Thursday 6 November 2008

أزمة ناصر المحمد

لم أجد المشهد السياسي المحلي أكثر وضوحاً مما نراه في هذه الأيام. ما أثاره النائب أحمد المليفي من زوبعة تراجع عنها في آخر لحظة كشفت لنا حقيقة أمور كثيرة. منها الحكومة التي أجزم الآن بأنها فاسدة تعيش على مبدأ الولاء لا الكفاءة. تخلق الأزمات الواحدة تلو الأخرى. و هي ليست بأزمات حقيقية ، بل هي مصطنعة. فأزمة وزارة الصحة ليست رداءة الخدمات الصحية ، بل مشكلتها و آفتها هي التكييف و التيار الكهربائي في المستشفيات. أزمة وزارة التربية ليست في المناهج و مستوى المعلمين بل في توفر الكراسي و نظافة الحمامات. أزمة الرياضة ليست في المنشآت الرياضية بل في قانون منع الجمع في المناصب الرياضية. أزمة الطاقة لدينا ليست في سعة محطات الكهرباء بل في مشروع ترشيد. أزمة التعليم العالي لدينا ليست في إستقلالية الجامعة و دعم البحث العلمي فيها بل في الخلاف ما بين نورية و رشا. 9

هكذا إنحدرت الدولة ، وهكذا إنحدرت مستوى إهتماماتنا و مشاكلنا. حين نركز على التافه من الأمور ، حين نعتمد ولاء الفرد قبل كفاءته. هذا ما أوصل ناصر المحمد الى كرسيه. ولائه دفعه الى تغيير رأيه في الدوائر الخمس. ولائه يمنعه من القضاء على أسباب أزمة الرياضة. ولائه دفعه للتخلي عن دوره كرئيس للسلطة التنفيذية إبان أزمات التأبين و الإنتخابات الفرعية. ولائه سمح لأقطاب الفساد في التمدد حتى حين خرجوا من الحكومة. و ما ملف العلاج في الخارج في إنتخابات 2006 إلا أكبر دليل. ولاءه هو ما يبقيه على سدة الكرسي لا كفاءته. 9

