ما هي أقسى محنة أمنية مرت بها الكويت ؟ سواء في تاريخها القديم و الحديث؟ أعتقد بأن الجميع يتفق بأن كارثة الغزو العراقي كانت هي الأبشع. و قد تمت في ظل غياب السلطة التشريعية و إنفراد مؤسسة الحكم بمقاليد الأمور في البلاد. و لقد شكلت لجنة برلمانية لتقصي الحقائق حول الغزو العراقي في برلمان 1992 ترأسها آنذاك السيد أحمد باقر ، و لم تنشر نتائج هذا التحقيق حتى يومنا هذا و لم تتم محاسبة أية مسئول أو فرد و لكن الكل يتحدث اليوم عن نصب المشانق و الإبعاد و التسفير دون أن يتكلم عن خطيئة الإحتلال التي أودت بالبلد من غير أدنى صورة من صور تحمل المسئولية. ما السبب؟ لا أدري ، ربما الجُبْن ، ربما الزيتون ، ربما عدم القدرة على مواجهة الحقيقة المرة ! 9
و منذ أيام قليلة مرت علينا الذكرى الثامنة العشر للإجتياح الصدامي و نشرت العديد من المدونات مواضيع تتكلم عن ضرورة عدم نسيان هذا الغزو. للأسف الجميع كان يتكلم عن أهمية عدم تناسي آثار هذا الغزو ، دون أن يتكلم عن الدروس المستفادة منه. ففي الغزو برز التكافل بين أبناء الوطن و وحدة صفهم و رغبتهم على تناسي أخطاء المرحلة السابقة. و من هذه الأخطاء الدعم اللامحدود الذي تلقاه حامي البوابة الشرقية في مواجهة الغزو الصفوي و الهجمة البربرية التي طالت كل من إمتلك قليلٌ من الشجاعة ليحذر من مخاطر هذا الغول الشمالي. لكن أصوات الغباء و الطائفية كانت أقوى فتعالت أصوات الجارلله و أحمد عبدالله حسين و هي تنادي : ألقوا بالطابور الخامس في البحر ، بعد أن رفض ثلاثة من نواب الأمة مشروع بقانون يقضي بمنح قروضاً و تسهيلات مالية الى النظام البعثي. اليوم يحاول جهالة القوم فعل الشئ نفسه و كأننا لم نتعلم من طراق الغزو ، إذ يقولون بأن كل طراق ب "تعلوم" لكن هل تفتهم الخراف؟ 9
و عندما ساءت العلاقات في صيف 1990 ، خرجت علينا دبلوماسيتنا الشامخة بتصريحها الأثير "الأزمة مجرد سحابة صيف" و ما هي إلا سويعات قليلة حتى إستيقظ الشعب الكويتي الآمن على صوت رعد هذه السحابة التي أمطرت دماً و مآسي إنسانية لم يألفها هذا الشعب المسالم. إندفع الجميع مستغيثاً نحو قبلة العرب ، الجامعة العربية ، التي آمنت وزارة خارجيتنا بها و بالقضايا القومية بعد أن قام بتأسيسها العم جاسم القطامي و الذي إختار خيرة شباب القومية العربية لقيادتها. و لكن الصفعة كانت قاسية من أنظمة إمتدت لها يد الخير الكويتية لتطعمها سنين طويلة كاليمن و الأردن و تونس و ليبيا و السودان و فلسطين ، لكن هذه الأنظمة عضت يد الخير تلك. 9
يومها سقط القناع عن دبلوماسيتنا الفاشلة التي فشلت في تسويق إسم الكويت كبلد محب للسلام و جنحت الى تكوين وفود شعبية تشرح عدالة القضية و تتواصل مع المؤسسات الرسمية و منظمات المجتمع المدني في إنهيار كامل لسفاراتنا بالخارج ، و لولا تكاتف أهل الكويت حول قيادتهم الشرعية و حسن إستغلال سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد للإحتياطيات المالية لما عادت إلينا الكويت. 9
