رسم الدستور الكويتي دور مقام الإمارة بمهارة شديدة محاولاً الجمع بين النظام البرلماني و النظام الرئاسي مع ميلٌ الى النظام الأول. فقد إعتمد نظام السلطات الثلاث التي تعود شرعيتها الى الأمة مصدر السلطات جميعها. كما جعل مقام الأمير رئيساً لهذه السلطات و حكماً بينها إذا ما أختلفت و حاول تنزيه مقامه عن النقد بإسناد شئون الحكم اليومية الى رئيس السلطة التنفيذية. 9
تاريخياً ، إنحازت مؤسسة الحكم الى السلطة التنفيذية فقد تراها جزءاً لا يتجزأ من الأسرة الحاكمة و ممثلة لسياساتها و آراءها بينما كان يُنظر الى مجلس الأمة كشريك مشاغب يتعين تحجيم و تقليص دوره. هذه النظرة القاصرة أدت الى تحوير هذا الصراع و كأنه صراع بين الأسرة و الشعب و هو ما نربأ به عن الأسرة و الشعب مجتمعين. 9
لا أعتقد بأن أحداً منا سينكر سوء الأوضاع و لقد قضينا جهداً كبيراً في تحليل الأسباب كما فعل السياسيون و الإقتصاديون و المنظرون. لكن الكلام عن الأسباب لا يكتمل إلا بوضع الحلول. هل يكمن الخلل في شكل النظام السياسي الذي لم يكتمل تطبيقه يوماً ما ؟ أم إن الخلل في سوء الإختيار ؟ أم إن العلة تكمن في الشعب نفسه فهو مصدر السلطات كما نص الدستور و ما خلل الممارسة إلا لإنعكاسات التشويهات الحاصلة في هذا المجتمع. 9
كما نص نظامنا السياسي على عملية إقتراع مباشرة واحدة تختص بإختيار ممثلي الأمة فهم صوتنا الوحيد فيما يجري. و حاولت السلطة إختزال الديمقراطية في عملية الإنتخاب التي شابتها مساؤئ كثيرة كالأنتخابات الفرعية و شراء الأصوات و التخندق الطائفي فهمشت دور مؤسسات المجتمع المدني و سيطرت على وسائل الإعلام و أضعفت الثقافة الدستورية و الديمقراطية لدى جموع المواطنين. 9
و للأسف رغم التصريحات الكثيرة و الخطب الرنانة في الحملات الإنتخابية فقد رفض خمسة و أربعون نائباً مجرد حق التعبير عن رفض الشعب الكويتي لطريقة إدارة البلد. هؤلاء "الأمعات" لم يكلفوا أنفسهم عناء مناقشة القضايا التي كانت ستطرح في الإستجواب بل تكلم بعضهم عن مصطلح مطاطي يعرف ب "الموائمة السياسية" التي من الممكن أن تنطبق على أي حالة و تجهض أية محاولة إصلاح تحت حجج واهية. كما تحدث بعضهم عن "التوقيت" و هي كلمة باطل اريد بها باطل فالمحاسبة و المسائلة لا تأتي وقت الرخاء بل تكون وقت الشدة. كما حاول البعض الآخر ترويج مفهوم "الخط الأحمر" و هو مصطلح غير دستوري لا وجود له ، فزع منه نوائب الأمة. 9
الفزع المخزي هو ما جعل النواب يهرعون لطرق الأبواب المذهّبة لا لحل الأزمة ، لا لإطفاء نيران أسبابها ، لكن للمحافظة على كراسيهم الخضراء التي حصلوا عليها مؤخراً. "بوبيات" مجلس الأمة الوديعة باتت تموء على أبواب القصور طمعاً في مناقصة أو منصب أو حتى قطعة عظم مصفحة و مبخرة بالبخور الكمبودي الفاخر و مصبوغة في ورشة الدهن التي لم يجد لها ديوان المحاسبة أثر ! و هو ما جعلهم يساومون في كل شئ على كل شئ و يحاولون عقد الصفقات و الوصول الى ترضيات تحفظ ماء وجه الجميع في مسرحية مكشوفة الأدوار كما أطلق عليها زميلنا الطارق. 9
