رسالة الى أبناء القبائل الكرام

تشهد دولتنا الحبيبة الكويت عرساً ديمقراطياً هو الأول من نوعه تحت مظلة الدوائر الخمس التي تم إقرارها لتحرير الإرادة الشعبية من تدخلات المتنفذين و تحسين مستوى مخرجات الدوائر من نواب يقفون مع الكويت ومع كل الشعب وليس من يقف مع مصالحه ومصالح قبيلته او طائفته او عائلته. و لا يخفى على أحد سوء الحال في ظل الوفرة المالية التي تشهدها البلاد من خدمات تعليمية و صحية سيئة و مرافق متهالكة و إرتفاع مستويات الغلاء و التضخم و غياب رؤى تنموية حقيقة تنقل بالمواطن من واقعه المزري الى حلمه المعيشي. 9

كنا ننتقد على الدوام هزال الحكومة وضعفها المتأصل الذي يرجع في الأساس الى آلية الاختيار والتشكيل القائمة على المحاصصة الخالية من أي معايير سوى حسابات اللعبة السياسية، والمستندة إلى التوزيع الفئوي والطائفي غير الناظر إلى مقاييس الكفاءة. و اليوم حان الوقت لنضرب للسلطة المثل في تغليب الحس الوطني على الحس الفئوي أو القبلي أو الطائفي و ذلك عبر رفض المشاركة في الإنتخابات الفرعية و حث القائمين على تنظيمها إذ حان الوقت للتوقف والامتناع عن تحوير التمثيل وترك الحرية للناخبين يختارون بقناعتهم وارادتهم الحرة. 9

الإنتخابات القادمة هي الإختبار الحقيقي لصلابة إرادة الشعب عبر إصرار قوى الفساد و التخلف على التحكم بمخرجات الدوائر. و لقد كان لإختيارهم التركيز على الدوائر الثالثة و الرابعة و الخامسة مغزى و سبب باطني. ليس لأن أبناء القبائل يقلون غيرة و وطنية على هذا الوطن. ليس لأن من السهل إغرائهم بمنافع آنية. ليست هذه الأسباب حاشى لله. بل السبب الحقيقي هو أنكم العلامة الفارقة في أية أنتخابات تجرى. لأنكم تمثلون السواد الأعظم من الشعب الكويتي. هذا هو سبب تركيز قوى الفساد و التخلف على أبناء القبائل. و مخطئ هو من يحاول تهميش أبناء القبائل فهم جزء أصيل لا يتجزأ من بنيان هذا الوطن و أخطأ من إتهمهم بأنهم سبب تردي الأحوال بل هم مفتاح الحل الذي يهابه الجميع. 9

من الطبيعي أن يلجأ الإنسان لأية جماعة ينتمي إليها بحثاً عن الأمان و التكافل الإجتماعي في ظل غياب سيادة القانون. هذا القانون الذي ينادي به الجميع ليطبق بعدالة و مساواة على عموم الشعب ، كبيرهم قبل صغيرهم. و لكن هناك ايضاً من يريد ان يغيب سيادة القانون. قوى الفساد تستغلكم يا إخواني. فهي من تضرب بالقانون عرض الحائط حتى بت تحتاج لواسطة إنتخابية لتمرير أبسط معاملاتك في الدولة. هل من تمتهن كرامتك لطلب المعونة ممن لا يستحق الإعتماد عليه. هي من تحاول أن تزرع فينا ذلك الإحساس أنك قيمتك تقل بدون الإعتماد على الوجهاء و ذوي الحظوة من الأمعات الإنتخابية. 9

لكن قيمة أبناء القبائل ستبقى دائماً كريمة ، و هم الكويتيون المعززون المكرمون ، لا يستطيع أحد أن يطعن في ولائهم و حبهم لهذه الأرض. أنتم إبناء القبيلة التي عرفت بالكرامة و الإيثار و عزة النفس. التي ترفض أن يملي عليها أحداً إختياراتها. كنتم احراراً و ستبقون دوماً أحرار. 9

و هناك تلك الأحزاب السياسية التي تتشح بوشاح الدين رغبة في الوصول الى أهدافها الدنيئة. تستخف بكم نهاراً جهاراً و هي تبرر للجميع سبب تشجيعها لإقامة الإنتخابات الفرعية فتدعي بان مخرجاتكم سيئة. و لا بد من تحسينها عن طريق دس مرشيحها بها. نعم يا أبناء القبائل ، لن ترتقي مخرجاتكم حتى تصوتون لمرشحينهم الذين سرعان ما سينقلبون على أعقابهم و يبيعونكم بأبخس الأثمان إفتداءً للحزب. إنهم يستغلونكم و لا يخجلون من التصريح بذلك. و ما أن ينتخب مرشحهم بواسطة إنتماءه القبلي ، حتى يعقد المؤتمرات الصحفية ليعلن بأنه أنتخب بناءً على إنتماءه الحزبي و انه اسير تلك الطاعة الحزبية العمياء التي تضرب بمصالح الوطن عرض الحائط من اجل مصالح الحزب الخاصة. 9

