ديرة ما تعرف راسها من كرياسها

سألني : من هو رئيس الوزراء القادم؟

قلت له : لا أعلم

سألني : من هم الوزراء القادمون؟

قلت له : لا أعلم

سألني : هل هناك برامج وزارية قيد الإعداد الآن لتكون جاهزة للتقديم كبرنامج حكومي متى ما استلم مجلس الأمة مهامه و تم تشكيل الحكومة ، فتنطلق مباشرةً عقبها البلد؟

قلت له : لا أعلم

سألني : لماذا تنتظر الوزارات ما ستفرزه نتائج الانتخابات حتى تحدد أهدافها؟ و أين مبدأ فصل السلطات إذا كانت ستبني برامجها بناء على توجهات الناجحين من النواب هذا إن كان لها حقاً برامج؟

قلت له : لا أعلم

سألني : لماذا تتعطل مصالح الدولة و المواطنين فقط لأننا نمر بفترة انتخابات تشريعية؟

قلت له : لا أعلم

سألني : لماذا تعطل الحكومة مصالح البلاد و العباد أثناء هذه الفترة بحجة منع القيل و القال و إبعاد الشبهة عنها بتنفيع كيانات سياسية و مرشحين دون آخرين؟

قلت له : لا أعلم

سألني : ما ذنبي كمواطن بسيط أحترم القانون و أؤدي التزاماتي كاملة تجاه وطني أن أؤخذ بجريرة الفاشلين من الساسة في الحكومة و مجلس الأمة فتتعطل احتياجاتي البسيطة بسبب أطماع الآخرين العظيمة؟

قلت له : لا أعلم

سألني : و ما ذنب ابنتي المـُطـلـّقـة بسبب سوء زوجها أن تحرم لشهور عدة من التعيين بوظيفة تسد حاجتها و متطلبات طفلها بحجة أن التعيين متوقف إلى حين انتهاء الانتخابات؟

قلت له : لا أعلم

سألني : و ما ذنب ابنة عمي ذات السبعة و ستين عاماً أن تنتظر شهرين آخرين لما بعد الانتخابات بعدما انتظرت شهرين سابقين للموافقة على علاج إعاقتها المفاجئة بالخارج و التي لا تستطيع علاجها بالكويت كونها فقدت إحدى رئتيها سابقاً بسبب التلوث و تعاني من السكر و الأملاح في الدم؟

قلت له : لا أعلم

سألني : لماذا لدينا أفضل إدارة في العالم تستمتع بإضاعة الوقت؟

قلت له : لا أعلم

سألني : لدي أسئلة كثيرة لك ، لكني أريد أن أعرف لماذا أجبت جميع أسألتي السابقة بـ لا أعلم؟

قلت له : لأني مبطـّل سياسة بالفترة الحالية

سألني : متأكد؟

قلت له : أظن ذلك

قال لي : مخطئ ، "لو كنت مبطل سياسة" حالياً مثلما ادعيت لأجبتني عن جميع أسئلتي بكل إسهاب ٍ و ثقة

قلت له : حقا ً إنك تعلم