هذا الحب المجنون للكرسي دفعه للتخلي عن إبن عمه أحمد العبدلله في إستجواب لا يتحمل وزره (نظرياً). هو أيضاً مادفعه للطلب من علي الجراح بالصمت وعدم فضح صاحب شقة رأس الأرض. هو ما دفعه للشقلبة فيما ما يخص قضية المصفاة الرابعة. هو ما جعله يبحث عن كبش فداء في كل قضية و إسألوا عيسى الخليفة. هو ما دفعه لسحب الجنسية عن خمس عوائل بلا سبب واضح. و هذا الحب هو ما دفعه لشراء الولاءات أيضاً ، و ما المليون و نصف دينار التي دفعت كثمن للبخور المستورد من محل النائب الحالي السيد "عسكر العنزي" في وقت الإنتخابات الماضية إلا أكبر دليل و شاهد على ما نقول.
99
نعم أصبحت الجنسية حق و منحة من صاحب المعالي. يمنحها وقت ما يشاء و يسحبها وقت ما يشاء. الجنسية حق سيادي. نعم نقر بذلك. لكن هذا الحق السيادي ليس للدولة للأسف. بل هو لصاحب المعالي يعطيها في غمضة عين و يحجبها في رفة جفن. من هو وراء منح من لا يستحق شرف الجنسية الكويتية؟ ألا يستحق أن يعاقب ؟ و لماذا السحب الآن في هذا الوقت ؟ و ما مصير تلك العوائل التي أصبحت لها مراكز قانونية و حقوق كالتوظيف و التعليم و الطبابة و الحصول على القروض ؟ ما ذنب هذه العوائل ؟ هل إسترخصنا كل شئ في هذه الدولة؟ حتى مشاعر البسطاء و أحلامهم في معيشة كريمة ؟
أما آن لكم أن تخرجوا من أبراجكم العاجية و أن تتخلوا عن المباخر و سيارات البنتلي المصفحة و أن تتلمسوا هموم البسطاء للحظة؟ هل أحسستم يوماً بمعاناة المواطنة و هي تنتظر الساعات الطوال في إحدى إدارات الشئون ؟ هل أحسستم بالحرقة على شرف أخواتنا الموظفات و هن يتعرضن للتحرش الجنسي في الوزارات ؟ هل أحسستم بمعاناة الرجل الطاعن في السن و هو يتعرض للإهانة في أحد المخافر؟ هل إكتويتم بنار الغلاء و أنتم من تبلغ نثرياتكم ملايين الدنانير؟ هل شاهدتم الإرتفاع في أسعار حليب الأطفال و انتم ممن يستورد الشكولاته الفاخرة السويسرية على متن الطائرات ؟ هل عرفتم بمعاناة ذات الأب المفجوع في إبنته التي فشلت عملية القلب لها و يحاول إبتعاثها الى الخارج دون طال رغم موافقة اللجان لأن الرئيس لم يعين وكيلاً للصحة الى الآن ؟
ما يحدث اليوم ليس مرده الضعف أبداً. فلم يحصل رئيس للحكومة على دعم 45 نائباً أبداً. و لم يصرح أمير للكويت بدعمه لرئيس حكومته مثلما صرح سمو الأمير الحالي. سمعنا عن الخطوط الحمراء و الصفراء و البنفسجية. رأينا القوى السياسية تتقاتل من أجل الدفاع عن رئيس الحكومة. شاهدنا نواب "الموائمة السياسية" وهم يتقاتلون للتنظير عن التوقيت و مغزى التوقيت. رأينا خمسة عشر صحيفة تتفوق على الإعلام الحكومي في الدفاع عن رئيس الحكومة. 9
إنه ليس الضعف. بل هو تغليب مبدأ "الولاء" على "الكفاءة" من اعلى تراتيبة الحكومة الى اصغر مستخدم فيها. إنه زمن إنعدام المقاييس. إنه زمن الإنحدار الذي للأسف طال القيم. أصبح الموظف مرتشياً. المدير مرتزقاً. الوزير أمعة. والرئيس خائفاً على الكرسي. 9
الظن بأن الأزمة قد إنتهت هو ظن خاطئ. الخطوط الحمراء الوهمية قد مسحت. والجميع إلتمس هشاشة السلطة و بات يعرف أنه لا حاجز امام المسائلة التي يحاول "الجميع" إعاقتها و التكسب من وراء ما يحصل من فوضى ومساومات رخيصة للبقاء على الكرسي. 9
9
اليوم إنكشف عري الحكومة و أقطابها امام الجميع فما تشهده "الدولة" من إنهيار و هيبة السلطة من تراجع لا يمكن لفداوية العهد اليديد و لا حتى "بينوكيو" الديوان السيد نايف الركيبي الدفاع عنه. نحن فقط ننتظر "النائب المنتظر" ليحمل لواء المحاسبة و هو حتماً ليس أحمد المليفي ،، النائب الذي لم يجرؤ ! 9
الحديث لم ينتهي ، و لدي المزيد مما يختلج في صدري نحو نوائب أمتنا ، القوى السياسية ، وسائل الإعلام ، أحمد المليفي و الشعب المغلوب على أمره ! 9
للحديث بقية ،، 9

29 comments:

Anonymous said...

اييييييييييييييييييييييييييييه

ولا دايم الا وجه الله

سيدة التنبيب said...

ليس ناصر المحمد من تسبب بالأزمة

نحن جميعا مشاركون في صنعها

Hamad Alderbas said...

المقالة قصيرة انتهت بسرعه

لا تتأخر بالبقية عزيزي

Salah said...

لا حول ولا قوة الا بالله

كنت على أمل أن يصلح الاستجواب شيء لكنه ما زاد الطين الا بله!

Anonymous said...