مثل هذا التاريخ هو ما يلزم علينا الحذر في نبحث عن مصالحنا الوطنية أولاً و أخيراً بعيداً عن مصالح الدول الكبرى التي لا تهتم إلا بتدفق النفط (العراق مثالاً) و في حماية الأنظمة الموالية لسياساتها (مصر مثالاً) و ما يستوجب علينا التدقيق على عدم إنفراد شخص ما بقيادة الخارجية الكويتية خصوصاً إن كان محدود القدرات كالشيخ محمد صباح السالم مع تقديرنا و حبنا الشديدين لمعاليه و على وجوب الحديث الشفاف الصريح من قبل جميع المواطنين دون أن يدعي أحدهم بأنه "أفهم" من غيره لكن جميع المؤشرات التاريخية تدل على عكس هذا الأمر و إلا لما كان حالنا مايل. فالسياسة الخارجية الكويتية عديمة الطعم و الرائحة ، و لا توجد لها خطوط واضحة. و هناك حديث عن عدم قدرة الشيخ محمد على تطهير الوزارة من الحرس القومي القديم. فعلى سبيل المثال تم إدانة سفيرنا السابق في تونس بتهمة الإعتداء على طفل قاصر ، فتم نقله الى اليابان بعد أن ترك أبواب السفارة بمفاتيحها و هرب الى الكويت. و بعد فترة تم تسجيل قضية تشاجر داخل ملهى ليلي لذات السفير الذي نقل مرة أخرى الى ديوان الوزارة ليسبب مشاكل أخرى ، إضطرت الشيخ محمد الى نقله الى سفارتنا في دولة أوربية بعد أن عجز عن التخلص منه. 9
أعتقد إذا بأن تاريخنا و حاضرنا الدبلوماسي غير مشرف. و قولي هذا لا يمكن ان ينفي جهود الكثير من المخلصين من أعضاء السلك الدبلوماسي ، فحين نتكلم عن سوء الخدمات الصحة فنحن لا ننتقص من كفاءة الأطباء الكويتيين و حين نسجل أبناءنا و بناتنا في مدارس خاصة فإننا نستذكر الجهود المخلصة لكثير من المعلمين و المعلمات. لكن الأزمة هي أزمة إدارة أولاً و أخيراً. إدارة لا تتمتع لا بالكفاءة و لا الحزم و لا الرؤية الإستراتيجية. إدارة تريد أن تؤمن بقاءها على رأس السلطة و من بعدي الطوفان. لذا فإنني أعتقد بضرورة أن نناقش و بشفافية تامة مسألة التوتر الأمريكي الإيراني في المنطقة و إنعكاساته على الكويت. 9
غني عن الذكر أهمية التواجد الأمريكي العسكري على أراضينا. لكننا يجب أن نعترف بأن هذا التواجد له كُلَفَهُ السياسية و الإقتصادية أيضاً. فالتواجد أتى عن طريق معاهدات أمنية مشتركة تم توقيعها بعد التحرير ألزم حكومتنا لإنشاء و تخصيص قواعد عسكرية دائمة للقوات الأمريكية. و بنود هذه الإتفاقيات سرية. و لا يعلم أحداً عن مدى قدرة الدولة على إلزام الولايات المتحدة الأمريكية على عدم إستخدام هذه القواعد و التسهيلات ضد دول مجاورة. 9
من هذا الجانب أتى حديث الشيخ محمد صباح السالم الأخير الذي قال فيه «نحن صحيح حلفاء لاميركا ولها فضل كبير في تحرير الكويت من الاحتلال العراقي، لكن في الوقت نفسه نحن صريحون مع الولايات المتحدة وقد اعلنا موقفنا بصراحة، اننا ضد اي عمل عسكري ينطلق من الاراضي الكويتية ضد ايران». المشكلة في إلزامية هذا التصريح للحليف الأمريكي و مدى مطابقته لبنود الإتفاقية الأمنية. و هذا الخوف ليس مرده لحرص على إيران بقدر ما هو خوفنا على سلامة الكويت من أي ردة فعل إيرانية. التاريخ يؤكد مثل هذا الشئ حين منحت الكويت تسهيلات للعراقين خلال حرب الخليج الأولى فشهدنا التفجيرات الداخلية (و هو ما أشار إليه السيد القلاف) كما إن ثقتنا في الحكمة الإيرانية محدودة إن لم تكن معدومة فقد تكفي طلقة طائشة لإشعال نار موقدة في المنطقة. و ليت كرم التصريحات يمتد ليشمل الحليف الأمريكي و يؤكد إلتزامه بما تفضل به الشيخ محمد و يطمئن الجميع على إن الكويت ستكون بمنأى عن أية صراعات إقليمية لا ناقة لنا فيها أو جمل. 9
