
فأني من عشاقه
وأعمل دعاية قبل الفيلم
عشان والنبي عاوزه أتابع الفيلم واندمج حبتين شويه
وقول النهاية عادي الشيلساوية ما عندهمشي مشكلة
أصلوا من كثر غسيل الأموال بتشيلسي بتتغسل دماغات حبابيهم بسرعه
وبينسوا

حلم جميل بوطن أفضل said...

فريج سعود

يبيله بوست عن الأفلام الأمريكية و بروس ويليس أقوى رجل في العالم

حلم جميل بوطن أفضل said...

العرزالة

أي بارد. حسيت فيه بالملل لأنه أحداثه بطيئة جداً. هذا لا ينفي إنه فيلم جميل و مؤثر إنسانياً

بالنسبة لي كان المشهد الأول هو الأروع حين يقوم الشرطي بتفتيش المرأة السوداء

:)

حلم جميل بوطن أفضل said...

بس

شكراً على الإطراء. لا أعرف ذوقك في الأفلام. لكن هذه الأفلام جميلة جداً برأيي و تستاهل المشاهدة

حلم جميل بوطن أفضل said...

هذيان

ستيفن سيجال حته وحده؟ مو جان كلود فاندام؟ و لا الشحات مبروك

على فكره الشحات مبروك عيونه ضيجه بعد

:)

Selfridges Girl said...

hello ya36ekom el3afia join
www.thouq.blogspots.com
enjooooooooooooooooy:)
plz shaj3ona ow view comments

هذيان said...
This comment has been removed by the author.
Anonymous said...

you are so right...there are so many great movies that are not hollywood production.....I personally think hollywoood is way over-rated!!


very well done...your review makes me want to watch the movie

Someday said...

Nooooooooooooooooooo

Ma y9yer!!! Shino el end!!
9ala7 if you don’t want to know close your eyes!! Don’t read!

Please! 7allomah el 7elow!!
Shino 9ar?!!? Why was he taken? What did he do? Who took him? Is he the same one who killed his wife?? “dah! Of course!?!?”
How did he catch him?!?!
Was what he did worth the punishment?!
Or was it an act of insanity?!!?
Did he kill him?!
A39aaaaaabyyyyy!!!
Next time you have to provide the movie down load!!! Ballah min weyn en7a9el hal movies in dear koko town?!?!?!

فتى الجبل said...

أفلام كورية...عمري ما شفت ولا فيلم منهم
بس شورتك وهداية الله
بحاول أدور هالفيلم

ولد الديرة said...

حلم

انخلي التبرعات تحول لحساب اختنا كويتية حساوية

استحقاق المبلغ بعد عشرين سنة بفايدة 1 و نص بالمية

حلم جميل بوطن أفضل said...

بنت سلفردجز

سأحرص تماماً على أن لا تشاهد زوجتي هذه المدونة

:)

حلم جميل بوطن أفضل said...

Ghashema,

I remember long time ago that I read in Empire magazine an article about the Egyptian Movie "A7lam Hend o Kamilya". It was labelled the arab version of Thelma & Louise.

In the next edition, there was an aggressive letter from the Director of the movie, Mohammad Khan. He mentioned that his fil was produced in 1988, where Thelma & Louise prodcued in 1991. He also mentioned that the writer of Thelma & Louise is a Lebanese American.

I remember that he wrote to the editor, that creativity does not always come from the west !!

They are much more to explore other than Hollywood movies. Maybe I will write about French movies too.

حلم جميل بوطن أفضل said...

Someday,

Get it from Amazon or download it from the net. IT worths the trouble.

حلم جميل بوطن أفضل said...

فتى الجبل

نسخة زيادة و اللي يعافيك حق
Someday

حلم جميل بوطن أفضل said...

ولد الديرة

خير ما فعلت ، تقبض فوائدهم تمر

Edrak said...

والله لك خلق
للحين تكتب ؟
يالله دق علي ضيعت رقمك مرة ثانية :P
http://www.alnwady.com/stock/showthread.php?t=40364