و عند الكاسكو الخبر اليقين

نفت وزارة الداخلية في بيان رسمي لها ما ورد في مقال السيد محمد الوشيحي في شأن عدم تقدم وزارة الداخلية ببلاغ الى النيابة العامة حول ما أثير مؤخراً من شبهات التعدي على المال العام من خلال عقود إعلانات الإنتخابية العام الماضي. و طبعاً إستغل بعض ممن يحاول التغطية على مواقفه السابقة هذا البيان و كأنه قرآن منزل. 9

لكن يا سبحان الله ،، يمهل و لا يهمل ! 9

جريدة الجريدة نشرت نص الكتاب الذي وجه الى النيابة العامة بتاريخ الأول من يونيو و المرقم (1121) و الذي بين بكل وضوح بأن وزارة الداخلية إكتفت بالطلب من النيابة العامة لإستجلاء الأمر عما إذا كان ينطوي على شبهة الجريمة من عدمه. 9

إذا الوزارة لا تعلم بأن كانت هناك جريمة أم لا ؟ بل إنها أكدت في بيانها بأن خاطبت النيابة ليس عن قناعة أن هناك خطئاً شاب ترسية المناقصة بغير الإجراءات القانونية و لكن حسماً لأي جدل و إستباقاً لللإستجواب فأحالت ملاحظات ديوان المحاسبة (دون إتهام) و دعت النيابة و شأنها في هذا الأمر. 9

النيابة خاطبت وزارة الداخلية قبل الإستجواب و أكدت بأن لا يوجد بلاغ رسمي لأن لا التهمة و لا المتهمون محددون في كتاب وزارة الداخلية غير الجادة في متابعة الموضوع لأنها لا ترى أصلاً ما يستحق الإحالة النيابة كما ورد على لسان الوزير في جلسة الإستجواب و أكده بيان وزارة الداخلية. لكن بيان وزارة الداخلية أغفل رد النيابة هذا لكي لا يفضح المستور ! 9

و هذه الحالة مشابهة لما حدث حينما قررت النيابة العامة الإسبوع الماضي رفض التحقيق في البلاغ المقدم من المحامي نواف ساري المطيري فيما يخص قضية شيكات النواب لأن البلاغ يجب أن تكتمل أركانه الثلاثة و هي : الجريمة ، الدليل ، المتهم ! و بينت إن هذا خارج عن إختصاص النيابة التي لا تعمل كلجنة تقصي حقائق و إستجلاء شبهات. 9

القضية الآن أصبحت واضحة و شمس الحقيقة ما عاد يمكن إخفاءها بمنخل "الوَدَع السياسي" الذي مارسه نواب الأمة و خلفهم من "أُستُغْفِل" بهذه الكذبة الصريحة. 9

لا يوجد بلاغ ! لا توجد إحالة ! لا توجد تهمة ! لا يوجد متهمون !! 9

من يقول بغير ذلك فهو "كــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاذب" ! 9

أنا لا أخاطب العقول ،، لأن بعد هذه الأوراق ما عاد هناك مجال للتفكر و المناقشة .. لكني أخاطب الضمائر التي تبلّدت و الوجوه التي أخزيت بشر أعمالها : ما تستحون على ويوهكم ؟؟

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

على الهامش : شكراً كبيرة جداً لمحمد الوشيحي. مثل هذه المقالات هي ما يبرد الجبد و ليس مقالاتك عن غزوات مطير و عبقرياتك العسكرية و فصاحة خالد الطاحوس و بلاغته ! 9