Tuesday 19 May 2009

لا طبنا و لا غدا الشر

في بلادي الكويت يخرج الناخبين لإختيار خمسن نائباً للأمة في البرلمان تلبية لدعوة سمو الأمير في خطاب الحل الذي أوصى المواطنين ب "حُسْنِ إختيار" ممثلي الأمة خلال إنتخابات الأمة. أي إن ثلاثمائة و خمسون ألفاً من الناخبين يقومون بإختيار أعضاء مجلس الأمة بمعدل نائب لكل سبعة آلاف ناخب. في الوقت نفسه سيقوم رئيس الوزراء المكلف ، و هو شخص واحد يتمتع بمواصفات خاصة و قوى خارقة للطبيعة تمنعه من الصعود للمحاسبة للإجابة على تساؤلات المواطنين بوصفه خطا أحمراً لا يمكن تجاوزه ، بإختيار خمسة عشر وزيراً و عضواً فيالوقت نفسه في مجلس الأمة. لذا نجد إنه من المنطقي أن نحرص و ندعو الى حسن أختيار الرئيس المكلف و وزرائه بصورة مضاعفة ! 9
ففي بلادي الكويت ، تهيمن السلطة التنفيذية على مصالح العباد و رسم الخطط و تنفيذها بواسطة المسئولين الذين يتم تعيينهم بواسطة الحكومة دون أدنى مسائلة أو رقابة شعبية. و في كامل الهيكلية الإدارية للدولة يوجد منصب واحد فقط يتم عرض إسم المرشح له للتصويت داخل مجلس الأمة ألا و هو منصب رئيس ديوان المحاسبة (و حتى هذا الحق طاح في بطن السيد الخرافي أكبر مقاول و متعاقد مع مؤسسات الدولة !!). غير ذلك سلامة عمركم. فلا تعرض ترشيحات رئيس مجلس الوزراء و لا نوابه و لا وزرائه و لا وكلاء الوزارات و لا المساعدين و لا المدراء و لا المراقبين و لا السفراء أو رؤساء الهيئات أو الشركات و المؤسسات الحكومية ، بل حتى رؤساء الأقسام في وزارة الشئون لا يتم عرض ترشيحاتهم على ممثل الشعب رهين المحبسين حبيس زنازين جنوب السرة السيد ضيف الله بو رمية. 9
و في بلادي الكويت ، تمر الفرص مرة تلو الأخرى و نسمع الوعود و ترفع شعارات العهد الجديد و الإصلاح و محاربة الفساد فنستذكر السوابق و التجارب المريرة مع رئيس الحكومة السابقة الذي كُلّف خمس مرات بتشكيل الحكومة. فأبدع و تفنن في إسلوب المحاصصة و "هدر دم" سيادة القانون على ممثلي القبائل و الطوائف و التيارات السياسية. مرت علينا صنوف و نماذج لم نكن نحلم بها حتى في أسوأ كوابيسنا. رأينا الوقت يهدر و الفوائض تتلاشى و مساحات الأمل تتضاءل و قوى الفساد تنتشر حتى تضرب قواعد العمل المؤسسي فتتحول الى مؤسسة فساد مترامية الأطراف منتشرة بطريقة تجعل التعامل معها أمراً واقعاً لا يمكننا رفضه أو حتى مجرد التفكير في "تغييره". 9
إن كانت السلطة جادة في التغيير فإن المؤشر الأول على جدية الإرادة هو في تغيير التشكيلة الحكومية بشخوصها و آليات تشكيلها و عملها لا سيّما هوية رئيسها و طريقة تعامله مع السلطة التشريعية. يتبع ذلك تقديم الخطة الخمسية التي وئدت قبل أن تقدم مشفوعة ببرنامج عمل يستند على هذه الخطة في موعد لا يتجاوز الجلسة الأولى من دور الإنعقاد الثاني في شهر أكتوبر المقبل. 9

غير ذلك فلا نقول إلا .. "لا طبنا و لا غدا الشر" .. و مفيش فايدة يا كويت ! 9
أحسنوا الإختيار يا جماعـــــــــــة ،، أحسنوا الإختيار ،، فتلك مسئولية عظيمة !! 9
9

7 comments:

Q80 Blogger said...

والناس كلها تطبل
نحن احسنا الاختبار ولبينا نداء الوطن

على كيف منو هالكلام .. معرفش !!

Anonymous said...

في نهاية مايو 2009 سيجتمع مجلس الأمة لأنتخاب الرئيس ونائبه وبقية اللجان ثم سيعقد جلستين وتبدأ الأجازة الصيفية حتى نهاية أكتوبر 2009 . وبعدها يبدأ شهر رمضان وهو خالى من أي انجاز والعشر الأواخر عبادة ! وبعدين داشين على موسم الحج وكلهم راح يروحون الحج ! حاليا فأن قلة الجلسات بمعدل جلستين كل شهر مع ملاحظة تكرار رفع الجلسات لأنعدام النصاب أو للشغب اللي يمارسه بعض المؤزمين تتطلب الدعوة الى تعديل اللائحة الداخلية للمجلس لتعديل مثلا مدة الأجازة الصيفية لأختصارها الى شهر واحد بدلا من 4 شهور وعقد الجلسات بصفة أسبوعية حتى يمكن انجاز جميع القوانين المدرجة على جدول الأعمال وتقليل السماح للأعضاء بالقيام بالمهمات الرسمية على حساب ميزانية المجلس على الطالعة والنازلة

الى جانب محاسبة أداء النواب من قبل من انتخبوهم

سوق المناخ said...

من الحين أقولك، ديرة بطيخ و هذا سيفوه و هذا خلاجينة ؛.. لين يروح البلا يالله نتنفس والله المستعان

Hamad Alderbas said...

الوضع مليق !

باغي الشهادة said...

و هو شخص واحد يتمتع بمواصفات خاصة و قوى خارقة للطبيعة تمنعه من الصعود للمحاسبة للإجابة على تساؤلات المواطنين بوصفه خطا أحمراً لا يمكن تجاوزه




عبارة معبرة تذكي نار القهر على وضع البلد

بو محمد said...

خل نشوف التشكيلة و منها ستظهر الرؤيا جلية

خطة و أسلوب تنفيذ ما راح نشوف
فيي زمن قياسي؟؟
لا أظننا نمتلكها

ما أدري و الله يا أخوي، على الرغم من أنني أرفض ان أخذل آمالي و تطلعاتي و طموحي فإنني أجد الخوف من الغد و التوتر أحيانا يتمالكاني، حالة ضعف الثقة و المصداقية هما السبب


sometimes I believe that everything in Kuwait obays the laws of the domino effect. Once something collapses everything else will follow up


ما عليه، إن شاء الله ما يصير إلا كل خير


:-)

دمت و الأهل و الأحبة برعاية الله

الدســتور said...

صبر قلبك