للتاريخ فقط عن الدولة العباسية و اسباب انهيارها انقل لكم هذه الفقرة من كتاب اعلام الهداية
"إنّ ضعف شخصيّة الحكّام هو أحد عوامل التفكك والانهيار الذي أصاب الدولة الإسلامية، وقد رافقه نفوذ زوجاتهم واُمّهاتهم الى جانب سيطرة الأتراك الذين اعتمدوا عليهم للتخلّص من نفوذ الإيرانيين والعرب، كما كان لظلم الاُمراء والوزراء دوره البالغ في زعزعة ثقة الناس بالحكّام وإثارة الفتن والشغب داخل بلاد المسلمين
"
والسلام
ولد جبلة

Yin مدام said...

كلامك صحيح بس لا ننكر إن فيه أزمة مناهج وفيه أزمة صحة
والزوبعة التي يختلقونها ما هي إلا لإبعاد العين عن الأزمات الحقيقية ومنها ما تفضلت في ذكره
!!
مشكلتنا العشوائية في القرارات
وعدم التخطيط وعدم الإلتزام

ماكو صاحب قرار مليون واحد يشتغلون وكل واحد بروحه ولنفسه
مو للمصلحة العامة

عندنا أزمات
أزمة دولة وشعب
وحكومة ونواب
وأخلاق وأولويات
وعفسة ولوية ولاعت جبودنا
وفيه بعد بس تعبت

!!


وهابي ويك أند

secret said...

من أفضل ما قرأت حتى الآن بخصوص الاستجواب و ما ترتب عليه

تسلم
و مستنيين

why me said...

لاحول ولا قوة الا بالله


كلامك يحررر

محد حاس بحد



صج تسلم ايدك على البوست
متابعه

bo bader said...

لا يمكن إلا الاتفاق معاك !!

وبس شرايك نصنع النائب المنتظر بدل ما ننطره ، لأن الانتظار عمره ما ينجز أي شيء ..

تحياتي

Yang said...

مقالة أكثر من رائعة

بس للأسف النائب المنتظر عمرنا ما راح انشوفه, إذا ما غيرنا اللي بداخلنا.


وتسلم

حلم جميل بوطن أفضل said...

غير معرف 1

لو دامت لغيرك ميكا اتصلت ال

حلم جميل بوطن أفضل said...

سيدة التنبيب

عفواً

ليش الشعب هو اللي معين فؤاد الفلاح على رأس الهيئة العامة للشباب و الرياضة؟

الشعب هو يمنح الجناسي بليل و يسحبها في الصباح؟

الشعب هو الذي حصل على أعواد البخور المليونية؟

حدثي العاقل بما يعقل يا دكتورة. لا أنفي دورنا في قبول سوء الأوضاع. لذا يجب علينا أن نرفض و أن نجاهر بهذا الرفض

حلم جميل بوطن أفضل said...

حمد

مابي أطول المقالات. اليوم سيكون نصيب أحمد المليفي

حلم جميل بوطن أفضل said...

صلاح

إن لم تكن الإستقالة فهي الإقالة. إنكشف ناصر المحمد و إنكشفت دعاويه في الإصلاح. و إنكشف أحمد المليفي و إنكشف باقي نوابنا و التيارات السياسية الإنتهازيو

مجمل ماحصل هو أمر جيد و إن أصابتنا خيبة الأمل في من أحسنا الظن بهم

حلم جميل بوطن أفضل said...

ولد جبلة

هذي نظرية المماليك الجدد مالت المليفي

انا عندي نظرية فداوية العهد اليديد

:)

حلم جميل بوطن أفضل said...

ين

فيه أزمة مناهج وأزمة صحة و أزمة طاقة و أزمة قيم و أخلاق. لكن كيف يتسنى لنا أن نناقش هذه القضايا و نحاسب المسئولين عنها و نقطع الماء و الهواء عمن يترزق عليها إذا لهينا بالخلافات الطائفية و القبلية و الفئوية

كيف لنا أن نتوحد و كل تيار سياسي يبحث عن مصلحته و مزيد من الغنائم و المناصب و يتقاتل أبناء هذه التيارات على إستجواب نورية وباقر و الشمالي و ينسون من خلق لنا هذه الألغام الأرضية

Got my point?

حلم جميل بوطن أفضل said...