هذه الجزئية تجرني للحديث عن موقفي من حرب تحرير العراق. فأنا ممن ساند موقف الكويت من هذه الحرب لسبب بسيط تماماً. و هو إنني ظننت بان تخليص الكويت و المنطقة من الشرور الصدامية البعثية هو أمرٌ في صالح الكويت و سيقلل من إنفاقنا العسكري و ينشط الدورة الإقتصادية في البلد بعد هيمنة المخاوف الأمنية في فترة التسعينيات. اليوم لا أرى للكويت مصلحة في مهاجمة إيران و إستخدام القواعد العسكرية خلال هذا الهجوم. ربما لا أعلم أو أفقه شيئاً من خبايا الأمور التي يعلمها غيري. لكن أرجو أن توضحوا لي ما لا أعلمه. فنحن نحكم على ما يتوفر لنا من معلومات و لا تتوفر لنا قدرات فؤاد الهاشم الإستخباراتية و لا معلومات فداوية العهد اليديد التدوينية. 9
الأمر الآخر هو تميز الكويت عن باقي شقيقاتها من دول مجلس التعاون في ردة الفعل. فتصريح الشيخ محمد الأول كان مفاجئاً للجميع و لم تقابله ردة فعل خليجية مماثلة فأصبحنا نحلق خارج السرب و أتي التصريح و كأنه يحاول إذكاء نار الصراع (و هذا كان مغزى السيد القلاف و نصيحته لوزير الخارجية بالتعقل) فأتي تصريح الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي في اليوم التالي ثم أتبعه الشيخ محمد الصباح بتصريح آخر لمحطة العربية كان غاية في التوازن و الإعتدال و التعقل طمأن فيه الجميع الى انه يوجه هذا الحديث من باب النصيحة والصداقة والاخوة والجيرة لان هذه البحيرة نشترك فيها جميعاً. كما أكد الشيخ محمد بأن هناك منيريد ان ينفخ و يثير او يوقظ هذه الفتنة الطائفية وهناك من يريد ان يعلب الدول والمجتمعات على حسب العلبة او التوصيف الطائفي لكل مجموعة من البشر، واكد ان الكويت هي بحق بلد الرأي والرأي الاخر بمجملها، بمؤسساتها وبصحافتها وبثقافتها. 9
ما أقول إلا يسلم تِمّك يا بو صباح على هالكلام و ليت البعض يتعظ. 9 9
الأطراف الإيرانية حاولت الإشارة الى إن هذا التصريح كان موجهاً الى الولايات المتحدة الأمريكية لا دول المنطقة. فهي تعلم بأن تأثير إغلاق المضيق سيكون مضاعفاً على الولايات المتحدة الأمريكية التي ستخسر نصف الإنتاج العالمي من النفط (أكثر من 20 مليون برميل نفط يومياً) بينما معظم الدول الخليجية (عدا الكويت التي تحاول إنشاء مخزون نفطي خارجي في كوريا) ستكون لها منافذ تصدير أخرى كالسعودية (البحر الأحمر) و العراق (خط الأنابيب التركي) و إيران (البحر الهندي) و قطر (خط أنابيب الدولفين) و عمان (بحر عمان) كما إن هذه الدول ستعمد الى إستخدام إحتياطاتها المالية لتعويض شح السيولة لمدد قد تصل الى عامين. و لكن الشيخ محمد إعتبر إن مجرد الإشارة الى هذه الخطوة ستكون إشارة الى نوايا عدوانية تجاه مصالح المنطقة و هو موقف سليم لا غبار عليه. 9