هذا المشهد السياسي المؤسف له أسبابه. منها إقتصار العملية الديمقراطية على صناديق الإقتراع التي تخرج مرة كل أربع سنوات و غياب أدوات المحاسبة الشعبية و دور هيئات الرقابة و الرصد التي ستدقق على مواقف النواب و تقيّمها في ميزان شعبيتهم. السبب الآخر هو غياب صوت الإعلام الحر فمؤسساتنا الإعلامية ممولة من قوى إقتصادية تسعى الى إبقاء العلاقات متينة و راسخة مع صاحب القرار فيما يخص المناقصات و الهبات و العطايا. السبب الثالث هوغياب التعاون و الثقة بين القوى السياسية المتصارعة و هو ما سنفرد له مقالاً منفصلاً في المستقبل. 9
و في وسط سوق النخاسة السياسية هذا يقف ذلك النائب الذي نختلف معه تماماً لكنه يبهر خصومه قبل مريديه بثباته على مواقفه و إيمانه بما يقول و الذي أثبت خلال الأسابيع الماضية إنه أشرف من النواب الموائمة السياسية و أشجع من صاحب الإستجواب الذي تراجع ، و أقصد هنا السيد "وليد الطبطبائي" الذي أرفع له القبعة على مواقفه الأخيرة. 9
الثابت اليوم إن نوائب الأمة قد أقروا أداة سياسية جديدة هي "التلويح بحل مجلس الأمة" و هو أمر سنعاني منه لفترة إذا ما إستمر نوائب الأمة في تخاذلهم المثير للشفقة. هذه الأداة ستكون في متناول السلطة تشهرها في وجه النواب كلما تجاوزوا تلك الخطوط الحمراء التي لا نعرف كيف أقرت. تلك الخطوط التي لا نعرف كيف رسمت ؟ ربما من نفس اللجنة التشريعية التي أقرت إلغاء تجريم الإنتخابات الفرعية و أحلت إستغلال أراضي الدولة لأغراض الدواوين و حرمت توزير موضي و نورية. مجلسٌ يبيح الحرام (الإنتخابات الفرعية) و يحرم الحلال (توزير الإناث) ماذا نتوقع منه ؟
من سينتصر للكويت و شعب الكويت؟ أحمد المليفي أم صالح الملا أم ناصر الدويلة أم صالح عاشور أم عصام الدبوس أم سعدون حماد أم أحمد السعدون أم ناصر الصانع أم خالد السلطان ؟ إنه "الخزي" و"العار" فقط ما سيذكره الناس عن مجلس 2008. 9
للحديث بقية ،، 9
20 comments:
ولـيـد الـطـبـطـبـائـي رغـم أن تـوجـهـه إسـلامـي و رغـم أنـه لـه تـصـريـح ذو مـسـحـة طـائـفـيـة بـتـركـيـا عـن شـيـعـة الـكـويـت ... لـكـنـه للأمـانـة مـتـواضـع و يـتـواصـل مـع كـافـة أهـل الـكـويـت
الـشـعـب هـو ألـي أوصـل بـعـض الـعـاهـات إلـى قـاعـة عـبـدالله الـسـالـم
أنـا أشـوف بـأن الـشـعـب بـحـاجـة لـوعـي سـيـاسـي خـصـوصـاً لأبـنـاء الـمـنـاطـق الـخـارجـيـة مـع أحـتـرامـي لـهـم
:)
متابعه
من سينتصر للكويت و شعب الكويت؟
محمد
هايف
سلطان
عريج
المطيري
كل اعتمادنا عليه
متابع
وماعندي تعليق غير على رابط المسرحية الذي ارجو ان يكون منطلقه القناعة التامة لا ان تكون مجرد محاولة لزوم تغيير تكتيكات البروبغندا التي افقدت الزميل مصداقيته تماما .
هذا ما يتضحلي من نعومة القاء اللوم على جميع القوى السياسية !.
اتمنى ان اكون مخطئا وسأتعلق بالخاتمة .
تحية لك عزيزي الحلم
اللي راح ينتصر للكويت وشعب الكويت واحد وماكو غيره ....
.
.
.
.
.
.