اللهو الخفي

أشكرك على الإطراء. الحقيقة ،، الزملاء لم يقصروا و لم يتركوا شئ لي لأضيفه

حمد و أم صدة و الطارق و ملاحظة و فرناس و كثيرون آخرون لا تحضرني أسمائهم الآن كتبوا قبلي

حلم جميل بوطن أفضل said...

واي مي

حكي في حكي في حكي. كل من يدور مصلحته أو مصلحة عمامه

حلم جميل بوطن أفضل said...

بو بدر

نصنع جده بعد. انا أعلنت كفري بالتيارات السياسية الحالية. محد ايده بالنار غير الشعب. باقي الأطراف تتكسب مما يجري

لا يمكننا لا إنتظار أحد و لا التعاون مع أحد. نحن نصنع ذلك المصلح المنتظر

عيال الحلال وايـــــــــد مهما حاولوا ايهامنا و زرع عدم الثقة بيننا

حلم جميل بوطن أفضل said...

يانج

بالضبط. إذا الشيعي يفكر في ترخيص المسجد و مستعد يتحالف مع جاسم الخرافي من أجل ذلك فلن نصل لشئ

إذا البدوي يفكر في كسر القانون من أجل الحصول على حقوقه المسلوبة فلن نصل الى شئ

إذا السلف و الإخوان يتقاتلون على المناصب الحكومية فلن نصل لشئ

إذا الليبراليين يتبعون شخص أحمق أهوج لا يكترث لفكر بقدر ما يكترث لمصالحه التجارية العائلية فلن نصل لشئ

إذا نتكلم و ننظر و لا نثق في بعضنا البعض فلن نصل لشئ

أشد على كلامك و هذه هي وجهة نظري

Yin مدام said...

First of all:
your Post is awesome "just so you know I do not disagree"!! it is right on the spot!!
Now:
I get your point and I agree totally
but I just needed to point out that there are real problems but they are masked

" I mentioned in one of my posts that most of our major crises are fabricated in accordance with our genius governments and deputy council's agenda's"
That a country is run in such a way is sad!!
Also
I previously mentioned that
we all need to change from the inside out
our culture
our views
our stupid way of thinking
we also need to become proactive
Us the people need to change, to understand, to unite and ACT as one for the good of all!

in my comment when I wrote that our crises is vast
people, gov, council, practices, laws, morals, priorities ( they are all related!!) if one is corrupted the rest will not be able to function properly with out a strong, solid and just leader with a clear vision!!

so yeah I get your point
and yeah I agree
Got my point??

:)))

Fahad Al Askr said...

هيك بلد بدها هيك حكومة

Anonymous said...

أنا عن نفسي ما راح أسدد فواتير الكهربه والماي . صج هيك حكومة ما تسوى من يعطيها ويه .

soul said...
This comment has been removed by the author.
Anonymous said...

النائب المنتظر
هذا موجود في خيالنا بس
نحن من نصنع فرسانا من الثلج
بمجرد ما تحمى الشمس ساحوا
ونبقى ندافع عنهم واحنا نشوفهم ماءً مهدوراً
تحياتي
احلام

حلم جميل بوطن أفضل said...

Yin

Got you now

Just wait for the future articles where we will discuss the change and the change management

حلم جميل بوطن أفضل said...

فهد العسكر

العيب مو في البلد. العيب في الشعب

قول

هيك شعب بده هيك حكومة

حلم جميل بوطن أفضل said...

غير معرف 2

لو فكر كل منا بهذه الطريقة لن يتغير شئ. قبل أن تمارس حقك بالرفض يجب أن تؤدي واجباتك كاملة بالإلتزام بالقوانين

حلم جميل بوطن أفضل said...

أحلام

النائب المنتظر تعبير رمزي يشبه عقيدة المهدي المنتظر الذي سيملأ الرض قسطاص و عدلاً بعد ما إمتلأت ظلماً و جوراً

نحن الشباب من يصنع التغيير بعيداً عن الجميع و خصوصاً ما يسمى بالحركات السياسية

فقط نحتاج لأن يثق كل منا بالآخر