إلا إن هذا الموقف لا يستند للأسف على نقاط قوة. ففي ذروة حرب الناقلات و في منتصف الثمانينيات ، طرحت فكرة إنشاء خط تصدير خليجي موحد يمتد من الكويت الى عمان و يهدف الى تزويد الدول بوسائل تصديرية بديلة تلغي ورقة إغلاق مضيق هرمز. لكن هذا المشروع باء بالفشل لسبب هو نفسه الذي منع الكويت من التزود بالغاز الطبيعي من قطر و يمنعها من إقامة مصفاة داخل حدود أراضيها بنحو 40 كم شمال حدودها الجنوبية. فعن أية كرامة نتحدث و أية سيادة ندعي؟ 9
الأمر الآخر الذي يجب الإنتباه إليه ، هو إن باقي دول الخليج لا تقف ذات الموقف الذي تقفه الكويت في دعمها للولايات المتحدة الأمريكية. فالمملكة العربية السعودية نأت بنفسها عن حرب تحرير العراق و إستغلت الفرصة للتخلص من القواعد الأمريكية التي إنتقلت الى قطر فأزالت الحرج السياسي عنها و وفرت لنفسها حماية خارجية قريبة تستطيع إستدعائه بسهولة و يسر دون أن تعاني من المشاكل الداخلية المتعلقة بإستقدام القوات الأجنبية. 9
أما قطر فهي طرحت نفسها مفتاحاً للسياسات الأمريكية و السياسية في المنطقة فهي حليف يمكن الوثوق به و الإعتماد عليه في الوصول الى تفاهمات مع دول مناهضة للسياسات الأمريكية كإيران و سوريا و حكومة حماس. و مرد هذه القوة القطرية هو إحتفاظها بقدر من الحيادية لا تتمتع به باقي القوى التقليدية في المنطقة التي إندفعت في تأييدها للسياسات الأمريكية كالسعودية و مصر. و سياسة قطر الخارجية موجهة بذكاء لخدمة مصالحها ، فهي تريد أن تؤكد للغرب الأهمية الإستراتيجية للنظام القطري (و المخالف للنظام السعودي) و تحاول أن تدفع فوائضها المالية لتأكيد هذه الأهمية بمقدار يحفظ لها وجودها و إستقلاليتها السياسية بعكس الكويت التي فقدت التأثير تماماً بما يوجه الأمور نحو مصالحها الخاصة. 9
أما الإمارات و هي صاحبة النزاع الحدودي الوحيد مع إيران فهي منغمسة في لعب دور محطة البضائع الإيرانية و بوابة الترانزيت للتجارة الإيرانية و التي هي بدورها بوابة للشرق الآسيوي و جمهوريات الإتحاد السوفيتي السابق. فهي دولة تبحث عن مصالحها الإقتصادية و تغض النظر عن مشاكلها الحدودية. و هنا أود أن أرد على أحد الآراء التي طالبت الكويت بإتخاذ موقف متشدد من إيران بسبب قضية الجزر الثلاث الإمارتية و أقول : الى متى و الكويت تدفع ثمن قضايا من لا يكترث يقضاياه. في الأمس كنا قوميين و فلسطينيين أكثر من الفلسطينين أنفسهم و اليوم تريدوننا أن نرتكب ذات الجرم و ذات الخطأ؟
إذا أين الخلل؟ الخلل هو في التحرك المتأخر و إنعدام النظرة الإستراتيجية و التنسيق مع الأشقاء في المنطقة. أتذكر بانني خضت هذا النقاش مع الزميل العزيز بدر الكويت قبل أكثر منذ سنتين. و كان مقال بدر الكويت مفاجئاً للجميع يومها لأنه كان أول مقال يكتب بإسمه الحقيقي. يومها ناقشنا أسباب جنوح إيران للطاقة النووية. فإيران دولة نفطية إلا إنها تعاني من محدودية الطاقة التكريرية و تهالكها ما يجعلها تستورد المشتقات النفطية من الخارج و تستهلك في ذلك جزءاً كبيراً من مخزونها من العملات الصعبة. و كان يمكن لدول المنطقة أن تشجع إيران على عدم المضي قدماً في مخططاتها عبر تزويدها بالمشتقات النفطية بأسعار تفضيلية و شراءها للغاز الطبيعي (غير المتوفر في الكويت) منها لتوفر لها موارد جديدة من العملة النفطية و تستغل هذا الغاز الطبيعي إما في حقن الآبار أو مشاريع بتروكيماوية جديدة. الخيار الآخر كان هو الربط الكهربائي الموحد بين دول الخليج جميعها. الأمر الذي كان سيوفر على الدول كلف إنشاء محطات كهربائية جديدة و يوفر فوائض من الطاقة و يحسن مستويات البيئة في هذه الدول. 9