عضو جديد اسمه محد بن مالك أمل
شوف الزمن الي طلع الطبطبائي احسن واحد فيهم
انا اقول خل نعطي المليفي بعد فرصة
رافائيل بنييتز مو احسن منه
زمن أغبر
وأؤيد البيرق في مسألة نقص الوعي السياسي عند الشعب
وأضيف صوتي لصوت زوجي في تسمية
سوبرمان المجلس الذي سينتصر للكويت
:))
خل نتعدل احنا كشعب بالأول
تالي نطالب بمجلس فيه خير للكويت ولنا
!!
وزوز :
لووول
اشد على ازرك
و اقول كلمة حق
في رجل
لطالما انتقدت الكثير من مواقفه
لكن و للحق
وليد الطبطبائي
موقفه من الاستجواب كان جدا جميل
و هو شيء يحسب له
ثورة ثورة حتى النصر
المليفي لم يتقدم بأستجواب رسمي مطبوع ولم يقدمه رسميا للأمانة العامة لمجلس الأمه . وانما أكتفي بدعوة الصحافة ووسائل الأعلام وأعلن ما أعلن ولكنه رسميا لم يقدم أي أستجواب . وأما تأييد الطبطبائي للمليفي فلا يعدو أن يكون سوى كلام للاستهلاك السياسي ولا يبنى عليه حيث ديدن السياسيين هو المنافع الشخصية وعند الصجية يغيرون مواقفهم أو يتغيبون عن الجلسة خلال أوقات التصويت على طرح الثقة ومكانهم المفضل التواجد بالحمام
كلهم نوائب فلا تصدقوهم أبدا .
البيرق
نحتاج لوعي. إعادة بناء للثقة. تصحيح للمفاهيم. تحييد أصحاب المصالح. المصارحة
و كنت دوماً ما أقول بأن أبناء المناطق الخارجية هم مفتاح الحل
واي مي
شكراً
إنجليزي ده يا زوز؟
حمد
بل هي كل القوى السياسية. كلها. من الظلم إلقاء اللوم على حدس. بل المنبر قبل حدس
ألم نقل بإنتهازية حدس؟ أين مبادئ سامي المنيس في تصريحات ابن المنبر صالح الملا؟
الحين فقط تذكر و يبي يحاسب الحكومة على عدم تعيين فيصل الشايع كرئيس الهيئة العامة للرياضة
أنا منغث و لا أريد أن أقسو أكثر مما قسيت عليه
لو فقط نتوقف عن توجيه الإتهامات الى باقي الحركات السياسية المنافسة و نبدأ بأنفسنا ، لكانت الكويت بألف خير
يانج
أكو أمل بالشباب
فريج سعود
المليفي ماي زمزم ما يطهره. كانت الفرصة سانحة امام المليفي و كنا جميعنا خلفه
لا مصداقية له عندي بعد اليوم
لا فرصة و لا صندوق الجماعة
ين
بعلك عدالته مشكوك في أمرها بسبب مواقفه المعادية لليفربول. في البداية كسر خاطري من الكلام اللي قلتيه عنه
بس لو يشيل سبع نساء عجائز و يطوف فيهم بالحرم هم ما ينغفر ذنبه
أنا صوتي مع صوت الحق. السيد صلاح
ملاحظة
و نمدحه حين يكون موقفه ثابتاً لا تغيره المصالح. و ننتقده حين يهتم بصغائر الأمور و يتهرب من مناقشة كبائرها
المدح و القدح يطال المواقف لا الشخوص
ابن زيدون
بل كلمة ، إن شاء الله تكون كلمة حق. ثورات الإصلاح تركناها لفرسان المجلس
غير معرف
بل وعد بتقديمه و أصدر حكمه المسبق حين قال بأن ناصر المحمد لا يستحق الجلوس على كرسي المجلس ليوم إضافي
أما عن تكسب الطبطبائي و إن كان صحيحاً فهو أشرف من مواقف من باع مبادئه و بات يتلمس الأعذار الكاذبة و أصبح محامي الدفاع
الطبطبائي يتكسب معلش. الباجي ليش ما يتكسبون؟
و لا لقمتهم موجودة في مكان ثاني؟
هذا هو سؤال المليون
Post a Comment