هم يستطيعون إقامة عشرات الحملات التوعوية عن الأخلاق التي يدعونها و عن الصلاة و الزكاة و غراس و ركاز. و لكنهم لا يستطيعون إقامة حملة توعوية واحدة عن مساوئ الإنتخابات الفرعية التي تنتهك القانون و تنتهك أبسط شروط المواطنة. يستطيعون إستصدار مئات الفتاوى الشرعية المعلبة التي تحرم الحلال و تحلل الحرام و لكنهم لا يجرؤون على سؤال مشايخ الدين عن حكم كسر القانون و إقامة الإنتخابات العصبية التي تستند على الفزعة العرقية المجردة، والبعيدة كل البعد عن أي معيار كفاءة و التي تقوم على خرق القانون الذي يمنعها ويجرم مرتكبيها، وهذه بذاتها مخالفة شرعية واضحة لا جدال فيها ! يخافون قول كلمة الحق التي ستضر مصالحم و تسلقهم على سلم القبيلة و تناسوا المقولة المأثورة " الساكت عن الحق شيطان أخرس" ! 9

و هذه الحركات الإنتهازية مستعدة ان تتخلى عن قول المولى عز و جل و حكمته الربانية " إن خير من إستأجرت هو القوي الأمين" فباتت ليس فقط تدافع عن إشتراكها في هذه الإنتخابات المجرّمة قانوناً ، بل باتت تدعو و تدافع عن إقامتها بدعو إحترام مؤسسة القبيلة. أي إحترام تتكلمون عنه و أنتم تحاولون إيصال من لا كفاءة له و لا يتمتع بالمؤهلات اللازمة غير إنتماؤه الى فخذ هو الأكبر عدداً مما يحرم الأكفاء المنتميت الى أفخاذٍ أقل عدداً. و تراهم الآن يدفعون أبناء القبائل الى كسر القانون و تحدي السلطة و الرغبة الشعبية في الإصلاح و أخشى أن ينتهي الأمر الى مقاضاة بعض من غرر بهم و ينتهون الى الإحتجاز و التحقيق بينما مسئولي هذه الحركات الإنتهازية ينامون قريري العين على وسائدهم دون أن يرمش لهم جفن عما إقترفوه من إثم. 9

إنني أدعي بأن المتضرر الحقيقي من إنتهاك مبادئ العدالة و المساواة و تكافؤ الفرص هم أبناء القبائل الذين رأينا منهم الدكتور و المهندس و الجندي و المعلم ،، و لكنهم يحاولون التأثير عليهم لإنتخاب السيئ الذليل الذي لا يخرج عن طوع أسياده. جربنا تشكيلة الدوائر السابقة و رأينا مخرجات الإنتخابات الفرعية من نواب لم يهمهم يوماً سوء اوضاعكم و لا سوء الخدمات في المناطق من تعليم و صحة و بلدية و نظافة و بنى تحتية. بل أصبحوا من كبار التجار ينشئون الشركات التجارية و يتاجرون بكم. و أصبح الناخب المسكين أسير النائب الأرجواز الذي هو في قبضة قوى الفساد. القبائل هي من أنجبت وليد الجري و مسلم البراك و فيصل المسلم و أحمد الشريعان و يوسف المخلد و تستطيع إنجاب الآلاف المؤلفة من أصحاب الكفاءات والطاقات الوطنية. 9

للأسف بتنا نرى حملات لمكافحة الجشع و الغلاء و زيادة الخمسين دينار و لا نرى حملات وطنية لتحرير إرادة الأحرار دوماً من أبناء القبائل. يسترخصون إرادتكم و أنتم الأشراف الأحرار. أرى الشرفاء و المخلصين يحاولون المقاومة لكن باقي القوى التي تدعي بانها وطنية مشغولة في تكتيكاتها الإنتخابية المنصبة على دائرتين تاركين باقي أبناء وطنهم يصارعون قوى الفساد و التخلف. معركتنا الحقيقة ليست في ضاحية عبدالله السالم و الشامية و النزهة و الروضة. بل معركتنا واحدة في الجهراء و الأحمدي و الفروانية و أم الهيمان. 9

إخواني ، 9

لا أحد يريد التأثير على قراراتكم ، و لكننا نريد ان نساعدكم لتحرير إرادتكم من تأثير تلك القوى التي تريد إستغلالكم. فلن يخرج من هذه الإنتخابات الا من ينتمي إليكم ، يعبر عن همومكم ، و يمارس دوره الإيجابي من باقي النواب ، من هو حر الإرادة و يتمتع بالحس الوطني بعيداً عن المغريات و مصالح الأحزاب. فهدف الإنتخابات الفرعية ليس حماية البدو من الحضر و ليست هي معركة بين أبناء المناطق الخارجية مع الداخلية. بل هي لضرب العتيبي في العجمي. لإذكاء البغضاء بين مطير و الرشايدة و العوازم. و بالنهاية نرى ان المستفيد واحد من كل هذا ، ذلك المستفيد الذي لا تهمه وحدة الوطن و لا كرامة أبناء القبائل و لا رفعة البلد. بل فقط يريد أن يهيمن على مبدأ فرق تسد. لننتخب من يمثلنا و يمثل مصالح الوطن لا من يمثل علينا من رموز السيرك الحزبية و الراقصين على حبال المبادئ الدينية و الأخلاقية. 9

قبيلتكم الكويت تناديكم و تستصرخ ضمائركم ، فهل من مجيب؟

إرفض الإنتخابات الفرعية ، إرفع رأسك ، و إفخر بأنك كويتي بدوي ، و كن كما كنت دائماً ،، حر الإرادة ! 9