النقطة القاتمة الأخيرة هي التأثيرات البيئية لمحطة بو شهر النووية على الكويت. فبالرغم من إن النشاط النووي السلمي حق لأي دولة وقعت بروتوكولات و معاهدات وكالة الطاقة الذرية ، إلا إن هذا الأمر لا ينفي الآثار السلبية المحتملة على المنطقة جواً و بحراً. ضاعف هذا الأمر إختيار منطقة قريبة من التجمعات السكانية غرب الخليج و بعيداً عن المدن الإيرانية الكبرى في الشمال. و كان يجب على الدول المطلة على الخليج التنسيق مع الإيرانيين من أجل إنشاء شبكة رصد مبكر و توقيع معاهدات من أجل زيارات تدقيق صارمة بإشراف وكالة الطاقة الذرية تضمن التشغيل الآمن الذي نخشي أن لا يتحقق في دولة من دول العالم الثالث. 9
يجب أن نعترف بمحدودية قوتنا. نعم نحن دولة صغيرة وسط مثلث من الأقوياء. لدينا شبه جيش أضعف من ميليشيات الخمير الحمر نصفه من البدون. نحاول إخراج البنغال من بلادنا فلا نستطيع معارضة ضغوطات رئيسة وزراء البنغال. يضيع قارب في عرض البحر فلا تستطيع قوات خفر السواحل العثور عليه. تسرق أغطية المناهيل لدينا. و الأسلاك و الشباك بل حتى الأنابيب النفطية. و الأدهى بأن وزارة الداخلية قد إستخدمت شركة حراسة من أجل تأمين مخفر صباح الناصر. لسان حالنا يقول : أنا بأخاف من الفار بيطلع لي أسد ؟
هذه هي الواقعية السياسية التي لا يرغب البعض في مواجهتها. فيلقي باللوم على الجميع ، عباءة القلاف و فاكس المهري و ثوابت محمد هايف و جياتي العوازم و فيمتو الشيعة و مخازن الجناعات و عيوش الوزان. لكن لا يستطيع مواجهة الحقيقة المجردة في سبب تردي أحوالنا. حين يتهين الكويتي في بلده و موطنه و تنعته بأبشع النعوت و الصفات ، كيف لك أن تطالب الآخرين بإحترامك؟. 9
ختاماً ، من وجهة نظري المتواضعة ، إن مثل هذه النقاط كان يجب أن تناقش كرد على فعل على تصريحات وزير الخارجية من كافة المواطنين لا سيما البسطاء منهم و الذين لا يملكون الحسابات الخارجية و التي تمكن علية القوم من ضمان مستقبل أبناءهم بعيداً عن هذه الأرض الطيبة. فنحن دولة لا تفعل شيئاً حتى تقع الفأس في الرأس و لا نمتلك خطط بديلة كما فعلت باقي دول الخليج. لذا نجد بأن خياراتنا محدودة دائماً ما يجعلنا أسرى الإرتباط مع القوى الخارجية. و تبقى المصلحة الوطنية العليا هي نقطة المرجعية لأية سياسة خارجية بعيداً عن خرابيط القومية و الجيرة و مصالح الحلفاء التي يجب أن نشدد على أن تكون موجهة لصالح البلد. 9
السؤال : هل كان يمكنني طرح مثل هذا الموضوع الهادئ في ظل التخرفن التدويني و من دون تحييد دعاوي الطائفية؟ و هل كان يستطيع أحد أفراد القطيع بأن يناقش بموضوعية ما يعتقد بأنه مصلحة البلد دون أن يقحم ماركة فاكس المهري أو عدد لفات عمامة القلاف في صلب النقاش؟ كان هناك إحتمال بأن يتهمني أحد بأنني علي بابا زميل السندباد و أن براقش ما هي إلا الأميرة ياسمينة. من يدري ،، فعند ولد الديرة الخبر اليقين ! 9